الصدمات النفسية.. كابوس جديد يُخيّم على الأطفال في غزة وإسرائيل
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
يبدو أن تداعيات الحرب في غزة لا تنحصر في القتل والدمار فحسب، إذ تحذر الكاتبة شانون فافرا من أثر آخر بالغ الخطورة في تقرير لها على صحيفة "ديلي بيست".
تنقل فافرا تحذيرات متخصصي الصحة العقلية والنفسية من تأثير الصدمة غير المسبوقة التي يعاني منها الأطفال في الحرب المستمرة، وفق الصحيفة.
بالنسبة للأطفال في غزة وإسرائيل الذين عانوا من المآسي التي لا توصف في الشهرين الماضيين، فإن النجاة من الحرب ليست سوى بداية لرحلة طويلة ومؤلمة ولا يمكن التنبؤ بها.
الأطفال الإسرائيليون الذين تم إنقاذهم بعد أن اختطفتهم حماس لعدة أسابيع يعملون الآن على التعافي من صدمة اختطافهم. وعلى الرغم من أن "الخطر قد انتهى الآن"، فإن البعض يظهر بالفعل علامات تدل على أنهم من المحتمل أن يترنحوا من الأسر لسنوات قادمة، كما تقول عدي شامية أتزمون، وهي طبيبة نفسانية وعضو في الفريق الذي عالج بعض الرهائن الأطفال.
وقالت شامية أتزمون لصحيفة "ديلي بيست": "لقد رأينا الكثير من سلوكيات الارتباك مثل الهمس والخوف من التحدث أو التحدث بصوت عالٍ، والتي كانت مرتبطة بشكل مباشر بالظروف التي كانوا محتجزين فيها، كان الأطفال خائفين ومنسحبين حقاً".
وأضافت: "لقد بدوا حقاً مثل ظل طفل، كانوا متعبين للغاية، ونحيفين للغاية، وجائعين للغاية"، واصفة ظروف الأطفال الذين وصلوا إلى مركز شنايدر الطبي للأطفال بعد إنقاذهم.
واستقبلت المنشأة العديد من النساء والأطفال الذين تم إطلاق سراحهم كجزء من عملية تبادل الرهائن والأسرى التي رتبتها إسرائيل مع حماس خلال وقف إطلاق النار المؤقت الشهر الماضي.
أطفال غزةوفي غزة، كان معظم الأطفال يعانون بالفعل من صدمة نفسية كبيرة قبل فترة طويلة من بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن عاشوا نوبات متعددة من القصف الإسرائيلي.
وكانت الأمم المتحدة قد قدرت في وقت سابق أن نصف مليون طفل يحتاجون إلى دعم نفسي في غزة.
ولكن الآن، مع نزوح ما يقرب من 85 % من السكان والعيش في ظل تهديد مستمر بالهجمات، ونقص السلامة والاحتياجات الأساسية، واستمرار التعرض للعنف، فإن الحاجة إلى الدعم النفسي في غزة أصبحت مذهلة.
وقالت مستشارة اليونيسف، تيس إنغراهام، لصحيفة "ديلي بيست": "نقدر الآن أن جميع الأطفال بحاجة إلى شكل من أشكال الدعم في مجال الصحة العقلية أو الدعم النفسي والاجتماعي، من المؤكد أن الأمر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم."
ويقول موظفو اليونيسف إن الأطفال في غزة يظهرون مجموعة من الاستجابات المؤلمة للضغط النفسي، بدءًا من رؤية الأطفال للكوابيس وحتى عدم التحدث على الإطلاق. تقول إنغراهام: "لم يتم خلق البشر لتجربة هذه الدرجة من الخوف والعجز بشكل متكرر".
وقال عمال الإغاثة والعاملون النفسيون لصحيفة "ديلي بيست" إن الخسائر التي خلفتها الحرب بين إسرائيل وحماس على الأطفال ستكون لها آثار متتالية طويلة المدى.
لكن أهوال الحرب العنيفة، بما في ذلك حالات الأطفال الفلسطينيين الذين شهدوا عائلاتهم بأكملها تُقتل بلمح البصر، لا تزال واقعًا يعيشه الآلاف من أطفال غزة.
