المصدرون يستكشفون خيارات الشحن الجوي مع تفاقم فوضى البحر الأحمر
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
يسعى المصدرون بجد لإيجاد سبل لتوصيل السلع الاستهلاكية الرئيسية للمشترين بما في ذلك عن طريق الجو، إذ تسببت سلسلة من الهجمات في البحر الأحمر في تفاقم مشاكل سلاسل توريد الشحن البحري في أماكن أخرى.
وكثفت الحوثي اليمنية المدعومة من إيران هجماتهما على السفن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني لإظهار الدعم لحركة حماس مع استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة.
توترات البحر الأحمر تثير مخاوف الشركات المصرية المصدرة وعطلت الهجمات طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأميركا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، ودفعت تكاليف شحن الحاويات إلى الارتفاع بشكل حاد، وتسعى الشركات إلى نقل بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
وقال جان كلاين لاستويس، الرئيس التنفيذي للعمليات للشحن الجوي لدى شركة الشحن الألمانية هيلمان وورلد وايد لوجيستيكس، إن الشركات تحاول الآن التحول إلى ما يسمى بالنقل متعدد الوسائط للحفاظ على سلاسل التوريد العالمية، والتي تتضمن طريقا بحريا وجويا مشتركا.
وأضاف أن ذلك يعني نقل البضائع أولا بحرا إلى ميناء في دبي، ومن هناك يتم نقلها عن طريق الشحن الجوي.
وقال كلاين لاستويس لوكالة رويترز «هذا الطريق البديل يسمح للعملاء بتجنب منطقة الخطر في البحر الأحمر والرحلة الطويلة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا».
تجار التجزئة وأضاف أن العديد من تجار التجزئة، وخاصة في صناعة الأزياء، قد غيروا في السابق خططهم الخاصة بالاستيراد، وتحولوا إلى الشحن البحري باعتباره وسيلة النقل السائدة.
وتابع أن هيلمان شهدت زيادة في الطلب على الطريق الجوي والبحري المشترك للسلع الاستهلاكية مثل الملابس وكذلك الإلكترونيات والمواد التقنية.
وأردف قائلا «نظرا للوضع الحالي، فمن المحتمل أن تكون العديد من الشحنات عالقة في حاويات في البحر الأحمر أو تأخرت بسبب عمليات التحويل حول رأس الرجاء الصالح. ومن المرجح أن يؤثر هذا التأخير على عمليات البيع بالتجزئة في أوروبا والأميركتين لأنه الأمر حدث فجأة».
وقالت شركة تيلويند شيبينج لاينز، وهي شركة تابعة لسلسلة متاجر ليدل الألمانية منخفضة الأسعار، والتي تنقل السلع غير الغذائية لشركة ليدل بالإضافة إلى البضائع لزبائن من أطراف ثالثة، إنها تقوم بشحن البضائع حول رأس الرجاء الصالح في الوقت الحالي.
وقالت «هدفنا هو أن نبقى قريبين من جدولنا الزمني قدر الإمكان».
الشحن الجوي بديلا وقال بول براشير، وهو نائب رئيس قطاع بمجموعة سلسلة التوريد آي.تي.إس لوجيستيكس إن بعض الشركات قد تختار استخدام الشحن الجوي للسلع العاجلة أو الحرجة بشكل خاص، لكن التكلفة تعني أنها ليست حلا شاملا.
وارتفعت أسعار شحن الحاويات على خطوط الشحن من آسيا إلى شمال أوروبا 14% منذ الإعلان عن عمليات التحويل الأسبوع الماضي، وفقا لتحليل من منصة الشحن العالمية «فرايتوس».
وقال جيب كلولو، الشريك في مجموعة صناعة النقل التابعة لشركة المحاماة ريد سميث «هذا لا يتطلب وقتا ونفقات إضافية فحسب، بل يؤدي أيضا إلى تفاقم التأثير البيئي من خلال زيادة استهلاك الوقود».
وأضاف كلولو أن توقيت هذه القضايا الأمنية يزيد من الصعوبات التي يواجهها المشغلون حيث توجد بالفعل اضطرابات عبر قناة بنما بسبب الجفاف.
