يرى خبراء ومحللون أن الذي حقق الانتصار بعد 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هي المقاومة الفلسطينية بصمودها في الميدان. في حين أن الاحتلال لم يحقق أيا من الأهداف التي وضعها، والأكثر من ذلك أنه يُجرّ اليوم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب جرائمه في غزة.

وينطلق الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري في تقييمه لمجريات الحرب بعد مرور 100 من الواقع الميداني الذي قال إنه يبطل مزاعم الاحتلال، ففي المنطقة الشمالية من القطاع ادعى الاحتلال أنه حقق أهدافا ودمّر 700 قاعدة لإطلاق الصواريخ، وقتل 9 آلاف من المقاومين، حيث أبطلت الرشقات الصاروخية التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- الادعاءات الإسرائيلية.

وفي المنطقة الوسطى من قطاع غزة -يواصل الدويري- لا يزال القتال محتدما، لكنه يراوح مكانه، والحال نفسه بالنسبة للمنطقة الجنوبية التي حشدت لها إسرائيل 7 أولية، ولكنه لم يقدم ما كان يرجوه.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية من الصمود طوال 100 يوم من العدوان وفرضت إرادتها في إدارة المعركة، ولا يستغرب الخبير العسكري – كما يقول- من أن تتمكن من المقاومة من توجيه صواريخها صوب حيفا ومطار إيلات.

وبالرجوع إلى ما حدث في معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يؤكد الدويري أن حركة حماس مارست خداعا إستراتيجيا يضاهي الخداع الإستراتيجي الذي نفّذه الجيش المصري في 1973.

وفي مقابل ما حققته المقاومة الفلسطينية بعد مرور 100 يوم من الحرب، مُني الجيش الإسرائيلي بإخفاق متواصل، وهو ما يجعل محللين ومراقبين عسكريين ومؤثرين إسرائيليين ينتفضون ضد جيشهم وحكومتهم، ويطالبون بالبحث عن إعادة المحتجزين لدى المقاومة في غزة حتى بوقف الحرب، كما يؤكد الكاتب الصحفي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، وديع عواودة.

ويشير إلى أن استطلاعات الرأي في إسرائيل تظهر انخفاض ثقة الإسرائلييين بقدرة الجيش والحكومة على حسم المعركة في قطاع غزة، خاصة وأنه بعد مرور 100 يوم تبين أنها مكلفة بشريا، ولم تحقق أهدافها.

ويذكر عواودة أن هناك معلقين إسرائيلين باتوا يشيدون بصمود المقاومة الفلسطينية، ويقولون إنها نجحت في ممارسة "خديعة ذكية" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ونقل عن معلق سياسي مرموق قوله " لولا السلاح الأميركي لاضطررنا لمحاربة حماس وحزب الله اللبناني بالعصا والحجارة".

ومن وجهة نظر يؤكد الكاتب الصحفي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، فإن جلوس إسرائيل على كرسي المتهم في محكمة العدل الدولية، يعني أنها تلقّت خسائر مؤلمة وموجعة على مستوى الصورة والوعي في العالم، حتى وإن كانت الحكومات الغربية لا تزال تناصر إسرائيل، التي قال إنها مرعوبة من قرار احترازي قد يدينها، أو يدعوها لوقف إطلاق النار في غزة.

ويُذكر أن جنوب أفريقيا قدمت دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة العدل الدولیة قطاع غزة یوم من

إقرأ أيضاً:

جهاد حرب: مساحة نتنياهو للمناورة تقلصت.. وجرائم الاحتلال في تصاعد

قال الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب، إن مساحة المناورة لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد تقلصت وباتت أقل بكثير مما كان عليه قبل عدة أيام لكن هذا لا يعني وقف الحرب أو الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب خلال الأيام القادمة.

وأضاف “حرب” خلال مداخلة ببرنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأحداث التي تجري في قطاع غزة وكذلك في شمال فلسطين تشير أحيانا إلى زيادة أو تصاعد في العنف وفي الإجرام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ونأمل كما يأمل جميع الفلسطينيون والعرب الوصول إلى اتفاق ووقف عمليات القتل المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين.

وأشار إلى أن هناك محاولات متعددة على المستوى الدولي للضغط والوصول إلى وقف إطلاق نار سواء داخل مجلس الأمن أو ما يجري من محاكمات في محكمة العدل الدولية وكذلك المحكمة الجنائية الدولية بالإضافة إلى مجلس حقوق الإنسان وغيرها من المؤسسات الدولية والضغوط على الدول الغربية المناصرة والتي كانت مناصرة للحكومة الإسرائيلية في بداية هذه الحرب.

وأوضح أن هناك جهود عربية كبيرة تبذل لإنقاذ الأوضاع في غزة، آخرها كان المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني والأمين العام الأمم المتحدة، مما يمثل مزيدًا من الضغط على الحكومة الإسرائيلية.

وأكد، أن هذه الجهود متراكمة لكن نحن أمام حكومة إسرائيلية مجرمة هذا من جهة ومن جهة ثانية ما زالت تحظى بحصانة وبحماية من قبل إدارة الأمريكية حول جرائمها ولا يتم إيقافها.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية الأمريكي: حان الوقت لوقف المساومات وبدء الهدنة في غزة

قطر تطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وتدعم قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار

تحقيق أممي: إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في الأشهر الأولى من الصراع في غزة

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: أكثر من نصف الأراضي الزراعية في قطاع غزة دمرت بسبب الحرب الإسرائيلية
  • صحيفة عبرية: تعليق العمل بمؤسسات تعليمية إسرائيلية غدا للمطالبة بالإفراج عن الأسرى
  • إغناسيو ألفاريز أوسوريو: الحرب على غزة صراع استعماري وإسرائيل تزداد عزلة
  • الولايات المتحدة الوسيط المنحاز ضد حماس
  • ماهي أبرز النقاط الخلافية بين حماس وإسرائيل لوقف الحرب؟
  • جهاد حرب: مساحة نتنياهو للمناورة تقلصت.. وجرائم الاحتلال في تصاعد
  • مفاجأة كبيرة... سلاح لدى حزب الله يُشكّل خطراً على إسرائيل
  • طلاب جامعة "ليستر" الإنجليزية تهتف لنميرة نجم وتدين محامي إسرائيل أمام "العدل الدولية"
  • «المجلس الأوروبي»: يجب الالتزام بقرارات «العدل الدولية» في وقف إطلاق النار بغزة
  • هيئة البث الإسرائيلية: الإدارة الأمريكية تخشى من تصعيد كبير على الحدود اللبنانية