«الحكومة الإلكترونية» تُطلق مسحَ دخل ونفقات الأسر
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أعلنت نائب الرئيس التنفيذي للإحصاء والسجل السكاني دعاء الحربان عن انطلاق مسح دخل ونفقات الأسرة، وذلك خلال الفترة من يناير حتى نهاية ديسمبر من عام 2024.
وقد بينت بأن هذا المسح الوطني يستهدف جمع بيانات عينة عشوائية مكونة تقريبًا من (6) آلاف من الأسر البحرينية وغير بحرينية من جميع محافظات مملكة البحرين، ويشارك فيه نحو (35) من الباحثين الميدانين والذين تم اختيارهم وفقًا لمجموعة من المعايير الدقيقة، وبعد إخضاعهم لعدد من الدورات التدريبية، والتي أهلتهم وطورت قدراتهم ومهاراتهم على تنفيذ المسح.
وأشارت دعاء الحربان إلى أن أهم أهداف مسح دخل ونفقات الأسرة تتركز على معرفة الإنفاق الأسري على السلع وأكثر السلع والخدمات التي تقبل الأسر على استهلاكها، والتي تدخل في حساب الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك التغيرات في أسعار هذه السلع والتي تكشف نسبة التضخم والتي تدخل وبصورة مباشر في سعر فائدة البنوك، إلى جانب تطوير الخطط والبرامج الحكومية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وفيما يتعلق بالأثر المتوقع والنتائج المرجوة من تنفيذ المسح ودوره في الارتقاء بجودة العمل الحكومي وفي تحسين حياة الأفراد والمجتمع أكدت بأن مخرجاته ستمكن الجهات الحكومية من اتخاذ القرارات ورسم الخطط والاستراتيجيات وتنفيذ المبادرات والمشاريع المتعلقة والمتماشية مع ظروف وقدرات الإنفاق لدى الأسر البحرينية وغير البحرينية، وتعزيز البرامج الاجتماعية الوطنية.
وحول آلية تنفيذ المسح، أوضحت نائب الرئيس التنفيذي للإحصاء والسجل السكاني السيدة دعاء الحربان بأنه وفي خطوة تطويرية، فإنه سيتم أخذ موعد مسبق لزيارة الأسرة المختارة بصورة عشوائية وذلك بالاتصال بهم من خلال مركز الاتصال «17878070»، مؤكدًة أهمية اعتماد هذه الطريقة لضمان زيارة الأسر في الأوقات المناسبة لهم بما يعزز من استجابتهم وتفاعلهم مع الباحثين وتقديمهم للبيانات والمعلومات الدقيقة حول المسح فضلاً عن أثر هذه الخطوة في تعزيز ثقتهم وطمأنتهم بالمسح والقائمين عليه.
وبعد إتمام هذه الخطوة، أشارت إلى أن الباحثون سيقومون بزيارة الأسر بحسب المواعيد المتفق عليها، وبما لا يقل عن أربع زيارات خلال فترة المسح وذلك لاستيفاء الاستمارات إلكترونيًا على جهاز التابلت لتقليل نسبة الخطأ، وضمان دقة وموثوقية البيانات، وتشمل استمارة خصائص المسكن والأفراد ومصادر الدخل، واستمارة الإنفاق على السلع والخدمات المعمرة، حيث سيتم استيفاؤهما من خلال مقابلة مباشرة للباحث مع الأسرة في المنزل، أما استمارة سجل نفقات الأسرة اليومية سيكون استيفاؤها بشكل مباشر من قبل الأسرة عن طريق تزويدها بالرابط الإلكتروني من خلال الرسالة النصية والبريد الإلكتروني أو استمارة ورقية.
وأشارت نائب الرئيس التنفيذي للإحصاء والسجل السكاني دعاء الحربان إلى أنه وبعد استيفاء جميع الاستمارات سيعمل رئيس العمل الميداني على مراجعتها حال استلامها من الباحثين، كما سيقوم بتحويلها إلى الفريق المختص لتقييم الاستمارات وتحليل البيانات والتدقيق عليها للكشف عن المؤشرات الأولية والمتمثلة في متوسط دخل الأسرة ومتوسط الإنفاق ومتوسط عدد أفراد الأسرة، وغيرها من المؤشرات المهمة للمخططين وراسمي السياسات.
وعلى صعيد متصل، فقد تقدمت دعاء الحربان بخالص الشكر والتقدير إلى كافة الجهات الحكومية والخاصة التي عملت على دعم جهود الهيئة في تنفيذ وإطلاق مسح دخل ونفقات الأسرة للعام 2024، داعية في الوقت نفسه كل الأسر البحرينية وغير البحرينية إلى المساهمة في إنجاح مسح دخل ونفقات الأسرة بالمشاركة فيه والتعاون مع كافة الباحثين الميدانين بتمكينهم من جمع البيانات والمعلومات اللازمة، مؤكدًا بأن كل البيانات التي سيتم جمعها ستتم معاملتها بأقصى معايير السرية والمحافظة على البيانات الشخصية.
الجدير بالذكر أن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية قد حرصت على تنفيذ مسح ودخل نفقات الأسرة منذ سنوات عديدة، فقد تم تنفيذه أول مرة في المملكة في العام (1974-1975)، أما المسح الخامس فقد نفذته الهيئة في العام (2014-2015).
