يقترب العام الصعب من نهايته بالنسبة لفولوديمير زيلينسكي وأوكرانيا، وحتى بعد عامين من العدوان الروسي، لا يزال الأوكرانيون يؤمنون بالنصر، ولكن الاستياء من رئيسهم آخذ في الازدياد، فالأخبار الواردة من أوكرانيا ليست متفائلة، حيث يقول قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، إن الوضع العسكري في شرق أوكرانيا "معقد"، وقد اشتكت الحكومة مؤخراً من قلة المساعدات المالية والعسكرية التي يقدمها حلفاء كييف مقارنة بما كانت عليه الحال في بداية العدوان الروسي .

الرئيس الروسي: يصف جولة لزيلينسكي بأنها أسبوع تاريخي لفشله 

في المقابل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضباطه العسكريين في موسكو: الغرب فشل في أوكرانيا، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولته في نصف العالم قبل أيام بأنها "أسبوع تاريخي لفشله"، وبحسب العديد من المتابعين، فإن شعبية الرئيس الأوكراني تتآكل بين شعبه، وذلك يرجعه هؤلاء المتابعون إلى 5 خطايا أو أزمات قد تطيح برجل أوكرانيا الأول من منصبه، وذلك وفق ما جاء بتحليل مفصل لصحيفة فوكس الألمانية.

وهذه هي أكبر المشاكل التي تواجه الرئيس الأوكراني 

 

1. تضاؤل ​​استعداد الغرب للمساعدة

 

سلطت قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة الضوء على المشاكل المتزايدة التي يواجهها زيلينسكي على الساحة الدولية، فبالنسبة لأوكرانيا لم يكن هناك سوى لفتة رمزية، الوعد بإجراء محادثات الانضمام، ولم يكن ذلك ممكنا لولا الحيلة المستخدمة للتفوق على حليف بوتين المجري فيكتور أوربان، وإن الـ 50 مليار يورو الموعودة ليست متاحة في الوقت الحالي على أي حال، والأمور مماثلة في الولايات المتحدة، فقد تم حظر الموارد المالية الجديدة لأوكرانيا هناك طالما لم يستجب الرئيس جو بايدن لشروط الجمهوريين المعارضين، ولا علاقة لها بأوكرانيا، بل بالسياسة الداخلية للولايات المتحدة، ويعد بايدن بمزيد من الدعم، لكن مجال المناورة لديه محدود في الواقع.

 

وقد أعلن زعيما الديمقراطيين الحاكمين والجمهوريين المعارضين في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر وميتش ماكونيل، أن الكونغرس الأميركي لن يوافق على أي مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا هذا العام، وأضاف في بيان مشترك أن المفاوضين من مجلس النواب والحكومة سيواصلون العمل بشأن القضايا المعلقة في الأيام المقبلة، والأمل هو أن يتم اتخاذ الإجراء "بسرعة" في بداية العام المقبل، فإن الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن المساعدات الجديدة لأوكرانيا قبل نهاية العام لا يشكل مفاجأة، ولكنه يشكل ضربة رمزية قوية لأوكرانيا.

 

 

2. الشكوك في البلاد تتزايد

 

وفقا للصحيفة الألمانية، فبحسب المسح التمثيلي الذي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في بداية شهر ديسمبر، فإنه يجب أن يمنح فريق فولوديمير زيلينسكي شيئًا للتفكير فيه، حيث يعتقد ما يزيد قليلاً عن نصف الأوكرانيين أن البلاد تسير على الطريق الصحيح (54 بالمائة)، ووفقا لمدير المعهد فلاديمير بانيوتو، فإن هذه علامة على أن التأثير الساحق لـ "التجمع حول العلم" في بداية الحرب آخذ في التراجع، والتآكل، فقد أصبح السكان مرهقين من الحرب.

 

ووفقاً لهذا الاستطلاع، فإن فقدان الثقة محسوس بشكل خاص في الحكومة (39% فقط من السكان لديهم الثقة)، والبرلمان (21%)، كما انخفضت معدلات شعبية زيلينسكي، ففي حين أن مكافأة الثقة التي حصل عليها كانت 98% في بداية الحرب، إلا أنها تحوم حاليًا حول 60% ففي نهاية المطاف، وهذه قيمة سيكون كل سياسي غربي ممتنا لها.

 

 

3. فشل الهجوم المضاد

 

 

السبب الرئيسي للتشاؤم المتزايد هو الفشل الواضح للهجوم المضاد، الذي جلب آمالا كبيرة، ومع ذلك، فإن الأوكرانيين لا يلومون الجيش على ذلك، كما يظهر استطلاع كييف، ويشير مدير المعهد بانيوتو إلى أن "الجيش هو القوة الوحيدة التي يأملها الناس"، فليس ذنبها أنها تفتقد الدبابات والأسلحة، فمعظم العائلات لديها أفراد منتشرين ويعرفون أن "أولادهم يقاتلون".

 

 

4. أقوى خصم للرئيس

 

 

وعلى هذه الخلفية، برز لزيلينسكي منافس، فمنذ نوفمبر، بدأت وسائل الإعلام الغربية على وجه الخصوص تناقش السؤال: هل هناك صراع بينه وبين القائد العسكري فاليري زالوشنيج؟ وكان الدافع وراء ذلك هو المقابلة التي أجراها الجنرال مع مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، والتي اعترف فيها علناً بفشل الهجوم المضاد، واعترض رئيسه بشدة ووعد بتحقيق نجاحات جديدة، وهنا نرى أن فريق زيلينينسكي لا يريد مطلقًا التحدث عن الصراع.

