أوتشا تعلن تفشي وباء «الكوليرا» في السودان
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
رصد – نبض السودان
أعلنت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن تسجيل ما لا يقل عن 8,267 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، بينهم 224 حالة وفاة مرتبطة بها، في السودان بعد أن أعلنت البلاد عن تفشي المرض في القضارف في 26 سبتمبر الماضي.
ووفقاً لموجز صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد انتشر تفشي الكوليرا إلى 46 محلية في تسع ولايات اعتباراً من 23 ديسمبر 2023.
وجاء في البيان: “تقوم الوكالات الإنسانية بتوسيع نطاق الاستجابة لتفشي المرض، ودعم اكتشاف الحالات وعلاجها، كما أنها تتناول قضايا المياه والصرف الصحي والنظافة، ومراقبة جودة المياه ومعالجتها بالكلور، والإبلاغ عن المخاطر، وإشراك المجتمع المحلي”.
وقال: “المراقبة مستمرة لتحديد ومعالجة عوامل الخطر في المناطق المتضررة وعالية الخطورة، وتم تطعيم أكثر من 2.2 مليون شخص، 98 في المائة من الهدف، ضد الكوليرا في المناطق المعرضة للخطر في القضارف والجزيرة”.
وتستهدف حملة التطعيم الفموي ضد الكوليرا 5.5 مليون شخص يعيشون في 14 محلية أبلغت عن حالات الكوليرا في ولايات الجزيرة والبحر الأحمر وكسلا والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: “أُبْلِغ عن ما لا يقل عن 8,267 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، بينهم 224 حالة وفاة مرتبطة بها، ومعدل وفيات الحالات 2.7 في المائة، حتى 23 ديسمبر من 46 محلية في تسع ولايات، وفقا لوزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية”.
وتابع: “يمثل الزيادة بنحو 104 في المائة مقارنة بعدد الحالات المبلغ عنها في 23 نوفمبر 2023، وحتى الآن، هناك 2240 حالة مشتبه بها و77 حالة وفاة مرتبطة بها في البحر الأحمر، و2005 حالات يشتبه بإصابتها بالكوليرا و49 حالة وفاة مرتبطة بها في القضارف، 1,859 حالة مشتبه بها و26 حالة وفاة مرتبطة بها في الجزيرة، 1090 حالة مشتبه بها و31 حالة وفاة مرتبطة بها في ولاية النيل الأبيض، 525 حالة مشتبه بها و26 حالة وفاة مرتبطة بها في الخرطوم، 346 حالة مشتبه بها وثماني حالات وفاة مرتبطة بها في جنوب كردفان، 113 حالة مشتبه بها وأربع وفيات مرتبطة بها في سنار، 86 حالة مشتبه بها وثلاث وفيات مرتبطة بها في كسلا، وثلاث حالات مشتبه بها في النيل الأزرق”.
وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن تفشي وباء الكوليرا الحالي في 26 سبتمبر 2023 بعد عزل الضمة وتأكيدها بينما تم الإبلاغ عن الحالات الأولية المشتبه فيها من ولاية جنوب كردفان في 19 يوليو 2023، وبناءً على فريق العمل العالمي ووفقا لأداة مكافحة الكوليرا، تشير التقديرات إلى أن حوالي 46 في المائة (19.5 مليون) من السكان في 51 محلية في 15 ولاية في السودان سيكونون معرضين لخطر الإصابة بالكوليرا بدرجة متوسطة إلى عالية قبل نهاية عام 2023.
ويضيف “سيكون مجموعة 3.1 مليون أي 7.3 في المائة من إجمالي السكان، في 12 محلية في ست ولايات أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكوليرا هذا العام، واستنادا إلى متوسط معدل الهجوم البالغ 0.025 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، يمكن توقع 77.500 حالة إصابة بالكوليرا هذا العام في المناطق عالية الخطورة، منها 15.500 حالة فقط (20 في المائة) قد تتطور إلى جفاف شديد يتطلب دخولها إلى مراكز علاج الكوليرا.
وجاء في موجز مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: “بشكل عام، شهد السودان أكثر من 17 حالة تفشي للكوليرا أو الإسهال المائي الحاد على مدى الخمسين عاما الماضية، ولقد حدثت زيادات موسمية في حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد أو الكوليرا إما خلال موسم الجفاف مع نقص المياه أو خلال موسم الأمطار بعد الفيضانات وتلوث مصادر المياه”.
