موقع النيلين:
2025-06-03@09:36:18 GMT

أكثر من مجرد دعامة !

تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT


رغم أن المتمردين يرتكبون كل أنواع الجرائم والمخالفات، ورغم أن موقفهم الأخلاقي في غاية السوء إلا أنهم أفضل نسبياً من جماعة قحت، فالقحاطي في هذه الحرب هو أداة تجميل وتبرير وشرعنة وتطبيع وتعايش مع الإجرام والمخالفات والعيوب، هو دعامي أقل خجلاً وأكثر تبجحاً، وقائمة الإثباتات لهذا طويلة، من ببنها :

▪️ يتجنب المتمردون الحديث عن ارتباطاتهم بالخارج، ولا يلمحون مجرد تلميح إلى استقوائهم بها، وذلك لعلمهم بأن ذلك سيشكل فضيحةً لأنه بمثابة اعتراف بالتبعية .

. لكن جماعة قحت المركزي يتجنبون إطلاق أي حكم قيمة سلبي على هذا الارتباط، ويتجنبون كلمة التبعية ويقولون،ممثلين في رشا عوض وخالد سلك : ( لهم ارتباطات إقليمية )، بل ويستخدمون هذه التبعية في الدفاع عنهم، وفي معرض إحصاء عناصر قوة الميليشيا التي تفرض الاعتراف بها والتفاوض معها وتلبية مطالبها !!

▪️ يعلم المتمردون أن الاستعانة بالمرتزقة الأجانب إن أفادتهم ميدانياً، فستضر بهم سياسياً، ولهذا ينفون هذه الاستعانة، لكن جماعة المركزي – ممثلين برشا عوض وغيرها – يتجنبون كلمة المرتزقة بمحمولها السلبي ويقولون ( ولهم ارتباطات عابرة للحدود تأتي لهم بمدد من المقاتلين ) أيضاً في معرض احصائهم لعناصر قوة الميليشيا التي تفرض الاعتراف بها والتفاوض معها وتلبية مطالبها !!

▪️ يتبرأ المتمردون من احتلال البيوت ويحاولون إلصاقها بخصومهم، ولا يبحثون عن تبريرات لها، ولا يخوضون في شروط خروجهم منها، ولا يعترفون بأنهم يريدون استخدامها ككرت تفاوضي ، وذلك لعلمهم بأنها جريمة غير قابلة للتبرير، وأن الشروط فضيحة إضافية، وأن الاستخدام ككرت تفاوضي هو أم الفضائح .. لكن جماعة المركزي يجتهدون في اصطناع التبريرات، وفي وضع الشروط، وفي رهن الإخلاء بالتفاوض الجديد الذي يحقق للمتمردين مكاسب غير ذلك التفاوض الإنساني البحت الذي قضى بخروجهم منها بلا مقابل !!

▪️ جماعة المركزي، لا الدعم السريع، هم الذين استخدموا العدد الأكبر من الحيل الهادفة للتغطية على الجرائم الممنهجة واسعة النطاق : استخدام قاموس خاص يجهِّل الفاعل ( “زعمت” وأخواتها )، تجاهل بعض الجرائم، التهوين من بعضها، تبرير بعضها، توزيع بعضها بين الطرفين، تحويل بعضها للطرف الآخر، تخصيص الطرف الآخر بجرائم كثيرة وتضخيمها، والطرق الكثير عليها، ومع كل هذه الحيل يبقى هناك فائض إجرام لا يستطيعون تجنب إدانته، فيجترحون الإدانة المتأخرة الباردة الباهتة منزوعة الدسم التي لا ينبني عليها موقف ولا ترضي الضحايا ولا تزعج الجلادين ولا تهدد متانة التحالف !!

▪️ يتجنب المتمردون المطالبة، بشكل صريح ومباشر، بدور سياسي، وذلك حتى لا تتناقض هذه المطالبة مع محاولاتهم لإثبات أنهم يؤمنون بالمدنية الكاملة وخروج كل العسكريين من العمل السياسي .. لكن جماعة المركزي – ممثلين بطه عثمان اسحاق والحاج وراق وغيره – يتحدثون عن استثناء خاص للدعم السريع يعطيه الحق في ممارسة السياسة !!

▪️ عملياً يستخدم المتمردون قبائلهم للتحشيد، ومن أجل جذب آخرين يقولون إنهم من كل السودان و”يدافعون” عن كل السودانيين لا عن قبيلة أو عدة قبائل، وذلك لعلمهم بأن الحديث عن قبليتهم مضر بهم .. لكن جماعة المركزي – ممثلين بالحاج وراق ورشا عوض وطه اسحاق وغيرهم – يتجنبون كلمة القبلية ويستخدمونها كعنصر قوة لهم، ويقولون ( لهم حاضنة اجتماعية )، ويصورون مشاركة الحركات المسلحة في التصدي لعدوانهم “كقبلنة” للصراع، ويفعلون ذات الشيء بخصوص المقاومة الشعبية !!
إبراهيم عثمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مواهب شعرية في الظل

