معركة طوفان الأقصى وأثرها على الثقافة العربية محاضرة في ثقافي أبو رمانة
تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
أقام المركز الثقافي في أبو رمانة محاضرة بعنوان (معركة طوفان الأقصى وأثرها على المشهد الثقافي العربي) للباحث محمد أبو جبارة، تضمنت ما قدمه المثقفون العرب من انعكاسات جماعية للمعركة على الساحة العربية بشكل عام.
وأشار الباحث أبو جبارة إلى ظهور مواهب مختلفة تفجرت بتأثرها في تحولات المعركة وأهمية فلسطين ورمز الأقصى عند العرب والفلسطينيين، فكتبت آلاف النصوص الإبداعية وصدرت كتب في مختلف الأجناس الأدبية وأقيمت مهرجانات كثيرة.
وأوضح أبو جبارة أن الشباب كان لهم حضور كبير في التصدي لإعلام العدو ومحاولاته تخريب الثقافة وتشويه المسارات الإبداعية، وإلى جانب الأدب ظهرت لوحات الفن التشكيلي المصورة للواقع، إضافة إلى أساليب تعبيرية أخرى في الرسم والنحت والموسيقا.
يذكر أن الباحث محمد أبو جبارة له مؤلفات متعددة في اللغة والأدب وكشف مزاعم الكيان الصهيوني الباطلة، وهو مدير مؤسسة القدس للثقافة والتراث.
ورأى رئيس المركز الثقافي في أبو رمانة عمار بقلة في تصريح لـ سانا أن ما سجله الأدباء عن معركة طوفان الأقصى كفيل بفضح رفض الشعب العربي لأي تقارب من المحتل، كما قدم عدد من الأدباء والمثقفين الحضور مداخلات ساهمت في توثيق رؤية المحاضر ودعم المنظومة الثقافية المقاومة.
محمد خالد الخضر
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
قراءة في بيان مسيرات ’’طوفان الأقصى .. عامان من الجهاد والتحدي والصمود’’
تتويجا لذكرى عامين لأحد أكثر المشاهد دمويةً وتحوّلاً في مسار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، صدحت المسيرات الشعبية اليمنية تحت عنوان طوفان الأقصى.. عامان من الجهاد والتضحية حتى النصر، حاملةً معها بيانًا يعكس مزيجًا من الفخر، والرسائل القوية، بيانٌ حمَل نَفَس التعبئة الشعبية والرمزية الدينية والسياسية، وأراد أن يرسم خريطة تموضع قوى ما زالت ترى في فلسطين بوصلة لا تقبل التراجع ولا المساومة.
يمانيون / خاص
افتتح البيان بالتأكيد على فشل العدو في تحقيق أهدافه، على الرغم من آلة الحرب المتواصلة منذ لحظة اندلاع المعركة، و يُقارن بين ما أُعلِن من أهداف إسرائيلية، وبين ما تحقق على الأرض، هنا، لا يتحدث البيان عن مكاسب سياسية ملموسة، بل يستحضر قيمة الصمود كمكسب بحد ذاته، ويضعه في مواجهة جبروت الخصم وإسناده الأميركي.
من أبرز ما جاء في البيان، رسالة تعظيم وتمجيد للصمود الشعبي والمقاوم في غزة وسائر فلسطين، كنموذجٍ للثبات الذي يتحدى أدوات العدوان، العسكرية والسياسية، هذا الجزء من البيان لا يخاطب فقط جمهور الداخل الفلسطيني، بل يحاول إلهام الشعوب في المنطقة والعالم، مفاده أن الحق ينتصر حين يُصاحب بالصبر، وهنا الرسالة واضحة بأنّ النموذج المقاوم لا يزال فعّالًا، ويُمكن أن يُحتذى، وعلى الأمة أن تختار ما هو أصلح لها .
توجه البيان بالتحية لقائد المسيرة القرآنية، السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه ، صادق القول والفعل، مجدداً العهد له، إمتداداً لعهد اليمنيين الأنصار مع رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ، هذه الإشارة تسحب الصراع من ساحة الصراع السياسي فقط إلى عمقه الديني، وربط امتداد اليمنيين بين الماضي النبوي والحاضر المقاوم، لتأطير المعركة باعتبارها استمرارًا لمعركة الحق الأزلي.
أشاد البيان بتضحيات محور المقاومة وعلى رأسهم حزب الله في لبنان، وفصائل المقاومة في العراق، والجمهورية الإسلامية في إيران. وهذه الإشادة وهذا التقدير العلني يحمل رسائل استراتيجية واضحة، تؤكد محور المقاومة لا يزال متماسكاً ، وأن المعركة الفلسطينية التي جمعت هذا المحور هي جزءًا من معركته الشاملة.
وجه البيان رسالة تحذير وإنذار للأنظمة العرببة والاسلامية المتآمرة والخائنة لما سيلحق بها من العار والخزي في الدنيا والمصير في الآخرة ، مؤكداً على الاستعداد الدائم للتحرك الشامل لمواجهة أي عدوان إسرائيلي أو أميركي، وبين سطور هذا التحذير، يظهر التلويح بخيارات مفتوحة قد تتجاوز التصريحات، إذا ما تصاعدت الأحداث، لكنها في الوقت ذاته رسالة ردع، تُبقي الأعداء في حالة حذر، وتُبقي القواعد الجماهيرية في حالة تعبئة.
هذه الرسائل لا يُراد بها فقط التعبير عن الغضب، بل تُوجّه للشارع العربي لكسر حاجز الحياد، واستمالة الرأي العام إلى معسكر خيار المقاومة، والجهاد في سبيل الله، باعتباره الحل للتصدي لكل المؤامرات والتحديات والمخاطر .
اختتم البيان بالتأكيد على التمسّك بالقضية الفلسطينية، مجددًا الدعم المعلن والمطلق، ومرددًا العبارة المفتاحية التي أصبحت شعارًا متداولًا عند كل اليمنيين : لستم وحدكم، هذه الجملة تلخّص جوهر البيان كلّه، مجددةً التأكيد أن المعركة ليست فلسطينية فقط، بل عربية، إسلامية.
إنّ البيان الصادر عن مسيرات طوفان الأقصى يحمل أبعادًا سياسية، دينية، رمزية، وتعبوية، من خلال لغته التصعيدية والوجدانية
ومع تزايد سخونة المشهد الإقليمي، فإن مثل هذه البيانات لا تُقرأ في سياقها اللفظي فقط، بل في سياقها الزمني والاستراتيجي؛ فهي مؤشر على درجة الجاهزية والاستعداد، ومقدار التحشيد، وعلى التحدي الدائم الذي تمثله القضية الفلسطينية، بوصفها الجرح المفتوح والراية التي لا تنكسر.