البوابة نيوز:
2025-06-24@17:28:32 GMT

إعلام بلا حقيقة كاملة

تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT

اعتدنا على أن نتابع أكثر من جهة أثناء فترات الحروب، إذ يشير التاريخ إلى أن الإنسان حين يشعر بالخطر يبدأ في البحث عن أب روحي لمخاوفه يطمئنه ويحمل عنه هواجسه. يصبح طريق جمع المعلومات طريقًا جيدًا في هذه الحالة، إذ أن المعلومات تشير إلى أنك تستطيع أن تختار الأفضل حين يصبح لديك وعي. يختار الإنسان أن يفقد وعيه فقط في الظروف العاطفية، ورغم أن الإنسان يظن أن حالات الصراعات والحروب هي حالات يحتاج فيها لوعي مرتفع يتغلب على عواطفه، إلا أن الذي يحدث هو حالة عاطفية كبيرة يدخلها دون أن يدري، ويرفض أن يخرج منها مهما أشارت المعلومات له على بوابات مخارج الطوارئ من مخاطرها.

 


يعلم الكثيرون منا تلك القاعدة البشرية التي تفسر سلوك البشر عبر ميلهم لما يشبه حياتهم في معظم ما يقومون به في الحياة، أو ما يرغبون بشدة في القيام به مستقبلًا ويتلاءم مع الإمكانات الواقعية لهم. وهذا ما جعلنا نرى إعلانات أبطالها ممثلون مغمورون وغير وسيمين على الإطلاق لأنها تقول لك ببساطة: "انت ده. هو شبهك وانت ممكن تعمل اللي هو بيعمله". أدى ذلك لمتلازمة التشابه. إذ يبعد الأفراد أنفسهم عما يسبب لهم الإحباط بسبب العجز عن الوصول لما يدعو له. فالحياة المرفهة المثالية مثلًا أوقات الحرب لن يميل أحد لمتابعة أخبارها. هي ببساطة لا تشبه يومهم ولا غدهم القريب. لذا يهاجمونها، والأغرب أنهم بذكاء فطري لا يطيلون الهجوم عليها. إذ أن الهجوم في الأصل يمثل دعاية انتشار عبر تكرار ذكر من نهاجمه.


تعد هذه الفقاعة العاطفية الكبرى في حياة الأفراد وقت الخطر سببًا لأن يكون الإعلام غير حقيقي بنسبة كبيرة في كثير من مصادره. إذ أن الأفراد قد لا يكونون مهيئين لقبول الحقيقة الكاملة في كثير من الأحيان. قد تعد الحقيقة الكاملة في كثير من الأحيان تهديدًا كبيرًا من وجهة نظر بعض المتلقين. هنا تظهر إشكالية كبرى أمام الإعلام الرسمي تحديدًا. 


إن الإعلام الرسمي يحمل مهمة قومية لا ربحية في الأساس، على عكس الإعلام الخاص الذي يبدأ كمؤسسة لها طموح ربحي. إلا أن مواثيق الإعلام تفرض على الجميع المصداقية والشفافية، بل وتحاسبهم على الإخلال بها. لم يمر على البشرية حالة من حالات الخطر إلا وأعقبتها حالة من المحاسبات أنتجت التخلص من شخصيات كبيرة وأطاحت بها لأن الإعلام لا يجيد الاختباء تحت السجادة طويلًا. هو مهنة تعيش وترقد تحت الضوء.


إن الأحداث التاريخية في معظم الأحوال سجلت أن الإعلام الرسمي كان يخبر مواطنيه بالحقائق، لكنه كان يوجه خطابًا غير كامل للآخرين. لذا صعب عليك أن تأخذ من الآخرين أفكارًا حقيقية بشكل كامل أوقات الأزمات الطاحنة، لأنك وببساطة الفكرة الشديدة لست منهم، وربما لست قريبًا من فكرة الأزمة. يعد الحياد أحيانًا لا إعلام. ليس أدل على ذلك من حالة الحياد الإعلامي التي حاولت سويسرا تبنيها في الحرب العالم الثانية، وانتهت بأن أحدًا لم يلتفت لإعلامهم في معظم الأحوال من الأساس. 


إن الحقائق تمثل مشكلة كبيرة، إذ أن بعضها سري بالفعل لضرورة البقاء أحياء، وأفضل شيء يمكن أن تقدمه للوثائق السرية ألا تتحدث عنها، ولا تسمح بوصول الحوار للسؤال عنها، فإن سئلت عنها عليك ألا تنكرها وألا تتحدث عنها في ذات الوقت. عليك أن تحاول بحديثك أن تعيدها للرقاد خلف ستار أنيق دون إحداث إزعاج، وهو ما نسميه في فنون العلاقات العامة "سياسة". 
 

