تستعد منطقة الشرق الأوسط لضربات تحالف "حارس الازدهار" الذي تقوده الولايات المتحدة على الحوثيين الذين يستمرون في تنفيذ هجمات على السفن في البحر الأحمر، والتي كانت آخرها الخميس، وفق ما ذكرته صحيفة  وول ستريت جورنال.

وأعلن الجيش الأميركي، الخميس، أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن أطلقت صاروخا باليستيا مضادا للسفن على ممرات الشحن الدولية في خليج عدن، الخميس.

وأبلغ دبلوماسيون غربيون المدراء التنفيذيين البحريين أنه سيتم استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة والرادارات ومستودعات الأسلحة في الحديدة وحجة في اليمن، بحسب وول ستريت جورنال.

كما قد تشمل الأهداف البنية التحتية في العاصمة اليمنية، صنعاء، فيما قالت الأمم المتحدة، مطلع نوفمبر الماضي، إن التواجد البحري للحوثيين في جزيرة كمران يشكل خطرا على الشحن الدولي.

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، سيعقد اجتماعا طارئا للحكومة الخميس بشأن الرد المحتمل على هجمات الحوثيين.

وفي اتصال مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الخميس، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن المملكة المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن حرية الملاحة وحماية الأرواح في البحر، وفق ما نقله مراسل "الحرة".

وقال متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية إن سوناك والسيسي، ناقشا الارتفاع المقلق في هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر والتأثير "التخريبي" على الشحن العالمي، بما في ذلك عبر قناة السويس.

وكانت "بلومبرغ" أفادت، الأربعاء، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون خيار شن عمليات انتقامية على خلفية تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر مع ضمان تحقيق التوازن بين ردع تلك الهجمات وعدم إشعال خطر توسيع الصراع في الشرق الأوسط.

سوناك يعقد اجتماعا طارئا لحكومته بشأن الرد على هجمات الحوثيين ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيعقد اجتماعا طارئا للحكومة مساء الخميس الرد المحتمل على هجمات الحوثيين في اليمن على السفن في البحر الأحمر.

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، في السابع من أكتوبر، كثّف المتمردون الحوثيون المقربون من إيران والذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن، هجماتهم في البحر الأحمر من أجل إبطاء حركة الملاحة البحرية الدولية هناك، مؤكدين تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة.

وقال مسؤول دفاعي أميركي ومصدر مقرب من الحوثيين لم تكشف وول ستريت جورنال أسماءهم إن قوات الحوثيين "نقلت بعض الأسلحة والمعدات وحصّنت البعض الآخر تحسبا لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها".

وقال المصدر المقرب من جماعة الحوثي إن "الحوثيين قاموا بتخزين صواريخ في مخابئ بناها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء، وفي منطقة ذات كثافة سكانية عالية".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك دلائل على أن الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين يستعدون للتصعيد، إذ تجري سفينة التجسس الإيرانية "بهشاد" تحركات يرجح أنها تستهدف مساعدة الحوثيين في هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، حيث توجهت إلى مناطق قريبة من بندر عباس، بحسب "تانكر تراكرز".

وقال شخص مقرب من الحوثيين إن الإيرانيين قدموا معلومات استخباراتية عن السفن المرتبطة بإسرائيل التي تبحر خارج تركيا، وفي الوقت ذاته استولت إيران على ناقلة تديرها اليونان قالت إنها سمحت للولايات المتحدة بالاستيلاء على نفطها العام الماضي.

واشنطن تدين استيلاء إيران على ناقلة نفط قبالة عمان أدانت الولايات المتحدة، الخميس، احتجاز إيران ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان ودعت إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها.

تثير حرب غزة مخاوف من تحولها إلى نزاع إقليمي خصوصا في ظل تبادل القصف اليومي عبر الحدود بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، إضافة الى هجمات الحوثيين اليمنيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، وهجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.

ومنذ منتصف نوفمبر، شن الحوثيون 26 هجوما في البحر الأحمر وفق الجيش الأميركي، ما أدى إلى تراجع حركة حاملات الحاويات في المنطقة بنسبة 70 في المئة، بحسب أمي دانيال، مؤسس ومدير شركة "ويندوارد" للاستشارات في مجال النقل البحري.

وأشارت القيادة المركزية الأميركية على منصة "إكس" إلى أن هجوم الخميس هو الـ27 الذي ينفذه الحوثيون على الشحن الدولي منذ 19 منذ نوفمبر الماضي.

ودعا مجلس الأمن الدولي في قرار إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين التي قال بلينكن إنه ستكون لها "عواقب".

وحذر زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي، الخميس، أن الرد على أي هجوم أميركي "لن يكون فقط بمستوى العملية التي نفذت أخيرا"، غداة تبنيهم هجوما بأكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخا فوق البحر الأحمر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر هجمات الحوثیین على السفن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

تحذير: الطاعون في منطقتنا

سألتني صحفية مصرية، في معرض حوار عن انزلاق الهويات، عمّا إذا كانت أحداث السويداء التي كانت سوريا مسرحًا لها في الآونة الأخيرة ما بين عشائر بدوية ودروز، تشكّل مؤشرًا على جيل جديد من خطاب الهويات في العالم العربي، يفضي إلى هندسة جديدة لبنية الدولة.

