محللون: لهذا ترفض السعودية والإمارات الانضمام لتحالف البحر الأحمر بقيادة أمريكا
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
سلط موقع "بريكنج ديفينس"، المعني بالشؤون الدفاعية، الضوء على غياب السعودية والإمارات عن تحالف تأمين ممرات الشحن في البحر الأحمر، الذي أُطلق عليه اسم "عملية حارس الازدهار"، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن النظامين الملكيين اختارا عدم دعم التحالف علنا ما قد يكون أحدث إشارة إلى وجود خلاف متزايد بين البلدين وبين واشنطن.
وفي تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، نقل الموقع عن المحلل الاستراتيجي البحريني، يوسف مبارك، قوله إن "السياسة الخارجية الأمريكية ومبادراتها الدفاعية الأخيرة وضعت مصالح الأمن القومي لحلفاء الخليج التاريخيين الرئيسيين مثل السعودية والإمارات في أولوية أقل لصالح المنافسين الإقليميين ووكلائهم، ما جعل العدوان الحوثي الأخير على الحركة البحرية العالمية نتيجة متوقعة" حسب تعبيره.
وأضاف أن دول الخليج شعرت بأنها "منبوذة" من قبل الولايات المتحدة عندما حاولت، خلال حرب اليمن، دق ناقوس الخطر بشأن المتمردين الحوثيين، الجماعة المتمركزة في اليمن والمسؤولة عن مهاجمة ممرات الشحن بطائرات مسيرة وصواريخ في الآونة الأخيرة، "ولذا قد يترك البلدان هذه الظاهرة المتصاعدة لأولئك الذين رفضوا القضاء عليها في مهدها".
ويتفق مع مبارك الخبير الاستراتيجي والباحث السياسي المقيم في البحرين، عبد الله الجنيد، قائلا: "إن السياسات الأمريكية يحيط بها الكثير من الغموض فيما يتعلق بكيفية التعامل مع مصادر التهديد لأمن المنطقة عندما تكون تلك المصادر إما إيرانية أو أذرع إيرانية في المنطقة مثل الحوثيين".
وفي مايو/أيار الماضي، عبرت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مشاعر بالإحباط بسبب عدم الرد الأمريكي على التهديدات الإيرانية، وقررت الانسحاب من المشاركة في القوة البحرية المشتركة، التي تقودها الولايات المتحدة.
ويرى الجنيد أن السعودية "تشعر أنها لا تحتاج إلى تحالف جديد متعدد الجنسيات لحماية مصالحها"، موضحا: "قام الأسطول السعودي بتأمين كافة المياه بعمق عملياتي، سواء في البحر أو على الأرض. كما لعبت منظومة الدفاع الجوي السعودية دورا متقدما في اعتراض العديد من الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين".
وأضاف: "وهكذا فهي (السعودية) قادرة على التعامل مع أي طارئ، ولن ترغب في التنازل عن جزء من قرارها السيادي بشأن عمل أسطولها الغربي لأي طرف حليف".
أما بالنسبة لمشاركة البحرين في "حارس الازدهار"، فقد اتفق عديد المحللين على أن ذلك لم يكن مفاجئًا، في ضوء كونها موطن للأسطول الخامس للبحرية الأمريكية وقوة المهام المشتركة 153، التي تقود العملية.
اقرأ أيضاً
تعثر لحارس الرخاء.. ديناميكيات معقدة تكبل التحالف البحري الأمريكي بالبحر الأحمر
وفي السياق، قال الزميل في معهد الشرق الأوسط، المسؤول الكبير في البنتاجون سابقا، ميك مولروي، إن السعودية والإمارات "كانتا قلقتين بشأن التصور العام المتعلق بالحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة"، مضيفا: "أعتقد أن السياسة لها بعض التأثير (في غياب البلدين عن عملية حارس الازدهار)". وأوضح: "تحاول الولايات المتحدة وصف العملية بأنها مرتبطة بالدفاع عن التجارة الدولية وحقوق استخدام الممرات المائية الدولية، وليس لدعم إسرائيل في غزة"، مشيرا إلى أن "للسعوديين والإماراتيين مصلحة واضحة في تأمين ممرات الشحن، لكنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يدعمون إسرائيل".
