أول تصريح لوزير الدفاع الأمريكي بعد أيام من دخوله المستشفى
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أنه يتعافى ويتوقع أن يعود إلى البنتاجون في القريب العاجل، مشيرًا إلي أنه يتلقي العلاج منذ الإثنين الماضي في المستشقي، بسبب مضاعفات بعد إجراء طبي روتيني، حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية.
وقال أوستن اليوم الأحد، “إنه كان بإمكانه القيام بعمل أفضل في إعلام الجمهور بمشاكله الصحية وتعهد بالقيام بذلك”.
وتابع: "أتفهم أيضا مخاوف وسائل الإعلام بشأن الشفافية وأدرك أنه كان يمكن فعل المزيد لإعلام الجمهور بشكل صحيح".
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، في وقت متأخر الجمعة الماضية، أن الوزير لويد أوستن يعالج في المستشفى منذ يوم الاثنين بسبب مشكلة صحية غير محددة، دون ذكر تفاصيل عن سبب إبقاء الأمر سرا طوال الأسبوع.
وأوستن، البالغ من العمر 70 عاما، هو التالي مباشرة بعد الرئيس جو بايدن في قيادة الجيش الأميركي، وتتطلب واجباته أن يكون متاحا في أي لحظة للتعامل مع أي أزمة للأمن القومي.
ولم تذكر الوزارة ما إذا كان أوستن غاب عن الوعي قبل أو بعد دخول مركز والتر ريد الطبي العسكري في الأول من يناير أو إلى أي مدى ستتولى نائبته كاثلين هيكس مهامه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أول تصريح وزير الدفاع الأمريكي المستشفى لويد أوستن
إقرأ أيضاً:
«طبخة باراك فتنة على الحدود».. وسيناريوهات الفوضى المركّبة
في زمن التحولات الكبرى، لا تُطبخ المشاريع الجيوسياسية في العلن، بل في الغرف الرمادية، على نارٍ هادئة، وبمقادير دقيقة يتقنها طباخو المخابر الاستراتيجية. هكذا يبدو ما يفعله المبعوث الأمريكي «توماس باراك» وهو يتحرك بهدوء في الميدان «السوري-اللبناني»، مستعرضًا وصفته الجديدة لتثبيت الأمن ظاهريًا، وتفكيك البنية الحليفة للمقاومة فعليًا.
في ظاهر الحكاية، يتقدم باراك بمقترح تشكيل «قوة حماية» على الحدود بين سوريا ولبنان، عنوانها «مكافحة الإرهاب ومنع التهريب»، وتغليفها برنامج تدريبي ممول من البنتاجون نفسه، تحت مظلة حماية الاستقرار الداخلي في الجنوب السوري، وتحديدًا في محافظة السويداء. يتسلل الخطاب بلغة احترافية ناعمة: تنسيق، تأهيل، دعم، مراقبة، و«غرفة عمليات مشتركة» بين الجيشين السوري واللبناني. ولكن من يُمعن في التركيبة يدرك سريعًا أن الغاية تتجاوز الحدود الجغرافية إلى العمق السياسي والعقائدي.
ليست هذه القوة الأمنية المقترحة بريئة في ولادتها، ولا في مهمتها. هي ليست «قوة دولية»، ولا «حماية محايدة»، بل إعادة تشكيل لميزان القوى في خاصرة الشام الجنوبية، تمهيدًا لإعادة ضبط الإيقاع الإقليمي بما يتناغم مع إيقاع المشروع الأمريكي-الإسرائيلي القديم المتجدد.
فالحديث عن ثلاثية «المخدرات والسلاح والإرهاب» ليس جديدًا، لكنه هذه المرة يُطرح بلغة مزدوجة، في العلن بوصفه مكافحة للجريمة العابرة للحدود، وفي الخفاء كإعادة برمجة للأولويات العسكرية السورية، وربما جرّها في اتجاه صدام غير مباشر مع حزب الله، عبر احتكاك محسوب يُزرع على تخوم البقاع والقصير، وربما الجنوب السوري.
والمفارقة أن هذا الطرح يأتي بعد هدوء نسبي في جبهات الجنوب، وبعد تطورات داخلية في السويداء توحي بأن ما يجري ليس فقط بحثًا عن أمن الحدود، بل توظيفًا للأرضية الاجتماعية والدينية في الجنوب لتنفيذ نموذج شبيه بالتنسيق الأمني الذي يجمع السلطة الفلسطينية بجيش الاحتلال الإسرائيلي. نموذج يُبقي المقاومة تحت المجهر، ويُشغل الدولة المركزية بمعارك جانبية، ويُطبع العلاقة بين "المتدرب والممول"، حتى لو اختلفت الأعلام.
ورغم أن دمشق تُدرك خطورة ما يُطبخ، إلا أن المشهد يبدو مفتوحًا على مفارقات عديدة. فمن جهة، هناك حاجة لضبط الانفلات الحدودي ومواجهة تمدد العصابات والتهريب المنظم. ومن جهة أخرى، ثمة محاولة لتوريط الدولة السورية في صراع داخلي مع حليفها الاستراتيجي، دون إعلان حرب، ولكن عبر احتكاك بارد تتزايد حرارته مع كل طلقة وهمية في الظل.
أما الفصائل المحلية المسلحة، التي يُظهر بعضها حماسة للعب دور في ملاحقة "الطرف اللبناني"، فليست سوى أدوات مؤقتة في لعبة كبرى قد تبتلعها هي أولًا. ولعل أخطر ما في هذا السيناريو، هو محاولته تأسيس حالة "فتنة أمنية" بين ما يُسمى "جيش سوري جديد" وبين قوات حزب الله، بما يشبه إعادة تدوير لحرب الوكالة، ولكن هذه المرة تحت رعاية مؤسسات رسمية وشرعية وبدعم فني أمريكي - فرنسي مشترك.
باراك لا يتحرك في الفراغ. خلفه شبكات مصالح، ومراكز قرار، ومصانع سرديات. وما يهمه ليس حماية السويداء من الفوضى، بل استثمار الفوضى في الجنوب كرافعة لمشروع قديم: ضرب العمق الاستراتيجي للمقاومة، وتحويل الجيش السوري إلى طرف محايد - وربما لاحقًا خصم - في معادلة الحدود، بعد إفراغها من أي بعد عقائدي أو سيادي.
في الخلاصة، لا شيء بريء في هذه "الطبخة". عنوانها الظاهر أمني، ومضمونها سياسي، وغايتها إعادة رسم خطوط النفوذ وفقًا للخرائط الجديدة التي تُرسم على الورق قبل أن تُجرب على الأرض. ولكن هل دمشق في وارد الوقوع في الفخ؟ أم أن ما يجري هو مجرد اختبار آخر لقدرة الدولة السورية على التماسك والتمييز بين “الشراكة التقنية” و”الاصطفاف السياسي”؟.
في هذه اللحظة الحرجة، يبدو أن الإجابة ستتوقف على من يكتب السيناريو الأخير: وزارة الدفاع السورية؟ أم البنتاجون؟
(كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية).
اقرأ أيضاً«البنتاجون» يعلن انسحاب المارينز من لوس أنجلوس
تضارب بين البنتاجون و «CIA» بشأن نتائج استهداف ترامب نووي إيران