شفق نيوز/ سلط تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، يوم الاثنين، الضوء على التغيرات الكبيرة في القطب الشمالي وتحول هذه المنطقة إلى مسرح لتصعيد التوترات بين روسيا والغرب، وسط تغييرات دينامية غير مسبوقة.

وفي ضوء التوغل الروسي في أوكرانيا، يتناول التقرير الديناميات متعددة الأوجه التي تعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في القطب الشمالي، والتحولات البيئية، ومصالح الموارد الإستراتيجية.

ورأت الصحيفة بأن "تلك المنطقة تشهد تغيرات بيئية غير مسبوقة بسبب التحولات المناخية السريعة، ما يؤدي إلى ذوبان تضاريسها الجليدية، وبالتالي التحول عن طرق الشحن المرغوبة، إضافة لاستكشاف احتياطيات كبيرة غير مستغلة من النفط والغاز والمعادن".

وأصبحت هذه الموارد، المكتشفة وغير المكتشفة، بمثابة نقاط محورية للمطالبات الإقليمية والمواجهات المحتملة بين دول القطب الشمالي.

وأشار التقرير إلى موقف روسيا الحازم في المنطقة، حيث استفادت موسكو من سواحلها الممتدة في القطب الشمالي من خلال إحياء القواعد العسكرية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة وتعزيز قدراتها البحرية والنووية، لكن هذه العسكرة قد تؤدي إلى تصعيد المخاوف بشأن الأمن وتفاقم المنافسات الإقليمية، ما يبشر بعصر جديد من المناورات الإستراتيجية في القطب الشمالي.

وتناولت "التايمز" دور الصين الناشئ في القطبي الشمالي، حيث إن مصالحها تتواءم مع طموحات روسيا، إذ تهدفان إلى إنشاء طرق بحرية وتوسيع نطاقهما في المنطقة، ورغم ذلك فإن التعقيدات التي ستواجهها بكين في إدارة العلاقات الدبلوماسية مع دول القطب الشمالي أثناء سعيها لتحقيق أهدافها الإستراتيجية، ليست سهلة.

وتبرز جزر سفالبارد، وهي أرخبيل نرويجي في المحيط المتجمد الشمالي، كنموذج مصغر للتحديات الجيوسياسية التي تجتاح القطب الشمالي، حيث تشتهر هذه الجزر بوضعها الفريد الذي يسمح لعدة دول بممارسة الأنشطة الاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه مجلس القطب الشمالي، وهو منتدى للتعاون بين دول المنطقة، اضطرابات بعد استبعاد روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا، إذ تلوح حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل إدارة القطب الشمالي، وتبادل المعرفة بشأن قضايا المناخ، وظهور معاهدات أو تشكيلات جديدة لمعالجة المشهد الجيوسياسي المتغير.

وتطرق التقرير إلى "التحول من الاستثنائية التاريخية التي يتمتع بها القطب الشمالي، إلى الضعف في مواجهة التوترات الجيوسياسية، والتحولات البيئية، والتنافس على الموارد بين القوى العالمية، يضع هذه المنطقة على المسرح العالمي.

ومع نهاية الهدوء الذي ينعم به القطب الشمالي بسبب المنافسات الجيوسياسية والتغيرات البيئية، وانتقال دول القطب الشمالي عبر تعقيدات هذا العصر الجديد، يبقى المستقبل ضبابيا، خصوصا في ظل ما يترتب على ذلك من آثار عميقة على جغرافية المنطقة السياسية، واستغلال مواردها، واستدامتها البيئية.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي روسيا القطب الشمالي أمريكا فی القطب الشمالی

إقرأ أيضاً:

مستقبل الصراع بين إيران وأمريكا

 

 

د. عبدالله الأشعل **

الصراع بين إيران والولايات المتحدة سببه الأساسي زرع إسرائيل في المنطقة ثمَّ هناك أسباب فرعية أخرى؛ وهي أنَّ إيران دولة مركزية وقديمة تُماثل مصر، وعندما كان الشاه يحكم إيران كانت المصالح الأمنية الأمريكية والإسرائيلية مضمونة، ولكن الثورة الإسلامية هي المشكلة، ولذلك فالصراع بين الطرفين صراع وجودي وعقائدي؛ بمعنى أن "إيران الثورة" قامت لتحرير إيران من السطوة الأمريكية وسطوة أسرة الشاه؛ ولذلك منذ اليوم الأول أعلنت الثورة العداء لإسرائيل والولايات المتحدة معًا.

