لم يكن ينصح «ابنته الصغرى» حتى يُبحّ صوته، يكفي أن يسايرها ويدخل إلى عقلها بحيلة الأطفال، وروح المشاكسة واللعب، هو «طفل» في عيون الكبار، والرفيق والونس في قلب صغيرته، دفء السنوات القليلة التي قضتها معه كفيل أن يطرد برد الرحيل، وظلت صورة «الأب الحنون» رمز المشاعر وأصدقها، وظلت حية في ذاكرتها، تمنحها القوة لمواصلة مسيرتها بعد رحيله، ومصدر إلهام للفن الساكن أعماقها.

 

وفي حوار مع سامية جاهين، ألقت الضوء على جوانب من حياته وتأثيره على أسرته، وأكدت أن طفولتها مع والدها الشاعر صلاح جاهين كانت مليئة بالبهجة والحنان، وقالت لـ«الوطن» كنت استيقظ كل صباح على أصوات العود والموسيقى التي يعزفها أصدقاؤه الملحنون والموسيقيون في مكتبه، والذي يفصله عن غرفتي جدار، كان يسمح لي وحدي بدخول مكتبه في أي وقت والجلوس معه على الأرض للرسم، لم أعرف الحزن أو العقاب معه، وكنت في أواخر أيامه أرى معه الموسيقار الراحل إبراهيم رجب.

وإلى نص الحوار:

* ما الذكريات التي لا تُنسى عن والدك؟

- هناك مواقف لا تزال حيَّة في ذاكرتي، إذ ما زال صوت والدي يتردد في أذني، فبعد أن عاقبتني والدتي بالحبس في غرفتي لتصرف خاطئ صدر عني فأغضبها، كنت أبكي بشدة، فجاء إلي وهمس بصوت منخفض عندما طلبت منه والدتي عدم إطلاق سراحي، قائلاً: «معلش يا سامية، متعمليش حاجة غلط تاني».

* ما أبرز الصفات التي ورثتِها عن والدك؟

- لا أستطيع تحديد الصفات التي ورثتها بدقة، فالناس هم مَن يحكمون على ذلك، ولكنى أحببت الفنون بمختلف أنواعها مثل الموسيقى والتمثيل والشعر والغناء، وأتمنى أكون ورثت عن والدي إحساسه الإنساني وتعاطفه مع المظلومين واهتمامه بقضايا الأمة العربية.

ولعل أبرز ما يشبهنى بوالدي هو حبنا الشديد للطعام، فكان أصدقاؤه يروون لي أنه كان عاشقاً للأكل، وذات مرة دخل المطبخ مع صديق له، وكان يتغزل برغيف العيش، قائلاً: «انظر كيف هو يضحك لنا».

* كيف تنظرين إلى تأثير والدك على الثقافة المصرية والعربية؟

- كان لوالدي تأثير كبير وإسهام فريد في الثقافة المصرية والعربية، من خلال موهبته الفذة في الجمع بين مختلف الفنون في أعماله بشكل مبتكر، فقد كتب الشعر العامي، والفصيح، والمسرحيات، والسيناريوهات، والأغاني، والكاريكاتير، موظِفاً موهبته في كل تلك المجالات، كما أحدَث مع الشاعر الكبير فؤاد حداد ثورة في الشعر العامي وتبعهما جيل كامل من الشعراء.

* ما أهم النصائح التي تعلمتِها من والدك ومسيرته الفنية؟

- لقد علمتني مسيرة والدي الفنية الكثير من القيم والمبادئ، فكأنه كتب لي خطة الحياة، ومن أهم ما تعلمت: الشجاعة في قول الحق، ونبذ الظلم ونصرة المظلومين، وعدم الفصل بين الحياة الشخصية والقضايا العامة، والإخلاص في العمل، والسعي وراء الإبداع المستمر بغض النظر عن الشهرة، وكل هذه القيم مستمدة من أعمال والدي ومواقفه في الحياة، فصلاح جاهين كتاب مفتوح سطَّر أحلامه وأهدافه في مؤلفاته.

* هل كان لوالدك مشاريع فنية لم يكتب لها الإنجاز؟

- أعتقد أن والدي كان يخطط للمزيد من الأعمال المسرحية والغنائية قبل وفاته، إذ كانت لديه أفكار عديدة حول المسرح الغنائي، وكان مفتوناً بسيد درويش وبالمسرح الغنائي بشكل عام، ولم يتسنَّ له التعمق في هذا المجال الفني قبل وفاته.

* هل تفضلين أعمالاً فنية للراحل عن غيرها؟

- لا توجد مجموعة أعمال محددة مفضلة، لكن في مرحلة ما في بداية مراهقتي ارتبطت بالرباعيات، وفي مراحل أخرى ارتبطت بأعمال أخرى، إذ كان والدي دائماً ما يقول لنفسه إن الناس ستتذكره عبر الرباعيات، ولا أعتقد أنه كان سعيداً بذلك لأن مسيرته الشعرية أكبر وأشمل من مجرد رباعيات.

* ما أكبر أثر تركه والدك على حياتك الشخصية؟

- لعل أكبر أثر تركه والدي على حياتى هو تمسكي بمبادئي وقيمي الإنسانية والوطنية التي غرسها فيّ والتزامي بنبذ الظلم وقول الحق دائماً، كما أن حبي للفنون وسعيي نحو الإبداع متأصل من والدي، إنه بمثابة المعلم والقدوة الذي ما زلت استمد منه الهدى والإلهام.

والدي كان لا يفصل شخصيته عن العالم، وتعلمت منه أن ما يؤثر في حياتنا العامة يؤثر على حياتنا الخاصة، فهناك كاريكاتير في جريدة الأهرام من 56 سنة عن عيد الميلاد والأماكن المقدسة تحت الاحتلال الإسرائيلى، موضحاً خلاله أن السيد المسيح لا يريد عيد الميلاد غير لما بيته يرجع.

* حدثينا عن كواليس قصيدة «ربنا» آخر ما كتب؟

- تعود ذاكرتي إلى لحظة جميلة جمعتني مع والدي الراحل، عندما سألته وأنا طفلة صغيرة عن الله ومكانه وشكله، فبروحه المرحة أجاب عن تساؤلاتى بطريقة بسيطة فهمتها، واستلهم من حوارنا تلك القصيدة الرائعة «ربنا» التي وجَّهها للأطفال، معبراً بأسلوب شاعرى بديع عن مفهوم الإيمان بالله، للأسف لم تأخذ القصيدة حقها، إلا أنني غنيتها في الثامنة من عمري أثناء حفل تأبين والدي، فكانت لحظة مؤثرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صلاح جاهين

إقرأ أيضاً:

ابنة زوما تستقيل من البرلمان بعد اتهامات بتجنيد مرتزقة لروسيا

استقالت دودوزيلي زوما سامبودلا ابنة رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما من البرلمان في ظل اتهامات بأنها شاركت في استدراج 17 رجلا للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.

وجاءت استقالة زوما سامبودلا، الجمعة، بعدما أعلنت الشرطة أنها قيد التحقيق بشأن دورها المزعوم في استدراج مواطنين من جنوب أفريقيا للقتال في الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال الأمين العام لحزب "أومكونتو وي سيزوي-إم كيه" الذي تنتمي له النائبة ويتزعمه والدها، في مؤتمر صحفي، إن "المسؤولين الوطنيين قبلوا قرار الرفيقة دودوزيلي زوما سامبودلا بالاستقالة ويدعمون جهودها لضمان إعادة هؤلاء الشبان الجنوب أفريقيين إلى عائلاتهم بأمان".

وأكد الأمين العام نكوسيناتي نليكو أنه لا صلة للحزب باستدراج هؤلاء الشبان إلى روسيا، وأن استقالة النائبة ليست اعترافا بالذنب، مشيرا إلى أن الحزب سيدعم عائلات أولئك المواطنين العالقين حاليا في أوكرانيا.

كما ذكر مسؤولون في الحزب أن استقالة زوما سامبودلا جاءت بمحض إرادتها، وبيّنوا أن تنحيها عن مقعدها في الجمعية الوطنية (البرلمان) وجميع مناصبها العامة الأخرى يدخل حيز التنفيذ فورا.

وحضرت زوما سامبودلا المؤتمر الصحفي للحزب لكنها لم تدل بأي تصريحات، كما أنها لم تعقب بعد على تلك الاتهامات التي وجهتها لها في الأصل أختها غير الشقيقة.

دودوزيلي مع والدها جاكوب زوما (الفرنسية-أرشيف)اتهامات الأخت

وأعلنت الشرطة في جنوب أفريقيا، قبل أيام، أنها فتحت التحقيق في القضية على أساس إفادة خطية تقدمت بها نكوسازانا زوما منكوبي أخت دودوزيلي زوما سامبودلا.

وجاء في الإفادة أن دودوزيلي وشخصين آخرين شاركوا في تجنيد 17 مواطنا من جنوب أفريقيا للقتال إلى جانب الجيش الروسي.

وأعلنت رئاسة جنوب أفريقيا في وقت سابق أنها تلقت طلبا لإنقاذ هؤلاء المواطنين من منطقة دونباس شرقي أوكرانيا التي تشهد معارك ضارية.

إعلان

وذكرت أن هؤلاء الرجال "استدرجوا إلى روسيا بذرائع كاذبة، ثم سُلّموا إلى مجموعة مرتزقة روسية للقتال في الحرب الأوكرانية من دون علمهم أو موافقتهم".

وتأتي هذه التطورات في وقت يثير فيه حزب الرئيس السابق جاكوب زوما جدلا واسعا في المشهد السياسي بجنوب أفريقيا، خاصة مع الاتهامات المتكررة لأعضائه بالارتباط بمواقف خارجية مثيرة للجدل.

ويُنظر إلى القضية على أنها اختبار جديد لعلاقة بريتوريا بالملف الأوكراني، إذ تحاول الحكومة الحفاظ على موقف الحياد المعلن في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في وقت تواجه فيه ضغوطا دولية متزايدة.

مقالات مشابهة

  • مفيش أمل.. تعليق صادم من جهاد أحمد زوجة عصام صاصا
  • محمد سعيد حميد يكتب قصيدة: يا يَمنَ العِزِّ
  • ابنة بول ووكر تحيي الذكرى الـ12 لوفاة والدها
  • قصائد خلدها الوطن بالحب والشموخ
  • صلاح فوزي: احترام أحكام القضاء وشفافية الانتخابات ركيزتان لاستقرار الحياة النيابية
  • حكم العمل بوظيفة تشترط خلع الحجاب.. أمين الإفتاء: ليست باب رزق
  • بيت الشعر بالأقصر يفتتح معرض الفنون التشكيلية
  • هل يحرم الأكل والشرب بالشمال؟
  • ابنة زوما تستقيل من البرلمان بعد اتهامات بتجنيد مرتزقة لروسيا
  • ابنة محمد هنيدي تتصدر التريند بعد جلسة تصوير عقد القران.. صور