كارثة السد الإثيوبي.. رمتني بدائها وانسلت
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
عقب إعلان وزارة الري المصرية عن انتهاء جولات المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة بالفشل، لم تجد السلطات المصرية أمامها ورقة توت تحفظ بها فضيحتها فأوعزت إلى أذرعها الإعلامية لتحميل الإخوان المسئولية عن تلك الأزمة، وهنا خرجت الجوقة الإعلامية في نفس واحد، وبـ"اسكربت موحد"، وتصريحات واحدة من أعضاء لجنة المفاوضات بأن سبب أزمة السد ليس جريمة النظام المصري بالتوقيع على إعلان المبادئ في آذار/ مارس 2015؛ الذي فتح الباب أمام إثيوبيا للبدء العملي في البناء، والحصول على التمويلات الدولية المطلوبة له، وإنما السبب هو المؤتمر الذي عقده الرئيس السابق محمد مرسي مع رؤساء الأحزاب المصرية (حزيران/ يونيو 2013)، وأذيع على الهواء متضمنا تهديدات صريحة بالحرب على ألسنة بعض المشاركين، وكذا الزعم بأن حكومة الرئيس مرسي لم تستخدم في المفاوضات مبكرا تقريرا أعدته حكومة الدكتور عصام شرف (في عهد المجلس العسكري) أشار إلى بعض المخاطر البيئية من بناء السد، وأنها أخفت ذلك التقرير الذي ظهر للإعلام من خلال منظمة الأنهار الدولية!!
يتصور النظام المصري أن طريقته في تسويق الأكاذيب والأوهام التي تعامل بها منذ 2013 لا تزال صالحة بعد عشر سنوات، متجاهلا أن الشعب اكتشف بنفسه زيف الكثير من الأساطير التي أسس عليها النظام حكمه مثل أخونة الدولة، وبيع قناة السويس والأهرامات، وبرج القاهرة.
ربما انطلت بعض الأكاذيب على الشعب المصري في البداية لكنه ما لبث أن اكتشف تلك الأوهام، سواء التي ألصقها النظام بمعارضيه وخاصة الإخوان، أو تلك الوعود الكاذبة التي أسرف في إعلانها بعد أيام أو أسابيع قليلة من انقلابه، مثل "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا"، أو "اصبروا معي ستة أشهر والحال هيتعدل"، وهو الوعد الذي تم تجديده بسنة ثم سنتين، وقد امتد حتى الآن إلى عشر سنوات لم ير فيها المصريون تحسنا في معيشتهم؛ بل مزيدا من التدهور مع تفاقم الفقر والديون والبطالة وانهيار قيمة الجنيه أمام الدولار الذي كان يعادل ستة جنيهات حين تسلم السيسي السلطة ليقترب الآن من ستين جنيها.
ليست المرة الأولى التي يحاول فيها النظام المصري عبر أذرعه إلقاء المسئولية على حكم الرئيس مرسي في أزمة السد الإثيوبي، فهي شماعة جاهزة عند كل تعثر للمفاوضات، وأصبح أكثر جاهزية مع الفشل النهائي للتفاوض، ولم يعد أمام النظام سوى تنفيذ تهديداته النظرية بأن مياه النيل خط أحمر، وأن رد الفعل المصري على المساس بها "قد يتسبب في اضطراب المنطقة"، والمعنى المقصود هنا هو الحرب (30 آذار/ مارس 2021).
يتذكر المصريون الآن مواقف الرئيس مرسي تجاه النيل أو غيره من القضايا الحيوية، فمرسي هو القائل "لو نقصت قطرة من ماء النيل فدماؤنا هي البديل"، ومرسي هو الذي جمع رؤساء الأحزاب للتشاور في خطة رد وطنية على مساعي إثيوبيا لبناء السد، وهذا يعني أن لقاء مرسي مع قادة الأحزاب هو نقطة تحسب له لا عليه، فهو لم يشأ الانفراد بالقرار في قضية وطنية كبرى؛ على خلاف السيسي الذي انفرد منذ وصوله إلى السلطة بإدارة هذا الملف، متوعدا المصريين "متسمعوش كلام حد غيري".
