بمواقع محددة.. تقرير: الشرق الأوسط يستعد لضربات على الحوثيين
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
تستعد منطقة الشرق الأوسط لضربات تحالف "حارس الازدهار" الذي تقوده الولايات المتحدة على الحوثيين الذين يستمرون في تنفيذ هجمات على السفن في البحر الأحمر، والتي كانت آخرها الخميس، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وأعلن الجيش الأميركي، الخميس، أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن أطلقت صاروخا باليستيا مضادا للسفن على ممرات الشحن الدولية في خليج عدن، الخميس.
وأبلغ دبلوماسيون غربيون المدراء التنفيذيين البحريين أنه سيتم استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة والرادارات ومستودعات الأسلحة في الحديدة وحجة في اليمن، بحسب وول ستريت جورنال.
كما قد تشمل الأهداف البنية التحتية في العاصمة اليمنية، صنعاء، فيما قالت الأمم المتحدة، مطلع نوفمبر الماضي، إن التواجد البحري للحوثيين في جزيرة كمران يشكل خطرا على الشحن الدولي.
ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، سيعقد اجتماعا طارئا للحكومة الخميس بشأن الرد المحتمل على هجمات الحوثيين.
وفي اتصال مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الخميس، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن المملكة المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن حرية الملاحة وحماية الأرواح في البحر، وفق ما نقله مراسل "الحرة".
وقال متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية إن سوناك والسيسي، ناقشا الارتفاع المقلق في هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر والتأثير "التخريبي" على الشحن العالمي، بما في ذلك عبر قناة السويس.
وكانت "بلومبرغ" أفادت، الأربعاء، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون خيار شن عمليات انتقامية على خلفية تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر مع ضمان تحقيق التوازن بين ردع تلك الهجمات وعدم إشعال خطر توسيع الصراع في الشرق الأوسط.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، في السابع من أكتوبر، كثّف المتمردون الحوثيون المقربون من إيران والذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن، هجماتهم في البحر الأحمر من أجل إبطاء حركة الملاحة البحرية الدولية هناك، مؤكدين تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي ومصدر مقرب من الحوثيين لم تكشف وول ستريت جورنال أسماءهم إن قوات الحوثيين "نقلت بعض الأسلحة والمعدات وحصّنت البعض الآخر تحسبا لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها".
وقال المصدر المقرب من جماعة الحوثي إن "الحوثيين قاموا بتخزين صواريخ في مخابئ بناها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء، وفي منطقة ذات كثافة سكانية عالية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك دلائل على أن الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين يستعدون للتصعيد، إذ تجري سفينة التجسس الإيرانية "بهشاد" تحركات يرجح أنها تستهدف مساعدة الحوثيين في هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، حيث توجهت إلى مناطق قريبة من بندر عباس، بحسب "تانكر تراكرز".
وقال شخص مقرب من الحوثيين إن الإيرانيين قدموا معلومات استخباراتية عن السفن المرتبطة بإسرائيل التي تبحر خارج تركيا، وفي الوقت ذاته استولت إيران على ناقلة تديرها اليونان قالت إنها سمحت للولايات المتحدة بالاستيلاء على نفطها العام الماضي.
تثير حرب غزة مخاوف من تحولها إلى نزاع إقليمي خصوصا في ظل تبادل القصف اليومي عبر الحدود بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، إضافة الى هجمات الحوثيين اليمنيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، وهجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.
ومنذ منتصف نوفمبر، شن الحوثيون 26 هجوما في البحر الأحمر وفق الجيش الأميركي، ما أدى إلى تراجع حركة حاملات الحاويات في المنطقة بنسبة 70 في المئة، بحسب أمي دانيال، مؤسس ومدير شركة "ويندوارد" للاستشارات في مجال النقل البحري.
وأشارت القيادة المركزية الأميركية على منصة "إكس" إلى أن هجوم الخميس هو الـ27 الذي ينفذه الحوثيون على الشحن الدولي منذ 19 منذ نوفمبر الماضي.
ودعا مجلس الأمن الدولي في قرار إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين التي قال بلينكن إنه ستكون لها "عواقب".
وحذر زعيم المتمردين في اليمن عبد الملك الحوثي، الخميس، أن الرد على أي هجوم أميركي "لن يكون فقط بمستوى العملية التي نفذت أخيرا"، غداة تبنيهم هجوما بأكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخا فوق البحر الأحمر.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر هجمات الحوثیین على السفن فی الیمن
إقرأ أيضاً:
ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.
منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...
إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.
بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.
هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.
تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.
ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!
في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.
هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.
ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.
في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.
أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».
ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.
في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.
ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.
وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.
في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟
الشرق الأوسط