"لم يعد التهديد سلاحًا نوويًا واحدًا، بل هو ترسانة إيرانية محتملة".. هكذا علق تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، وترجمه "الخليج الجديد"، على إعادة إيران تسريع إنتاج اليورانيوم القريب من مستوى الأسلحة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قالت الثلاثاء، إن إيران سرّعت في الأسابيع الماضية، تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60%، القريبة من المستوى المطلوب لتصنيع الأسلحة، وذلك بعد تباطؤ نسبي في منتصف عام 2023.

وأظهر تقرير مسرب للوكالة، أن إيران عادت لما كانت عليه مطلع السنة الحالية.

وتمتلك إيران بالفعل كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، يمكن إذا تم تخصيبها لدرجة أكبر أن تكفي لصنع ثلاث قنابل نووية، وكميات أكبر عند مستويات تخصيب أقل.

وتقوم إيران بالتخصيب لمستوى يصل إلى 60%، في منشأتي نطنز وفوردو، منذ أبريل/نيسان 2021.

وعلى معدلها الحالي، يمكن أن تنتج إيران تقريبًا ما يكفي من اليورانيوم لسلاح نووي جديد كل 4 أشهر ونصف، إذا قررت الخروج من العتبة النووية، إلا أنها تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

اقرأ أيضاً

استعادة الاتفاق النووي مع إيران.. حرب غزة فرصة لم يستغلها بايدن

ويعلق تحليل الصيحفة: "قد لا يكون التهديد وشيكًا للغاية، فلن يكون من المنطقي إطلاق أسلحة إيران النووية ضد إسرائيل، بالنظر إلى أن دولة الاحتلال تحتفظ بـ8 إلى 200 سلاح نووي، بما في ذلك "ثالوث" الأسلحة والهواء والبحرية".

ويضيف: "هذا يعني بغض النظر عن مدى النجاح في الهجوم النووي من قبل طهران، فإن إيران ستواجه ضربة أكبر بكثير من إسرائيل".

ويتابع: "لكن ما ذكّره 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الإسرائيليين، هو أنه في الشرق الأوسط، لا يتم دائمًا اتخاذ القرارات المشؤومة من خلال القياسات الغربية العقلانية".

ويشير التحليل إلى أن زعيم "حماس" يحيى السنوار، عندما إطلق عملية "طوفان الأقصى"، كان "إما واثق للغاية في تقدير ضعف إسرائيل، أو لم يكن غير راضٍ عن حكمه في غزة لمدة 16 عامًا في الحصار الإسرائيلي، لدرجة أنه كان على استعداد للمخاطرة بكل شيء من أجل الفرصة السرد".

ويلفت كذلك إلى أنه ربما يكون أحد التطورات الجيدة، هو أن الجمهورية الإسلامية قد تكون أقل عرضة للمقامرة على الضعف الإسرائيلي".

ويزيد: "لكن إذا كان قادتها أقل تعجبًا من المخاطر مما نعتقد، فإن ترسانة نووية مقابل سلاح نووي واحد أمر كبير للغاية".

اقرأ أيضاً

أمريكا وإيران قبل موعد 2024.. هل تمهد صفقة السجناء لمناقشة النووي؟

ويتوقع كبار المسؤولين الإسرائيليين، إنه بحلول النصف الأول من هذا العام، فإن إيران سوف تمتلك كمية كافية من اليورانيوم المخصب بمستوى 20 و60%، ما يمنحها القدرة على إنتاج قنبلة نووية إضافية كل 4 أشهر ونصف، وهي وصفة مفيدة لترسانة سريعة محتملة.

وينتقد تحليل "جيروزاليم بوست"، طول أمد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يزيد احتمال قدرتها على تصنيع الأسلحة دون أن يعرف أحد.

ويتابع: "إذا كان قرار إيران تسريع تخصيب اليورانيوم، وبالتالي إنتاج أسلحة نووية، وتحويل قدرتها إلى ترسانة واسعة، فإن الهجمات ضد إسرائيل قد تكون أكثر موثوقية".

ويزيد: "قد يثبط ترسانة الأسلحة النووية أيضًا إسرائيل والولايات المتحدة من أي ضربة وقائية، لأنه سيكون من الصعب القضاء على جميع الأسلحة، وفقدان واحد يمكن أن يكون كارثة"، واصفة هذا السيناريو بـ"المعضلة" التي يواجهها العالم الآن مع كوريا الشمالية، والتي تقدر أن لديها العشرات من الأسلحة النووية.

ويشير التقرير إلى آلاف الأسلحة النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة، "لكن ذلك لا يكفي لردع كوريا الشمالية منذ سنوات".

