عام الجحيم في دارفور.. الناجون يتبادلون شهادات مروعة مع تصاعد الصراع في السودان
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
في خضم الصراع المتصاعد في السودان، تقدم الناجون من الفظائع الأخيرة في غرب دارفور لتبادل شهادات مروعة عن تجاربهم المؤلمة. ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، تظهر روايات العنف والنزوح واليأس على السطح من أولئك الذين عانوا من صيف ملطخ بالدماء في المنطقة.
تسلط الشهادات، التي جمعها الصحفي فريد هارتر للجارديان، الضوء على الهجمات الوحشية التي نفذتها قوات الدعم السريع، وميليشيات عربية متحالفة معها في الجنينة، عاصمة منطقة غرب دارفور السودانية.
وصف قمر الدين، وهو مدرس في الجنينة، بوضوح الأحداث المروعة التي وقعت في 27 أبريل 2023، عندما دخل مسلحون حيه، تاركين وراءهم آثار الموت والدمار. وتشمل روايته المروعة مشاهدة الاعتداء على امرأة في الشارع، وتجريدها من ملابسها واغتصابها من قبل مهاجمين أعلنوا أن المنطقة ملك لهم، ووصفوا السكان بالعبيد.
يُزعم أن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية شنت غارات شبه يومية على المناطق التي تسكنها في الغالب المساليت، وهي مجموعة عرقية أفريقية، مما أدى إلى عمليات قتل مستهدفة، وإعدامات بإجراءات موجزة، وعنف جنسي. تصور الشهادات مدينة كانت تعج بالحياة في يوم من الأيام، لكنها أصبحت الآن مهجورة بشكل مخيف، وقد أفرغت أحياء المساليت فيها مع فرار السكان للنجاة بحياتهم.
أفاد المترجم السابق محمود آدم، الذي كان يعيش بالقرب من قاعدة لقوات الدعم السريع، عن وقوع هجمات روتينية نظمتها الميليشيات العربية، على ظهور الخيل والدراجات النارية، مستهدفة جيران المساليت. استمرت الهجمات، التي بدأت في 24 أبريل، لعدة أشهر، وبلغت ذروتها في منتصف يونيو عقب مقتل والي غرب دارفور.
يصف الناجون مشاهد الفوضى والخسائر الجماعية عندما حاول الآلاف الفرار، ليصبحوا أهدافًا سهلة لمقاتلي قوات الدعم السريع والميليشيات العربية. وامتد العنف إلى تشاد المجاورة، حيث استقبل مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 850 مريضاً مصابين بجروح مختلفة في منتصف يونيو.
تكشف الشهادات عن دائرة من العنف، حيث استولت قوات الدعم السريع على القاعدة العسكرية في أرداماتا في أوائل نوفمبر، مما أدى إلى المزيد من عمليات القتل والنهب. ويعيش الآن أكثر من نصف مليون شخص في مخيمات مؤقتة في تشاد، ويعانون من نقص المساعدات ويصارعون الصدمة الناجمة عن الفظائع التي شهدوها.
مع اقتراب الحرب في السودان من حافة التصعيد، تعرضت الاستجابة الدولية للأزمة في دارفور لانتقادات باعتبارها "غائبة تماما" من قبل الخبراء. وتؤكد السيطرة المتزايدة لقوات الدعم السريع على الخرطوم والاستيلاء على ود مدني، ثاني أكبر مدينة في البلاد، على خطورة الوضع.
حذر نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، توبي هاروارد، من أن السودان، مع ما يقرب من 7 ملايين شخص مهجرين وأكثر من نصف السكان في حاجة إلى المساعدة، يتجه بسرعة نحو الانهيار، مع تداعيات كبيرة على المنطقة وخارجها.
ويتقاسم الناجون، الذين أصبحوا الآن لاجئين، الشعور بعدم الارتياح حتى في المخيمات في تشاد، مما يسلط الضوء على الخوف وانعدام الأمن المتفشيين والذي لا يزال يبتلي حياة أولئك الذين عانوا سنة الجحيم في دارفور.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
تعرض طائرة شحن للقصف بعيد هبوطها في مطار نيالا غرب السودان
الخرطوم- تعرضت طائرة شحن الأربعاء 4 يونيو2025، للقصف بعيد هبوطها في مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غرب السودان حيث تدور معارك عنيفة بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفاد شهود لوكالة فرانس برس.
وصرح شاهد يعيش قرب مطار نيالا، المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع لوكالة فرانس برس "في الساعة 5,30 رأيت طائرة شحن تهبط على المدرج".
وأضاف "بعد نصف ساعة سمعت دوي انفجارات ورأيت الدخان يتصاعد".
وأكد شخصان آخران من سكان المنطقة هذه الشهادة لوكالة فرانس برس. وأفاد شهود آخرون أنهم سمعوا دوي انفجارات في عدة أجزاء من المدينة لمدة ساعة تقريبا.
ولم يقدم الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ولا قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الفريق محمد حمدان دقلو، معلومات عن الضربات على نيالا.
في الأسابيع الأخيرة تكثفت الغارات الجوية على أكبر مدينة في دارفور، واستهدفت بشكل خاص مطارها، علما أنها تعد المعقل الاستراتيجي لقوات الدعم السريع.
ومطلع أيار/مايو تعرضت طائرة شحن لإمداد قوات الدعم السريع، للنيران في المطار عند هبوطها، وفقا لمصدر عسكري.
في تقرير نشرته الأربعاء نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بالضربات الجوية "العشوائية" التي شنتها قوات البرهان على الأحياء السكنية والتجارية في نيالا بين تشرين الثاني/نوفمبر 2024 وشباط/فبراير 2025.
ووفقا للمنظمة غير الحكومية التي توثق اتهاماتها، أدت هذه الهجمات إلى مقتل العديد من المدنيين بينهم نساء واطفال وتسببت في نزوح أعداد كبيرة من السكان.
وذكرت هيومن رايتس ووتش أنه في الثالث من شباط/فبراير ألقى الجيش خمس قنابل غير موجهة على مناطق مكتظة بالسكان. ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، أدى ذلك إلى مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا.
وسجلت منظمة "أكليد" غير الحكومية المتخصصة في جمع البيانات في مناطق النزاع "41 يوما من الغارات الجوية في نيالا، منها ما شهد عدة غارات يوميا" خلال ثلاثة أشهر بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وشباط/فبراير 2025، وفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش.
أما قوات الدعم السريع فأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل (HLR) مؤخرا وجود ست مسيرات صينية الصنع في مطار نيالا "قادرة على المراقبة وتوجيه ضربات بعيدة المدى" وفقا لما ذكره HLR.
وتتهم الحكومة السودانية المدعومة من الجيش النظامي، دولة الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع. ولطالما نفت أبوظبي أي تورط لها على الرغم من التقارير العديدة الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وتتهم قوات الدعم السريع الجيش بالاستفادة من الدعم المصري وهو ما نفته القاهرة أيضا.
بعد أن دمرته الحرب والمجاعة وتفشي الكوليرا أصبح السودان اليوم مقسما بحيث يسيطر الجيش على شمال وشرق ووسط البلاد، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء من الجنوب وكل دارفور تقريبا. وخلفت الحرب آلاف القتلى وشردت الملايين وتسببت "بأكبر أزمة إنسانية حالية" بحسب الأمم المتحدة.