رئيس حزب الجيل: نأمل في تغيير سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
قال ناجى الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطى، إن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى يضم نواب من الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطى القاهرة ولقائهم بالرئيس عبد الفتاح السيسى تأكيدا على أهمية مصر لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، منوها أن هذه الأهمية توضحها تشكيل الوفد من الحزبين الذين يسيطران على الكونجرس الأمريكى ويتبادلا رئاسة الدولة الأمريكية.
وأشار الشهابي فى بيان صحفي، إلى أن الزيارة تأتى فى وقت دقيق يمر فيها الشرق الأوسط بأحداث خطيرة ومفصلية يتعرض فيه الشعب الفلسطينى لحرب إبادة من جيش الاحتلال الاسرائيلى من خلال القصف الوحشى الذى يستهدف دفع أهل غزة إلى ترك أراضيهم لتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف رئيس حزب الجيل أن زيارة الوفد الأمريكى فى هذا التوقيت وفى ظل هذه الأحداث يؤكد حرص الكونجرس الأمريكى ممثلان فى الحزبين الكبار على التعرف وجهة النظر المصرية عن قرب وعلى لسان رئيسها عقب انتخابه فى انتخابات حرة نزيهة شهدت اقبال غير مسبوق وحصل فيها على 39.6 مليون مصرى بنسبة 89.5% من أصوات الناخبيين وهى الانتخابات التى قادتها الأحزاب المصرية فى تجربة جديدة للحياة السياسية المصرية.
وتابع الشهابي : فى هذا المناخ تأتى أهمية اجتماع الرئيس السيسى بالوفد الأمريكى المكون من أكبر حزبين هناك وأشاد رئيس حزب الجيل بتاكيدات الرئيس للوفد على ضرورة العمل بجدية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأشار الشهابي إلى تأكيد الرئيس السيسى لوفد الحزبيين الأمريكيين الجمهورى والديمقراطى إلى أن الأولوية الان تتمثل في التوصل إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لمواجهة المأساة الإنسانية التي يواجهها أهالي القطاع، اتساقاً وتنفيذاً للقرارات الأممية ذات الصلة. كما شدد السيد الرئيس على رفض مصر التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف رئيس حزب الجيل أن كلمات أعضاء الوفد فى اللقاء كانت عبارة عن إشادة بالجهد والدور المقدر الذي تقوم به مصر على المسارين السياسي والإنساني وكان ذلك عبر استفساراتهم عن رؤية الرئيس السيسى فى حل الازمة الفلسطينية والتى أكد فيها سيادته أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار المستدامين في المنطقة هو التسوية القائمة على العدل، بما يحقق الأمن الحقيقي لجميع شعوب المنطقة، ونوه الشهابى إلى تأكيد الرئيس السيسى على أهمية العمل المكثف والمسئول لتجنب عوامل اتساع نطاق الصراع في المنطقة، لما لذلك من تبعات خطيرة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وأكد الشهابي أن زيارة الوفد الأمريكى بعد الانتخابات الرئاسية المصرية التى لعبت فيها الأحزاب المصرية الجادة دورا كبيرا ومؤثرا فيها يعنى اعتراف الحزبين الكبيرين فى أمريكا بالدور الحزبى فى الحياة السياسية المصرية واهم انتخاباتها.
وأعرب الشهابي عن أمله فى أن يرجع الوفد الأمريكى من زيارته للقاهرة ليغير من سياسة بلاده تجاه الشرق الأوسط وفى القلب منها مصر فتتوقف مخطاطاتها وهو ما ينعكس على الاستقرار ويدفع حركة البناء والتنمية إلى الأمام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكونجرس الأمريكي ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطى الولايات المتحدة الامريكية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئیس حزب الجیل الرئیس السیسى
إقرأ أيضاً:
ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.
منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...
إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.
بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.
هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.
تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.
ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!
في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.
هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.
ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.
في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.
أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».
ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.
في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.
ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.
وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.
في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟
الشرق الأوسط