فكّت القوى الأمنية اللبنانية لغز جريمة مروّعة راح ضحيتها فتاة إثيوبية عثر عليها عمال نظافة في 16 من الشهر الجاري، موضوعة داخل كيس كبير في مستوعب للنفايات في محلّة سوق الأحد (شرق العاصمة بيروت)، وقد قيّدت بقدميها، وضربت على وجهها، ويوجد على عنقها "كابل" شاحن هاتف.

أعطيت الأوامر للقطعات المختصّة في قوى الأمن الداخلي للقيام بإجراءاتها الميدانية والاستعلامية لكشف ملابسات جريمة القتل، وتحديد هويّة القاتل وتوقيفه، وبنتيجة المتابعة الاستعلامية تم تحديد هوية الضحية البالغة من العمر 34 سنة.

 

وبنتيجة الاستقصاءات والتحريّات المكثفة، اشتبهت شعبة المعلومات، كما أوردت في بيان "بشخص من التابعيّة السودانية، كون الضحية كانت تربطها به علاقة عاطفية، يقيم في محلة فرن الشبّاك، حيث يعمل ناطور مبنى، ويدعى هـ. ع. ويبلغ من العمر 30 سنة.

القاتل بيد السلطات

وبعد رصد ومراقبة، تمكنت إحدى دوريات الشعبة من توقيفه في مكان عمله وإقامته بتاريخ 22 ديسمبر، وبتفتيشه، تم ضبط هاتفه الخلوي ومحفظة بداخلها صورتين لوثيقتي طلب لجوء من الأمم المتحدة باسمين مختلفين.

بالتحقيق معه، اعترف بما نُسب إليه لجهة قيامه بتنفيذ جريمة القتل، بسبب خلافات مع الضحية، بحسب البيان، شارحاً أنه على إثر حصول شجار بينهما أقدم على ضربها بصحن زجاجي على رأسها فسقطت أرضاً، ارتطم وجهها بطاولة زجاجيّة، وتعرضت لخدوش. وبعدها أقدم على خنقها بواسطة كابل شاحن هاتف، وكبّل قدميها بشريط.

لبناني يقتل امرأة "رفضت الارتباط به" وينتحر.. تفاصيل الجريمة جريمة جديدة بحق النساء في لبنان، هذه المرة جاء الدور على الشابة، ماريا حتّي، التي سقطت بطلقة نارية، الجمعة، على يد، شبل أبو نجم، قبل أن يقدم على الانتحار.

بعد أن تأكد من موتها وضعها في كيس ونقلها من منزله، بواسطة مستوعب يستخدمه لجمع نفايات المبنى، إلى مكبّ النفايات في محلّة سوق الأحد، حيث رماها. بعدها عاد إلى منزله وعمل على تنظيفه ورمي السجادة والصحن والطاولة كما قام بتنظيف مستوعب النفايات من آثار الدماء ووضعه في غرفة الكهرباء.

 كما تبيّن أنه دخل البلاد بصورة غير شرعية عن طريق سوريا، ويستخدم هويات مغايرة بأسماء أشخاص آخرين بغية التنقل والعمل، وقد أجري المقتضى القانوني بحقّه وأودع المرجع المعني، بناء على إشارة القضاء المختص.

هي جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم بحق نساء وفتيات لبنان اللواتي يتساقطن "الواحدة تلو الأخرى" كما سبق أن ذكرت منظمة "كفى" في منشور شارحة "تارة عبر إطلاق النار عليهن وهن نائمات على فراشهن وتارة عبر سقوطهن من على الشرفات أو أسطح البيوت وطوراً عبر قتلهن في الشوارع. تتعدد الأشكال والقتل واحد والقاتل هو الذكوري المتسلط الذي يسمح لنفسه التحكّم بحيوات النساء وفق التقاليد البالية والحقوق الممنوحة له في قوانين الأحوال الشخصية".

