كتب الان سركيس في"نداء الوطن": تكشف كل التصريحات الغربية أنّ أحد أوجه حماية لبنان يمرّ بتطبيق القرارات الدولية، ولا سيّما القرار 1701، وانسحاب «حزب الله» من منطقة جنوب الليطاني واستلام الجيش مدعوماً من قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» الأمن في تلك المنطقة وبسط الدولة وحيدةً سلطتها على هذه البقعة.
ويبقى الجيش المؤسسة الأكثر حضوراً والوحيدة التي لا تزال «تقف على رجليها»، لكنّها تحتاج الى عدة أمور لتنفيذ مهمة كهذه بنجاح، كما تقول أوساط مطلعة على الواقع العسكري.
الأمر الأول الذي تحتاج اليه المؤسسة العسكرية هو وجود غطاء عربي ودولي، يتمثّل بقرار دولي جديد أو إعادة تأكيد المجتمع الدولي على أهمية تنفيذ الـ1701، فإذا وجد قرار كهذا وتمّ تعزيز حضور قوات «اليونيفيل»، تصبح المهمة سهلة على الجيش اللبناني.
أما النقطة الثانية الأهم فهي وجود قرار سياسي لبناني بتطبيق مفاعيل الـ1701، لكونه مفتاح أي خطوة صغيرة أو أي قرار كبير داخلي، فعلى سبيل المثال، تمّ ضبط سعر صرف الليرة على رقم 89.5 بفعل القرار السياسي وليس نتيجة إصلاحات. وإذا وُجد القرار السياسي، فلم يعد مهماً إذا نُشر 5 أو 10 أو 15 ألف عسكري لبناني جنوب الليطاني، فالأمن هو قرار سياسي، والحواجز العسكرية وحدها لا تثبّت الأمن، وبالتالي لا مشكلة في ما خصّ هذه النقطة.
ويحظى الجيش بدعم عربي وغربي واسع، فإذا حصل إتفاق أممي وداخلي على تطبيق الـ1701 عندها لا مشكلة لوجستية أو مادية أو اقتصادية ستعوق عمل المؤسسة العسكرية. وتدفّقت المساعدات الخارجية إلى الجيش منذ عام 2019، وساهم نشاط قائد الجيش العماد جوزاف عون مذّاك في حفظ استقرار المؤسسة العسكرية ودعم أفرادها مادياً وصحياً.
وتشكّل المساعدة التي قدّمتها ألمانيا إلى الجيش الأسبوع الماضي والبالغة 15 مليون يورو أكبر مثال على أنّ الجيش ليس متروكاً، وسبقتها المساعدات القطرية لشراء الوقود وهبات من العديد من الدول، إضافةً إلى الدعم الأساسي من الولايات المتحدة الأميركية.
وإذا كانت الدولة اللبنانية تعاني الانهيار، فسيتكفّل المجتمع العربي والدولي بتأمين الحاجات الضرورية لتطبيق القرار 1701 ويستطيع عندها الجيش تطويع عناصر إضافية، وبالتالي ينتظر الجميع اتخاذ المجتمع الدولي القرار بعد اتصالات خارجية بأطراف الصراع وعلى رأسهم إيران.
لم يتنصّل الجيش من مهمة أوكلت إليه حتّى في أصعب الظروف، فجيوش المنطقة انشقّت وضعفت بعد اندلاع الربيع العربي، بينما للمفارقة، بقي الجيش على تماسكه رغم مرور لبنان في أصعب أزمة اقتصادية منذ نشوء لبنان الكبير، وبالتالي تبقى اللعبة السياسية هي الأهم، فإذا لم يوافق «حزب الله» على تطبيق الـ1701 عندها لا يستطيع الجيش القيام بشيء حتى لو نشر 30 ألف عنصر جنوب الليطاني. من هنا يبقى الوضع معلّقاً في انتظار ما يشهده الميدان من تطوّرات في الأيام والأسابيع المقبلة، فإما يقع الانفجار أو نشهد الانفراج.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عون: لن تكون في جنوب لبنان قوة مسلحة غير الجيش
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون لوزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اليوم السبت أنه لن تكون في جنوب لبنان أي قوة مسلحة غير الجيش والقوى الأمنية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)، كما دعا إلى الضغط على إسرائيل لسحب قواتها من المنطقة.
وقال عون خلال استقباله لامي في قصر بعبدا الرئاسي، أمس السبت، إن "عديد الجيش في الجنوب سيصل إلى 10 آلاف عسكري في منطقة جنوب الليطاني"، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية.
ونوّه الرئيس اللبناني إلى أن الجيش "انتشر في منطقة جنوب الليطاني باستثناء الأماكن التي لا تزال تحتلها إسرائيل، ولا سيما التلال الخمس والتي ترفض الانسحاب منها على رغم الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي برعاية أميركية وفرنسية، ونال موافقة الحكومة اللبنانية وتأييد
المجتمع الدولي".
ورأى أن استمرار احتلال إسرائيل لهذه التلال الخمس "يحول دون تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب كما امتناع إسرائيل عن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لديها وعدم توقف الأعمال العدائية التي تطاول أحيانا الضاحية الجنوبية لبيروت والطرق المؤدية إلى العاصمة".
وقال عون إن كل ذلك يجعل من الصعب على الدولة بسط سلطتها بشكل كامل وحماية المواطنين وتطبيق قراراتها ومنها حصرية السلاح.
الرئيس عون استقبل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي:
– الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة تفرض ضرورة بقاء "اليونيفيل" من أجل تطبيق القرار 1701
– استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس، واعتداءاته المتكررة، وعدم الإفراج عن الأسرى، يُصعّب على الدولة بسط سلطتها الكاملة، وحماية… pic.twitter.com/rSKObhoKcz
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 5, 2025
ودعا إلى "الضغط على إسرائيل لسحب قواتها وتقديم الضمانات اللازمة لعدم تكرار الاعتداءات على لبنان، والتقيد بالقرار 1701 بكل مندرجاته".
إعلانمن جانبها، قالت الخارجية البريطانية في بيان، اليوم السبت، إن محادثات لامي مع الرئيس اللبناني أمس ركزت على أحدث التطورات المحلية والإقليمية وعلى العلاقات بين البلدين.
وأضافت أن وزير الخارجية تحدث عن أهمية الجهود المبذولة لإحلال سلام دائم في لبنان والمنطقة، وشدد على ضرورة تطبيق لبنان وإسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، بما في ذلك انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار القوات اللبنانية في أرجاء المنطقة الجنوبية.
وبدأ الجيش اللبناني تعزيز انتشاره جنوبي البلاد، ولا سيما في منطقة جنوب الليطاني بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لكن إسرائيل لم تلتزم بتنفيذ بنود الاتفاق، ولا تزال قواتها متمركزة في 5 نقاط بجنوب لبنان كما تقوم بعمليات تجريف وتفجير وتشن بشكل شبه يومي غارات في المنطقة.
ويسود وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد المواجهة العسكرية التي بدأت بقصف متبادل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتطورت إلى حرب واسعة على لبنان في سبتمبر/أيلول 2024، أسفرت إجمالا عن أكثر من 4 آلاف قتيل و16 ألف جريح.