"إنه شعور مرير أن نفقد كل شيء: منزلنا وغرفة نومي وملابسي الجميلة وألعابي، لكنني سعيدة بعض الشيء لأنني تمكنت من الاحتفاظ بمعطفي الأحمر الجديد".
شهد، 12 عاما، تقف أمام منزلها المدمر في مدينة رفح، جنوب قطاع #غزة.
يحتاج الأطفال إلى وقف إنساني لإطلاق النار. الآن. pic.twitter.com/x3HEFW6K2J
وضع لا يوصف
بحسب التقرير، يتم تشجيع الآباء والأوصياء في غزة على التحدث مع أطفالهم حول العنف الذي يشهدونه وردود أفعالهم العاطفية تجاهه، بدلاً من تجنب هذه المحادثات كما لو أن الأطفال لا يفهمون ما يحدث.
وقالت إنغراهام لـ"ديلي بيست" إن التركيز ينصب على "لقاء الأطفال أينما كانوا وعدم محاولة إخبارهم بالتحكم في مشاعرهم أو التقليل منها ولكن تجربتها بشكل أساسي، نقول: حسنًا، حسنًا، أنت تشعر بالغضب، هذا جيد... كيف تريد التعبير عن ذلك؟"
لدى اليونيسف عدد من البرامج التي تهدف إلى مساعدة الأطفال في غزة على التعامل مع صحتهم العقلية في الوقت الحالي، بما في ذلك تلك التي تتيح للأطفال مساحة لممارسة الأنشطة الترفيهية، واللعب الجماعي، والتعبير عن تجاربهم ومشاعرهم، وإجراء محادثات فردية مع مقدمي الخدمات. ولكن توفير الدعم النفسي في غزة أثناء الغزو الإسرائيلي كان أمراً صعباً للغاية.
قصف مستمروقالت إنغراهام: "لقد أصبح الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمقدمي الخدمات في المشاركة... أولاً، لأنها مزدحمة للغاية في الجنوب... ولكن أيضاً بسبب القصف المستمر".
ولا يزال هناك الكثير غير معروف حول كيفية تأثير الحرب على الأطفال على المدى الطويل، وفقًا لليونيسيف.
وتقول إنغراهام إن تجربتهم في هذه الحرب فريدة من نوعها حيث إن العديد من الأطفال وأسرهم لا يستطيعون الفرار من الصراع، مما يشكل ضغطاً خاصاً على الصحة العقلية للأطفال.
وتضيف: "إذا فكرت في صراع قد تواجهه، ربما هجوم على قرية أو شيء من هذا القبيل، فستتمكن من الابتعاد، ولكن هذا ليس ما يحدث في غزة”.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأطفال فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
غولان: إسرائيل دولة تقتل الأطفال كهواية وستصبح دولة منبوذة
انتقد رئيس حزب "الديمقراطيين" يائير غولان، الحكومة الإسرائيلية على خلفية استمرار حرب الإبادة في غزة ، وبدا كمن يضع القيادات الإسرائيلية في الحكومة والمعارضة أمام مرآة، بعد أن اتهم إسرائيل، بأنها "تقتل الأطفال كهواية".
وأضاف غولان في مقابلة للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025، أن "إسرائيل في الطريق لتصبح دولة منبوذة بين الشعوب، مثلما كانت مرة جنوب أفريقيا (إبان نظام الفصل العنصري) إذا لم تعد لتعمل كدولة عاقلة. ودولة عاقلة لا تخوض قتالا ضد مدنيين، ولا تقتل أطفالا كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافا لطرد السكان".
وتابع أن "هذه أمور صادمة بكل بساطة، ولا يعقل أننا، أبناء الشعب اليهودي، الذين كنا نتعرض للملاحقات والهجمات والإبادة طوال تاريخنا كله، وكنا طوال التاريخ رمزا للأخلاق البشرية واليهودية، ونحن أولئك الذين ننفذ خطوات لا يقبلها العقل".
وقال غولان عن الحكومة الإسرائيلية إنها "مليئة بأشكال لا توجد بينها وبين اليهودية أي شيء. أشكال كهانية (نسبة للحاخام الفاشي مئير كهانا)، بلا عقل، بلا أخلاق وبلا قدرة على إدارة دولة في فترة طوارئ. وهذا أمر خطير على مجرد وجودنا. ولذلك حان الوقت لتغيير هذه الحكومة بأسرع ما يمكن كي تنتهي هذه الحرب أيضا".
