القدس المحتلة-سانا

شهر مر على استشهاد 42 فرداً من عائلته، ولم يفقد الشاب إياد غيضان الأمل في البحث عن والدته المسنة التي لا يعرف مصيرها هل هي مع الشهداء أم الأحياء، بعد انقطاع أخبارها إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وتسويته بالأرض.

حال إياد كحال ذوي 7000 مفقود لا يعرف مصيرهم في قطاع غزة، هل هم شهداء تحت ركام أكثر من نصف مليون منزل تعرض للقصف جواً وبراً وبحراً أم بين من اعتقلتهم قوات الاحتلال.

ويروي غيضان لمراسل سانا لحظات الألم والفاجعة التي ألمت به لحظة استشهاد جميع أفراد أسرته “شقيقه الوحيد وأطفاله وشقيقاته وأطفالهن”، قائلاً: كنت خارج المنزل لحظة القصف وتلقيت نبأ استشهادهم من أحد جيراني.. 42 شهيداً بينهم 29 طفلاً أصغرهم ابنة أخي جودي 6 سنوات التي وجدت تحت ركام المنزل، وهي ممسكة بكرسي عله ينجيها من جحيم صواريخ الاحتلال الإسرائيلي التي أحرقتها هي وكل أفراد أسرتها، والدتها ووالدها وإخوتها وأخواتها السبعة.

ويضيف غيضان: لم أشارك في تشييع جثامين أفراد أسرتي لأنني نزحت إلى مدينة رفح جنوب القطاع.. شاهدت ملامحهم عبر وسائل الإعلام فقط.. وجوههم تفحمت وتحولت أجسادهم البريئة إلى أشلاء.

ويؤكد غيضان الذي يقيم داخل مركز إيواء تابع للأونروا في رفح أنه حتى اللحظة لا يعرف مصير والدته هل كانت خارج المنزل لحظة القصف أم استشهدت مع أبنائها وأحفادها إذ لم يعثر المسعفون على جثمانها داخل المنزل الذي سوي بالأرض، مشيراً إلى أن نجاتها هي الأمل الذي يتعلق به.

وعن آخر لحظة تكحلت عيناه برؤية والدته يقول غيضان: احتضنت والدتي قبل خروجي من المنزل وكان قصف الاحتلال عنيفا على مدينة غزة.. ودعتها وأنا خائف على مصيرها ومصير كل أفراد أسرتي، وقالت لي بنبرة حزن: “دير بالك على حالك يا إياد.. الاحتلال يقصف بلا هوادة ويحرق ويدمر”، أملي الوحيد أن تكون والدتي بين الأحياء.

مأساة غيضان هي ذاتها مأساة كمال عودة من بيت لاهيا شمال القطاع فنجله لا يزال مفقوداً بعد تدمير الاحتلال منزله ولا يعرف مصيره، وخاصة أن الاحتلال ارتكب مجازر عدة في الشمال راح ضحيتها آلاف الشهداء.

ويقول عودة: أحبس أنفاسي كل لحظة وأسأل عن نجلي.. لا أحد يستطيع إخباري بمعلومة تطمئنني عنه، هل هو بين الشهداء أم مع من اعتقلتهم قوات الاحتلال أم مع الناجين.. قلبي ينفطر عليه.. منذ شهر ونصف فقدت الاتصال به.. لا أستطيع التوجه إلى بيت لاهيا للبحث عنه فالاحتلال قطع أوصال القطاع ولا يسمح لأحد بالتنقل أو تفقد مناطقهم.. أتعلق بأمل أن أجد نجلي إبراهيم بين الأحياء حينها ستعود الروح إلى جسدي.

من جانبه يشير محمد شبات من بيت حانون شمال القطاع إلى أن هناك أكثر من 700 مفقود في المدينة وأن الأهالي يخاطرون بأرواحهم بالعودة إليها للبحث عن فلذات أكبادهم، حيث تستهدفهم قوات الاحتلال بالرصاص، مبيناً أنه تمكن من الوصول إلى بيت حانون ووجدها أكواما من الركام لا يمكن التمييز بين طرقها ولا شوارعها.

