لجريدة عمان:
2025-06-04@10:13:36 GMT

مواهب شعرية في الظل

تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT

لدينا الكثير من المبدعين في مجالات الثقافة، والأدب، يشتغلون في الظل، ويعملون بصمت على مشاريعهم الثقافية الشخصية، بعيدا عن الضجيج، لا يعيرون الظهور الإعلامي اهتماما، ولا يلتفتون إلى شهرة أو أضواء، يعيشون مع إبداعاتهم ولا يدخلون في معارك كلامية وهمية، يكتبون دون أن يثيروا التفات أحد، وينسجون نصوصا أدبية وشعرية غاية في الروعة والجمال، ورغم ذلك يعتقدون أنهم ما زالوا في طور النشأة والتكوين، وأن ما يكتبونه مجرد بدايات، ربما يكون ذلك الشعور نوعا من التواضع الأخلاقي، ولكنه قد يتحوّل بمرور الوقت إلى شيء من عدم تقدير الذات، وهذا هو الجانب المظلم في الأمر.

أحيانا أجلس مع صديق قديم، دون أن أدري أنه شاعر، هو لم يحدثني قط عن الشعر، ولم يُلفت انتباهي يوما إلى هذا الجانب، وفي لحظة بوح، يقول بيتا شعريا رائعا، وغير اعتيادي، أسأله: «لمن هذا البيت»؟، فيجيبني بعد تردد: «إنه لي»، أعتقد أنه يمزح، ولكن تتضح الحقيقة بعد الحوار، صديقي شاعر «مبدع»، لديه تجربة خاصة جدا، لم يبح بها لأحد، ولم يسكبها إلا على الأوراق، أو احتفظ بها في ذاكرته، أسأله: «لماذا لا تنشر نتاجك في وسائل الإعلام، أو وسائل التواصل؟».. يجيب بتواضع جم : «هي مجرد محاولات، لا ترقى للنشر»!!..

في إحدى الأمسيات، التقيت بشاب ضمن الحضور، وبعد أن تبادلنا الحديث السريع، ذكّرني بأنه كان على تواصل معي في نهاية التسعينيات، وأنه نشر في صفحة الشعر ـ في تلك الفترةـ نصين أو أكثر، طلبت منه أن يذكّرني بأحد نصوصه، ألقى عليّ نصا من أروع ما سمعتُ، أبهرني ذلك الشاب، سألته أن يعاود التواصل مع النشر، ووعدني خيرا، ولكن تساءلتُ في نفسي عن سبب عدم ظهور مثل هذه المواهب، وسبب عدم اهتمامها بالتواصل مع وسائل النشر المختلفة، ولماذا هم ينكرون ذواتهم إلى هذه الدرجة من التقزيم؟..

في البادية، وعلى الجبل، وعلى الساحل، وفي المدينة كثير من المبدعين الذين يحتاجون إلى اكتشاف مواهبهم، وأعتقد أن الوقت أصبح مواتيًا لمثل هذه الخطوة، وذلك من خلال برامج شعرية إعلامية، سواء رسمية أو خاصة، تقوم باستقطاب مثل المواهب، وتصديرها إلى المشهد الإبداعي، وعدم إهمال هذه الطاقات الشبابية التي أهملت نفسها بقصد أو دون قصد، والتي لم تجد من يأخذ بيدها، أو تلك التي لا تعرف كيف تستثمر موهبتها، أو التي تحتاج إلى مجرد دعم معنوي، وتحفيز إعلامي، وستظهر أمام أعيننا مواهب، وطاقات إبداعية، ذات إمكانات غير طبيعية، تعيش في الظل، وبعيدا عن صخب الشعر، وضجيج الشعراء الذين يملؤون محطات التواصل الإعلامي والاجتماعي، ولكنهم لا يقدمون إلا صراخ الإلقاء، والقليل من الإبداع.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تعرف على قائمة «توب 10» لأغلى مواهب الدوري الإنجليزي

معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة القيمة السوقية للبريميرليج.. إيزاك وبورنموث أبرز الرابحين وتراجع سيتي وتوتنهام برينتفورد يتفق على ضم حارس ليفربول

شهد موسم الكرة الإنجليزية تقبلات عدة، حيث قاد آرني سلوت ليفربول إلى لقبه العشرين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الذي لم يكن مرشحاً لذلك، وحصد كريستال بالاس أول لقب كبير له بكأس الاتحاد الإنجليزي، وأنهى نيوكاسل يونايتد انتظاراً دام 70 عاماً، للفوز بلقب محلي بفوزه في نهائي كأس الرابطة، كما أنهى توتنهام صياماً طويلاً عن الألقاب بفوزه على مانشستر يونايتد في نهائي الدوري الأوروبي، بينما تبع تشيلسي غريمه اللندني بفوزه بدوري المؤتمرات الأوروبي. وشهد موسم "البريميرليج" ظهور كم كبير من أفضل المواهب الشابة الواعدة في العالم التي بلغت قيمتها السوقية وفقاً لموقع ترانسفير ماركت أرقاماً ضخمة.وأصبح مدافع بورنموث الشاب ديان هويسن والذي انتقل إلى ريال مدريد أغلى نجم تحت 21 عاماً في البريميرليج، حيث ارتفعت قيمته السوقية بمقدار 18 مليون يورو لتصل إلى 60 مليون يورو في التحديث الأخير. وبلغت القيمة السوقية لكل من لاعب آرسنال إيثان نوانيري، ولاعب مانشستر يونايتد ليني يورو 55 مليون يورو، لكن نجم آرسنال الشاب يحتل المركز الثاني نظراً لصغر سنه. وأكمل نجم مان يونايتد كوبي ماينو، ولاعب مان سيتي سافينيو، "50 مليون يورو لكل منهما" المراكز الخمسة الأولى، على الرغم من انخفاض تصنيفيهما بقيمة 5 ملايين يورو بعد موسمين مخيبين للآمال، وكان مايلز لويس سكلي "45 مليون يورو" بمثابة اكتشاف رائع لآرسنال هذا الموسم وحصل على ترقية أخرى بقيمة 17 مليون يورو، حيث زادت القيمة السوقية للاعب البالغ من العمر 18 عاماً، بمقدار 40 مليون يورو خلال موسم 2024/25. بنما اكتملت قائمة العشرة بانضمام أليخاندرو جارناتشو "45 مليون يورو" وآدم وارتون "45 مليون يورو" وميلوس كيركيز "45 مليون يورو" وريكو لويس "40 مليون يورو".

مقالات مشابهة

  • طفولة غزة ظل لا ينكسر
  • رجل ماكرون يطرق باب الجزائر.. زيارة سعادة بين رسائل الظل ومحاولات كسر الجليد
  • من معلمة رياض أطفال إلى سيدة أعمال ونجمة على السوشيال ميديا… أوزنور تحمل 100 كيلوغرام دون أن تشتكي!
  • القانون القديم والواقع الجديد.. من يضبط الكلام في زمن فيسبوك؟
  • نظرية الظل.. ما لا نبوح به لأحد
  • منتدى التواصل الحكومي يستضيف مدير هيئة تنشيط السياحة
  • تعرف على قائمة «توب 10» لأغلى مواهب الدوري الإنجليزي
  • منصات التواصل الاجتماعي تعزز الاضطرابات الغذائية وتعوق التعافي منها
  • مسؤول حزب: الانتخابات المقبلة مجرد تدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد