بنسعيد يجدد من السينغال التأكيد على دور الثقافة في متانة العلاقات الثنائية
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
أكد وزير الشباب والثقافة والاتصال محمد مهدي بنسعيد، مساء الاثنين بفاتيك بالسنغال، على الدور الحاسم للثقافة في تمتين الروابط العريقة والخاصة التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية السنغالية الشقيقة.
وقال السيد بنسعيد في كلمة خلال حفل الافتتاح الرسمي للدورة 12 للمهرجان الوطني للفنون والثقافات، الذي يحل به المغرب ضيف شرف ،إنه في ظل القيادة المتبصرة لقائدي البلدين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والرئيس ماكي سال، “تواصل الأمتان كتابة هذا التاريخ المميز والثمين”.
وذكر في هذا الصدد، بأن جلالة الملك، الذي يخص السنغال بمكانة فريدة، ألقى خطابه بمناسبة الذكرى ال 41 للمسيرة الخضراء، سنة 2016 من العاصمة دكار، موضحا أن جلالته قام بثماني زيارات رسمية لهذا البلد الشقيق ، وهو ما يبرهن على الرمزية القوية لهذا التاريخ المشترك.
وأشار إلى أن العلاقات المغربية السنغالية “تمتح من تراثنا وخصائصنا المشتركة”، مسلطا الضوء على دور الثقافة، بمختلف أبعادها التراثية والتاريخية والهوياتية ، في تعزيز الروابط الخاصة بين البلدين الشقيقين.
وقال في هذا الصدد إنه “في عالم مضطرب وغير مستقر ، يقدم السنغال والمغرب هذا النموذج النادر لمجتمعين يعيشان في ظل التعددية ضمن مناخ هادئ ، أمتان تقدمان نموذجا للتعايش والانسجام ، ومجتمعان منفتحان على الآخرين دون تفريط أو إغفال لخصوصيتهما” .
وأضاف الوزير في هذا السياق أن الثقافة تلعب دورا حاسما “من خلال تثمين وتغذية وتعريف العالم بفنوننا وفنانينا وتراثنا القديم وإبداعاتنا الحالية، وهو ما يمكننا من تعزيز حضورنا في العالم، من خلال سيادتنا الثقافية”.
من جهة أخرى، أكد السيد بنسعيد أن السنغال والمغرب، بمعية أصدقائهما وجيرانهما، يتجهان نحو فتح المجال أمام مجتمع التعاون والصعود الافرو -أطلسي، المتجذر والمنفتح والديناميكي والصادق والمنسجم مع ذاته.
وفي سياق تناوله لدور الشباب الأفريقي، أشار السيد بن سعيد إلى أن هذا الشباب يتميز بالدينامية وبمزيد من التربية والتعليم والانفتاح المتنامي ، مبرزا أن “الشباب الافريقي يدرك أهميته وقيمته ، وكرامته، “التي يستمدها وسيستمدها في المستقبل، من ثقافته، و تراثه، و إبداعاته”.
وقال “إن قارتنا تعد من بين أغنى القارات ثقافيا حيث تمتلك مئات اللغات والملاحم والفنون الحية، لكن لا تزال للأسف مهملة “، مشيرا إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية، التي هي مستقبل الاقتصاد العالمي، يجب أن تجد في افريقيا نقطة إقلاعها الطبيعي .
وخلص السيد بنسعيد الى أن إفريقيا تتوفر على كافة المؤهلات الضرورية لمعانقة الثورة الصناعية المقبلة، داعيا الشباب إلى التوفيق بين الإبداع الفني والديناميكية الاقتصادية والتضامن الاجتماعي.
يشار الى ان حفل الافتتاح الرسمي للدورة ال 12 للمهرجان الوطني للفنون والثقافة ، الذي انطلق بعزف النشيدين الوطنيين للسنغال والمغرب، ترأسه الرئيس السنغالي ماكي سال، وحضره على الخصوص وزير الثقافة والتراث التاريخي السنغالي عليو سو، وعدد من أعضاء الحكومة ،وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بدكار، من بينهم سفير صاحب الجلالة ،حسن الناصري، وأعضاء الوفد المغربي المرافق للسيد مهدي بن سعيد.