وتعتقد إيران- عن حق- أن الولايات المتحدة هي صانعة إسرائيل وأن إسرائيل توظف لخدمة المصالح الأمريكية والغربية عمومًا؛ لذلك فالصراع بين أمريكا وإيران صراع من أجل النفوذ. وتصر إيران على أنها مستقلة، ومن ناحية أخرى ترفع شعار الدفاع عن القدس والأماكن المقدسة وكذلك الدفاع عن المستضعفين.

والحق أن سلوك إيران الإسلامية كان منسجمًا مع شعاراتها؛ ذلك أن إيران أيَّدت انتفاضة الأقصى وأيدت المقاومة ضد إسرائيل، لسببين؛ الأول: نصرة المشروع الإيراني وهذا جانب سياسي، والسبب الثاني هو نصرة الأقصى، لكن سلوك إيران تجاه السببين لم يرق للوسط العربي والإسلامي لأسباب كثيرة.

والولايات المتحدة وإسرائيل تنظران لإيران الإسلامية على أساس أنها تهديد وجودي لإسرائيل لأنَّ المقاومة تنفرد إيران بمساندتها، أما بقية أطراف المنطقة، فهي تُقيم أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة لكي تكون إسرائيل جارة مسالمة لهم ولا شأن لهم بفلسطين. وأذكر عندما اتهمت الدول العربية مصر بأنها عقدت صلحًا منفردًا مع إسرائيل، فهمته واشنطن على أنه بسبب نزاعات بين الدول العربية وانحياز الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل. وقطعت الدول العربية كل علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية والاقتصادية والثقافية مع مصر، أملًا في أن ترجع مصر عن هذه الخطوة. وقد قطعت معظم الدول العربية علاقاتها بمصر، واستمر هذا الانقطاع عشر سنوات كاملة من 1979 إلى 1989، لكن سلطنة عُمان والسودان وجيبوتي رفضت قطع العلاقات مع مصر؛ لأسباب كثيرة فصلها الباحثون في الشؤون العربية.

الصراع بين إيران والولايات المتحدة بدأ عام 1979 عندما قامت الثورة الإسلامية، وهو صراع سياسي بطبيعته ومفتاح لكل الصراعات في المنطقة العربية، ويُخطئ من يعتقد أنَّ إسرائيل دولة عادية؛ بل إنها دولة وظيفية ومافياوية، وأن زرعها في المنطقة مقصود، ولذلك.. فإنَّ الصراع بين إيران والولايات المتحدة يُلقى بظلاله على المنطقة بأسرها، والموقف الأمريكي من إيران ناتج عن حرص أمريكا على تسيُّد إسرائيل في المنطقة ودعم المشروع الصهيوني.

وقد لاحظتْ الولايات المتحدة وإسرائيل أن غزو بيروت في 5 يونيو 1982 هو الذي أدى إلى إنشاء "حزب الله"، وأن إيران أصبح لها وجود في المنطقة منذ ذلك الوقت، وكلما اشتد التحالف بين الولايات المتحدة والدول العربية، انحازت هذه الدول العربية إلى الموقف الأمريكي والإسرائيلي، وهذا هو التفسير الجزئي لموقف معظم الدول العربية من المقاومة ضد إسرائيل.

ولن تقنع واشنطن إلّا بإزالة النظام الإسلامي في إيران، ولذلك حرضت إسرائيل على تنفيذ المخطط المشترك ضد إيران عسكريًا.

