أبواق عربية صهيونية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
◄ الأحزاب الدينية اليهودية ترفض "الصهيونية" لأنها تمثل "شكلًا من العلمنة والاندماج الثقافي" في مخالفة لمشيئة الرب
صالح البلوشي
في الأسابيع الماضية كرست أغلب قراءاتي عن القضية الفلسطينية والصهيونية، ومن بين ما قرأته "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" الموجزة في جزأين للدكتور عبدالوهاب المسيري، وكتاب "الأحزاب الدينية الإسرائيلية ودورها في صنع القرار السياسي" للدكتور محمد عمارة تقي الدين، وكتابه أيضا "الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل".
والذي لفت انتباهي ما كتبه عمارة عن الأحزاب الدينية اليهودية الرافضة للصهيونية والكيان "الإسرائيلي" منذ نشوء هذا الورم السرطاني في قلب العالم العربي، ومن أسباب هذا الرفض كما جاء في الكتاب: "أنها تمثل شكلا من العلمنة والاندماج الثقافي وبذلك تعتبر تمردًا على مشيئة الرب، وبأنها حاولت فرض خلاص اليهود من خلال نشاط دنيوي متسرِّع، بينما الحل هو الصبر انتظارًا لمجيء المسيح الذي وعد به الرب" وأسباب أخرى.
وللأسف الشديد، فإنَّ هذه المعلومات غائبة عن كثير من العرب وغير العرب أيضًا؛ لأن الصورة النمطية التي يقدمها الإعلام العالمي عن القضية الفلسطينية تركز على أنها صراع إسلامي يهودي، مع أن الواقع يقول غير ذلك، فدول عربية وإسلامية لديها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني وفي المقابل فإنَّ هناك الكثير من اليهود ضد الكيان ويعلنون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
وفي الوقت الذي يُعارض فيه الكثير من اليهود الصهيونية والكيان "الإسرائيلي" الغاصب، نجد البعض من بني جلدتنا ومن الذين يتكلمون بلغتنا يدافعون عن هذا الكيان أكثر من الصهاينة أنفسهم، ويهاجمون حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وباقي فصائل المقاومة أكثر من الإعلام الصهيوني نفسه، تارة بحجة أن "حماس" فصيل إخواني، وأخرى بحجة أن الحركة تتلقى دعماً من إيران، والحجة الأخيرة تنقسم إلى سببين، سياسي وطائفي.
وينتشر هذا الصنف المُتصهيِن الذي أستطيع تسميته بـ"الوباء" كثيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة إكس (تويتر سابقا)؛ حيث لا تجد في حساباتهم إدانة واحدة للكيان الصهيوني أو الدول الداعمة للكيان، ولا منشورًا واحدًا رافضًا للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، ولا حتى مشاركة واحدة لخبر واحد يُندد بالكيان وجرائمه، وإنما كل ما يشغلهم هو إدانة حماس والمقاومة، بعضهم بشكل صريح وبعضهم بشكل غير مباشر لكنه لا يخفى على المتابع، مما يجعلنا نتساءل: إلى أية جهة ينتمي هؤلاء؟ وما مصلحتهم في نشر هذه السموم في وسائل التواصل الاجتماعي؟
لقد اتهم البعض هذه الفئة بالعمالة لـ"إسرائيل" مع أني لا أتفق على ذلك، وإنما يرجع الأمر كله إلى قطار التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي انطلق منذ عدة سنوات للأسف وكاد أن يستمر في طريقه برعاية أمريكية صهيونية، لولا عملية "طوفان الأقصى" التي أعطبت القطار وأوقفته عن الاستمرار.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«حكاوي القاهرة» يناقش الانتخابات البرلمانية في القاهرة الكبرى
استضاف الإعلامي حسين الناظر من خلال حلقة اليوم من برنامج حكاوي القاهرة الذي يذاع على موجات إذاعة القاهرة الكبرى الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وناقش اللقاء مستجدات الأحداث في انتخابات مجلس النواب الحالية بعد انتهاء المرحلة الثانية. ويقدم تحليلا من وجهة النظر السياسية والدستورية لما يدور من جدل وتصحيح الأخطاء التي شهدتها الانتخابات. مشيدا بتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تعكس حرصه وحرص الدولة المصرية على إقرار النزاهة والشفافية والخروج بانتخابات نزيهة.
واستعرض سلامة من خلال البرنامج معلومات هامة عن تطور الحياة البرلمانية في مصر والذي يؤكد عراقة التجربة المصرية حيث شهدت مصر أول برلمان منتخب عام1886م. ودور مجلس النواب خاصة الدور التشريعي الذي يتطلب مواصفات خاصة في النائب الذي يجب أن يمتلك أجندة تشريعية ورؤية وطنية شاملة، ما يلقي بالمسؤولية على الناخبين بضرورة الاختيار السليم لمن يمثلهم.
ودعا البرنامج لضرورة تنفيذ استراتيجية وطنية واضحة للتنمية السياسية ذات أهداف محددة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع وذات أجندة قصيرة ومتوسطة وطويل المدى تسعى لنشر الوعي والثقافة السياسية بين جميع فئات المجتمع، ترجمة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تعد بداية حقيقية وانطلاقة نحو رفع الوعي و خلق أجيال واعية بالممارسة السياسية السليمة، داعيا إلى ضرورة العمل على إعادة المجالس المحلية المنتخبة لما لها من دور هام في إثراء التجربة الديمقراطية والحياة السياسية وإعداد وتأهيل كوادر سياسية شابة قادرة على تحمل المسؤولية..
ودعا سلامة الأحزاب السياسية للتحول من الوجاهة الاجتماعية لأداء دور حقيقي وفاعل للاضطلاع بدورها المنشود في التنمية السياسية والالتحام بالشارع مشيرا إلى أن مصر بها الآن 104 حزبا سياسيا ما يعكس حالة التشرزم الحزبي لا التعدد الحزبي، لأنه من المستحيل أن كل هذه الأحزاب تمثل تيارا مختلفة،
وأشاد سلامة بدور الهيئة الوطنية للانتخابات التي قامت ولا تزال بدور هام في تمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بسهولة ويسر.. وحرصها على سلامة الإجراءات الكاملة في العملية الانتخابية، مفندا الدعاوى المغرضة المطالبة بإلغاء الانتخابات البرلمانية.
اقرأ أيضاًفيديو مفبرك.. ملابسات الادعاء بتوزيع رشاوي انتخابية للتصويت لمرشح محدد
عاجل.. كشف حقيقة توزيع أموال على المواطنين في انتخابات النواب 2025 بدار السلام