كانت الصحفية توحي إلى تلك التمزقات المؤلمة ومحطات فارقة تمحورت حول الهويات واحتدامها، أوّلًا في الحرب الأهلية اللبنانية، وثانيها في العشرية السوداء في الجزائر، وثالثها الصراعات القبلية والمذهبية التي عرفتها بعض الدول العربية في أعقاب "الربيع العربي".

لا أدري إن كانت أحداث السويداء تشكّل محطة رابعة في التاريخ المُروّع لصراع الطوائف في الشرق الأوسط، ولكنها تثير مخاوف جمّة لا يمكن الاستهانة بها، تتمثّل في تهديد الوحدة الترابية والبشرية لسوريا، والسعي لتقويض نظامها الجديد، وإعادة هيكلة البلد على مرجعية فدرالية، أو كانتونات من شأنها أن تضعف الدولة المركزية.

بيد أن المخاطر لا تقتصر على سوريا، إذ تمتد إلى الشرق الأوسط، وقد يبلغ هجيرها بلاد المغرب.

ليست الاحتكاكات التي عرفتها العشائر البدوية بالدروز، والتدخل العسكري الإسرائيلي، مجرد أحداث طائفية عابرة، وإنما بروفة لرسم معالم شرق أوسط جديد، بناء على انتماءات طائفية، وإعادة هندسة دول، أو بتعبير آخر، هي بروفة جديدة لسايكس- بيكو جديد، تذهب أبعد مما ذهب إليه التقطيع البريطاني الفرنسي، إلى ما يُعبَّر عنه بتقسيم المُقسّم وتجزئة المُجزّأ.

بمعنى أننا لسنا فيما جرى في السويداء أمام انفلات طائفي، وإنما ظاهرة، أو متلازمة، تروم إعادة رسم الشرق الأوسط، ولا يُستبعد أن يمتد تأثيرها إلى بلاد المغرب.

لذلك وقفت كثير من التحليلات، في القنوات التلفزيونية الناطقة بالعربية وكبريات الجرائد العربية، والمواقع المؤثرة، على خطورة أحداث السويداء، والتي لا تهدد سوريا في وحدتها فقط، ولا النظام السوري الجديد فحسب، بل تعيد رسم خطوط الشرق الأوسط على أساس طائفي، عقدي أو عرقي أو مذهبي.

إعلان

أحالت كثير من التحليلات إلى أدبيات إسرائيلية متواترة من أجل رسم معالم الدول المجاورة لإسرائيل بناء على محددات طائفية، وعلى أعمال مراكز بحثية مؤثرة قريبة من القرار. انصرفت بادئ الأمر إلى السعي في تطويق الدول العربية الوازنة من قِبَل إسرائيل، من خلال علاقات إستراتيجية مع جوارها، أو ما كان يُعرف بنظرية بن غوريون، مع إيران الشاه، وتركيا الكمالية حينها، وإثيوبيا في ظل الملكية.

في فترة لاحقة، تركز الاشتغال على الطوائف بداخل دول العالم العربي في أفق توظيفها. كان الاهتمام منصرفًا للموارنة، في لبنان، ووظّفت إسرائيل، في فترات معينة، عناصر مارونية، وأقامت معها جسور تواصل وتعاون. بيد أن الاهتمام توسّع إلى البنية الطائفية في العالم العربي ككل.

الجديد فيما يخص إسرائيل، أن المسألة لم تعد مجرد مضاربات مراكز بحثية، أو تخرصات باحثين، بل سياسة دولة، فيما يخص دول الجوار، سوريا أولًا، كما بدا من خلال التحرشات بسوريا، ومنها أحداث السويداء، واحتلال المنطقة العازلة مع الجولان، وقصف ريف دمشق، من جهة، ومن جهة ثانية الضغط على لبنان، وثالثًا الأردن، أو ما يسمى في أدبيات اليمين الإسرائيلي المتطرف "الوطن البديل".

ذلك أن الشرق الأوسط الجديد الذي ما فَتِئ ينادي به نتنياهو، ويجد آذانًا صاغية على مستوى القرار في واشنطن، لا يقتصر على "تصفية القضية الفلسطينية"، أي فلسطين خالية من الفلسطينيين، بل رسم شرق جديد بناء على انتماءات طائفية.

ليست إسرائيل هي المغذي الوحيد للطائفية في الشرق الأوسط والداعم لها، فقد اعتمدت الولايات المتحدة قراءة طائفية للعراق، قبل حرب 2003، بناء على مرجعيات شيعية، وسنية وكردية.

