مسيرات واشنطن تحلق في غزة لمراقبة وقف النار
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
البلاد (غزة)
بدأت الولايات المتحدة تشغيل طائرات استطلاع بدون طيار فوق قطاع غزة، بالتنسيق مع إسرائيل، في إطار جهودها؛ لضمان صمود اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية. تأتي هذه الخطوة بعد إعلان وزارة الخارجية الأمريكية تعيين السفير المخضرم لدى اليمن ستيفن فاجين قائداً مدنياً لمركز جديد مسؤول عن متابعة تنفيذ الاتفاق، وإدارة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكدت مصادر عسكرية أمريكية وإسرائيلية أن الطائرات المسيّرة استخدمت لمراقبة الأنشطة البرية في غزة لضمان الالتزام الكامل ببنود وقف النار، ودعم مركز التنسيق المدني العسكري الذي أنشأته القيادة المركزية الأمريكية جنوب إسرائيل. ويضم المركز نحو 200 جندي أمريكي متخصصين في مجالات الهندسة والأمن واللوجستيات، بقيادة الفريق أول باتريك فرانك، فيما تم تعزيز الطاقم الدبلوماسي بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للمركز وتعهده بانضمام المزيد من الدبلوماسيين الأمريكيين.
وتركز جهود الولايات المتحدة حالياً على ضمان الالتزام بوقف النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتهيئة بيئة آمنة لبدء عملية إعادة الإعمار، ضمن خطة تشمل تحضير القوات الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط بإشراف دولي. وتأتي هذه التحركات في وقت تتواصل فيه المشاورات الدولية لضمان الانتقال السلس للمرحلة الثانية من اتفاق السلام، بعد الهزات التي شهدتها الهدنة؛ نتيجة بعض الانتهاكات الميدانية الأخيرة. وبينما تحافظ واشنطن على الصمت حول تفاصيل العمليات الجوية، وتمتنع إسرائيل عن التعليق، يبقى التحدي الأكبر مرتبطاً بقدرة الجهود الأمريكية والدولية على تثبيت وقف النار وتحويله إلى أساس لمصالحة حقيقية وإعادة إعمار القطاع.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: وقف النار
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي: القاطرة الأمريكية لا تتوقف عن الضغط على إسرائيل لكبح جماحها
ترسل الولايات المتحدة كبار مسؤولي إدارتها إلى دولة الاحتلال واحدًا تلو الآخر "لمراقبة" الاتفاق مع حماس، ويعترفون بأن القدرة على إيقاف بنيامين نتنياهو من التفلّت من الاتفاق محدودة، فبعد وصول نائب الرئيس دي جي فانس، سيصل وزير الخارجية ماركو روبيو بعده مباشرة، وبينهما أنهى المبعوثان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير زيارة مشابهة، وكلهم يبذلون جهدا هائلا للحفاظ على وقف إطلاق النار، لأنهم لن يدعوه ينهار.
ونقل إيتمار آيخنر ودانيئيل أديلسون، مراسلا صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مسؤول إسرائيلي وصفه بعبارات "لاذعة للأجواء في واشنطن، التي تُشدد رقابتها على الاتفاق بشكل متزايد مع وصول كبار مسؤوليها جوًا لإسرائيل".
وقال مراسلا الصحيفة إن الأمريكيين في ورطة، فهم لا يرون بأم أعينهم، رغم أن التدخل الأمريكي فيما يحدث في المنطقة يُحطّم كل الأرقام القياسية، وسط إقرار إسرائيلي بمحدودية قدرتها على إيقاف القاطرة الأمريكية، وإدراك بأنه لا ينوي إفساد الاحتفال بالنسبة للولايات المتحدة، بل يهدف فقط لتقليل الأضرار قدر الإمكان".
وأضافا في تقرير مشترك ترجمته "عربي21" أنه "رغم المشاعر المتوترة في النظام السياسي الاسرائيلي، فإن الواقع على الأرض واضح ومفاده أنه من الآن فصاعدًا، يُتوقع تدخل أمريكي مكثف، الأمريكيون عازمون على عدم السماح بانهيار الاتفاق، أولويتهم القصوى هي إعادة جميع الرهائن القتلى، حتى أن فانس تطرق، لهذه القضية بقوله إن بعضهم مدفونون في باطن الأرض، وبالتالي سيستغرق تحديد مكانهم جميعًا وقتًا، ولذلك علينا التحلي بالصبر، وأكّد تفاؤله، وأن هناك جهودًا جبارة تُبذل للحفاظ على الاتفاق".
وأشارا إلى أنه "في الوقت نفسه، يعمل قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الأدميرال براد كوبر، بجد لإنشاء قوة الاستقرار الدولية المتمركزة في غزة، وستشمل القوة فرقة عمل دولية ستتوجه للميدان لتحديد أماكن الرهائن، ووفقًا للخطة، ستكون القوة مسؤولة عن ضمان نزع سلاح حماس، وتجريد القطاع منه، ومنع إسرائيل من القيام بأعمال عسكرية، وانتهاك وقف إطلاق النار، وستكون القوة بمثابة ثقل موازن لحماس".
كما أوضحا أنه "بالتوازي مع زيارة فانس، سيصل روبيو وسيبقى حتى يوم السبت، وسيلتقي، مثل أسلافه، بنتنياهو، لتأكيد التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل، ويلتقي بشركاء إقليميين لمواصلة بناء الزخم التاريخي نحو سلام دائم وتكامل إقليمي في الشرق الأوسط، ووصف مشروع قانون الضمّ الذي أُقرّ في قراءة تمهيدية في الكنيست، بأنه يُشكّل خطرًا على اتفاق السلام في غزة، كاشفا أن دولا من خارج الشرق الأوسط مستعدة للمساهمة في القوة الدولية لتحقيق الاستقرار في غزة".
وأكدا أن "زيارة روبيو وفانس وويتكوف وكوشنير جزء من سلسلة زيارات مكثفة لكبار المسؤولين الأمريكيين، تهدف لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وسير الصفقة مع حماس وفقًا للخطة الأمريكية، واللافت أنه لا تفصل سوى ثلاث ساعات بين مغادرة فانس، ووصول روبيو، مما يوضح مدى حرص الولايات المتحدة على ما يحدث".
لا تنزل هذه الزيارات المكوكية الاسرائيلية بردا وسلاما على قادة إسرائيل المعنيين بالتفلّت من اتفاق وقف إطلاق النار بين حين وآخر، وارتكاب انتهاك هنا وخرق هناك، لكن العصا الغليظة التي يرفعها ترامب وإدارته ربما تضيق الخناق على الاحتلال، وتجعل خياراته بين الالتزام الكامل بالاتفاق، وإمكانيه خرقه بصورة طفيفة لا تؤدي في النهاية الى انهياره كلياً.