وتساءلت "كفى" "ألم يحن الوقت بعد لوعي حول خطورة ما يحصل من قبل الأجهزة والسلطات المختصة؟ ألم يحن الوقت لتسريع محاكمة القتلة وإنزال العقوبات القاسية في محاولة لوقف مسلسل القتل هذا؟ ألم يحن الوقت لوقف التبريرات الذكورية لجرائم قتل النساء؟".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الدولة الوطنية عدو لبعض الشعب طيلة الوقت

الدولة الوطنية عدو لبعض الشعب طيلة الوقت

خالد فضل

لم يمر عام واحد من سبعين عاما منذ الاستقلال لم تك فيه الدولة السودانية الموسومة بالوطنية عدواً لبعض المواطنين المفترضين. هذه حقيقة تاريخية مهمة للنظر في تبعات ذلك الموقف وتجلّيات افرازاته على مشهد الحروب المستدامة بكل قذارة الممارسات فيها.

من حادثة عنبر جودة 1955م التي نجمت عن سوء استخدام سلطة الدولة من جانب البوليس، وعدم مراعاة الجوانب المهنية والإنسانية في حجز المزارعين المحتجين على الظلم الذي شعروا به في ذلك المشروع؛ مما أدى لمصرع المئات منهم اختناقاً؛ بدت الدولة الوطنية وكأنها عدو للشعب، مروراً بالممارسات التي صاحبت التدخل الشرس للبوليس والجيش في احتواء حوادث توريت في جنوب السودان- سابقاً- وصولاً إلى مرحلة التصفيات والحرق والذبح التي تسود في أتون هذه الحرب ومرتكبيها والمحرضين عليها  أفراد يتسربلون  باللباس العسكري للدولة، بل تمضي الدولة أبعد من ذلك في عداوتها وبغضها لبعض أبناء شعبها بفتاوى دينية إسلامية تدعو لقتل المعارضين وتسمي أهدافها بمسمياتهم السياسية والقبلية والعرقية والجهوية والعنصرية، وتستخدم بعض شعبها ضد الآخرين عبر تكوين المليشيات، وتعتبر ذبحهم تقرباً لله وجهاداً في سبيل وجهه الكريم وعبادة خالصة له.

الدولة الوطنية السودانية تطابق في بعض ممارسات وأدبيات عناصرها  دولة داعش. هنا  نجد صحة افتراض أنّ الدولة الوطنية و(مؤسساتها الحداثية) في السودان لم تتأهل كي تستحق هذا الوصف باطمئنان بعد، إنّها دولة خاصة ببعض المواطنين باستمرار، كثر عددهم أو قلّ ليس هذا المعيار. المعيار الأصح في تقديري هو أن تصبح الدولة هي دولة كل فرد في المجتمع  وليس عدوة  لبعض المواطنين مادياً أو معنوياً أو الاثنين معاً، فهي لم تكتف بكونها خاصة بالبعض.

عندما يخرج موظف في الدولة الآن  يشغل وظائفها المرموقة، وهو يتحدث بأشدّ حباله الصوتية غلظة وأقصى سعة حلقومه الجهور، ينوب عن الشعب السوداني كله في وصف سردية الحرب الراهنة، يسقط عن وعيه تماماً أنّ جزءاً معتبراً من هذا الشعب السوداني لديه سردية مقابلة تماماً؛ بل، يصفه هو وجيشه ومليشياته بصفة العدو وينازله في الميدان يحاربه ويقتله وهو مبتهج وجزل بما يتصوره نضال من أجل الشعب السوداني!!

من هو الشعب السوداني إذن؟ الشعب في لغته العادية بين المواطنين غير الذين يشغلون الوظائف القيادية في الدولة لا يستخدمون صفة العدو في الغالب، في حرب الجنوب كان المواطنون في جوبا يطلقون صفة الأنانيا على جنود الجيش الشعبي، ولا يشيرون إلى الجيش كعدو بل يصفونه جيش الحكومة أو جيش مندوكورو على أسوأ توصيف. في البلاغات العسكرية الحكومية، وفي بلاغات الجيش الشعبي تظهر صفة العدو في الكر والفر المصاحب للحرب. كل يصف الآخر كعدو. في حرب دارفور يستخدم عامة الناس مصطلح تورا بورا لوصف جيوش حركات الكفاح المسلح، ولا يطلقون عليها جيوش العدو، يسمون جيوش الحكومة بالجنجويد أو جيش الحكومة، لا يسمونهم أعداء. في الحرب الراهنة يتحدث عامة الناس عن الدعّامة فعلوا كذا وكذا؛ حتى حمّاد استخدمه ليسبهم ببذئ القول ولم يصفهم بالعدو. لا يطلقون عليهم صفة العدو كما تفعل مؤسسة الدولة الرسمية في بلاغاتها العسكرية. الشعب لا يصف بعضه بعضاً بالعدو لكن الدولة هي التي تستخدم هذه الصفة ضد بعض شعبها، ومع ذلك تصر هذه الدولة على أنها تمثل الشعب!!

