حازت «وثيقة أبرز التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري للفترةِ الرئاسيةِ الجديدة (2024-2030)» والصادرة من قبل مجلس الوزراء المصري، أمس، على إشادات عدة من رجال الأعمال وخبراء اقتصاد حول ما حددته الاستراتيجية من أولويات للتحرك على صعيد السياسات بالنسبة للاقتصاد وصولا لعام 2030.

«الزيات»: الاستراتيجية تنهي أزمات مصر الاقتصادية في 6 سنوات

وقال المهندس أحمد الزيات عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، إنَّ طرح الحكومة للاستراتيجية الخاصة بالاقتصاد المصري والتوجهات الاقتصادية ستساعد كثيرا في القضاء على الأزمات الاقتصادية، وتوفير العملة الأجنبية خلال الـ6 سنوات المقبلة.

وأوضح «الزيات» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أنَّ الوثيقة ركزت على زيادة الصادرات، والاعتماد على جذب مزيدا من الاستثمار، مع زيادة الإنتاج لتوفير نمو اقتصادي مستدام، والقضاء على التحديات المتمثلة في توفير مزيد من فرص العمل، وزيادة حصيلة العملة الأجنبية وتوفير السلع بأسعار تنافسية في السوق المحلية.

وأضاف أنَّ الاستراتيجية الجديدة ستسعي لتحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام ومتوازن لدعم نهضة الدولة المصرية، والذي سيتراوح ما بين 6% و8%، والتركيز بشكل أكبر على نوعية النمو، ووتيرته الداعمة للتشغيل ما يصل لـ8 ملايين فرصة عمل خلال نفس الفترة.

مركز القاهرة للدراسات المالية: الاستراتيجية تناولت الكثير من المخاطر والمشكلات

فيما قال المحاسب أشرف حجر، رئيس مركز القاهرة للدراسات المالية والاقتصادية، إن الاستراتيجية الجديدة للحكومة ألقت بظلالها على الكثير من المشكلات والمخاطر التي تحيق بالاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أنَّها ستسهم في وضع آلية من شأنها التغلب على أعباء خدمات الدين، مع وضع آلية أخرى للاقتراض.

«حجر»: شهادات البنوك الأخيرة ستساعد في وقف نزيف الشهادات الاستثمارية ذات عوائد مرتفعة

وأوضح «حجر»، في تصريح لـ«الوطن»، أنَّ الاستراتيجية الجديدة مع ما تم إطلاقه في البنوك المصرية من شهادات ادخار وصلت لـ23.5 و27% مؤخرا سيساعدان في وقف نزيف الشهادات الاستثمارية ذات العوائد المبالغ فيها، وستدفع الاستثمارات الجديدة تباطؤ ارتفاع تكاليف التمويل.

وأكّد أن ثالث التحديات تتمثل في تشجيع الاستثمارات بأنواعها، على رأسها الاستثمارات المحلية، والتي تعد الأهم من الاستثمارات الأجنبية لأي دولة، كما أن وقف انهيار العملة المحلية عبر وضع العديد من الحلول ستساعد أيضا في استخدام سياسات نقدية متميزة وسيكون لها آثار جيدة الجانبية أكبر.

كان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، قد أعد مشروعا بحثيا بعنوان «وثيقة أبرز التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصري للفترةِ الرئاسيةِ الجديدة (2024-2030)»، إذ تحدد أولويات التحرك على صعيد السياسات بالنسبة للاقتصادِ وصولا لعام 2030، سواءً فيما يتعلقُ بتوجهات الاقتصاد الكلي أو التوجهات على مستوى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية الداعمة لنهضة الدولة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجلس الوزراء صادرات فرص العمل وثيقة استراتيجية

إقرأ أيضاً:

من الموانئ إلى المصانع.. خارطة التمدد الصيني في الاقتصاد المصري

القاهرة- تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين تحولا جوهريا، وتعزز بكين (الشريك التجاري الأول لمصر) وجودها الاستثماري بشكل لافت مع بلوغ إجمالي الاستثمارات الصينية المباشرة 9 مليارات دولار بنهاية 2024 عبر نشاط أكثر من ألفي شركة صينية تغطي قطاعات إستراتيجية.