من المؤكد أن الولايات المتحدة لم تخلق الواقع الشيعي أو الكردي أو السني في العراق، ولكنها أجرت قراءة مُوجَّهة ومختزلة. فليس كل شخص وُلد شيعيًا، يتماهى بالضرورة مع المرجعيات الشيعية القائمة، وليس هناك تمايز ما بين الانتماء الكردي والسني، وليس كل كردي مناهضًا للإسلام، أو يجافي العروبة، ولم يمنع التمايز الطائفي من الامتزاج، إما عن طريق الاختلاط، أو الانتماء للوطن، ولا يمكن أن يُختزل العراقيون، في الانتماءات الثلاثة المحددة، إذ هناك أقليات أخرى، ومن حق أي مواطن ألا يخضع لأي قالب، عقدي أو عرقي، عدا انتمائه للوطن.

لكنها البروفة التي دخلت بها الولايات المتحدة للعراق لإنهاء الدكتاتورية ووضع العراق على سكة الديمقراطية. تم تبني الطائفية في دستور 2005. لم تبقَ الطائفية في العراق مجرد ظاهرة مجتمعية، وإنما تم تكريسها دستوريًّا، واعتمادها في توزيع السلطات، وبالتبعية، تم اعتماد ما يسمى بالمحاصصة على المستوى الإداري.

وكان يُراد أن يكون العراق نموذج الدمقرطة للمنطقة بأسرها. والذي وقع مناقضٌ تمامًا لما كانت البروفة الطائفية تزعم له.

أما اللحظة الثانية، التي بعثت الانتماءات الطائفية وأعطتها زخمًا، فكانت جراء تداعيات "الربيع العربي"، ذلك أن طوفان المطالب الديمقراطية، لإنهاء الاستبداد والفساد، تحوّل إلى سيول طائفية جارفة، رسمت أخاديدها في التربة السياسية لكل من ليبيا، واليمن، والسودان.

إعلان

فقدان المناعة لكثير من الدول، والذي يتجلّى في ضعف الدولة، من خلال ضعف المؤسسات أو عدم رسوخها، واهتراء خدماتها، أو استشراء الفساد فيها، أو ضعف ثقافة الدولة، أو مخلفات الاستبداد، مما يفضي إلى ما يُعرف بدول فاشلة، كلها عوامل تجعل إمكانية التنميط الطائفي ممكنة.

هذا فضلًا عن سوء تدبير الهويات، في أرجاء عدة من العالم العربي، بنسب متفاوتة. يتم التعامل مع الهويات من زاوية أمنية صرف، وبمقاربة انفعالية، كردّ فعل يتأثر بزخم الأحداث، عوض نظرة استشرافية، على خلاف المقاربة الإسرائيلية التي تعتمد الجانب الأكاديمي، والزمن الطويل.

ليس هناك مجتمع في منأى عن تمايزات عرقية أو لسانية، أو مذهبية، ويمكن أن تتعايش تلك الوحدات، إما في ظل أيديولوجية جامعة، أو دولة مدنية، بل أن تكون تحت السيطرة، أو قابلة للتدبير، ولكنها قلّما تثبت أمام تدخلات أجنبية تغذيها وتحتضنها. تصبح المجموعات الهوياتية حين ذلك ما كان المستشرق الفرنسي ماكسيم رودنسون ينعته بالطاعون الطائفي، الذي يتهدد الجسم كله، وينذر بالعدوى.

ما يغذّي الطاعون الطائفي هو التوظيف الأجنبي، وما يجعله خارج منطق الحوار والتسوية، حمل مليشيات متفرعة عن طوائف، السلاحَ. التدخل الأجنبي وحمل السلاح، هما ذراعا الطاعون الطائفي.

بيدَ أن الطاعون الطائفي يستشري في بنية من غير مناعة، والمناعة لا تتأتّى إلا بحسن تدبير الهويات، وذلك بتمتيع الأقليات بحقوقها، واحترام خصوصياتها، وتوزيع عادل للرموز، وتمثيلها في الهيئات الدستورية والحكومية والإدارية، ومراعاة خصوصيات مناطق معينة.

ولا يستقيم حسن تدبير الهويات، إلا في إطار دولة مدنية. الدولة المدنية هي التي تنبني على المواطنة، في نصوصها التأسيسية وفي الممارسة، من غير تمييز بين مواطنيها بناءً على دين، أو مذهب، أو عرق، أو لون، أو عنصر، أو لغة.

وما لم تُبنَ العلاقات بين مجموعات هوياتية على المواطنة، فلن يثبت البلد للطاعون الطائفي الذي يتغذّى من التوظيف الخارجي، ويصبح أكثر تعقيدًا مع النزوع المليشياوي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • جوتيرش: سلام الشرق الأوسط يتحقق بحل الدولتين
  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
  • تداول 9 آلاف طن بضائع في مواني البحر الأحمر
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • تقرير روسي: اليمن يفرض إرادته على أهم الممرات الملاحية ويتحدى القوى الكبرى
  • تحذير: الطاعون في منطقتنا
  • الإسناد اليمني جرأة غير مسبوقة وتخطيط متقن .. تقرير
  • تحليل أمريكي: العقوبات والعمل العسكري يفشلان في وقف هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)