إثيوبيا تختتم 2023 بالتخلف عن سداد ديونها وخفض تصنيفها الائتماني
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تعيش إثيوبيا فى أزمات اقتصادية متلاحقة، تسببت فى أن تصبح أحدث دولة فى قارة أفريقيا تتخلف عن سداد ديونها، إلى جانب خفض تصنيفها الائتمانى بحسب وكالة "فيتش"، وهى عوامل كان لها بالغ الأثر فى استكمال بناء سد النهضة، الذى يهدد شعبى مصر والسودان بالعطش، جراء تعنت أديس أبابا فى إبرام أى اتفاق حول ملء وتشغيل السد المبنى على النيل الأزرق وهو الرافد الرئيس لموارد المياه إلى مصر.
وأصبحت إثيوبيا بشكل رسمى متخلفة عن سداد ديونها يوم الإثنين الماضى ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣ حيث انقضت ١٤ يوما كفترة سماح ومهلة عن الموعد الذى كان مقررا لسداد قسيمة سندات قيمتها ٣٣ مليون دولار فى ١١ ديسمبر، لتصبح بذلك ثالث دولة أفريقية تتخلف عن سداد ديونها فى قارة أفريقيا بعد زامبيا وغانا.
وأعلنت إثيوبيا فى بداية ديسمبر الجاري، أنها لا تستطيع الوفاء بهذه الشريحة الجديدة البالغة ٣٣ مليون دولار، وقالت إذاعة فرنسا الدولية، إنه فى الثانى والعشرين من ديسمبر، وهو آخر يوم مصرفى دولي، أشار دائنو القطاع الخاص إلى أنهم لم يتلقوا مدفوعاتهم. وترغب الحكومة الإثيوبية فى التوصل إلى اتفاق مع حاملى السندات من القطاع الخاص بعد التوصل إلى اتفاق مع دائنيها الثنائيين فى نهاية نوفمبر.
وحصلت إثيوبيا على تعليق مؤقت لخدمة ديونها بقيمة ١.٥ مليار يورو لمدة عامين، بشرط استكمال المفاوضات التى بدأتها مع صندوق النقد الدولي، بهدف الحصول على قرض، بحلول مارس ٢٠٢٤.
وتسعى إثيوبيا أيضًا للحصول على قرض مدته أربع سنوات من صندوق النقد الدولي، الذى قال إن المناقشات مع الحكومة مستمرة، ومن المرجح أن تتم زيارة الموظفين إلى البلاد فى أوائل العام المقبل.
وأشارت إذاعة فرنسا الدولية، إلى أن الاقتصاد الإثيوبى تأثر بشكل كبير بأزمة كوفيد-١٩، إلى جانب عواقب الحرب الأهلية الإثيوبية فى تيجراى التى استمرت لمدة عامين، ولا تزال تعانى من الصراع المستمر فى منطقة أمهرة.
وقالت وزارة المالية الإثيوبية إن المحادثات مع مجموعة من حاملى السندات انهارت مع اختلاف الجانبين حول مدة تمديد فترة الاستحقاق وتوزيع أقساط سداد سنداتها الدولية الوحيدة البالغة قيمتها مليار دولار والمستحقة فى ديسمبر ٢٠٢٤، وفقا لتقرير لوكالة "رويترز" فى العاشر من ديسمبر الجاري.
وقف بناء سد النهضة
وذكر تقرير صحفى لموقع "أفريكا إنتليجنس" أن أزمة السيولة التى تعانى منها إثيوبيا، مؤخرا ستنعكس مباشرة على عمليات البناء فى سد النهضة، بسبب العجز عن دفع مستحقات مقاولى السد.
وأكد الموقع المتخصص فى الشئون الأفريقية، خلال تقريره المنشور فى ٢٢ ديسمبر الجارى أن العمل فى سد النهضة الإثيوبى المبنى على نهر النيل، قد يتعرض، لتأخيرات جديدة قريبا، حيث تكافح شركة الكهرباء الإثيوبية (EEP)، التى تدير المشروع، لدفع أجور مقاوليها فى وقت معقول.
خفض التصنيف الائتماني
وفى السياق نفسه، خفضت وكالة التصنيف الائتماني العالمية "فيتش"، الأربعاء الماضي، تصنيف ديون إثيوبيا بالعملة الدولية من "سي"، أى فئة المضاربة، إلى "التخلف الجزئي"، لعدم سدادها "سندًا بقيمة ٣٣ مليون دولار" فى ١١ ديسمبر الجاري.
كما وضعت الوكالة الديون الصادرة بسندات "يوروبوند" بقيمة مليار دولار فى حالة "تخلف عن السداد" للسبب نفسه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إثيوبيا ازمات اقتصادية خفض تصنيفها الائتماني عن سداد دیونها
إقرأ أيضاً:
إثيوبيا تحدد موعد انتخابات 2026 وسط تحديات
أعلنت المفوضية الوطنية للانتخابات في إثيوبيا أن الانتخابات العامة ستجرى في الأول من يونيو/حزيران 2026، في خطوة تأتي وسط ظروف داخلية معقدة وتحديات أمنية متواصلة.
وقالت رئيسة المفوضية، ميلاتورك هايليو، لوسائل إعلام محلية إن المفوضية أنجزت "أنشطة تنظيمية شملت فتح مكاتب فرعية وضمان جاهزية مراكز الاقتراع"، مضيفة أن الأحزاب السياسية تلقت تدريبات لعرض برامجها على الجمهور.
وتواجه عملية تنظيم الانتخابات عقبات كبيرة، إذ لا تزال البلاد تتعافى من الحرب التي اندلعت بين جبهة تحرير شعب تيغراي والقوات الفدرالية بين عامي 2020 و2022 في إقليم تيغراي، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص.
وتشير تقديرات إلى أن نحو مليون مواطن ما زالوا يعيشون في حالة نزوح.
كما تشهد مناطق أوروميا وأمهرة أعمال عنف متكررة، مما يثير مخاوف بشأن قدرة السلطات على ضمان أجواء آمنة وشفافة للعملية الانتخابية.
وكان رئيس الوزراء آبي أحمد أكد في كلمة أمام البرلمان يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول، أن "الحكومة تمتلك القدرة والإرادة اللازمة لإجراء هذه الانتخابات"، مشددا على أنها ستكون "الأكثر تنظيما في تاريخ البلاد".
تأتي هذه الانتخابات في وقت تسعى فيه الحكومة لإعادة بناء الثقة بين المكونات السياسية والاجتماعية، وسط ضغوط داخلية وخارجية لضمان مسار ديمقراطي مستقر.
ويرى مراقبون أن نجاحها سيعتمد على قدرة السلطات على معالجة التوترات الأمنية، وتوفير بيئة سياسية تسمح بمشاركة واسعة للأحزاب والمواطنين.