كما حضر حفل الافتتاح السيدة الأولى مريم فاي سال ،ورئيس وزراء السنغال أمادو با، ووزير الثقافة الغامبي هامات با، بالإضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية أخرى.
وقبل الافتتاح الرسمي للمهرجان المنظم تحت شعار “ماكي فنون وتراث” ،بدأت الأنشطة الثقافية والفنية في قرية الفنون لفاتيك والتي أعطى انطلاقتها في وقت سابق الإثنين السيدان عليو سو ،ومهدي بنسعيد بالإضافة للمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) سالم بن محمد المالك.
وتميز حفل الافتتاح الذي نظم في ملعب ماسين سين في فاتيك، بعروض للعديد من الفاعلين الثقافيين من مناطق السنغال الـ 14، (أربعون فنانا من كل منطقة)، فضلا عن مجموعات فنية من المغرب.
وتأسس المهرجان عام 1996، من خلال توصية قوية لمؤتمر التقارب الثقافي داخل الأمة السنغالية الذي عقد عام 1994 في كاولاك بمبادرة من رئيس الجمهورية السنغالية السابق عبده ضيوف(1981-2000).
وتم تنظيم أول مهرجان وطني للفنون والثقافة في تييس عام 1997، ثم بدكار (1999)، وزيغينشور (2001 و2003)، وتامباكوندا (2005)، وسان لوي (2007 و2012) ولوغا (2017) وكولدا(2018).
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: حفل الافتتاح
إقرأ أيضاً:
الافتتاح أغسطس المقبل.. 20 مليون جنيه لإنشاء أول مجمع متكامل لذوي الهمم بكوم أمبو
تفقد اللواء دكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، سير العمل بمشروع إنشاء مجمع مدارس التربية الفكرية بمدينة كوم أمبو، والذي يتم تنفيذه بنسبة إنجاز وصلت إلى 90%، بتمويل وشراكة بين مؤسسة مصر الخير والبنك الأهلي المصري، وبتكلفة تتجاوز 20 مليون جنيه. ومن المقرر افتتاحه منتصف أغسطس المقبل.
وأكد المحافظ خلال جولته - التي رافقه فيها الدكتور أحمد موسى، المدير التنفيذي لمؤسسة مصر الخير بأسوان - أهمية دور المجتمع المدني والبنوك الوطنية، مشيدًا بمساهمات مؤسسة مصر الخير والبنك الأهلي في دعم الفئات الأكثر احتياجًا وتنفيذ مشروعات خدمية حيوية.
ويقام المجمع على مساحة 3852 مترًا مربعًا، ويخدم أبناء مراكز كوم أمبو ودراو ونصر النوبة، ويضم 27 فصلًا دراسيًا داخل مبنيين، تشمل فصولًا للصم والبكم والتربية الفكرية، إلى جانب قاعات تدريبية متخصصة ومرافق خدمية متكاملة، لتوفير بيئة تعليمية متميزة لذوي الهمم.
تأتي خطوة إنشاء أول مجمع متكامل لذوي الهمم في مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان ضمن جهود الدولة المصرية لتعزيز حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في المجتمع من خلال توفير بيئة تعليمية متخصصة تدعم قدراتهم وتنمي مهاراتهم. وقد أولت الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بقضايا ذوي الهمم، تجلى ذلك في إعلان عام 2018 عامًا لهم، إلى جانب إصدار قوانين وتشريعات لضمان حقوقهم في التعليم، والعمل، والرعاية الصحية والاجتماعية.
ويعد مشروع المجمع الجديد نموذجًا للتعاون بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات المالية، مثل مؤسسة "مصر الخير" والبنك الأهلي المصري، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو الشراكة في تحقيق التنمية المستدامة وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية. ويُنتظر أن يسهم المجمع في تحسين جودة حياة الأطفال ذوي القدرات الخاصة في مناطق كوم أمبو ودراو ونصر النوبة، من خلال توفير فصول تعليمية متخصصة، ومرافق خدمية متكاملة، وفرص تدريب وتأهيل تُمكنهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع.