فصل الحل الديبلوماسي للجنوب عن الانتخابات
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في "النهار":يبدو مستغربا جدا السعي الاميركي في ضوء زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت من اجل تهدئة الوضع ومنع توسيع الحرب او امتدادها في الوقت الذي يعيش اهل السلطة في لبنان اطمئنانا غير مفهوم على هذا الصعيد وكأنما لديهم معطيات مختلفة عن المخاوف التي اثارها بقوة الديبلوماسيون الذين زاروا لبنان الاسبوع الماضي او ربما انهم لا يقدرون حقيقة المخاطر في ضوء التحول المخيف في الموقف الاسرائيلي بعد 7 تشرين الاول، وهو الاحتمال الاكثر ترجيحا او ما يخشى منه في الواقع.
وعلى عكس التركيز لبنانيا على مدى حاجة اسرائيل الى طمأنة سكان قراها الحدودية مع لبنان ، اشار هوكشتاين الى معادلة تضمنت حاجة لبنان الى اعادة مهجريه من القرى الجنوبية في الوقت الذي لا يأتي احد على ذكر معاناتهم على قاعدة ان هذا التهجير الحاصل انما يبقى في مجمله في الجنوب ولم يشكل عبئا على المناطق اللبنانية الاخرى ، وذلك الى جانب اشارته ان الشعب اللبناني لا يريد الحرب مستغلا ضمنا مواقف القوى السياسية اللبنانية التي عبرت عن رفضها لذلك وتمنت على الحزب او نصحته بعدم الاقدام على توسيع الحرب. فقال "اعتقد اعتقادا راسخا أن شعب لبنان لا يريد أن يرى تصعيدا للأزمة الحالية وتحولها إلى صراع آخر. نحن بحاجة إلى إيجاد حل دبلوماسي يسمح للشعب اللبناني بالعودة إلى دياره في جنوب لبنان والعودة إلى حياته الطبيعية، كما يحتاج شعب إسرائيل إلى أن يتمكن من العودة إلى دياره في شماله، ويكون قادرا على العيش بامان
" الحل الديبلوماسي" يعني في مضمونه القرار 1701 والذي يجري العمل بعيدا من الاعلام على تنفيذ الشق المتعلق بابتعاد الحزب عن الحدود المباشرة الى ما وراء الليطاني والاثمان الذي يطلبها في هذا الاطار علما ان الحدود البرية معروفة وواضحة ولن تكون اكثر تعقيدا في كل الاحوال من الحدود البحرية انما من دون مزارع شبعا التي يعود وضعها المعقد الى جملة اعتبارات معروفة وان لم يتطرق اليها في هذا السياق المسؤولون اللبنانيون . ينقل عن بعض المسؤولين اللبنانيين ان هوكشتاين عرض افكارا سيتم درسها من بين بنودها تحريك الانتخابات الرئاسية في لبنان وانجازها في الوقت الذي لا يرى هؤلاء ان الامر محتمل لان لا نية لدى الاميركيين او سواهم من الدول المهتمة العمل من ضمن الجمع بين التهدئة وتأمين السلام في الجنوب والانتخابات الرئاسية . وقد تكون هذه الفكرة محلية وتم اقتراحها على الموفد الاميركي اذ ان بعض المعلومات يفيد بان الجمع بين الامرين امر غير محبذ ويخشى انه سيزيد الامور تعقيدا بحيث ان احد البندين يمكن ان يعرقل الاخر لمدة طويلة ولا يحصل ايا منهما في نهاية الامر . انما النقطة الاساس راهنا ان ثمة حاجة الى التهدئة بداية تمهيدا للانتقال الى اللحظة التي تتلاقى فيها مصلحة اسرائيل في التفاوض مع مصلحة الحزب في التفاوض على خلفية ان كل منهما يفضلان الحل الديبلوماسي التفاوضي . ولكن حتى الان شروط الطرفين تمنع توافر هذه اللحظة فيما يزداد القلق الخارجي من توسيع الحرب على خلفية المواقف الاسرائيلية التي ترى ضرورة الاستفادة من الفرصة المتاحة لتوجيه ضربة قوية الى الحزب والتي يخشى الخارج من حصولها .
لكن الى اي مدى يمكن ان تؤثر دينامية الردود التي بدأتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين في استهدافهم للشحن عبر البحر الاحمر على الجهد الاميركي لاقناع اطراف النزاع في لبنان بالرغبة في حل ديبلوماسي ومنع تدحرج الامور مجددا على خلفية " وحدة الساحات " التي تسعى التنظيمات الموالية لايران الاستمرار في ترجمتها في وقت تسعى الولايات المتحدة الى التعاطي مع كل مسألة على حدة منفصلة عن الاخرى ؟
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
«الأمة القومي»: انقلاب 25 أكتوبر قاد السودان إلى نفق الحرب والانقسام
الحزب قال إنه أن لا سبيل للخلاص الوطني إلا بوقف الحرب والعودة إلى الحلول السلمية والسياسية التي تحفظ وحدة البلاد وكرامة الشعب..
التغيير: الخرطوم
أدان حزب الأمة القومي انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، ووصفه بالحدث المشؤوم الذي أدخل البلاد في نفقٍ مظلمٍ من الحروب والانقسامات، وقوّض مسار الثورة وأفشل العملية الانتقالية.
وقال الحزب عبر بيان صادر عن أمانته العامة السبت، إن الانقلاب تسبب في انهيار اقتصادي شامل، وأعاد فلول النظام البائد إلى المشهد السياسي والعسكري، مما مهّد لاشتعال الحرب الحالية بين الجيش والدعم السريع.
وأضاف البيان أن الانقلابيين “ادعوا إصلاح الفترة الانتقالية وحماية البلاد من الفوضى، فإذا بهم يجرّون الوطن إلى أتون حربٍ عبثيةٍ أعادت السودان إلى مربع العزلة الدولية وأهدرت مكتسبات الثورة المجيدة”.
وأكد الحزب أن لا سبيل للخلاص الوطني إلا بوقف الحرب والعودة إلى الحلول السلمية والسياسية التي تحفظ وحدة البلاد وكرامة الشعب، مطالباً طرفي النزاع بتحمّل مسؤولياتهم والتوجّه الجاد نحو وقف الحرب ورفع المعاناة عن المواطنين.
ودعا الحزب القوى السياسية والمدنية إلى التوحد حول أجندة الخلاص الوطني التي تقوم على وقف الحرب، والشروع في عملية سياسية عادلة تفضي إلى بناء سودان جديد قائم على المواطنة والعدالة والمساواة.
كما ناشد المجتمع الدولي تكثيف جهوده الإنسانية والضغط لإنهاء الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين وانهيار مؤسسات الدولة، وسط تحذيرات أممية من أسوأ أزمة إنسانية ونزوح في العالم.
الوسومإنقلاب الـ25 أكتوبر 2021 حرب الجيش والدعم السريع حزب الأمة القومي سلام السودان