استضاف ملتقى كتارا للخط العربي بالقاعة «15» في الحي الثقافي كتارا مساء أمس، حلقة نقاشية تحت عنوان «الخط الكوفي بين الأصالة والمعاصرة»، شارك فيها الخطاط والفنان التشكيلي عمار الدسوقي، وحاوره المهندس محمد عزمي توكل، وذلك بحضور عدد من الخطاطين والفنانين التشكيليين وحشد من عشاق الخط العربي والمهتمين بالفنون الإسلامية.


وبدأ الخطاط والفنان التشكيلي عمار الدسوقي حديثه عن الخط الكوفي بوصفه أحد أقدم الخطوط التي وصلت الى مكانة عالية ومميزة في الحضارة الإسلامية، وذلك نتيجة الاهتمام الكبير الذي حظي به والابداع الباهر في تجميله ورسمه وإدخال الكثير من فنون الزخرفة عليه، لافتا الى أن الخط الكوفي يمثل أحد أبرز المظاهر التي تعكس جماليات الفنون العربية، حيث تسابق الفنانون المسلمون في تطويره والتفنن في زخرفة حروفه، ووجدوا فيه المرونة والتطويع والتمكن من الوصول إلى إبداع أشكال غاية في الجمال والروعة. 
وتناول الخطاط والفنان الدسوقي أصالة الخط الكوفي ومكوناته الحضارية وتطوير هيكليته، وابداعاته الخلاقة وطاقاته التعبيرية الملهمة، وامتلاكه للحرية الكاملة والاستقامة لحروفه وطواعيتها واحتفاظها بجماليتها والاستفادة من الاشكال المستحدثة التي يستلهمها الخطاط الذي يمتلك قدرا من الحرية والجرأة فيما يخص الالتزام بجوهر القواعد المنصوص عليها، وينطلق بها نحو تحرير طاقات الفكر والخيال والتعبير، للوصول الى ابتكار جديد يطل من خلاله على آفاق مشرقة في الفن والابداع، منوها بأن ظهور الخط العربي وتنوع أشكاله جاء نتيجة مرونة الحروف العربية وسهولة انسيابها، واختلاف اقلامها، ووضوح اشكالها، حيث تعددت أساليب الخطوط العربية وأصبح لكل واحد منها قواعده التي تتحكم به، مما جعل المبدعين في هذا المجال يتسابقون في ابتكار اشكال الحروف وتكوين خطوط جديدة، لافتا إلى أن أنواع الخط الكوفي تصل إلى نحو 12 نوعا مثل:» الخط الكوفي المصحفي، الفاطمي، المربع، القيرواني، المورق أو المزهر، الأندلسي، المشرقي، المرابطي، المضفور، النيسابوري، المملوكي، الأيوبي». 
واستعرض الدسوقي مراحل صناعة اللوحة بالخط الكوفي ضمن القواعد والضوابط والاوزان، والمحافظة على عناصر مهمة في تشكيل اللوحة الخطية مثل التركيب القوي والجذاب الذي يراعي قوة الحروف والاتزان وعلاقة الخط والفراغ، والايقاع الذي يعتمد على التماثل والتناظر وتوزيع الوحدات وتعدد المساحات، الى جانب اختيار التقنية المناسبة للعمل الفني. موضحا أن الخط العربي يعد من أبرز الفنون التشكيلية لأنه يتمتع بصفات خاصة تميزه عن غيره من الفنون وأهمها التجريد في الحروف واستقلاليتها، حيث يقول الفنان بيكاسو:» إن اقصى نقطة أردت الوصول اليها في فن الرسم وجدت أن الخط العربي قد سبقني اليها منذ أمد بعيد». 
الجدير بالذكر أن المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» أطلقت ملتقى كتارا للخط العربي بهدف إثراء المشهد الحضاري والثقافي، وتكريس الهوية الثقافية والابداعية، حيث سيعقد الملتقى شهريا لمناقشة جملة من الموضوعات المتعلقة بفن الخط العربي والفنون الإسلامية المرتبطة به، ومن أجل تسليط الضوء على الإبداعات والأفكار والابتكارات التي تتعلق بهذا الفن الأصيل، وابرازه بوصفه فنا قائما بذاته يعكس ثراء الثقافة العربية والإسلامية، ويرمز الى هويتنا وإرثنا الثقافي والحضاري، ويرتبط بشكل وثيق بلغتنا العربية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر ملتقى كتارا للخط الخط الكوفي الفنون الإسلامية الخط العربی