الأثر الاقتصادي قال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة درياد جلوبال البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، إن نحو 35 ألف سفينة تبحر عبر منطقة البحر الأحمر سنويا وتنقل البضائع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وهو ما يمثل حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال «في ظل تهديد ممتد ستشهد أسعار الوقود والبضائع المتجهة إلى أوروبا ارتفاعا كبيرا بسبب زيادة تكاليف التحويل حول أفريقيا وهو ما يمكن أن يضيف نحو 30 يوما إلى العبور اعتمادا على ميناء الوصول».
وقالت وكالة ستاندرد اند بورز غلوبال في تقرير لها إنه إذا كانت هناك اضطرابات ممتدة، فإن قطاع السلع الاستهلاكية سيواجه التأثير الأكبر.
ولا تزال شركات الشحن تجهل بكثير من الأمور المتعلقة بالتحالف البحري الدولي الجديد الذي تعمل الولايات المتحدة على تشكيله لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقال مصدر في صناعة الأزياء الإسبانية لوكالة رويترز إن خطوط الشحن تخبر العملاء أن الكثير من الأشياء تتوقف على قوة العمل التي تقودها الولايات المتحدة وما إذا كان بإمكانها منع المزيد من الهجمات وجعل الطريق آمنا مرة أخرى.
وقال المصدر الصناعي إن من المهم أن تتمكن الشركات الأوروبية من استخدام قناة السويس مرة أخرى لضمان إمدادات الملابس من آسيا.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی البحر الأحمر الشحن الجوی
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي
زيارة ترامب وضرورة الحل الداخلي
تاج السر عثمان بابو
١أوضحنا سابقا أن الحرب دخلت عامها الثالث، وهي تحمل المزيد من الخراب والدمار وجرائم الحرب، بعد تصاعد استخدام المسيرات التي دمرت المطارات ومستودعات الوقود والميناء كما حدث في بورتسودان ونيالا وعطبرة وكوستي وبقية المناطق، مما زاد الناس رهقا على رهق، ويبقى الامل في قيام اوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، باعتبار ذلك هو العامل الحاسم، أما العامل الخارجي فهو مساعد (فما حك ظهرك مثل ظفرك)، ولشعب السودان تجربة كبيرة في التوحد للتغيير، كما حدث في استقلال السودان عام ١٩٥٦، ثورة اكتوبر 1964م، انتفاضة مارس – أبريل 1985، وثورة ديسمبر 2018م، مع الاستفادة من دروس التجربة السابقة في ترسيخ الديمقراطية والحكم المدني الديمقراطي، والخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية.
٢كما أشرنا الي أن الحل الخارجي مساعد، وليس الحاسم، بالتالي لانعول كثيرا على زيارة ترامب الاثنين القادم، وهو الذي أعلن سياسات اقتصادية هزت مضاجع الدول الغربية، علما بأن الزيارة تأتي في ظل إحتدام التوتر في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي والشرق الأوسط، واسيا، كما هو جارى الان في حرب السودان وغزة والحرب الروسية الاوكرانية التي هدفها السباق علي نهب الموارد من المحاور الاقليمية والدولية. مع خطورة ان يكون السودان في مرمى الصراع الدولي علي الموارد، كما في المحاور التي تسلح طرفي الحرب. وخاصة ان حرب السودان بعد دخول المسيرات بورتسودان سوف تشعل الوضع في منطقة البحر الأحمر وتعيق الملاحة فيه. فضلا عن تأثيرها على مستقبل استقرار الإقليم بأسره، خاصة البحر الأحمر والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء وحوض النيل. فحرب السودان باتت تهدد بتقسيمه، وتهدد أمن المنطقة باسرها، مما يتطلب وقف الحرب، وتوصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين وفتح المسارات الآمنة.
٣لكن كما أشرنا لا نرمي كل البيض في سلة العامل الخارجي وزيارة ترامب، ويبقى تصعيد العمل الجماهيري باعتباره الحاسم في وقف الحرب واسترداد الثورة، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، ووقف إطلاق النار، حتى قيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية للتوافق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.
الوسومالثورة الحرب السودان المسيرات بورتسودان ثورة اكتوبر دونالد ترامب عطبرة