تروّج واشنطن لفكرة أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين في غزة، خلاف روسيا في أوكرانيا التي تتصرف مثل حماس. حول ذلك، كتب غليب إيفانوف، في "أرغومينتي إي فاكتي":

تحاول إدارة بايدن تسويغ مقتل المدنيين في قطاع غزة. هذه المرة، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن واشنطن ترى فرقا بين مقتل المدنيين بسبب الضربات الإسرائيلية في غزة، وأثناء الصراع في أوكرانيا.

وبرأيه، فإن إسرائيل لا تريد قتل المدنيين في غزة ولا تضع ذلك هدفاً لنفسها، بينما روسيا تحدد "هذا الهدف على وجه التحديد". وقال إن هذا يشبه تكتيكات حماس.

وقد أشارت روسيا مرارًا إلى أنها تهاجم أهدافًا عسكرية حصرا. وفي الوقت نفسه، أشار المسؤولون الروس إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية تنشر باستمرار معداتها العسكرية بجوار الأهداف المدنية. في كثير من الأحيان تقوم القوات المسلحة الأوكرانية بتجهيز مواقعها أو ثكناتها في المدارس أو رياض الأطفال. هناك حالات معروفة قام فيها الجيش الأوكراني بنقل الأسلحة في سيارات الإسعاف.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، خلال عام ونصف من الصراع في أوكرانيا، قُتل ما يقرب من 9500 مدني، وأصيب 17 ألف آخرين. بينما في قطاع غزة، خلال شهرين من القتال، قُتل 17 ألف (حاليا حوالي 20 ألفا) شخص وجُرح أكثر من 44 ألفاً.

وقد أشار الباحث البارز في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس دولغوف، إلى أن "الإدارة الأمريكية تحاول، منذ فترة طويلة، مساواة روسيا بحماس". وأضاف، لـ"أرغومينتي إي فاكتي": "هذا ضروري لهم، من بين أمور أخرى، للحصول على المساعدة من الكونغرس لأوكرانيا. يربط البيت الأبيض مشروع قانون المساعدة العسكرية لكييف بتمويل إسرائيل وتايوان، مشيرًا إلى تشابه روسيا وحماس في أساليبهما. وعليه، فلا بد من إقناع الجمهور الأميركي بأنهما يتصرفان بالطريقة نفسها. وهذا ما يحاولون القيام به في الولايات المتحدة".

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

هل تنجح الولايات المتحدة في إيقاف إسرائيل عن حرب غزة؟

قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض بـ24 ساعة بدأت الهدنة في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي أقرت بضغط أمريكي كبير قبل أن يتسلم ترامب رسميا حكم الولايات المتحدة، إلا أنه بعد أسابيع قليلة انهارت الهدنة وفرضت إسرائيل حصارا خانقا على القطاع ارتكبت خلاله مجازر يندى لها الجبين، وبعد انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية عاد الضغط الأمريكي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف العدوان وبدء هدنة جديدة.

الهدنة في غزة

وفي هذا السياق، بدأ الرئيس الأمريكي في الضغط لإبرام صفقة يطلق بموجبها سراح الرهائن الإسرائيليين من قبضة فصائل المقاومة الفلسطينية وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس.

وبحسب تقرير صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فإن مسئول أمريكي أكد التفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاق، ولكن على الجانب الآخر فإن نتنياهو لازال يتعنت في هذا الأمر إلى جانب استمرار عمليات الاحتلال ضد سكان القطاع.

وفيما يتعلق بالوضع على الأرض فإن آلة القتل الإسرائيلية لازالت تحصد أرواح الأبرياء والمجوعين في غزة، الباحثين عن شربة ماء أو كسرة خبز.

الرئيس اللبناني يطالب بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس خلال الرد على الطلب الأمريكيأوروبا تُندد بالتهديدات الإيرانية للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذريةالجيش الإسرائيلي يتعمد قتل الفلسطينيين

واعترف جنود وضباط من الجيش الإسرائيلي، باستهداف الفلسطينيين الذين يتسابقون للوصول إلى منافذ توزيع المساعدت في غزة، للحصول على الطعام، بحسب تقرير نشرته صحيفة ها آرتس الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

ولازال نتنياهو يتعلل بالرهائن وهدف هزيمة حماس، للاستمرار في العدوان، قائلا: "سيتعين علينا حل الوضع في غزة وهزيمة حماس، وأعتقد أننا سنحقق كلا الهدفين علاوة على ذلك، تبرز فرص إقليمية أوسع - وفي جميعها تقريبًا، أنتم شركاء".

ترامب يعتزم توقيع أمر تنفيذي لتخفيف العقوبات على سوريارئيس معهد العقل النووي الإسرائيلي: خسائر الهجوم الإيراني ضدنا تقدر بـ540 مليون دولارجهود ترامب بشأن هدنة غزة

ودعا ترامب أمس الأحد إلى إحراز تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في حرب غزة، وصرح مسؤول إسرائيلي بأنه يجري التخطيط لزيارة نتنياهو إلى واشنطن في الأسابيع المقبلة، في إشارة إلى احتمال وجود تقدم نحو اتفاق جديد، حيث سيبحث التطورات بشأن إيران وغزة.

وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "أبرموا صفقة في غزة. استرجعوا الرهائن!!!".

رفع ترامب التوقعات الجمعة الماضية بشأن التوصل إلى اتفاق، قائلاً إنه قد يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل وردًا على أسئلة الصحفيين، قال: "نحن نعمل على غزة ونحاول حلها".

وكان من المقرر أن يسافر رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، وهو مستشار كبير لنتنياهو، إلى واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار.

وقال ترامب إن "نتنياهو الآن بصدد التفاوض على صفقة مع حماس، والتي ستتضمن استعادة الرهائن"، فكيف يُعقل أن يُجبر رئيس وزراء إسرائيل على الجلوس في قاعة المحكمة طوال اليوم، بلا سبب؟".

الخارجية الإيرانية تنتقد تلاعب ترامب بملف رفع العقوبات عن طهرانوزير الخارجية الروسي يحذر من زيادة الانفاق العسكري لحلف الناتوأوامر إخلاء غزة

وفي خضم كل هذه التطورات، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد بإجلاء جماعي للفلسطينيين من مساحات واسعة من شمال غزة.

بدأت العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، وتسبب في استشهاد أكثر من 56 ألف شخص، وتسببت الحرب في كارثة إنسانية، وشردت معظم سكان غزة، غالبًا عدة مرات، وأدت إلى تدمير جزء كبير من المشهد الحضري للقطاع.

وتقول حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب، بينما ترفض إسرائيل هذا العرض، قائلة إنها ستوافق على إنهاء الحرب إذا نزعت حماس سلاحها وذهبت إلى المنفى، وهو أمر ترفضه الحركة.

دعوات إسرائيلية لوقف العدوان على غزة

وفي الداخل الإسرائيلي، عادت مرة أخرى التظاهرات المطالبة بوقف الحرب والإفراج عن الرهائن من غزة، حيث توقفت التظاهرات خلال الـ12 يوما التي شنت خلالهم دولة الاحتلال حربا ضد إيران بهدف القضاء على قدراتها النووية.

حماس: إسرائيل تستهدف مستودعات توزيع المساعدات وخيام النازحين في غزةالشرع يطالب بإنسحاب إسرائيلي من الجولان لعقد سلام

وقالت إيناف زانغاوكر، والدة أحد الرهائن، خلال المسيرة: "هناك صفقة مطروحة، وما يمنعها هو رفض نتنياهو إنهاء الحرب".

في وقت سابق من هذا الشهر، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك في مقال بمجلة تايم الأمريكية يدعو فيه نتنياهو إلى دعم وقف إطلاق النار الذي توسط فيه ترامب قائلا: "في الأيام القليلة المقبلة، سيواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خيارًا حاسمًا بين "حرب خداع" ذات دوافع سياسية في غزة، وبين صفقة لإطلاق سراح جميع الرهائن مع إنهاء الحرب، وعليه أن يختار بين وزيريه اليمينيين المتطرفين - إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش - أو التحالف مع دونالد ترامب".

قال نتنياهو في اجتماع الأمن يوم الأحد إن "العديد من الفرص قد انفتحت" بعد "انتصار" إسرائيل في إيران، ولأول مرة بدا أنه يُعطي الأولوية لتبادل الرهائن على هزيمة حماس، مما يُشير إلى رغبة محتملة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار: "أولاً، إنقاذ الرهائن"، قال. "بالطبع، سنحتاج أيضًا إلى حل قضية غزة، وهزيمة حماس، لكنني أعتقد أننا سنحقق كلا المهمتين".

طباعة شارك الولايات المتحدة إيقاف إسرائيل عن حرب غزة إسرائيل حرب غزة الهدنة في قطاع غزة فصائل المقاومة الفلسطينية جيش الاحتلال الإسرائيلي الرئيس الأمريكي الحرب الإيرانية الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو جهود ترامب بشأن هدنة غزة أوامر إخلاء غزة

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن السيطرة الكاملة على إقليم لوغانسك شرقي أوكرانيا
  • أكسيوس: الولايات المتحدة تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق بين إسرائيل وسوريا
  • هل تنجح الولايات المتحدة في إيقاف إسرائيل عن حرب غزة؟
  • روسيا تسيطر على بلدة نوفوكراينكا في دونيتسك الأوكرانية
  • روسيا تشن "أضخم هجوم جوي" على أوكرانيا
  • روسيا تمطر أوكرانيا بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ
  • روسيا تشن أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ أشهر
  • هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب استراتيجية
  • روسيا تشنّ هجمات بمسيّرات على مناطق واسعة من أوكرانيا
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ هجوم صاروخي على إسرائيل في بئر السبع