ويختتم التحليل بالقول: "هذا لا يعني أن سلاحًا نوويًا واحدًا بين يدي إيران لم يكن احتمالًا مخيفًا، ولكن ترسانة محتملة، خاصة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما يغير الصورة بأكملها".

اقرأ أيضاً

الخداع والتقدم.. دبلوماسية إيران النووية لمواجهة الغرب

المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران سلاح نووي إسرائيل صحيفة عبرية جيروزاليم بوست أمريكا كوريا الشمالية ترسانة نووية الأسلحة النوویة

إقرأ أيضاً:

4 سيناريوهات محتملة لمفاوضات نووي إيران

طهران- في ظل تضارب الخطوط الحمراء لطرفيها، تشهد المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران حالة من الجمود مع تصاعد الخلاف بينهما حول تخصيب اليورانيوم، إذ تعتبره إيران حقا وطنيا غير قابل للمساومة، وترى فيه الإدارة الجمهورية تهديدا إستراتيجيا لا بد من إيقافه بالكامل على الأراضي الإيرانية.

وبينما توشك مهلة الشهرين -التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي جديد- علی الانتهاء، تُحوّل التهديدات الأميركية بإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري المسار الدبلوماسي إلى سباق ضد الزمن وسط تأكيد طهران التمسك بحقوقها النووية.

تضارب الخطوط الحمراء

ورغم التقارير الغربية التي تتحدث عن تقديم الجانب الأميركي مقترحا -نقله وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران الأسبوع الماضي- يسمح للجمهورية الإسلامية بمواصلة التخصيب على أراضيها، لكن بمستويات منخفضة، جدد ترامب موقفه بعدم أحقية الأخيرة في التخصيب.

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين، قال الرئيس الأميركي إن إيران لن تخصب اليورانيوم في أي اتفاق جديد معها، ملمّحا إلى إمكانية استخدام الخيار العسكري ضدها، لكنه لا يريد فعل ذلك، على حد قوله.

في المقابل، رفضت إيران على لسان رأس هرم السلطة بشكل قاطع أي شروط تلغي حقها في التخصيب، حيث اعتبر المرشد الأعلى علي خامنئي، يوم الجمعة الماضي، أن المقترح الأميركي يعاكس ويعارض تماما المصالح الوطنية، مشددا على أن طهران لا تنتظر "الضوء الأخضر" الأميركي لاتخاذ قراراتها.

إعلان لا تنازل

وفي حين يهدد ترامب بأشد القصف ضد منشآت طهران النووية إن لم تتخلّ عن عزمها مواصلة تخصيب اليورانيوم، على غرار إطلاقه سياسة "أقصى الضغوط" عليها من قبل، يعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني فدا حسين مالكي التفاوض على الحقوق النووية "خطا أحمر" وفقا لتشريعات البرلمان.

وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح مالكي أن قانون "العمل الإستراتيجي لإلغاء العقوبات وحماية حقوق الشعب الإيراني"، الذي أقره البرلمان في ديسمبر/كانون الأول 2020، يُلزم الحكومة بضمان هذه الحقوق بما فيها "تخصيب اليورانيوم"، مؤكدا أن السلطات المعنية لم تخوّل جهة للتفاوض على تصفير التخصيب.

وإن خُيّرت طهران بين وقف التخصيب أو الخيار العسكري، يقول النائب الإيراني إن بلاده لن تدعو للحرب، لكنها لن تتنازل عن حقها في التخصيب، مضيفا أن المؤسسات العسكرية الإيرانية على أتم الجهوزية لمواجهة أي تهديدات، وأن أي مقامرة ضد المنشآت الحيوية الإيرانية ستُقابل برد صارم.

ويشير مالكي إلى أن إستراتيجية الوفد الإيراني المفاوض هي "العمل من أجل رفع العقوبات الجائرة عن طهران والحصول على ضمانات في أي اتفاق محتمل، وليس التفاوض من أجل تقييد البرنامج النووي"، مضيفا أن طهران التي ردت على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% لم تستأذن أحدا حينها، ولن تستأذن أحدا لممارسة حقها في التخصيب وتلبية احتياجاتها منه.

في غضون ذلك، أكدت إيران أنها "لا تعترف بأي قيود على مستويات التخصيب" لديها، موضحة -في مذكرة رسمية رفعتها إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية– أن القيود الوحيدة المطبقة تنحصر في "منع تحويل المواد النووية نحو أغراض غير سلمية".

كما حذرت طهران في مذكرتها، التي جاءت ردا على تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي ناقش ملف طهران النووي الإيراني، من أن "إصرار الدول الغربية على مسارها الخاطئ باستغلال صبر إيران"، سيدفعها إلى تنفيذ "إجراءات مناسبة" تتحمل تلك الدول تبعاتها.