إقرأ أيضاً:

«بحر الثقافة» تناقش رواية «ابنة ليليت»

فاطمة عطفة (أبوظبي)

ناقشت مؤسسة «بحر الثقافة» بأبوظبي، رواية «ابنة ليليت» للروائي السعودي أحمد السماري، والصادرة عن منشورات «رامينا- لندن»، ويعكس هذا العمل الأدبي تباين الثقافات والتقاليد، كما يظهر قوة الإرادة والصمود عند بطلة العمل «جواهر»، التي تغير اسمها في نيويورك إلى جورجيت، حيث كرّست حياتها للبحث عن السعادة المفقودة والانتماء الحقيقي.
أدارت جلسة الحوار الروائية آن الصافي، مشيرة إلى أن الكاتب السماري قدم سيرة امرأة مدهشة في صلابتها، منهكة في داخلها، استطاعت أن تعيش على الحافة بين ضوء الإنجاز العلمي وظلمة الاضطراب النفسي، بين الحلم الأميركي وميراث الطبيبة جواهر في وطنها الأم، وأكدت على أن بطلة الرواية ليست مجرد شخصية أدبية، بل تمثل مرآة لجيل من النساء اللاتي شققن طريقهن بالعلم والإرادة في مجتمعات مغلقة، ولم يتركن للوحدة والخذلان أن ينالا منهن.
وقد تعدّدت المداخلات وتباينت الآراء واختلفت المواقف حول مفهوم هذا العمل الأدبي، وجاء في مداخلة الأديبة فاطمة الرميثي أن «ابنة ليليت» ليست مجرد رواية تقرأ، بل هي مرآة مشروخة تعكس لنا امرأة تتشظى بين إرث أم مقهورة وظلم أخوة، إنها حكاية امرأة تحاول اقتلاع نفسها من هوية مكسورة، لتعيد لملمة شتاتها، مبينة أن الكلمة التي تفتح أحياناً باب الهجرة لا تغلق وراءها كل الأبواب، بل تفتح أبواباً لأسئلة جديدة. 
المهندسة دنيا علم الدين أشارت في حديثها إلى أن أحداث الرواية تتمحور حول تحول الثراء إلى نقمة، واستخدام قوة النفوذ لظلم الآخرين، وخصوصاً النساء اللواتي تمثلهن البطلة جواهر، المعروفة بـ«جورجيت»، وابنة ليليت، وهي التي ترفض أن تكون ضحية للظلم والاستغلال، بل عملت على بناء شخصيتها من خلال تميّزها علمياً. وجاء في مداخلة الكاتبة فايقة النعيمي أن الرواية تتميز بأسلوب سردي متقن وبراعة في نقل الأحداث المثيرة والمشوقة. 

أخبار ذات صلة شرطة أبوظبي تشارك بفعالية «الوقاية من المخدرات» برعاية نهيان بن زايد.. بطولة أبوظبي الكبرى للرماية تنطلق 13 أغسطس

مقالات مشابهة

  • المواصفات تناقش إشكاليات قطاع الذهب
  • شبام حضرموت .. ناطحات السحاب ومهد الحضارة في قلب الصحراء
  • ورشتان في «الخط العربي» و«الطيران اللاسلكي» بمعسكر الوكرة
  • بتقنية الـ 3D.. عروض تجسّد الحضارة المصرية في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • برنامج التمكين الإقتصادي بالداخلة يدخل مرحلة التنفيذ رغم التحديات
  • «بحر الثقافة» تناقش رواية «ابنة ليليت»
  • عزيز رباح يكتب..مغرب الحضارة: حتى لا تختل “الموازين” وجب كسر أضلع “التمييع وقلة الحياء”
  • رئيس شباب النواب: هدفنا صياغة قانون عصري للرياضة يعكس مكانة مصر ويلتزم بالمواثيق الدولية
  • «شباب النواب»: هدفنا صياغة قانون عصري يعكس مكانة مصر ويلتزم بالمواثيق الدولية
  • اختتام عروض مسرحية «كيفان قطعة 1» في كتارا