وقال أن في أعقاب الإعلان عن تفشي وباء الكوليرا في السودان في سبتمبر، قامت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” والشركاء بتفعيل خطة عمل مشتركة بين الوكالات ومتعددة المجموعات لمكافحة.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أوتشا السودان الكوليرا تعلن تفشي في وباء الشؤون الإنسانیة فی السودان فی المائة محلیة فی
إقرأ أيضاً:
أم درمان: الكوليرا تفتك بالمدينة وسط تفاقم الأزمة الصحية
منتدى الاعلام السوداني
أم درمان، 31 مايو 2025 (سودان تربيون) – يعيش نور الدين حالة من اليأس وهو يكافح لإنقاذ عائلته بعد إصابة زوجته وابنتيه بمرض الكوليرا في مدينة أم درمان، غرب العاصمة السودانية، التي أصبحت بؤرة رئيسية لانتشار الوباء على مستوى البلاد.
نور الدين (50 عامًا)، الذي تعافى مؤخرًا من الكوليرا، أعرب عن استيائه من مستوى الرعاية الطبية في مستشفى النّو الحكومي بوسط أم درمان. ولا يزال يتابع علاج أفراد عائلته، متحملاً نفقات مالية باهظة لشراء المحاليل الوريدية من السوق الموازي بأسعار مضاعفة. هذا الوضع تفاقم بعد أن قررت وزارة الصحة الاتحادية إغلاق مركز العزل بمستشفى النّو مساء الأربعاء، إثر تفشي المرض في محيط المستشفى وتزايد حالات الإصابة في المنطقة.
ما هو مرض الكوليرا؟الكوليرا هو مرض بكتيري حاد يسببه تناول طعام أو مياه ملوثة ببكتيريا “ضمة الكوليرا” (Vibrio cholerae). يتميز المرض بظهور إسهال مائي حاد يمكن أن يؤدي بسرعة إلى جفاف شديد وصدمة. إذا لم يتم علاجه فوراً، يمكن أن يكون قاتلاً في غضون ساعات. تشمل الأعراض الرئيسية الإسهال المائي الغزير (غالبًا ما يوصف بأنه يشبه ماء الأرز)، والقيء، وتشنجات الساق. الوقاية من الكوليرا تعتمد بشكل أساسي على توفير مياه شرب آمنة، وممارسات الصرف الصحي الجيدة، والنظافة الشخصية، بالإضافة إلى التطعيم في المناطق الموبوءة.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان صحفي صدر مؤخرًا أن “حالات الكوليرا في الخرطوم ارتفعت من 90 حالة يوميًا إلى 815 حالة يوميًا بين 15 و25 مايو الحالي، أي بزيادة تسعة أضعاف خلال عشرة أيام فقط”.
صعوبات علاج الكوليرا تدني الخدمات الطبيةأُصيب حافظ نور الدين وزوجته وابنتاه بالكوليرا قبل أقل من أسبوع في أم درمان. وفي حديثه لـ”سودان تريبيون”، وصف نور الدين معاناته الشديدة لتوفير العلاج لأسرته، مؤكدًا أنه على الرغم من تلقيهم مساعدة أولية في مستشفى النّو، إلا أنه لا يزال يكافح لتلبية احتياجاتهم العلاجية الأخرى. ووصف الوضع الحالي بـ”الحرج”، رغم جهود الأطباء والمتطوعين في المستشفى الذي يستقبل أعدادًا متزايدة من المرضى يوميًا.
إغلاق مركز العزلذكرت مصادر لـ”سودان تريبيون” أن وزارة الصحة الاتحادية أغلقت مركز العزل بمستشفى النّو مساء الأربعاء بسبب تفشي المرض في محيطه وتزايد حالات الإصابة بالمنطقة. وأفادت المصادر بأن مسؤولين من وزارتي الصحة الاتحادية والولائية زاروا مستشفى النّو خلال اليومين الماضيين وقرروا إغلاق مركز العزل نتيجة لتفشي المرض حول محيط المستشفى، حيث بلغت حالات الإصابة 500 حالة وأكثر من 100 وفاة. وأكدت المصادر نقل مرضى الكوليرا من مركز العزل بمستشفى النّو إلى مستشفيات بشائر، وألبان جديد، وأم بدة النموذجي، وأم درمان التعليمي، والأمين حامد، والتركي، والسعودي.
حالات جديدة وتوسع الانتشارأفادت فاطمة أحمد من منطقة الجيلي شمال الخرطوم عن إصابة أربعة أفراد من عائلتها بالكوليرا، وهم الآن في مركز العزل بمستشفى أمبدة النموذجي منذ يومين. وفي حديثها لـ”سودان تريبيون”، أعربت فاطمة عن مخاوفها من تفشي الوباء بين المواطنين وسط انعدام الخدمات الطبية في المنطقة. كما ظهرت حالات اشتباه في منطقة الحلفايا، حسب مصادر تحدثت لـ”سودان تريبيون”، نتيجة لاستخدام مياه ملوثة وتدهور الوضع البيئي في المنطقة.
