مستر يودال: ما بين التعليم والسياسة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
yidries@hotmail.com
ظل مستر يودال عميدا لكلية غردون حتي عام 1930 ،ولكن كثيرين لايعلمون ان للرجل بصماته الكثيرة والمؤثرة في تاريخ السودان الحديث، منذ الفتح،والتفكير في تاسيس نظام تعليمي ،كما تخيله الانجليز ،يخدم التنمية بمنظورهم، والي الان.
نبدا بتقرير المستر اسكوت عام 1930،والذي بناء علي توصياته قامت بخت الرضا،بادارة مستر جريفث وعبد الرحمن علي طه،عام 1934.
لكن ماذا فعل الرجل قبل هذا التاريخ؟كانت له نظرة موجبة للتعليم المدني الحديث،في مقابل التعليم الديني(المعاهد الدينية)،وهي توجهات السياسة الحكومية في ذلك الوقت.حتي ان خريجي غردون كان لهم التفضيل في التعيين والراتب الاعلي مقارنة
بخريجي معهد امدرمان العلمي(الديني).وعندما عاب خريجي معهد امدرمان،علي طلاب كلية غردون ،وقبولهم التعلم في مدرسة "المبشر"كما تروج الاغنية الوطنية ذائعة الصيت:"ما بدخل مدرسة المبشر...".حتي انهم تظاهروا وعيروهم ،بذكر مستر
يودال، ضمن الهتافات.
مايهمني هنا هي علاقة مستر يودال بالسيد عبد الرحمن المهدي،وهو اللذي اوصي الحكومة البريطانية ،بان تعير الرجل اهتماما،وتدعمه ماليا ،لتكون طائفة الانصار متساوية مع الطائفة الميرغنية(راجع كتاب حسن محمد ابراهيم،عن السيد عبد الرحمن المهدي_المهدية الجديدة في السودان 1899-1956).وظلت علاقته بالسيد عبد الرحمن مستمرة بعد تركه السودان عام 1930،وكانت هناك مراسلات بينهما.حتي عينه مستشارا سياسيا وشخصيا له عام 1940،وظل مستشارا له حتي وفاته.وظل هو يخاطب الحكومة ويطرح اراؤه رغم تركه خدمة حكومة السودان.
واظنه هو الذي رشح له من يتعين الاستعانة بهم من طلابه النجباء.
قامت بخت الرضاء ودارت الايام،وذهب عبد الرحمن علي طه،ليكون من المقربين للسيد عبد الرحمن.لكن ما الذي حدث وراءه في المعهد؟؟
قال محدثي وهو يذكر بداية التفكير في انشاء معهد التربية بالدلنج،باعتباره المعهد الثاني لتدريب المدرسين،وكان هذا في عام 1946،انه كانت في تلك الفترة صراع بين مجموعتين تحملان اتجاهين مختلفين، هو سماها لي:مجموعة ناس رفاعة، ومجموعة القادمين من الشمال،تجاه الرؤية في كيف يكون التدريب والمناهج وطرق التدريس.وذكر لي ان من كان يمثل تيار الاستنارة والتوجه الذي يمثل القادمين من الشمال هو المربي الاستاذ محمد حسن عبد الله،والذي كان وكيلا لوزارة التربية والتعليم في الفترة التي كان فيها اللواء طلعت فريد وزيرا للتربية والتعليم،والذي في عهده تم انشاء مدارس عديدة لكل المراحل ،وخاصة المرحلة الثانوية.
واظن ان مجموعة ناس رفاعة ،انتصرت بالسيطرة علي بخت الرضا،وتغليب نظرتها للتعليم.لكن يلاحظ ان خريجي بخت الرضا تسللوا للخدمة المدنية،تاركين قلة هي التي استمرت في المجال.
مرفق سيرة مستر يودال:
1.Udal, Nicholas Robin
(1883 - 1964)
1906-1915Inspector, Education Department, including Sennar Province and Khartoum; House Tutor, Gordon College
1914-1918War service: Political officer for H.M.S. Dufferin on patrol duty in the Mediterranean, 1915 ; press censor on the Egypt/Sudan frontier; acting A.D.C. to General Sir F.R. Wingate in Cairo, 1916-1918
1915-1918Chief Inspector of Education, Blue Nile and Kordofan
1918-1930Assistant Director of Education
1927-1930
Warden of Gordon College
2.HASSAN MOHAMED HBRAHIM,AL SAYED ABDEL RAHMAN AL MAHDY:A Study of Neo-Mahdism in the Sudan(1899-1956).Brill Acacdemic Publishers 2004.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
⚫كامل ادريس رئيسا للوزراء !!