وفي مسعى لتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والاستثماري استضافت القاهرة ملتقى استثماريا مصريا صينيا مؤخرا بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي، وضم الوفد الصيني 37 مستثمرا يمثلون 23 شركة كبرى في قطاع الغزل والنسيج، حسبما ورد على الصفحة الرسمية لوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية.

ويعكس هذا التوجه إدراكا صينيا لموقع مصر الجيواقتصادي الفريد كجسر بين أفريقيا وأوروبا، وثروتها من الموارد الشبابية والطبيعية، لكنه يطرح في الوقت ذاته أسئلة ملحة بشأن التوازن بين المنافع المتبادلة وحماية الاقتصاد المحلي.

شراكة مزدوجة أم سوق استهلاكي؟

من ناحية، تعد الاستثمارات الصينية في قطاعات حيوية مثل البنية التحتية والتكنولوجيا والتصنيع دافعا رئيسيا لتحقيق أهداف مصر التنموية، ومن ناحية أخرى تبرز المخاوف من تداعيات "التوسع الصيني" على الصناعات المحلية الناشئة، مثل المنافسة غير المتكافئة، أو تحول مصر إلى سوق استهلاكي لمنتجات جاهزة بدلا من مركز إقليمي للإنتاج.

إعلان

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 وافقت الصين على برنامج فريد من نوعه لمبادلة الديون مع مصر تم بموجبه توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تحويل ديون مستحقة لبكين إلى تمويل مشروعات تنموية خضراء في مصر.

خارطة استثمارات الصين

تمتد خريطة الاستثمارات الصينية في مصر عبر مواقع إستراتيجية متعددة، بدءا من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس شرقا، مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة والمدن الجديدة، وصولا إلى العلمين الجديدة غربا، لتشمل قطاعات اقتصادية حيوية كالطاقة والصناعة والتكنولوجيا والزراعة وغيرها.

وخلال العامين الأخيرين نجحت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في جذب 128 مشروعا استثماريا بقيمة إجمالية بلغت 6 مليارات دولار، شكلت الاستثمارات الصينية منها نسبة 40%.

نحو 9.4 مليارات دولار ديون مصر للصين 2024/2023. نحو 2066 شركة صينية في مصر بقطاعات متنوعة. 15.5 مليار دولار اتفاقيات بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس (تيدا) نهاية 2023. 17 مليار دولار تقريبا واردات مصر من الصين. نحو 500 مليون دولار صادرات مصرية إلى الصين. ثمة تحالف مصري صيني لزراعة مليون فدان باستثمارات 7 مليارات دولار. تمول الصين وتبني البرج المعروف باسم "البرج الأيقوني" في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر من خلال قرض قيمته 3 مليارات دولار عبر شركة "سيسك" الصينية. الصين شاركت في بناء العاصمة الإدارية وقدمت قرضا قيمته 3 مليارات دولار (الجزيرة) لماذا مصر؟

يُرجع مصطفى إبراهيم نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني في جمعية رجال الأعمال المصريين الزيادة الكبيرة في الاستثمارات الصينية بمصر إلى عوامل عدة جاذبة، أبرزها الميزات التنافسية للسوق المصري من حيث حجمه الاستهلاكي وموقعه الإستراتيجي كبوابة عبور قارية، والتكلفة التنافسية للعمالة، وتنوع فرص الشراكة.

ويقول إبراهيم للجزيرة نت إن التحديات الدولية التي تواجه الصين كضغوط معركة الرسوم مع أميركا وأوروبا وخطط خفض الانبعاثات تدفعها إلى البحث عن أسواق بديلة للاستثمار، مشيرا إلى أن مصر تمثل موقعا إستراتيجيا يتيح للصين النفاذ إلى أسواق عالمية واسعة.

إعلان مزايا تفوق التحديات

وأكد المتحدث على مرونة الاستثمارات الصينية وقيمتها الإستراتيجية لمصر لعدم ارتباطها بشروط سياسية، مشيرا إلى تنوع القطاعات الجاذبة لها، كالبنية التحتية والطاقة والصناعة والتكنولوجيا والزراعة.

وأوضح أن حجم الاستثمارات الصينية الحالي في مصر يقدر بنحو 9 مليارات دولار، مع توقعات بنمو سريع يجعله من أسرع الاستثمارات الأجنبية المباشرة نموا في البلاد.