الكوليرا تفتك بالسودانيين زيادة أعداد الإصابات والوفياتفي سياق متصل، كشف قطاع العمل الإنساني لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير (تقدم) عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا إلى 8 آلاف حالة، بينما بلغ عدد الوفيات 200 حالة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأوضح القطاع في بيان أن ظهور 8 حالات إصابة بالكوليرا، بينها حالة وفاة واحدة في ولاية جنوب دارفور، يمثل تطورًا خطيرًا يهدد بتفشي الوباء إلى مناطق أوسع في دارفور. هذه المناطق تضم أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين الذين يعيشون في ظروف صحية صعبة للغاية، فضلاً عن تأثرها بالحرب الدائرة. ودعا قطاع العمل الإنساني إلى تنفيذ خطة استجابة عاجلة لمحاصرة انتشار المرض.
وطالب القطاع السلطات الحكومية بإعلان حالة الطوارئ الصحية، خاصة في ولاية الخرطوم التي اعتبرها “منطقة كوارث” بسبب نقص الإمدادات، والزيادة الكبيرة في عدد الوفيات، وصعوبة السيطرة على انتشار المرض، بالإضافة إلى آثار الحرب وتدمير البنية التحتية الخدمية، مما يعيق التعامل الفعال مع هذا الوباء.
ارتفاع الحالات بعد تطورات ميدانية بالخرطومكشف وزير الصحة الاتحادي، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، أن حالات تفشي وباء الكوليرا في ولاية الخرطوم وصلت إلى 1000 حالة يوميًا، بمعدل وفيات يتراوح بين 2% و3%.
وقال الوزير في تصريح خاص لـ”سودان تريبيون” إن هناك “زيادة في معدلات الإصابة بمرض الكوليرا بعد تحرير منطقة الصالحة وإعلان خلو الخرطوم من قوات الدعم السريع، وعودة أعداد كبيرة من المواطنين إلى منازلهم، حيث ارتفع متوسط الحالات إلى 1000 حالة يوميًا، ويتراوح معدل الوفيات بين 2% و3%”.
وأضاف الوزير أن معظم حالات الوفاة تحدث قبل الوصول إلى مراكز العزل والعلاج أو في مراحل متأخرة من المرض، مما يؤكد وجود مشكلة في الإرواء الفوري وتناول السوائل الكافية في بداية ظهور الأعراض. وأردف: “نهدف إلى تقليل حالات الوفيات قدر الإمكان إلى أقل من 1% في الأيام القادمة”.
كوليرا تدخلات عاجلة من وزارة الصحةوأشار الوزير إلى انخفاض في المنحنى الوبائي خلال اليومين الماضيين نتيجة للتدخلات العاجلة. وأكد توفير إمدادات دوائية تشمل أكثر من 100 ألف عبوة محاليل وريدية (درب)، وأدوية البروتوكول العلاجي الأخرى. كما وفرت منظمة الصحة العالمية 15 طنًا من العلاجات، بينما وفرت منظمة يونيسف حصة الكلور لتنقية المياه.
ونوّه الوزير إلى افتتاح أكثر من 10 مراكز عزل بسعة سريرية إجمالية تجاوزت 800 سرير، وتعمل عدة منظمات على تشغيل هذه المراكز. كما أعلن عن استلام 2.9 مليون جرعة لقاح كوليرا مخصصة للمحليات المتأثرة بالمرض في الخرطوم.
وأوضح أنه تم رصد عدد من حالات الإصابة بالكوليرا في ولايات أخرى، متابعًا أنها “حالات متفرقة معظمها وافدة من الخرطوم، ويجري العمل على السيطرة عليها بشكل كامل من خلال المتابعة حتى لا يتفشى الوباء في بقية الولايات”.
يُذكر أن الموجة الجديدة من الكوليرا تفشّت في أم درمان بولاية الخرطوم، بعد اعتماد الأهالي على استخدام مياه غير آمنة نظرًا لتوقف عمل محطات المياه نتيجة لهجوم شنّته قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة على محطات الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المحطات.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمنظمات الأعضاء فيه، هذا التقرير من اعداد “سودان تربيون” بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المدنيين في ولاية الخرطوم في مواجهة انتشار الاوبئة والإمراض في ظل غياب كامل للأدوية والخدمات الصحية.
الوسومأم درمان الخرطوم الدعم السريع السودان الكوليرا د. هيثم محمد إبراهيم مراكز العزل مستشفى النو منتدى الإعلام السوداني