لدينا الكثير من المبدعين في مجالات الثقافة، والأدب، يشتغلون في الظل، ويعملون بصمت على مشاريعهم الثقافية الشخصية، بعيدا عن الضجيج، لا يعيرون الظهور الإعلامي اهتماما، ولا يلتفتون إلى شهرة أو أضواء، يعيشون مع إبداعاتهم ولا يدخلون في معارك كلامية وهمية، يكتبون دون أن يثيروا التفات أحد، وينسجون نصوصا أدبية وشعرية غاية في الروعة والجمال، ورغم ذلك يعتقدون أنهم ما زالوا في طور النشأة والتكوين، وأن ما يكتبونه مجرد بدايات، ربما يكون ذلك الشعور نوعا من التواضع الأخلاقي، ولكنه قد يتحوّل بمرور الوقت إلى شيء من عدم تقدير الذات، وهذا هو الجانب المظلم في الأمر.

أحيانا أجلس مع صديق قديم، دون أن أدري أنه شاعر، هو لم يحدثني قط عن الشعر، ولم يُلفت انتباهي يوما إلى هذا الجانب، وفي لحظة بوح، يقول بيتا شعريا رائعا، وغير اعتيادي، أسأله: «لمن هذا البيت»؟، فيجيبني بعد تردد: «إنه لي»، أعتقد أنه يمزح، ولكن تتضح الحقيقة بعد الحوار، صديقي شاعر «مبدع»، لديه تجربة خاصة جدا، لم يبح بها لأحد، ولم يسكبها إلا على الأوراق، أو احتفظ بها في ذاكرته، أسأله: «لماذا لا تنشر نتاجك في وسائل الإعلام، أو وسائل التواصل؟».. يجيب بتواضع جم : «هي مجرد محاولات، لا ترقى للنشر»!!..

في إحدى الأمسيات، التقيت بشاب ضمن الحضور، وبعد أن تبادلنا الحديث السريع، ذكّرني بأنه كان على تواصل معي في نهاية التسعينيات، وأنه نشر في صفحة الشعر ـ في تلك الفترةـ نصين أو أكثر، طلبت منه أن يذكّرني بأحد نصوصه، ألقى عليّ نصا من أروع ما سمعتُ، أبهرني ذلك الشاب، سألته أن يعاود التواصل مع النشر، ووعدني خيرا، ولكن تساءلتُ في نفسي عن سبب عدم ظهور مثل هذه المواهب، وسبب عدم اهتمامها بالتواصل مع وسائل النشر المختلفة، ولماذا هم ينكرون ذواتهم إلى هذه الدرجة من التقزيم؟..

في البادية، وعلى الجبل، وعلى الساحل، وفي المدينة كثير من المبدعين الذين يحتاجون إلى اكتشاف مواهبهم، وأعتقد أن الوقت أصبح مواتيًا لمثل هذه الخطوة، وذلك من خلال برامج شعرية إعلامية، سواء رسمية أو خاصة، تقوم باستقطاب مثل المواهب، وتصديرها إلى المشهد الإبداعي، وعدم إهمال هذه الطاقات الشبابية التي أهملت نفسها بقصد أو دون قصد، والتي لم تجد من يأخذ بيدها، أو تلك التي لا تعرف كيف تستثمر موهبتها، أو التي تحتاج إلى مجرد دعم معنوي، وتحفيز إعلامي، وستظهر أمام أعيننا مواهب، وطاقات إبداعية، ذات إمكانات غير طبيعية، تعيش في الظل، وبعيدا عن صخب الشعر، وضجيج الشعراء الذين يملؤون محطات التواصل الإعلامي والاجتماعي، ولكنهم لا يقدمون إلا صراخ الإلقاء، والقليل من الإبداع.

مقالات مشابهة

  • مواهب شعرية في الظل
  • مراسل سانا في حلب: بدء عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن الداخلي في حلب وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد استئناف تنفيذ بنود الاتفاق الموقع مع رئاسة الجمهورية العربية السورية
  • الحوثي يحذر الشركات المستثمرة لدى الاحتلال الإسرائيلي.. بعضها استجاب
  • فوز أهلي حلب على الجيش في الجولة الأولى للدور ربع النهائي من دوري كرة السلة للرجال، وذلك في المباراة التي جمعتهما اليوم في صالة الفيحاء بدمشق
  • الخيال في حضرة الواقع.. سينما بلا مخرج أو ممثلين!
  • بحضور ممثلين عن الأزهر.. مؤسسة شباب المتوسط تطلق برنامج العمل لمؤتمر التغير المناخي
  • عاصفة الإسكندرية تسبب رعبا ودهشة على المنصات
  • حصيلة 5 أشهر.. إسعاف الكفرة ينقذ الأرواح ويتحدى المسافات
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني يستقبل نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي
  • مراسل سانا: وزير الداخلية السيد أنس خطاب وبحضور محافظ إدلب السيد محمد عبد الرحمن يفتتح فرع الهجرة والجوازات في مدينة إدلب، وذلك بعد سنوات من الإغلاق