لكن.. هل يجوز لإسرائيل العدوان والتذرُّع بأنها تريد إزالة البرنامج النووي الإيراني؟

إسرائيل برَّرت عدوانها على إيران بأنَّها تريد أن تمارس حق الدفاع الشرعي الوقائي لتفكيك عناصر البرنامج النووي الإيراني، والذي تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا لها، لكن إسرائيل تُبرِّر هجومها على إيران واغتيالها الشخصيات القيادية للحرس الثوري والجيش الإيراني، بأنها تدافع عن نفسها. وسبق لإسرائيل أن اعتدت على مصر وسوريا والأردن عام 1967، بنفس الزعم، وقد نوقشت الحجة الإسرائيلية في مجلس الأمن في نوفمبر 1967، وأجمع مجلس الأمن على تضمين القرار رقم 242، المبدأ القانوني وهو عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وكان يجب على المجلس- آنذاك- أن يحظر العدوان على الدول. لأن العدوان يؤدي إلى الاحتلال، وحاولت إسرائيل والولايات المتحدة الترويج لفكرة الدفاع الشرعي الوقائي، لكن المجلس تمسك بمفهوم الدفاع الشرعي الوارد في المادة 51 من الميثاق، ورفض نظرية إسرائيل في الدفاع الشرعي الوقائي، وتفادت المادة 51 المصطلحات الخلافية في هذا الشأن.

ويُقر القانون الدولي حق جميع الدول في امتلاك السلاح النووي ومن قبله الاستخدام السلمي للطاقة النووية، لكن القانون الدولي لا يحظر سوى استخدام السلاح النووي بالنظر إلى خطورته. ولذلك أباحت اتفاقية منع الانتشار النووي في المادة العاشرة للدول الأطراف الانسحاب من المعاهدة دون إبداء الأسباب. وما دامت إيران قد اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتواطؤ مع إسرائيل وأمريكا، وأن نقدها لسلوك إيران النووي شجَّع إسرائيل على العدوان على عناصر البرنامج النووي الإيراني، يفتح الباب لانسحاب إيران- إذا أرادت- من اتفاقية منع الانتشار النووي، وإذا فعلت ذلك مثل كوريا الشمالية، فلن يكون للوكالة الحق في مساءلة إيران.

الخلاصة.. أن الصراع الأمريكي الإيراني يختلف عن الصراع الإسرائيلي الإيراني في أمر واحد، وهو أن إيران تعتبر المشروع الإسرائيلي مُهدِّدًا لوجودها، وإسرائيل تعتقد المثل، لكن المشروع النووي الإيراني ليس مُهدِّدًا لوجود الولايات المتحدة، وإذا تحوَّل الصراع السياسي إلى صراع عسكري؛ فسوف ينتهى بتوسيع نطاق الحرب، مما يحوله من صراع ثنائي إلى حرب عالمية ثالثة، وهذا الاحتمال وارد في التحليل؛ لذلك فإن أطرافًا كثيرة سوف تتدخل للوساطة بين الطرفين المتصارعين، وهذه النقلة تعتمد على الموقف الأمريكي الذى يتماهى مع الموقف الإسرائيلي.

والسؤال: هل تخضع إيران لرغبة إسرائيل وواشنطن في التوقيع على اتفاق استسلام في الملف النووي والصاروخي، والبديل هو سحق أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية؟

الموقف الإيراني بالغ الدقة؛ حيث إن إيران لا تحتمل الثور الأمريكي، وحتى إذا تدخلت دول أخرى لمساندة إيران، فإن استسلمت تُشجِّع على إزالة النظام وربما احتلال إيران، وإن رفضت الإنذار الأمريكي، فلربما تتسع الحرب، وربما تنطلق بعض العمليات في المنطقة لتخريب المصالح الامريكية.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وجهة نظر حول الصراع الإيراني الصهيوني
  • بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
  • تحذير تركي قوي: الصراع بين إسرائيل وإيران قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة!
  • روسيا: إسرائيل تهدد السلم العالمي وتحصل على دعم غربي
  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
  • إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز إذا شاركت واشنطن في هجمات إسرائيل
  • الجامعة المصرية الصينية ضمن أفضل 1000 جامعة في العالم بتصنيف التايمز البريطانية للتنمية المستدامة لعام 2025
  • إيران وإسرائيل.. صراع وجودي يُعيد تشكيل المنطقة
  • ماذا لو دخلت أميركا الحرب مباشرة؟ وما الأهداف التي لا تتنازل عنها؟
  • مستقبل الصراع بين إيران وأمريكا