واعتبر غولان، وهو جنرال متقاعد وتولى منصب نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أنه "أنهينا العملية العسكرية من أجل القضاء على قوة حماس العسكرية في أيار/مايو – حزيران/يونيو من العام الماضي، ومنذئذ دخلت الحرب إلى مرحلة مع أهداف إستراتيجية أقل ومع أهداف سياسية أكثر من أجل بقاء هذه الحكومة"، وأنه "قلت منذ بداية الحرب إن أهدافها متناقضة، فلا يمكن إعادة المخطوفين وفي الوقت نفسه القضاء على حماس".
وهاجم وزراء وكذلك رؤساء أحزاب المعارضة غولان إثر تصريحاته الجريئة. وكتب رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، في منصة "إكس" أنه "أندد بأقوال يائير غولان. والجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، وأي تصريحات كاذبة كهذه ضده تمس بجنودنا وبأمن الدولة".
ووصف رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، أقوال غولان بأنها "متطرفة وكاذبة" وطالبه بالتراجع عنها. وادعى أن "الجنود الإسرائيليين لا ’يقتلون الأطفال’ كهواية. وهذه الأمور ليست مثيرة للغضب وكاذبة ومتطرفة فقط، وإنما تضع حرية جنودنا الأبطال في خطر أمام القانون الدولي. ودولة إسرائيل شنت الحرب الأكثر عدالة منذ قيامها وتفعل ذلك بموجب القوانين الدولية والقيم الأخلاقية الأعلى. ومن مثل غولان، الذي كان نائب رئيس أركان الجيش، يعلم ذلك".
وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، بأنه "أندد بشدة بالتحريض الأرعن من جانب غولان ضد جنودنا الأبطال وضد الدولة. والجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، وجنودنا يكافحون في حرب على مجرد وجودنا. وغولان الذي شجع على رفض الخدمة العسكرية وساوى في الماضي بين إسرائيل والنازية عندما كان لا يزال يرتدي الزي العسكري، وصل إلى حضيض جديد. وفيما لا نزال نخوض حربا متعددة الجبهات ونقود جهودا سياسية معقدة من أجل تحرير مخطوفينا وهزيمة حماس، يروج غولان وزملاؤه في اليسار الراديكالي فريات دموية معادية للسامية حقيرة للغاية ضد الجنود. ولا حدود للانحلال الأخلاقي".
وكتب وزير الخارجية، غدعون ساعر، في منصة "إكس"، أن "فرية يائير غولان الدموية ضد دول إسرائيل وجيشها، لا تغتفر. وما قاله غولان سيكون بكل تأكيد وقودا على موقدة معاداة السامية في العالم. وذلك، في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل من أجل حياتها ضد تحالف يعمل من أجل إبادتها".
وادعى وزير الجيش يسرائيل كاتس، أن "من قارن المجتمع الإسرائيلي في الماضي بالنظام النازي ويفتري الآن ويشوه سمعة دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي أثناء الحرب، يجب نبذه من الحياة العامة".
ووصف وزير الاتصالات، شلومو كرعي، غولان بأنه "مخرب"، واعتبر أنه "يخرب الجهود لتحقيق أهداف الحرب. ويخرب أمن الجنود الإسرائيليين. ويخرب الديمقراطية الإسرائيلية".
وقال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إنه "يبدو أن يائير غولان أخذ ورقة رسائل المتحدث باسم حماس وتبناها، وفيما هواية غولان الوحيدة كانت دائما الترويج لفريات دموية معادية للسامية ضد دولة إسرائيل".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إذاعة الجيش تنشر تفاصيل خطة إسرائيل لإفراغ شمال قطاع غزة متحدث باسم نتنياهو: هذا ما قدمناه لحماس والحرب وسيلة فقط مقتل جندي إسرائيلي في شمال قطاع غزة الأكثر قراءة داخلية غزة: اغتيال مدير شرطة مكافحة المخدرات أحمد القدرة ويتكوف يطرح على نتنياهو مقترحا جديدا بشأن غزة يتضمّن "إنهاء الحرب" بالأسماء: وصول دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين المحررين إلى تركيا نتنياهو يحذر من صفقة محتملة: إسرائيل تعارض بيع طائرات F-35 لتركيا عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025