د. نهلة الحوراني : أستاذة الإعلام بقسم الصحافة - آداب المنصورة
 


 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فترات الحروب الإعلام الرسمي الإعلام الإعلام الخاص

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة أسيوط يُفاجئ طلاب قسم إعلام بزيارة داعمة خلال تحكيم مشروعات التخرج

فاجأ الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، طلاب قسم الإعلام بكلية الآداب، بزيارة خلال جلسة تحكيم مشروعات التخرج الصحفية، التي أُقيمت صباح الأحد 22 يونيو 2025، وسط أجواء علمية ومهنية متميزة.

وتكونت لجنة تحكيم مشروعات التخرج الصحفية لهذا العام نخبة من الأكاديميين والصحفيين، هم: الدكتورة سماح جمال، عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام، و لولا عطا، مدير مكتب جريدة الأسبوع، ومراسلة قناتي Extra News والقناة الأولى بأسيوط، و إسلام رضوان، الصحفي بمؤسسة الأهرام.

وخلال الزيارة، حرص رئيس الجامعة على إجراء حوار ودّي داعم مع الطلاب، أكد فيه على أهمية هذه المرحلة باعتبارها نقطة انطلاق حقيقية نحو مستقبلهم المهني، مؤكدًا ضرورة استثمار الإمكانيات المتاحة داخل الجامعة، والعمل على تنمية مهاراتهم التحريرية والتقنية بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل المتطور.

وأشار الدكتور المنشاوي إلى أن الجامعة تمضي بخطى ثابتة نحو التميز، بفضل تنفيذها لاستراتيجية التطوير (2024- 2029)، التي بدأت تؤتي ثمارها في مختلف القطاعات، وانعكست على تقدم الجامعة في التصنيفات الدولية، وآخرها تحقيق قفزة 100 مركز في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة لعام 2025.

وأوضح أن الجامعة كانت قد قدمت عرضًا شاملًا لاستراتيجيتها أمام وزير التعليم العالي، خلال زيارته لجامعة أسيوط وانعقاد المجلس الأعلى للجامعات في عام ٢٠٢٣م، ما عزز من ثقة الجهات المحلية والدولية في كفاءة جامعة أسيوط وريادتها.

واختتم زيارته برسالة تحفيزية لطلاب الإعلام، دعاهم فيها إلى الاستمرار في تطوير قدراتهم، واستغلال كافة الفرص المتاحة، مؤكدًا أن التميز لا يأتي بالمصادفة، وإنما هو نتاج العمل الجاد والتخطيط والتدريب المستمر.

وتأتي المشروعات تحت إشراف: الدكتور أحمد عبد المولى، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور مجدي علوان، عميد كلية الآداب، والدكتور محمد أبو رحاب، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، والدكتورة رحاب الداخلي، رئيس قسم الإعلام والمستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمشرف العام على المشروعات.

وشهد تحكيم المشروعات، عرض مجلات عامة ومتخصصة، وعدد من الجرائد، وعدد من الملاحق، إلى جانب مشروعات مقدمة من الطلاب الوافدين، تميزت جميعها بتنوع مضامينها، وتناولت موضوعات تتعلق بالتعليم، والرياضة، وقضايا المرأة، والهموم المجتمعية، في تجسيد واقعي لما اكتسبه الطلاب من مهارات تحريرية وفنية.

وتولى الإشراف الأكاديمي والفني على المشروعات: الدكتور عبد اللاه خليفة، مدرس الصحافة والمشرف على المشروعات الصحفية، والأستاذة شموس القاضي، والأستاذة هدير محمد (إشراف تحريري)، والأستاذة هدير أيمن (إشراف فني)

ويأتي تنظيم هذه الفعالية تأكيدًا على التزام قسم الإعلام بتأهيل طلابه لمتطلبات سوق العمل، من خلال دمج الدراسة الأكاديمية بالتطبيق العملي، ومواكبة التطورات الحديثة في مجال العمل الصحفي والإعلامي.

مقالات مشابهة

  • وفاة أكثر من 300 شخص بسبب الملاريا في زيمبابوي
  • وفاة أكثر من 300 شخص بسبب الملاريا في زيمبابوي هذا العام
  • الملاريا تحصد أرواح 317 زيمبابويًا منذ بداية العام الحالي
  • خبير استراتيجي: معظم القواعد الأمريكية بالخليج في حالة طوارئ
  • إزالة 1109 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والبناء المخالف بالمنيا
  • ضمن الموجة الـ26.. إزالة 1109 حالات تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والبناء المخالف بالمنيا
  • المتحدث باسم الداخلية: نعمل مع الجهات المعنية لجمع المعلومات وإجراء التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث وكشف المنفذين
  • رئيس جامعة أسيوط يفاجئ طلاب قسم إعلام بكلية الآداب خلال تحكيم مشروعات التخرج
  • رئيس جامعة أسيوط يُفاجئ طلاب قسم إعلام بزيارة داعمة خلال تحكيم مشروعات التخرج
  • إعلام الأزمة.. من يمسك المايكروفون؟