116 دقيقة متوسط زمن العمرة في ربيع الآخر
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
البلاد (مكة المكرمة)
كشفت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين عن نتائج التجربة الميدانية لرحلة ضيف الرحمن خلال شهر ربيع الآخر 1447هـ، حيث بلغ متوسط زمن أداء العمرة 116 دقيقة، شملت الطواف والسعي والتنقل بين مرافق المسجد الحرام. وأوضحت الهيئة أن 92% من المعتمرين أدّوا الطواف في صحن المطاف، واستغرقت مدة الطواف 42 دقيقة، بينما بلغ متوسط زمن السعي 46 دقيقة، في حين انتقل 83% من المعتمرين عبر الدور الأرضي من الساحات إلى المطاف خلال 15 دقيقة، ومن المطاف إلى المسعى خلال 13 دقيقة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
صناعة الكراهية بإقصاء الآخر !
خالد بن حمد العامري
الكراهية بين الناس ليست مجرد شعور فطري، بل يمتد أكثر ليكون ممارسة فعلية اتجاه الآخرين، وأصبحت شيئا مألوفًا ودارجًا لدرجة أن هذه الكراهية هي من تدفع البشر إلى ارتكاب الأخطاء بدون وعي، أو تبيان للحقائق، فطالما نيراها المشتعلة في الذات كما أججت المشاعر بين الشخص ومن حوله، والكراهية ليست لها حدود زمنية بل يمكن أن تظل نيراها مشتعلة لسنواتٍ طويلة.
والكراهية ليست مرهونة بفئة معينة من الجنس البشري، أو يمكن أن تكون مستوطنة في أرض، أو مكان، أو زمان معين، لكنها قد تكون مسارًا خطيرًا يعيد البشرية إلى سياسة الانتقام المباشر والسريع مع الاختلاف في طرق التنفيذ.
والكراهية مهما تعددت أسبابها ومنابعها، فهي آلة طاردة لكل معانِ الحب، والتعاون، والتآلف بين الناس، ومثلما وصفها الناشط والإنسان السياسي في أمريكا مارتن لوثر كينج بقوله: «الكراهية مثل السرطان غير المكتشف، تأكل شخصية من تصيبه...»، ويذهب لوثر إلى أبعد من ذلك بقوله: «لا يمكن طرد الظلام بالظلام، الضوء الوحيد الذي يمكن القيام به...»؛ لذا لا يمكن للكراهية أن تطرد الكراهية، فالحب فقط يمكن أن يفعل ذلك !».
تُرى ما هي القوة الخفية للجزء المظلم الذي تشعله الكراهية من أنفسنا من أجل زراعة الحقد، وإقصاء الآخر، وقطع كل حبال الود ؟
علماءُ النفس يذهبون إلى توصيف «القوة الخفية في الإنسان» إلى اعتبارات كثيرة، ولكنهم يسوقون أمثلة حية توضح لنا ماهية هذه القوة، فمثلًا: إذا تعرضت أو شهدت على أي موقف سلبي، فإن أول ما تخفيه من مشاعر هو «الخوف أو التردد عن كشفه للآخرين، ولكن في تلك الأثناء يعتبر هو أحد جوانب «نفسك الخفية» التي لا تود إظهارها للآخرين.
وتعد الكراهية هي «شأن ذاتي» ربما لا يظهر على السطح بسهولة، والكراهية أيضا هي إحساس غير ملموس في أرض الواقع، لكنه يدفع الإنسان نحو تصرفات، واتجاهات متعددة توصف كثيرًا بالعدوانية، واللاإنسانية في بعض الأحيان، ومن عجائب القول ما نشره المخترع الفيزيائي نيكولا تسلا: «لو كان بإمكاننا تحويل الكراهية إلى طاقة كهربائية، لتمكنّا من إنارة العالم بأكمله ليلًا».
من الحوادث التي مررت بها منذ فترة ماضية، ولم أستطع في حقيقة الأمر إخفاء امتعاضي الشديد ولو للحظة واحدة، وأنا
أصغي لذلك الموظف الذي بقي طويلًا في هوامش صفحات التقدير، وبعيدًا عن اهتمامات مسؤوله، مما ولّد لديه طاقةً عالية من الكراهية للمسؤول الذي يعمل تحت إشرافه.
قال إنهما أي -الموظف المسؤول- لا يصطدمان في أي حوار جاد بشكل مباشر، بل كان كلاهما يتجنب الآخر بالرغم من أن كلا قلبيهما مليء بالكثير من السخط، والرغبة في الانفجار، والانتقام.
كان لقائي بهذا الموظف العابر، مجرد فضفضة موظف أصبح كثير الشكوى، والكراهية من مسؤوله الذي لا يترك شيئا إلا وجنَّده لصالحه، أشياء كثيرة ذكرها ذلك الموظف الذي لم ألتقِ به منذ فترة طويلة، شعرت منذ البداية بأنه وجد ضالته في البوح بالشكوى من الواقع الذي يعيشه في عمله، تركته يفرغ ما في قلبه ليستريح كثيرًا من الشوائب العالقة في ذاته.
تحدث طويلًا عن أمور لا تعجبه، وذكر كيف أن مسؤوله في العمل شخص أناني لدرجة أنه أصبح مكروهًا ضمنيًا بين الموظفين، يتمنون لو أنهم لا يسمعون صوته، أو يتأملون علامات الراحة على وجهه.
يقول محدثي: مسؤوله يتلبس ثوب البراءة بمعنى: «إن لم تكن تعرِفْه عن قرب فإنه في نظرك شخص ودود للغاية»، لكن ما إن تقترب منه بمعاملة «يتحول إلى شخص آخر»، كلماته أضحكتني كثيرا لأنني تخيلت كيف يتحول البشر في غضون دقائق معدودة إلى وحوشٍ كاسرة، ومن حَمَلٍ وديع إلى ذئبٍ قاتل.
وهنا أذكر قولًا خالدًا للفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي بقوله: «طالما أن عامة الناس لا يعلمون، أو غير مبالين، أو تم تحويلهم إلى النزعة الاستهلاكية، أو الكراهية، والانشغال بإقصاء بعضهم البعض، عندها يمكن للأقوياء أن يفعلوا ما يحلو لهم، وسوف يُترك أولئك الباقون على قيد الحياة للتفكير في نتائج واقعهم».
ذكر لي بأن زميلًا لهم أقدم على التقاعد»جبريا» بعد أن وجد كمًّا كبيرًا من التهميش، والمضايقات اليومية في العمل، ترك مكانه بعد أن شعر بأنه شخص غير مرغوب به، ربما ذهابُه إلى البعيد لم يكن شيئا سيئا بالنسبة له؛ لأنه كان مرتاحًا ماديًا وليس مستعدًا أن يكون متعبًا نفسيًا، لذا فضّل أن يترك القارب، ويغادر إلى اليابسة.
وبعد أن سار كلٌّ مِنا في طريقة تذكرتُ بأن صناعة الكراهية أمر سيء يُقدم عليه البشر؛ لإشغال أذهان الآخرين، فكلما كانت الأحقاد النفسية قوية، كلما كان العقل البشري مشغولًا في طرح الأسئلة بدون إجابات، لكن أمنيات الزوال، والخلاص تظل معلقة في ذات الإنسان حتى الموت.