وفد التفاوض الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي (يسار) عقب وصوله مسقط في مايو/أيار المنصرم (رويترز) نبرة تصعيدية

من ناحيته، يلمس أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طهران، رحمان قهرمان بور، تصاعد النبرة التحذيرية في تصريحات طرفي المفاوضات، مستدركا أن المباحثات تجري في الغرف المغلقة وليس المنصات الإعلامية، وأن التهديدات والتحذيرات قد تكون تهدف لنزع أكبر قدر من الامتيازات من الجانب المقابل.

إعلان

وفي حديث للجزيرة نت، يشير قهرمان بور إلى حرص الجانبين الإيراني والأميركي "على عدم قطع شعرة معاوية" رغم تضارب خطوطهما الحمراء، مؤكدا أن طرفي المفاوضات ينتظران خروج المسار الدبلوماسي من حالة الجمود عبر مبادرة أو مقترح يتقدم به أحدهما أو أطراف الوساطات العربية.

ورأى المتحدث نفسه أن معضلة "صفر تخصيب" قابلة للحل إذا تمكنت إدارة ترامب من تحييد الضغوط الإسرائيلية من جهة وإقناع الرأي العام الأميركي من جهة أخرى بأن الاتفاق النووي المحتمل أفضل من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إبان حقبة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

سيناريوهات محتملة

وبرأي قهرمان بور، فإن إصرار ترامب على عدم أحقية إيران في التخصيب وتمسّك طهران به سيؤديان بالمسار الدبلوماسي إلى طريق مسدود لا سيما في ظل الثقة المفقودة بينهما، وبالتالي فإن مستقبل المفاوضات النووية المجمدة مؤقتا في الوقت الراهن قد تفضي إلى أحد السيناريوهات المحتملة أدناه:

اتفاق مؤقت، سيكون في متناول اليد إذا تخلى أحد الطرفين عن خطوطه الحمراء، خاصة تلك المتعلقة بتخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، ولو كانت بمستويات منخفضة أو تحت إشراف مجموعة دولية يشمل عددا من الدول الخليجية. استمرار الجمود، سترتفع حظوظ هذا السيناريو بشكل نسبي إذا لم يرغب الجانبان في إعلان فشل المسار الدبلوماسي، وذلك على ضوء عزم إيران مواصلة تعاونها مع الوكالة الذرية وعدم اتخاذها خطوات تصعيدية رغم التعاون الأميركي الأوروبي للضغط عليها. تفعيل آلية الزناد، فبعد انتهاء مهلة الشهرين التي حددها ترامب للتوصل إلى اتفاق بشأن ملف طهران النووي والاقتراب من يوم النهاية في الاتفاق النووي (18 أكتوبر/تشرين الأول 2025) حيث من المتوقع أن ينتهي العمل بالقرار الأممي (2231) سترتفع احتمالات تفعيل آلية الزناد. الحرب، إذا فشل المسار الدبلوماسي وتم تفعيل آلية الزناد واتخاذ إيران خطوات تصعيدية فسيكون سيناريو الحرب واردا. لكن احتمالاته ستبقى ضئيلة، إلا أن تحرك إسرائيل عسكريا ضد المنشآت النووية الإيرانية قد يُخرج الوضع عن السيطرة. إعلان

وأخيرا، في ظل وجود تشريع في البرلمان الإيراني يعتبر التخصيب خطا أحمر غير قابل للمساومة، وأنه جزء من الالتزامات القانونية بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، فهل سيدفع ترامب المنطقة إلى حرب يكون وقودها اليورانيوم، أم أن الوساطات الإقليمية ستحرك المياه الراكدة في المسار الدبلوماسي خلال الفترة المقبلة؟

مقالات مشابهة

  • 4 سيناريوهات محتملة لمفاوضات نووي إيران
  • روسيا تحذّر من ضرب المنشآت النووية الإيرانية: عواقب لا رجعة فيها
  • إيران: نمتلك كمية كبيرة من وثائق حسّاسة عن منشآت “إسرائيل” النووية
  • إيران تعلن إخراج وثائق نووية وأمنية حساسة من داخل إسرائيل!
  • إيران تعلن حصولها على آلاف الوثائق الحساسة لمنشآت “إسرائيل” النووية
  • إيران تكشف حصولها على آلاف الوثائق الحساسة الخاصة بمنشآت إسرائيل النووية
  • عاجل. الاستخبارات الإيرانية تكشف أنها حصلت على آلاف الوثائق الحساسة عن المنشآت الإسرائيلية النووية
  • ترامب: إذا خصبت إيران اليورانيوم  سنضطر للتحرك
  • تقارير عبرية: إسرائيل عند مفترق طرق وحكومة نتنياهو على وشك الانهيار
  • روسيا: بوتين قد يشارك في حل المشكلة النووية الإيرانية