وبغض النظر عن الجغرافيا السياسية لتحالف "حارس الازدهار"، قال محللون إنهم لاحظوا تصعيدا من جانب القوات الأمريكية في البحر الأحمر، كما يتضح من مقتل مقاتلين حوثيين مشتبه بهم في البحر يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، فيما نقل "بريكنج ديفينس" عن مسؤول بالبنتاجون (لم يسمه) قوله إن القوات الأمريكية لديها حق أصيل طويل الأمد في الدفاع عن النفس.
وفي هذا الإطار، قال مولروي إن البيت الأبيض قرر، بإلحاح من البنتاجون على الأرجح، القيام بأكثر من مجرد صد الهجمات على السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل، بل بالرد عسكريًا على مصدر تلك الهجمات.
وقال كبير مستشاري برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مارك كانسيان، إن الولايات المتحدة "تتخذ نهجا أكثر عدوانية ضد هجمات الحوثيين مع استمرار تلك الهجمات وإلحاق أضرار بالسفن".
يشار إلى أن البيت الأبيض أصدر "بياناً مشتركاً" مع العديد من الحلفاء يدين هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وكانت البحرين من بين المجموعة التي أصدرت البيان، بينما لم تؤيده السعودية والإمارات.
اقرأ أيضاً
الغياب السعودي عن التحالف الدولي بالبحر الأحمر يثير التساؤلات
المصدر | بريكنج ديفينس/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حارس الازدهار السعودية الإمارات البحر الأحمر الحوثيين أنصارالله اليمن السعودیة والإمارات الولایات المتحدة حارس الازدهار البحر الأحمر فی البحر
إقرأ أيضاً:
مصر.. تسجيل هزة أرضية جديدة شمال الغردقة
رام الله - دنيا الوطن
سجّلت الشبكة القومية للزلازل، مساء الأحد، هزة أرضية بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر في البحر الأحمر، على بُعد 44 كيلومتراً شمال مدينة الغردقة، وبعمق بلغ 10.16 كيلومتراً.
وأكد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أن الهزة لم تسفر عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات، إلا أن بعض المواطنين شعروا بها، خاصة في المناطق القريبة من مركز الزلزال.
وفي إطار التوعية، أصدر المعهد مجموعة من الإرشادات للمواطنين في حال حدوث هزات أرضية، أبرزها:
تجنّب استخدام المصاعد الكهربائية خلال الزلازل.
فصل التيار الكهربائي والغاز فور الشعور بالهزة.
الحفاظ على الهدوء وتجنّب الذعر.
الابتعاد عن النوافذ والرفوف الثقيلة، والاحتماء تحت طاولة أو كنبة قوية.
الابتعاد عن الشواطئ لتجنّب مخاطر محتملة كموجات فيضانية، وعدم العودة إليها قبل مرور 12 ساعة.
في المدارس، يُنصح بالخروج إلى المساحات المفتوحة عبر مخارج الطوارئ.
وأشار المعهد في دليل استرشادي إلى أن المناطق الأكثر تأثراً بالنشاط الزلزالي في مصر تشمل شرق البحر المتوسط، مما ينعكس على مدن الساحل الشمالي مثل الإسكندرية، رشيد، دمياط، ويمتد أحياناً إلى مناطق من الدلتا ونهر النيل.
وسبق أن شهدت المنطقة زلزالاً كبيراً عام 1955 بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، وتسبب آنذاك في دمار محدود ووفاة 22 شخصاً.
و تُعد مصر من الدول التي تشهد نشاطاً زلزالياً معتدلاً، وخاصة في مناطق البحر الأحمر وخليج السويس، نتيجة وقوعها على امتداد الصدع الجيولوجي الأفريقي-الآسيوي المعروف بـ"الصدع الأحمر".
وتقوم الشبكة القومية للزلازل، التابعة للمعهد، برصد ومتابعة هذا النشاط بشكل مستمر باستخدام تقنيات متطورة، بهدف تقييم المخاطر وتوفير الإنذارات المبكرة قدر الإمكان.
وتُعد الهزة الأخيرة بقوة 3.3 درجة ضمن النطاق الطبيعي للنشاط الزلزالي في المنطقة، وهي من النوع الذي نادراً ما يسبب أضراراً، لكنها تلفت الانتباه إلى أهمية الجاهزية والتوعية، خاصة في المناطق الساحلية مثل الغردقة، التي تُعد من أبرز الوجهات السياحية في مصر.