وقلل إبراهيم من المخاوف بشأن تأثير هذه الاستثمارات على الصناعات المحلية، موضحا أن الصين غالبا ما تبني مصانع لها في مصر، بما لا يشكل تهديدا مباشرا للصناعات القائمة، بل تستفيد من العمالة المحلية وتجنب الشركات الصينية تكاليف الجمارك.

وقال إن "المزايا الكلية لهذه الشراكة الاقتصادية تفوق أي تحديات محتملة، وتفتح آفاقا واسعة للتعاون والشراكة بين الجانبين".

لاعب كبير

تعد معركة التعريفات الجمركية العالمية المشتعلة جزءا من تعزيز توجه بكين نحو زيادة الاستثمار في مصر، وفقا لتصريحات إبراهيم مصطفى عبد الخالق نائب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس سابقا الذي أوضح "أن المزايا الجيواقتصادية الفريدة لمصر تجلت في حرص الصين على الوجود بمشروعات كبرى داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي توفر مزايا ضريبية وجمركية مهمة".

وأوضح عبد الخالق للجزيرة نت أن الزخم المتزايد للاستثمار الصيني في مصر مدفوع بعوامل سياسية واقتصادية، فعلى الصعيد السياسي تتمتع العلاقات بين البلدين باستقرار، أما اقتصاديا فيعتبر المناخ الاستثماري المصري "جذابا لانخفاض التكلفة الاستثمارية وتوفر اتفاقيات تجارة حرة تتيح وصول المنتجات الصينية المصنعة في مصر إلى أسواق عالمية بدون رسوم جمركية"، وفق قوله.

وأهم ما يميز المستثمر الصيني -بحسب المسؤول المصري السابق- أنه غالبا ما يدخل السوق المصري بتقنياته المتقدمة وأدوات إنتاجه المتكاملة وتمويله الذاتي، مما يقلل الحاجة إلى الاقتراض المحلي ويوفر شروطا مواتية لتحقيق معدلات نمو اقتصادي قوية ومستدامة عبر تنشيط حركة التجارة والاستثمار والإنتاج والتصدير.

استثمارات الصين في مصر تشمل السيارات والطاقة والصناعة والتكنولوجيا والزراعة (الجزيرة) مزايا للصين وفوائد لمصر

بدوره، استبعد الخبير الاقتصادي فكرة تضرر الصناعات المحلية من الاستثمارات الصينية، مشيرا إلى أن السوق المصري يعتمد بشكل كبير على الواردات من الصين، والتي تصل قيمتها إلى نحو 16 مليار دولار، ويرى أن زيادة التصنيع الصيني في مصر ستساهم في تقليل فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.

إعلان

وختم عبد الخالق حديثه بالتأكيد على استفادة مصر الكبيرة من تعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين، حيث يجذب تحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية وربطها بالموانئ استثمارات أجنبية مباشرة متزايدة، مما يوفر فرص عمل ويلبي الطلب المحلي ويعزز الصادرات.

مقالات مشابهة

  • 900 مليار دولار مساهمات متوقعة من الاقتصاد الرقمي العربي 2030
  • 900 مليار دولار مساهمات الاقتصاد الرقمي العربي 2030
  • 52 مليار دولار.. متحدث الحكومة: نسعى للاستفادة من الاستثمارات الصينية الضخمة
  • من الموانئ إلى المصانع.. خارطة التمدد الصيني في الاقتصاد المصري
  • الحكومة: توجيهات رئاسية بالاهتمام بالصناعة وجذب الاستثمارات
  • رئيس الحكومة: الجامعة المغربية تعرف تحولاً نوعياً و تواكب الأوراش الوطنية الكبرى
  • البنك المركزي: 4.8% نمو متوقع للاقتصاد المصري في العام المالي القادم
  • وزيرة التخطيط: 4% معدل نمو متوقع للاقتصاد المصري بنهاية العام المالي
  • الاستراتيجية الجديدة لأشغال الشارقة.. تحوّل نوعي في آليات العمل
  • رئيس زراعة الشيوخ يطالب بزيادة الاستثمارات بالقطاع في خطة التنمية الاقتصادية