إن ما نشاهده اليوم فى غزة هو حرب شعواء شنها هؤلاء العنصريون الذين وضعوا أنفسهم فى منطقة بعيدة عن كل القيم الحضارية والاخلاقية، فهو اعتداء من الإنسان على أخيه الإنسان من منظور عنصرى بحت حيث وصف أحد وزراء دولة الاحتلال الفلسطينيين بأنهم وحوش بشرية، فلقد أطلق هذا الوصف على هؤلاء الذين خرجوا من تحت الانقاض والحصار لكى يبحثوا عن نسمة هواء ورشفة ماء وكسرة غذاء لكى تقيم صلبهم فهم تحت الحصار من كل اتجاه.
هذه هى الحضارة التى يتغنى بها الغرب الذى يقف مع إسرائيل بكل قوته، إنها حضارة مرتجفة ومنحدرة إلى أدنى سفوح الجاهلية الأولى، إن هذه القوى لن ينفعها هذا السلاح المدجج ولا هذه الحمم التى تقذف من السماء ومن الأرض ومن الماء وكأنها حرب عالمية يقوم بها جيش جرار ومعه وليس وراءه كل قوى الغرب كل ذلك على شعب تحت الاحتلال والحصار منذ أكثر من سبعين عاما، وعلى الرغم من كل ذلك فإنه لن يحسم الأمر إلا بعودة الحقوق إلى أهلها، إنه مهما اشتد الظلم والظلام فإننا سوف نرى النور فى آخر النفق، إنه وعد الله سبحانه وتعالى «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» اية 39 سورة الحج.
إن هذه الحضارة التى يدعى الغرب أنه صنعها هى حضارة منحدرة تحت أنقاض الأخلاق التى هدمها بنفسه وجعلها خرائب، إن معانى القيم والأخلاق هى رسالة السماء إلى الأرض التى حملها كل الأنبياء وآخرهم النبى محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، نعم الأخلاق بكل مفرداتها.
إن ما نراه فى هذا المشهد الحزين فى غزة قد أسقط ورقة التوت التى تغطى عورة العالم الغربى الظالم والذى يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان وهو أبعد ما يكون عن ذلك، إنه غرب عنصرى بمعنى الكلمة وهو أبعد ما يكون عن كل القيم الأخلاقية، إن حضارته منحدرة إلى سفوح الجاهلية الأولى، والغرب الذى يمتلك هذه القوة الرهيبة ظن أنه أصبح قادرا على الأرض ولكن الحقيقة أن أمر الله سوف يأتيه، فلقد اغرق الله فرعون وجنده وأهلك أصحاب الفيل وغيرهم، وتلك نهاية الظلمة والظالمين، إن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة سورة الحج الاحتلال الفلسطينيين
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: نظام كييف قد يقبل بتنازلات إقليمية مقابل ضمانات أمنية موثوقة من الغرب
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نظام كييف قد يتخلى عن جزء من الأراضي في إطار تسوية الأزمة الأوكرانية، شريطة حصوله على ضمانات أمنية موثوقة من الدول الغربية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين لم يُكشف عن هويتهم قولهم إن “الضمانات الأمنية القوية والموثوقة تمثّل الحافز الأبرز الذي قد يدفع أوكرانيا إلى القبول بالتنازل عن جزء من أراضيها".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الولايات المتحدة "ترفض حتى الآن تقديم مثل هذه الضمانات أو دعم أي قوة أوروبية يمكن أن تتولى مهمة تنفيذها".
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، بأن خطة تسوية الأزمة الأوكرانية التي يجري بحثها في بروكسل، ستشمل "تعهّد أوروبا بتقديم ضمانات أمنية منفصلة إلى جانب ضمانات أمريكية مشابهة لمضمون المادة الخامسة من ميثاق الناتو".
كما ذكر موقع "أكسيوس" أن فلاديمير زيلينسكي ناقش خلال اتصال هاتفي مع المبعوثين الأمريكيين ستيف وجاريد كوشنر مسألتي الأراضي والضمانات الأمنية.
ونقل الموقع عن مصادر أوكرانية، أن ويتكوف وكوشنر حاولا خلال مكالمة هاتفية مع زيلينسكي استمرت ساعتين يوم 6 ديسمبر الحصول على "موافقة واضحة منه على المقترح الأمريكي للتسوية، بما في ذلك التنازل عن إقليم دونباس لصالح روسيا".
يأتي ذلك في إطار جولة مفاوضات مكثفة شملت لقاءات مباشرة بين مبعوثي ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، ومحادثات مطولة مع الفريق الأوكراني في ميامي.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن الخطة الأمريكية تتضمن تنازلات إقليمية كبيرة من جانب أوكرانيا.
وكان زيلينسكي قد وصف محادثاته مع المبعوثين الأمريكيين بأنها "بناءة وإن لم تكن سهلة"، لكنه لم يعلن عن أي تنازلات جوهرية.
يذكر أن الإدارة الأمريكية أعلنت سابقا عن عملها على إعداد خطة لتسوية الأزمة الأوكرانية، فيما أكد الكرملين أن روسيا ما تزال منفتحة على المفاوضات وتبقى ملتزمة بمنصة الحوار في أنكوريدج