ومع ذلك، يتم تداول استطلاع غير رسمي في كييف يشير إلى أنه سيكون هناك سباق متقارب في الانتخابات الفاصلة بين زيلينسكي وزالوشني على الرئاسة، وقد أكد زيلينسكي بالفعل أنه لن تكون هناك انتخابات العام المقبل بسبب الحرب، والصراع بين الاثنين ليس أسطورة، كما يزعم المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك، وله أساس حقيقي: فلا يرى زيلينسكي أن دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة هو دور رمزي، بل إنه يتدخل بشكل مباشر في التسلسل القيادي للجيش، ومن ناحية أخرى، لم يُظهر الجنرال سالوشنيج بعد أي طموحات سياسية مباشرة؛ لكنه مرارا وتكرارا يسخر من الرئيس بصراحة تامة.

 

 

5. تصميم فلاديمير بوتين على رحيله 

 

 

والمشكلة الأكبر التي يواجهها زيلينسكي وأوكرانيا ككل هي تصميم فلاديمير بوتين، فخلال ظهوره الأخير في مؤتمر صحفي استمر لمدة ساعة، أوضح الرئيس الروسي أنه لن تكون هناك مفاوضات سلام حتى يحقق أهدافه الحربية، ويقصدون بلغة واضحة: الإطاحة بالحكومة في كييف وتنصيب نظام عميل، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن بوتين يعتقد أن عام 2024 سيجلب نقطة التحول الحاسمة بالنسبة له.

 

وقد نجح بوتين في تحويل بلاده بالكامل إلى اقتصاد الحرب، وينمو الاقتصاد بسبب زيادة إنتاج الأسلحة بشكل كبير، وليس هناك شك في أن الرجل البالغ من العمر 71 عامًا سيتم تأكيد بقائه في منصبه لمدة ست سنوات أخرى في الانتخابات المقررة في مارس المقبل، ثم لا يزال يأمل في عودة دونالد ترامب إلى منصبه بعد الانتخابات الأمريكية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی بدایة

إقرأ أيضاً:

ترامب ردا على زيلينسكي: الرئيس الأمريكي وحده المخول باتخاذ قرارات العقوبات

روسيا – صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا على دعوة فلاديمير زيلينسكي بفرض عقوبات جديدة على روسيا، بأن القرار بهذا الشأن يعود للرئيس الأمريكي وحده.

وقال في البيت الأبيض: “سيكون هذا قراري، لا أحد غيري. سنرى ما ستفعله روسيا وكيف سنتصرف”، مشيرا إلى أن اللحظة الحاسمة قد حانت لتسوية الأزمة الأوكرانية.

وكان زيلينسكي قد صرح في اليوم السابق أنه خلال المكالمة الهاتفية مع ترامب، دعاه مجددا لفرض “عقوبات أقوى” على روسيا في ظل بدء المفاوضات.

من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليقها على تصريحات زعيم نظام كييف أن روسيا لا تستجيب للإنذارات.

وأوضحت أن زيلينسكي والمتطرفين الليبراليين في أوروبا الغربية لا يهتمون بتحقيق السلام، بل يسعون بأي ثمن إلى تأمين فترة “استراحة محارب” للقوات المسلحة الأوكرانية لإعادة بناء قدراتها العسكرية واستئناف المواجهة.

ومساء يوم الاثنين، أجرى فلاديمير بوتين ودونالد ترامب محادثة هاتفية استمرت لأكثر من ساعتين. وكما أفاد الرئيس الروسي عقب المحادثات، فإن موسكو مستعدة للعمل على مذكرة تفاهم مع كييف تشمل وقف إطلاق النار.

بدوره، أعلن رئيس البيت الأبيض بعد المحادثة أنه لن يفرض عقوبات جديدة على روسيا نظرا لوجود فرصة لتسوية النزاع.

وجرى الاتصال المباشر بين موسكو وكييف في 16 مايو بإسطنبول، واستمر الاجتماع قرابة ساعتين. أعلن مساعد الرئيس ورئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي، عن تبادل واسع النطاق للأسرى مع أوكرانيا بنسبة 1000 مقابل 1000. كما اتفق الطرفان على تقديم رؤيتهما حول إمكانية تحقيق هدنة مستقبلية.

وطلب الجانب الأوكراني خلال المفاوضات عقد لقاء بين رئيسي الدولتين. من جانبها، أخذت موسكو هذا الطلب بعين الاعتبار. كما أشار ميدينسكي إلى استعداد روسيا لمواصلة الحوار.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • ترامب معلقا على زيارة زيلينسكي لجنوب إفريقيا: ماذا يفعل هناك بحق الجحيم
  • البنتاغون يقبل رسميا الطائرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب
  • اغتيال المستشار البارز للرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في مدريد
  • بوتين: الجيش الأوكراني يواصل محاولات اختراقه للحدود
  • ترامب ردا على زيلينسكي: الرئيس الأمريكي وحده المخول باتخاذ قرارات العقوبات
  • زيلينسكي يتهم روسيا بالمماطلة في محادثات السلام لمواصلة الحرب
  • كييف تعلن إسقاط 35 طائرات مسيرة روسية .. وترامب يصف بوتين بـ الرجل اللطيف
  • عبد المنعم عمارة: هناك شركة سعودية كبيرة تريد أن تستثمر في الإسماعيلي رياضيًا بداية من الموسم المقبل
  • زيلينسكي : روسيا تلعب على الوقت لمواصلة الحرب
  • ترامب يؤكد إحراز “بعض التقدم” بالملف الأوكراني في اتصاله مع بوتين