أختيار الدكتور كامل أدريس وجعله عنوانا للمرحلة لم تكن رسالة للداخل لذلك لا عجب من إرتباك ردة الفعل بإزاء التعيين…
فقد ظل المنصب خاليا لاربع سنوات لأن الحكام يريدون رجلا يقتنع به الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والرباعية والمجتمع الدولي المزعوم من ورائهم.
فطال البحث عن خيار لا يبلغ بجهة من هذه الجهات مرحلة عدم القبول به وأعتباره إمتدادا لما تسميه تلكم الجهات انقلابا على القوى المدنية
لا شك عندي في هذا الدافع أبدا ليس لأني أقرأ ما في الغيب وما تخفي النفوس، بل لأني لا أعول على مراقبة الأقوال بمقدار ما أعول على مراقبة نسق الأفعال.
فهناك فوبيا لدى الجماعة الممسكة بالمقاليد من المجتمع الدولي المزعوم
ورغم ظروف الحرب وإثقالها وبطولاتها وأمجادها، فأن القادة الحكام الكرام لم يبلغوا بعد إلى درجة النقاهة والإبلال من فوبيا الخارج.
لأجل ذلك لطالما شعر الشعب الذي بذل الغالي والنفيس والكثير والقليل في مؤازرتهم، أنه ليس هو مَن يحظى بالأولوية ولا هو من يُنظر إليه أو يُسمع له دائما.
إما الدكتور كامل فقد سنحت السوانح لي أن أنظر له وأتعرف إليه عن مقربة منذ سنوات عديدة بلغت عقودا
ولا شك عندي -مهما إستراب البعض وشكّوا في دوافعه لطلب موقع متقدم في الحكم- أنه رجل وطني وأنا على أقل ما أتذكر أعلم عنه صدقا في خدمة السودان وأفريقيا إبان ترؤوسه للوايبو (منظمةالملكية الفكرية) ..
فقد كان يؤثِر السودان وأفريقيا برعاية خاصة ظاهرة للأقرب وللأبعد، مما أثار عليه حفيظة العم سام، فأثار ضده ما أثار من ضباب وريبة وغيبة مما يثار في الاسافير والأضابير، ولست خائضا في حقيقة وكذب ما أثير فلا إحب أكل لحم الأصدقاء ولا الأعداء ولست على وجه الخصوص معتادا على المسارعة في تصديق أقاويل العم سام ولو ساندها بالمسارعين في ودّه من صحبه وأتباعه وأزلامه من الدول والجماعات
ولا تخدعني مهاراته بتكنولوجيا التزوير والتزييف
بل الذي يعنيني الآن أنه بعد كل هذه التضحيات الهائلة من شعبنا والأمتحانات العسيرة لصبره وجلده، أن أرى ..
شفاء عاجلا لكل مبتلى بحب أولاد جون وأولاد سام مما أبتلي به
وأن ينظر الدكتور كامل إلى حال ومراد شعبه قبل أن يجتهد في إستعادة مركز السودان في المجتمع الدولي كما كان يقول في كتاباته وتغريداته
فذلك إن يكن أقصر طريق لمحبة الخارج، فهو أقصر أيضا في فقدان ثقة الشعب الصابر، فليس لبلادنا ولا لغيرها من مقام ولا مركز دولي ولا علاقة صادقة مع المجتمع الإقليمي والدولي.. إلا ما يناله أبناؤه قوة وإقتدارا
وليس بتسول الرضا والمداهنة لهم ودفع العرابين من كد الكادحين لخزائنهم كما فعل ذاك المذكور بغير الشكر والحمد الذي جاء د.كامل خلفا له، ولو أشبه السلف الخلف، فما أوفى .. وقد ظلَم.
دعواتي صادقة لدكتور كامل بالتوفيق والتسديد وبأن يكسب لمكانته في ذاكرة الشعب الصدوق ذكرى تخلد أسمه في الأجيال فهذه الأجيال هي أجيال الأبطال..
وليس التبع الأذِلّاء
وأما شعبنا فمنتصر بإذن الله ..
ولو عجز العاجزون من قبل ومن بعد
ولو كره الكارهون ..
هنا وهناك
فلو أنهم علموا، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين..
والله هو الهادينا وهاديكم لسواء السبيل.
د.إمين حسن عمر
إنضم لقناة النيلين على واتساب