شهد لبنان العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية على مدار الأربع سنوات الماضية ولكن هذا العام 2023 ظهرت أزمات جديدة كثيرًا، في ظل شح العملات الصعبة وانخفاض احتياطي العملات الأجنبية في البلاد إلى مستويات قياسية متدنية وسقوط القطاع المالي والمصرفي الذي كان يعد أحد أهم ركائز ودعائم الاقتصاد في البلاد، ونرصد لكم عبر السطور التالية أبرز الأزمات التي تعاني منها البلاد خلال عام 2023.

أزمة قضائية 

ظهرت أزمة قضائية جديدة في لبنان، جراء القرار الذي اتخذه وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، وقضى بإحالة جميع أعضاء نادي القضاة إلى التفتيش القضائي، وذلك على خلفية البيانات التي يصدرها النادي وتُنشر في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدي فيها موقفه في قضايا تهمّ الجسم القضائي، وطلب الخوري من هيئة التفتيش إخضاع جميع أعضاء النادي للتحقيق، واتخاذ إجراءات عقابية بحقهم.

وانتقد نادي القضاة في بيانه الأخير، المذكرة التي أصدرها الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله، والتي كلّف بموجبها قضاةً ليحلّوا مكان زملاء لهم أحيلوا على التقاعد، ودعا النادي إلى ضرورة أن يحل القاضي الأعلى درجة أو الأكبر سناً عند شغور مركز المدعي العام أو قاضي التحقيق الأول في المحافظات.

أزمة القطاع المالي 

بحسب مصرف لبنان فقد تراجعت قيمة احتياطات البلاد بالعملة الأجنبية، إلى 9.28 مليار دولار أميركي في نهاية يونيو 2023، مقارنة بـ 36.39 مليار دولار أميركي في نهاية يونيو 2019، أي قبل أشهر قليلة من بداية الأزمة في لبنان، في حين يتهيأ مصرف لبنان، لدخول مرحلة الشغور في حاكميته نهاية شهر يوليو الجاري، مع انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة، وسط تساؤلات حول مصير القرارات والإجراءات، المتعلقة بالسياسات النقدية والمالية في المرحلة المقبلة، لا سيما أن الصورة لم تتضح بالنسبة لهوية الشخص، أو الجهة التي ستخلف سلامة، فوجود فراغ في منصب الحاكمية، ستكون له تأثيرات سلبية على استقرار الاقتصاد، نظراً الى دور الحاكم في تحديد السياسات النقدية، وإدارة النظام المالي اللبناني.

ويرى صندوق النقد الدولي أن السيناريو الذي يجب على لبنان اتباعه لتحقيق التعافي الاقتصادي، يعتمد على خطة إصلاحية مؤلفة من خمسة محاور رئيسيّة، هي إعادة هيكلة القطاع المصرفي، وتجديد السياسة النقدية، واعتماد سياسة مالية جديدة تحقق استدامة الدين، ومعالجة الوضع في المؤسّسات العامة، وتعزيز أطر مكافحة الفساد وغسل الأموال ومكافحة الإرهاب.

الأزمات السياسية

البداية كانت من فشل المجلس النيابي اللبناني من إنتخاب رئيس جمهورية جديد، منذ بدء الفراغ الرئاسي في نوفمبر 2022، كما ولم ينجح بتشكيل حكومة جديدة، منذ إتمام الإنتخابات النيابية الأخيرة في شهر مايو 2022، أو حتى إقرار وتنفيذ قانون الكابيتال كونترول، الذي يساعد في الحد من تبخر إحتياطيات مصرف لبنان، ويخفف الضغط على سوق صرف العملات الأجنبيّة، ويحافظ على ودائع المودعين.

وأدى الفراغ السياسي إلى تعطيل عمل العديد من المؤسسات الحكومية، بما في ذلك مجلس الوزراء والبرلمان، و لم يتمكن مجلس الوزراء من عقد جلسات منتظمة، مما أدى إلى تأخر اتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية. كما لم يتمكن البرلمان من عقد جلسات تشريعية، مما أدى إلى تعطيل التشريعات اللازمة لإصلاح النظام السياسي والاقتصادي.

وفي ظل هذا الوضع، تزايدت الضغوط الدولية على لبنان لحل الأزمة السياسية وتشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لاستعادة الثقة الدولية والحصول على المساعدات المالية.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لبنان مصرف لبنان عام 2023 حصاد عام 2023 العالم العربى الحصاد

إقرأ أيضاً:

الدولار يقترب من أكبر خسارة أسبوعية وسط توقعات بخفض السياسات النقدية

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

يواصل الدولار الأميركي تراجعه للأسبوع الحالي، متجهاً نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ أربعة أشهر، في ظل تزايد توقعات الأسواق باتجاه الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ مزيد من إجراءات التيسير النقدي خلال الشهر القادم.


وخلال تداولات اليوم الجمعة، سجّل مؤشر الدولار – الذي يرصد أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية – ارتفاعاً طفيفاً قدره 0.1% ليصل إلى 99.624 نقطة، بعد سلسلة تراجعات استمرت خمسة أيام متتالية، تُعد الأسوأ منذ 21 يوليو الماضي.

وفي السياق ذاته، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بنحو 0.8 نقطة أساس لتبلغ 4.0037%، وسط حالة تذبذب يسيطر عليها الحذر لدى المستثمرين.

من جهة أخرى، يواصل الين الياباني الهبوط للشهر الثالث على التوالي، بعدما أعلنت رئيسة الوزراء اليابانية عن حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة بقيمة 21.3 تريليون ين (ما يعادل 135.4 مليار دولار).

أما اليورو فحافظ على استقراره عند مستوى 1.1600 دولار في التداولات الآسيوية، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% مسجلاً 1.323 دولار.

وتأتي هذه التحركات في ظل ترقّب عالمي لقرارات البنوك المركزية، وسط ضبابية المشهد الاقتصادي وتزايد الرهانات على تخفيف السياسات المالية خلال الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الدولار يقترب من أكبر خسارة أسبوعية وسط توقعات بخفض السياسات النقدية
  • لقد عانى الكفاية.. البابا يعيد كتابة قصة شباب لبنان بالأمل لا بالهجرة
  • غينيا بيساو التي تبحث عن رئيس لا يسقط بانقلاب عسكري.. هذا ما نعرفه عنها
  • الموافقة على طرح صندوق البلاد لأسهم القطاع المالي السعودي للتداول العام
  • لجنة المال: التحقيق في الهدر المالي مسؤولية القضاء والحكومة معًا
  • منها تاليانت واكسنت RB ..سيارات جديدة 2026 في مصر
  • واشنطن تمهل لبنان حتى نهاية الشهر المقبل لنزع سلاح حزب الله
  • سوريا واحدة رغم الرايات التي جرّبوا رفعها فوقها..
  • السيسي: نسعى لتحقيق الاستقرار في دول المنطقة التي تواجه أزمات
  • عن رواتب العاملين في القطاع العام... بيانٌ من وزارة الماليّة