قليل من التواضع يكشف أنّ صفة الشعب السوداني الذي يمثله الموظفون الحكوميون لم تكتمل بعد، من الأفضل مواجهة الحقائق عوضاً عن صياغة الأوهام وتصديقها. من الأفضل تجرّع الدواء المر أملاً في الشفاء.

الدولة السودانية لم تكمل الصفة المؤهلة لها كدولة وطنية بأي صيغة، تمثيل الشعب السوداني بمختلف طبقاته، أقاليمه، سحناته، ثقافاته، أعراقه ومعتقداته الروحية، لأنها ظلت منذ يومها الأول دولة بين فئات محددة من الشعب السوداني. فكيف نفسّر مثلاً حقيقة معيشة ما لا يقل عن 80% من الشعب في حافة الفقر وما دون خطه؛ في بلد موسوم وموصوف بالغنى في الثروات الطبيعية. من هم طبقة ما فوق حافة الفقر، وطبقة الأثرياء، كم نسبة منسوبي الدولة بمن فيهم المتقاعدون وسط هذه الطبقة. هنا نصل إلى جوهر الامتياز الذي يحوزه من ينتسب للدولة ووظائفها القيادية، خاصة العسكرية والأمنية (والمليشياوية) والسياسية. لقد قال عرّاب حركة الإسلام السياسي  د. الترابي عليه الرحمة ؛ محفّزا عضوية تنظيمه للاستيلاء على الغنيمة عقب انقلابهم العسكري: الآن فتحت لكم خزائن الدولة. ربما تأصيلاً وتأسياً بحكاية سيدنا يوسف في دولة الفرعون!! لذلك لا غرو أن يعتبر أي ضابط في الجيش والأمن والمليشيات، أو من يستخدمونهم في الوظائف الحكومية تحت إمرتهم، أنهم هم الشعب. ومن يعارضهم أو يقاومهم عدو مبين، معارضة الهيمنة والاستحواذ من جانب جزء من الشعب تعتبر خيانة لدى الشق المهيمن من الشعب. ويحدثونك عن الملاحم الوطنية، ومن أدبياتها؛ التحريض على إبادة حتى الأطفال (عدموهم طافي النار يا سعادتو) في تحديد فظيع لقبائل ومجموعات بالاسم، باعتبارها حواضن التمرد. هذا قصارى جهد من يتزيأ بزي الدولة الوطنية أو يزود عن حماها. تلك سيرة الوجع الكبرى يا سادتي.. بل هي الضرورة العاجلة لتأسيس وطن جديد بالفعل. كفاية مهازل، فالناس كلها لم تغب عقولها بعد.

الوسومالاستقلال التورا بورا الجيش الشعبي الدولة الوطنية السودان جنوب السودان حادثة عنبر جودة حوادث توريت خالد فضل

مقالات مشابهة

  • أمين سر حركة فتح بهولندا: إسرائيل تسعى لتجديد «دور الضحية» عبر أحداث مفتعلة
  • الدولة الوطنية عدو لبعض الشعب طيلة الوقت
  • وزيرة بريطانية: سنعترف بدولة فلسطين في الوقت المناسب
  • بسبب حزب الله.. فنان أوروبي متّهم بارتكاب جريمة إرهابية
  • التضليل أداة التفاوض
  • فضل الله: مشكلتنا في استهلاك الوقت وقتل الطاقات
  • ما جديد جريمة لقمان سليم؟
  • عم سما ضحية الواحات: ماتت ومش هنسيب حقها ونثق في القضاء.. فيديو
  • أساليب” إسرائيلية” وحشية لتصفية رموز الحركة الأسيرة في سجونها
  • مصادر طبية فلسطينية: أكثر من 50 شهيدا ضحية للعدوان على غزة فجر اليوم