وقال شبات: استشهد في بيت حانون وحدها خلال الأيام القليلة الماضية 10 من أبناء المدينة الذين كانوا في رحلة بحث عن أفراد عائلاتهم.. الاحتلال يواصل ارتكاب الفظائع والجرائم في القطاع، ولا يزال المجتمع الدولي صامتاً عنها بل شريكاً مباشراً فيها.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: لا یعرف

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل غاراته على القطاع.. وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية

قال بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من دير البلح، إن الغارات الجوية الإسرائيلية لا تزال مستمرة على عدة مناطق في قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري خطير طال المدنيين والمنشآت الصحية.

غارة إسرائيلية

وأوضح جبر، خلال مداخلة مع الإعلامية دينا زهرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن أربعة فلسطينيين استشهدوا صباح اليوم جراء غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين شمال غرب مدينة غزة، وقد نُقلت جثثهم إلى مستشفى الشفاء وهم في حالة تفحم كامل نتيجة القصف المباشر.

جيش الاحتلال: إطلاق نار وطعن في هجوم قرب مفترق غوش عتصيون نفذه مسلحانالاحتلال: قواتنا وأفراد الأمن أطلقوا النار على المهاجمين وقتلوهما

وتحدّث جبر عن توغّل جديد لآليات الاحتلال في المنطقة الجنوبية الغربية من مدينة خان يونس، حيث شهدت المنطقة إطلاقًا مكثفًا للنيران والقذائف المدفعية، مما أسفر عن إصابات متعددة نقلت إلى مجمع ناصر الطبي، الذي يقع على مقربة من خطوط التماس.

وفيما يتعلق بالوضع الصحي، قال مراسلنا إن مستشفى شهداء الأقصى، الذي يخدم المحافظة الوسطى وأجزاء من جنوب القطاع، أعلن اليوم عن احتمال توقفه عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.

وأضاف أن الحالة في هذا المستشفى تعكس الوضع العام لكافة مشافي القطاع، بما في ذلك مجمع ناصر الطبي في الجنوب، ومستشفى الشفاء في غزة، حيث تعاني جميعها من نقص حاد في الأدوية، والمستهلكات الطبية، والوقود اللازم لتشغيل الأجهزة الحيوية.

وفي ردّه على سؤال حول موقف السكان من حديث الاحتلال عن إنشاء ما يُسمى "مدينة إنسانية" في رفح الفلسطينية جنوب القطاع، قال جبر إن الفلسطينيين يتطلّعون إلى وقف العدوان المستمر، إلا أنهم يتخوفون بشدة من هذه التصريحات التي يرونها محاولة جديدة لعزلهم وفرض واقع تهجيري قسري.

وأضاف أن السكان يخشون من أن تتحول هذه المناطق، كما في "المواصي"، إلى سجون جماعية مغلقة، في ظل استمرار العدوان ونقص الحاجات الأساسية، وغياب أي ضمانات دولية حقيقية على الأرض.

https://www.youtube.com/watch?v=7jimVxkktP0

طباعة شارك غزة الاحتلال قوات الاحتلال قطاع غزة غارات الاحتلال

مقالات مشابهة

  • شهران قبل الكارثة.. صرخة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من الحياة في غزة
  • موقع إيطالي يكشف: إسرائيل تشنّ حملة دعائية رقمية لتشويه فرانشيسكا ألبانيز
  • مجزرة في جباليا / فيديو
  • أمن المقاومة يعلن ضبط جهاز تجسس استخباري متطوّر في غزة
  • لحظة إسعاف أفراد الحماية المدنية بجوار سنترال رمسيس.. صور
  • نازحون منسيون باليمن يروون لغادريان معاناتهم من الجوع
  • من الغرق إلى الأسر.. مأساة بحارة إترنيتي سي بيد الحوثيين
  • الاحتلال يواصل غاراته على القطاع.. وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية
  • الاحتلال يصعّد عدوانه على غزة.. وأكثر من 30 شهيدًا منذ فجر اليوم
  • لحظة تفجير الحوثي لسفينة بضربات صاروخية.. فيديو