وتقدّمت في الختام بخالص الشكر والتقدير لجميع الأسر البحرينية وغير البحرينية التي شاركت وتعاونت في المسح التجريبي لمسح دخل ونفقات الأسرة، والذي أسهم تطوير أدوات المسح، آمله بأن يحق المسح النتائج المرجوة منه في تطوير السياسات والبرامج الحكومية.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
صناعة الألبان التقليدية في الحدود الشمالية.. موروث أصيل تتناقله الأجيال
تُعدّ مهنة تحضير منتجات الألبان من أقدم المهن لأهالي منطقة الحدود الشمالية، لا سيما أصحاب المواشي، الذين يستخدمون أدوات تقليدية بسيطة لتحضيرها تعكس ارتباطهم العميق بالبيئة والموروث المحلي.
وبرزت امرأة المنطقة الشمالية حافظة حقيقية لهذا التراث الوطني، إذ مارست عبر الأجيال العديد من الحِرف التقليدية، على رأسها صناعة الألبان بأنواعها المختلفة، التي كانت تنتشر على نطاق واسع في المجتمع قديمًا.
وتُمثّل هذه الصناعات نافذة مفتوحة على تراث الأجداد، مستمدة من إرث جماعي غني بالتجارب والروابط المجتمعية.
ومع دعم البرامج الحكومية، وعلى رأسها بنك التنمية الاجتماعية، تعزز دور المرأة ليس فقط في الحفاظ على هذه الحِرف، بل في تطويرها وتحويلها إلى مصدر دخل مستدام، من خلال برامج الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة، بما يسهم في تكييف هذه الحِرف مع متطلبات العصر وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
وفي إطار الجهود الوطنية لصون التراث الحرفي، أُطلق "عام الحِرف اليدوية 2025" برعاية وزارة الثقافة، ليكون محطة فارقة في إبراز الموروث المحلي، حيث شهدت مختلف مناطق المملكة، ومنها الحدود الشمالية، فعاليات متنوعة من معارض وأسواق وورش عمل تعليمية وتوثيقية، سلطت الضوء على الإبداع الشعبي وأهمية الحِرف التقليدية كونها رافدًا اقتصاديًا وثقافيًا وتعليميًا.
ومن أبرز صناعات الألبان التي كانت سائدة قديمًا صناعة الزبدة، ويُستخلص منها السمن أو "الدهن"، إلى جانب اللبن الناتج عن العملية ذاتها.
وكانت المرأة تقوم بجميع مراحل هذه الصناعة، بدءًا من حلب الماشية، وجمع الحليب في وعاء مصنوع من جلد الغنم، وتركه ليتخثر في درجات حرارة متفاوتة، ثم يُرجّ مرارًا حتى تنفصل الزبدة عن اللبن، من ثم تُستخدم الزبدة لتحضير السمن، فيما يُستهلك اللبن بصفته مشروبًا تقليديًا أو يُدخل في إعداد أطعمة أخرى.
وارتبطت هذه العملية بأهازيج نسائية شعبية تؤديها النساء أثناء عملية الخضّ، ما أضفى عليها طابعًا فنيًا وثقافيًا مميزًا، وبه اشتهرت المنطقة بصناعات غذائية أخرى من منتجات الألبان مثل "الإقط" و"الخاثر".
وتختلف مسميات الإقط باختلاف المناطق، مثل "الجميد" و"المضير" و"البقل"، بينما يُعرف الخاثر في بعض الأماكن بـ "الروب" أو "الزبادي".
وتواصل العديد من الأسر في المنطقة ممارسة هذه الصناعات، حفاظًا على الموروث وتحقيقًا للاكتفاء الذاتي، بل إن بعضها استطاع تحويل هذه المنتجات إلى مصدر دخل عبر تسويقها ضمن برامج الأسر المنتجة.
وتوضح زهية الدهمشي، وهي من المهتمات بالصناعات التراثية في مدينة عرعر، أن الإقط يُحضَّر بعد خضّ الحليب باستخدام "الصميل" التقليدي أو أجهزة كهربائية حديثة لفصل الزبدة عن اللبن، ثم يُسخَّن اللبن المتبقي على النار حتى يتخثر، ويُصفّى باستخدام قطعة قماش لتخليصه من الماء، ثم يُعصر ويُشكّل على هيئة أقراص صغيرة تُترك حتى تجف تمامًا.
أما الخاثر، فيُحضَّر بغلي الحليب ثم يُضاف إليه القليل من خاثر جاهز، ويُترك في مكان دافئ حتى يتكون الروب أو الزبادي، ثم يُبرّد ليُحفظ ويُستهلك لاحقًا.
وتحرص الأسر المنتجة والحِرَفيات على المشاركة في الفعاليات والأسواق والمهرجانات التي تنظمها الجهات الحكومية والأهلية، لعرض منتجاتها التراثية والمشغولات اليدوية، بهدف دعم دخولها وتسويق منتجاتها وتوسيع دائرة المهتمين بالموروث المحلي.
وتعكس هذه الممارسات التراثية عمق العلاقة بين الإنسان والمكان، وتجسد كيف تحوّلت الصناعات التقليدية من مهن منزلية إلى عناصر فاعلة في التنمية الاقتصادية والثقافية، تحت مظلة رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى صون الهوية الوطنية وتحقيق الاستدامة المجتمعية.
الحدود الشماليةالألبانقد يعجبك أيضاًNo stories found.