تصريحات إسرائيلية عن صعوبة القتال وخطورة الأنفاق بعد أقسى أيام الحرب
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
توالت تصريحات مسؤولين حاليين وسابقين في إسرائيل، الأحد، عن الصعوبات التي يواجهها جيشهم في عملياته البرية بقطاع غزة، ولا سيما بعدما تكبد خسائر وصفت بأنها الأفدح منذ بداية الحرب.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ "دعونا نتوقف عن الخلافات والجدل في هذه الحرب الصعبة"، مشددا في الوقت نفسه على أنه "لا مفر من هذه الحرب للقضاء على حماس".
في السياق نفسه، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إنه "لا يمكن تدمير حماس من دون سقوط قتلى في صفوفنا".
جاء ذلك بعدما أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء السبت، بمقتل 15 جنديا وضابطا سمح بنشر أسمائهم، ضمن ما وصف في إسرائيل بأقسى نهاية أسبوع منذ بدء الحرب، حيث أصيب أيضا 44 جنديا وضابطا، منهم 10 في حالة خطرة.
ويرتفع بذلك مجمل قتلى الجيش الإسرائيلي منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة إلى 487 جنديا وضابطا، بينهم 160 قتلوا منذ بدء العملية البرية.
وأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي اكتشاف ما وصفها بشبكة أنفاق إستراتيجية في جباليا شمالي قطاع غزة، كانت بمثابة المقر الشمالي لحركة حماس، حسب زعمه. وأضاف أن الجيش عثر خلال العملية على جثث 5 من الأسرى الإسرائيليين بينهم 3 جنود.
وقال المتحدث إن الجيش يخوض قتالا "معقدا" وهو يحاول تعميق عملياته في خان يونس جنوبي قطاع غزة، مشيرا إلى كثافتها السكانية العالية.
من جانب آخر، تحدث رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال غيورا آيلاند إلى صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن صعوبة تدمير قدرات حركة حماس.
وقال آيلاند إن "إزالة الأنفاق مستحيلة إذا سحبت إسرائيل قواتها من معاقل حماس".
كما أشار إلى تغير المزاج الشعبي قائلا إن "من دعم القضاء على حماس من الإسرائيليين بادئ الأمر يتضجرون الآن".
ونقلت الصحيفة نفسها عن محللين عسكريين إسرائيليين أن شبكة أنفاق حماس العميقة تعوق سيطرة إسرائيل على أراضي غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
يسعى الوسطاء إلى التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن المتبقين هناك، وسط تهديدات إسرائيلية بشن هجوم كاسح على كامل القطاع.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة وحركة حماس بعثت رسائل متضاربة في الأيام والساعات الأخيرة، بشأن التقدم المحرز في محادثات الهدنة، حتى في الوقت الذي بدا به الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه يكثف الضغوط لإنهاء الحرب.
ويبدو أن اقتراح وقف إطلاق النار قيد المناقشة حاليا مشابه بشكل عام لعروض سابقة، وفقا لمسؤولين تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
وبموجب العرض، توافق إسرائيل وحماس على هدنة أولية مدتها 60 يوما، تفرج خلالها الحركة عن حوالي 10 رهائن أحياء ونصف الجثث المتبقية، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفقا لمسؤولين إسرائيليين وثالث غربي وشخص مطلع على المفاوضات.
وقالت المصادر إنه "خلال وقف إطلاق النار الذي يستمر شهرين، ستتفاوض إسرائيل وحماس على شروط هدنة دائمة".
وتريد حماس ضمانات بأن تؤدي هذه المحادثات إلى إنهاء الحرب، وهي ضمانات لا ترغب إسرائيل في إدارجها بالاتفاق، وفقا لأحد المسؤولين الإسرائيليين والمسؤول الغربي.
وفي حين صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "مستعد لوقف إطلاق نار مؤقت"، فإن شروطه لإنهاء الحرب تتضمن بنودا "غير قابلة للتنفيذ أو حتى النقاش" بالنسبة لحماس، فقد طالب الحركة بإلقاء سلاحها ومغادرة قيادتها غزة.
وفي غضون ذلك، تهدد إسرائيل بشن هجوم بري على غزة، مما أثار انتقادات متزايدة حتى من حلفائها التقليديين مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وكانت إسرائيل منعت دخول جميع المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك الغذاء والوقود والأدوية، لأكثر من شهرين، قبل أن تسمح بدخول بعضها الأسبوع الماضي.
وتعهد نتنياهو بأن الهجوم البري "سيسحق حماس بشكل حاسم"، لكن في إسرائيل دعت عائلات الرهائن إلى وقف فوري لإطلاق النار لتحرير أقاربهم.
وأصدرت إسرائيل وحماس والولايات المتحدة سلسلة من التعليقات المتناقضة حول مفاوضات إنهاء الحرب، مما زاد من الالتباس حول وضع المحادثات.
ففي يوم الإثنين، ذكرت وسائل إعلام تابعة لحماس أن الحركة قبلت اقتراح وقف إطلاق النار من ستيف ويتكوف، مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، إلا أنه سارع إلى نفي هذا الموقف.
وقال لموقع "أكسيوس" الإخباري: "ما رأيته من حماس مخيب للآمال وغير مقبول على الإطلاق".
وفي وقت لاحق من مساء الإثنين، قال نتنياهو إنه يأمل في الإعلان عن تقدم في المحادثات قريبا، لكنه أشار لاحقا إلى أنه كان يتحدث "مجازيا"، وألقى باللوم على حماس في تعثر المفاوضات.
ويوم الثلاثاء، أكد المسؤول في حماس باسم نعيم ما أعلنته الحركة، وكتب على منصات التواصل الاجتماعي: "نعم، قبلت الحركة اقتراح ويتكوف"، مضيفا أنها تنتظر رد إسرائيل.
وبدا أن صبر ترامب بدأ ينفد بشكل متزايد إزاء الحرب الطويلة في غزة، وقال للصحفيين، الأحد: "تحدثنا مع إسرائيل، ونريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".
وفي وقت سابق من شهر مايو الجاري، تفاوضت الإدارة الأميركية بشكل منفصل مع حماس على إطلاق سراح عيدان ألكسندر، آخر رهينة إسرائيلي على قيد الحياة يحمل الجنسية الأميركية، متجاوزة إسرائيل.
وفي الأيام الأخيرة، سعى بشارة بحبح، وهو فلسطيني أميركي دعم ترامب خلال حملته الرئاسية، إلى التوسط في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار نيابة عن ويتكوف، وفقا لمسؤولين إسرائيليين.
وبعد أن أعلنت حماس قبولها مقترح ويتكوف، صرح مسؤول إسرائيلي أن العرض الذي طرحه بحبح على حماس يختلف بشكل كبير عن الأطر السابقة المدعومة أميركيا والمقبولة لدى إسرائيل.