لقد أراد مرسي رحمه الله بناء موقف مصري وطني موحد، حتى إذا جد الجد وحانت لحظة الخطر فإنه سيستند إلى ظهير شعبي وطني واسع، ولا يهم كثيرا السماح بإذاعة لقائه مع قادة الأحزاب على الهواء، فالرسالة التي خرجت سواء بطريق العمد أو الخطأ وأرعبت إثيوبيا هي الرسالة المطلوبة في هذا الموقف، ثم إذا كان النظام الحالي يعتبر ذلك التهديد سببا في تعنت إثيوبيا فلماذا عاد لاستخدامه في آذار/ مارس 2021 بعد أن كان البناء قد اكتمل والملء قد بدأ؟
لن نمل من تذكير النظام بجريمته بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ دون التأكيد على حقوق مصر التاريخية في المياه، هذا الاتفاق هو الذي فتح الباب للمؤسسات الدولية لمنح إثيوبيا التمويلات اللازمة للبناء. فقبل هذا الاتفاق كانت تلك المؤسسات الدولية ترفض التمويل التزاما بقواعد دولية تمنعها من تمويل مشروعات محل نزاع، أما وقد زال النزاع بموجب ذاك الاتفاق فقد انتهت قيود التمويل، وبذلك فالمسئولية في رقبة السيسي بشكل مباشر عن ذلك، وليس أحدا غيره.
الجريمة الثانية للسيسي أن انقلاب 2013 أدخل البلاد في اضطرابات لم تنته استغلتها إثيوبيا بطبيعة الحال، وقد بدا السيسي بعده ضعيفا أمام المجتمع الدولي، فاقدا للشرعية، وعانى في بداية انقلابه من قرار أفريقيا بتعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي الذي تحتضن إثيوبيا مقره، وقد لجأ إلى مقايضة العودة إلى الاتحاد بتمرير بناء السد الإثيوبي، لتقوم إثيوبيا بدورها بتشجيع الدول الأفريقية لإلغاء ذلك القرار بعد عام واحد من صدوره رغم استمرار الحكم العسكري.
ها نحن أمام فشل جديد وكبير لنظام السيسي، في قضية تقع في صميم الأمن القومي المصري، الذي تقع مهمة حمايته على القوات المسلحة والتي أقسم كل فرد فيها يمينا بذلك، وبعد أن أعلنت السلطة رسميا فشل المفاوضات فإن الشعب المصري ينتظر من يتحرك لإنقاذه، وإنقاذ أرضه من العطش.
twitter.com/kotbelaraby
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية سد النهضة مرسي السيسي مصر السيسي مرسي أثيوبيا سد النهضة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
لا نعادي أحد.. مدبولي يعلق على تشبيك يده مع رئيس الوزراء الإثيوبي
علق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء على صورته المتداولة مع آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا في قمة البريكس.
وقال خلال مؤتمر صحفي: تابعت ما حدث على السوشيال ميديا بشأن هذه الصورة، وهي صورة جماعية وبروتوكوليا يكون تشبيك الأيدي مع بعض.. وترتيب مصر بروتوكليا لا نملك به أي شيء.
وأضاف: تم اجتزاء الصورة والتركيز على الصورة الثنائية، ومصر تربطها علاقات مع كل دول العالم ولا نعادي أحدًا، ولسنا ضد التنمية مع أي دولة، بما لا يجور على أي قطرة مياه من حق مصر بنهر النيل.
وأكمل: نتحرك في كل المناحي الدبلوماسية، وحدث حوار ثنائي مع رئيس الوزراء الإثيوبي وأكد حرصه وتعهده بعدم الإضرار بمصر.. ما يهمنا ترجمة هذه الأمر لصور مكتوبة كوثيقة لتنظيم العلاقة المستقبلية.
وعن النمو الاقتصادي، قال مدبولي: إن وزارة التخطيط أعلنت زيادة النمو الاقتصادي الى 4.77٪، مشيرا الى أنه من المتوقع أن تفوق معدلات النمو مما توقعناها.
وأضاف أن جميع القطاعات نمت بقوة وخاصة الصادرات المصرية مشيرا الى أن الاحتياطي من العملة الاجنبية ارتفع مؤكدا أن الاقتصاد المصري يتعافى بقوة .
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مصطفى مدبولي دبولي يعلق على تشبيك يده مع رئيس الوزراء الإثيوبي ئيس الوزراء الإثيوبيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
لا نعادي أحد.. مدبولي يعلق على تشبيك يده مع رئيس الوزراء الإثيوبي
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
41 24 الرطوبة: 22% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك