القدس المحتلة-سانا

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن حرمان الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة من المياه الصالحة الشرب هو حكم بالإعدام الفعلي، ما يشكل جريمة حرب إضافة إلى كونه شكلاً من أشكال الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد أهالي القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي.

وأوضح المرصد في تقرير اليوم أن العطش يغزو القطاع، وخاصة مناطق مدينة غزة وشمالها بسبب قطع الاحتلال منذ بدء عدوانه إمدادات المياه وقصفه المنهجي والمتعمد لآبار ومصادر المياه، إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات المياه.

وحذر المرصد من أن نقص مياه الشرب في القطاع بات مسألة حياة أو موت، في وقت يجبر الأهالي على استخدام مياه غير نظيفة من الآبار، وهو ما ساهم في انتشار الأمراض المنقولة والمعدية، وخاصة مع انقطاع الكهرباء الذي ساعد في نقص إمدادات المياه.

وأوضح المرصد أن قوات الاحتلال دمرت خزاني المياه الرئيسيين، وما لا يقل عن 65 بالمئة من الآبار في مدينة غزة وشمال القطاع، ما أدى إلى نقص حاد وغير مسبوق في المياه، مشيراً إلى أن المحنة تتضاعف مع مواصلة الاحتلال فرض قيود مشددة على وصول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع، وخاصة غزة والشمال بما في ذلك كميات الوقود اللازمة لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي.

ولفت المرصد إلى أن معاناة انعدام مياه الشرب في شمال قطاع غزة أشد وأكثر كارثية، حيث لم يتذوق سكان مخيم جباليا مياه الشرب النظيفة منذ بدء العدوان، ونقل عن عليان عبد الغني الذي يعيش في وسط المخيم قوله: إن الاحتلال دمر محطتي تحلية المياه الوحيدتين في المخيم، ما يضطرهم لشرب المياه المالحة التي يتم توفيرها بصعوبة بالغة، ما أدى إلى تفشي الأمراض وخاصة بين الأطفال.

وبين المرصد أن الإفراط في تناول الماء غير الصالح للشرب إلى جانب تسببه بأمراض المعدة والنزلات المعوية، يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وأمراض الكلى واحتمال الإصابة بالسكتة الدماغية، ويؤدي ذلك في النهاية إلى الجفاف المفرط لأنسجة الجسم، وخاصة المخ.

ولفت المرصد إلى أنه أجرى الشهر الماضي دراسة تحليلية شملت عينة مكونة من 1200 فلسطيني في القطاع للوقوف على آثار الأزمة الإنسانية التي يعانونها، وأظهرت الدراسة أن 66 بالمئة من العينة يعانون من الأمراض المعوية جراء عدم توافر مياه صالحة للشرب.

ورصدت الدراسة أن معدل الحصول على المياه، بما في ذلك مياه الشرب ومياه الاستحمام والتنظيف، يبلغ 1.5 ليتر للشخص الواحد يومياً في القطاع، أي أقل بمقدار 15 ليتراً من متطلبات المياه الأساسية لمستوى البقاء على قيد الحياة وفقاً للمعايير الدولية.

وشدد المرصد على أن القانون الإنساني الدولي يحظر مهاجمة أو تدمير أو تعطيل المنشآت التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين، بما يشمل مرافق مياه الشرب وشبكاتها، ويحظر وبشكل صارم استخدام التجويع والتعطيش كوسيلة من وسائل الحرب، ويعتبرها انتهاكاً جسيماً وعقاباً جماعياً محظوراً.

ولفت المرصد إلى أن الحرمان الشديد والمتواصل لأهالي القطاع من المياه الصالحة للشرب، يعتبر شكلاً من أشكال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” ضدهم، كونه يلحق أضراراً جسيمة بهم، ويخضعهم لأحوال معيشية يقصد بها تدميرهم الفعلي، وذلك وفقاً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والأحكام القضائية الدولية ذات الصلة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الإبادة الجماعیة میاه الشرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمير الجماعة الإسلامية في كشمير: كل أشكال مقاومة الاحتلال الهندي مشروعة

كشمير- يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند يومه الثاني بالرغم من الاتهامات المتبادلة في اليوم الأول بخرقه، ومن المقرر أن يجتمع -اليوم الاثنين- قائدا جيشي البلدين لمناقشة قضايا التوتر الذي اندلع بسببها الصراع على مدار الأيام الماضية.

وفي خضم الصراع الدائر بين إسلام آباد ونيودلهي حول كشمير، يدور الحديث عن الجماعات المسلحة في الإقليم والتي تعارض السيطرة الهندية على إقليم جامو وكشمير بقوة السلاح، وتعتبر الوجود الهندي على أراضيه احتلالا يجب مقاومته.

وقد اتخذت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي خلال السنوات الماضية إجراءات أحادية بالإقليم ذي الغالبية المسلمة تهدف إلى التغيير الديمغرافي فيه، حيث ألغت المادة 370 من الدستور التي تمنح الإقليم حالة خاصة من الحكم الذاتي وبالتالي فرض السيطرة العسكرية الهندية عليه.

ومن بين هذه الجماعات "حزب المجاهدين" الجناح المسلح للجماعة الإسلامية في الشطر الهندي من كشمير والذي ليس له ارتباط إداري أو تنظيمي بالجماعة الإسلامية في كشمير، وإنما لهما نفس الأفكار الأيدولوجية. كما يرتبط اسمه بالجماعة الإسلامية في باكستان المنفصلة إداريا وتنظيميا عن الجماعة الإسلامية في كشمير، ولكن لهما نفس التوجهات الفكرية.

إعلان

وقد وضعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند هذا الحزب على قوائم الإرهاب، وذلك رغم معارضة إسلام آباد التي تعتبر صراع كشمير معترفا به دوليا وأن تصنيف الأفراد أو الجماعات التي تدعم حق الإقليم في تقرير المصير كـ"إرهابيين" أمر غير مبرر على الإطلاق.

وقد أجرت الجزيرة نت حوارا خاصا مع محمد مشتاق خان أمير الجماعة الإسلامية في كشمير الباكستانية والتي تتكون من آزاد كشمير وجيلجيت- بلتستان، والذي قال إن الشعب الكشميري لديه الحق في استخدام كل أشكال المقاومة لطرد الإحتلال الهندي من جامو وكشمير.

وأضاف مشتاق خان أن الهند تعمل على تغيير التركيبة السكانية لتحويل الأغلبية المسلمة إلى أقلية، وأن القوات الهندية المسلحة و"المحتلة" البالغ عددها 1.2 مليون جندي تُستخدم "كإرهاب دولة ضد الشعب الكشميري الأعزل".

وفيما يلي نص الحوار:

اتهمت الهند باكستان والجماعات المتمركزة في آزاد كشمير بدعم التشدد عبر الحدود فما ردكم؟

كشمير منطقة متنازع عليها بين الهند وباكستان. وقد وعد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومفوضيته الشعبَ الكشميري بإجراء استفتاء عادل وحر تحت رعاية الأمم المتحدة لتحديد مصيرهم.

ولسوء الحظ، فإن نيودلهي وعلى مدى السنوات الـ77 الماضية، بدلا من اتخاذ الترتيبات والتعاون في هذه العملية، زادت من قواتها العسكرية التي وصلت الآن إلى 1.2 مليون وهو أعلى تركيز عسكري احتلالي على الإطلاق في ولاية جامو وكشمير.

وفي 5 أغسطس/آب 2019، ألغت الحكومة الهندية المادتين 370 و"إيه 35″ وبالتالي ألغت الوضع الخاص لجامو وكشمير، وحولتها إلى إقليم تابع لسلطتها. وتم منح 2.4 مليون هندوسي من جميع أنحاء الهند حق الانتقال إلى هذه الولاية لإحداث اضطراب في التركيبة السكانية بطريقة تحول الأغلبية المسلمة إلى أقلية.

وتم اعتقال جميع الزعماء السياسيين، وآلاف الشباب في زنازين التعذيب. وفي ظل هذا القهر والقمع، يناضل الشعب الكشميري من أجل حقه في تقرير المصير، وهو أمر مرفوض من نيودلهي. وتُستخدم القوات الهندية المسلحة والمحتلة كإرهاب دولة ضد الشعب الكشميري الأعزل.

إعلان كيف ترد الجماعة الإسلامية على مزاعم وجود معسكرات تدريب لمتشددين في المناطق القريبة منكم؟

يمنح ميثاق الأمم المتحدة واللجنة الدولية لحقوق الإنسان الحق في مقاومة القوات المسلحة المحتلة، وهو ما يستخدمه الشعب الكشميري لحقه المشروع. والجماعة الإسلامية حزب سياسي، وتدافع عن قضية حرية كشمير العادلة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتحث مجلس الأمن على إدراك واجبه المقدس في حل القضية، حتى يتمكن 175 مليون كشميري من الحصول على حقهم الأساسي والطبيعي في تقرير المصير.

ويمكن لشعب كشمير استخدام أي شكل من أشكال المقاومة لطرد المعتدي والقوات المسلحة المحتلة. وجميع السكان عازمون على النضال ومقاومة الاحتلال الهندي، وهو أمر مرفوض من نيودلهي. ومن ثم، تُتهم الجماعة الإسلامية بإنشاء معسكرات تدريب، وهو أمر غير صحيح.

كشمير شهدت وقفات نظمتها الجماعة الإسلامية بعد وقف إطلاق النار (مواقع التواصل) هل تعتقدون أن لهذه الاتهامات دوافع سياسية؟ إذا كان الأمر كذلك فما تأثيرها المقصود على صراع كشمير؟

نعم، الاتهامات الهندية ذات دوافع سياسية، ومن خلال ذلك، تبذل نيودلهي قصارى جهدها دبلوماسيا لإيهام الناس بأنها دولة محبة للسلام، تتمتع بنمو اقتصادي هائل يجذب أكبر الاستثمارات العالمية، وأن حركة تحرير كشمير نشاط إرهابي ترعاه باكستان. وتحظى الهند بدلال القوى العالمية في المنطقة. وهذا الوضع غير مقبول لدى الشعب الكشميري.

هل منظمتكم تحتفظ بأي روابط مع الجماعات المنخرطة في صراع مسلح بالجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير؟ وكيف تنظرون للموقف الرسمي الباكستاني؟

كشمير المحتلة من الهند، وآزاد كشمير، وجيلجيت-بلتستان، هي الوحدات المكونة لولاية جامو وكشمير. لذا، فإن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات المسلحة الهندية المحتلة تؤثر على هذه المناطق الثلاث نظرا لترابطها بعلاقات الدم والروابط الاجتماعية والدينية.

إعلان

كيف يمكن إنكار هذه العلاقة باعتبارها ولاية تابعة لكشمير؟ مع ذلك، لا توجد أي صلة بين الجماعة الإسلامية في آزاد كشمير وأي من الجماعات المسلحة.

إن الموقف الرسمي لباكستان في سياق التوتر الأخير على طول خط السيطرة واضح وعادل للغاية. وقد شنت الهند عملية زائفة في بهلغام، وألقت باللوم على إسلام آباد باعتبارها السبب. وأنكرت باكستان هذه التهمة، وطالبت الهند بتحقيق دولي عادل ومنصف في الحادثة لتقديم الجناة الحقيقيين إلى العدالة الدولية.

وقد رفضت نيودلهي أي عرض للتحقيق، وهاجمت آزاد كشمير، فدمرت المناطق الباكستانية من مساجد ومنازل سكانها، وسقط 36 شهيدا، بينهم أطفال ونساء ورجال. وشُنت نيران مدفعية وهجمات بطائرات مسيّرة، بل وحتى صواريخ باليستية متوسطة المدى على آزاد كشمير وباكستان.

وفي ظل هذا العدوان، ردت إسلام آباد وانتهى الأمر بإسقاط 5 طائرات مقاتلة هندية، وشن هجمات جوية على آزاد كشمير، وتعرضت باكستان لهجمات من منشآت عسكرية هندية مختلفة. وعندما أدركت نيودلهي أن رد باكستان فاق توقعاتها، طلبت من الأطراف الدولية ترتيب هدنة، ومن ثم لجأت أميركا وقوى أخرى إلى الوساطة وحل النزاع.

ما موقفكم من استخدام القوة مقابل المقاومة السلمية في سياق صراع كشمير؟

إن حركة المقاومة الجماهيرية السلمية دائما وسيلة ميسورة التكلفة وموجهة نحو تحقيق النتائج في بيئة متحضرة وديمقراطية، ولكن إذا لم يستمع أحد إلى هذه الحركة، وتم استخدام القوة العسكرية الوحشية كسلاح للإرهاب الحكومي، فإن استخدام القوة هو الخيار الوحيد المتبقي للبشر المضطهدين والمحتلين، إذا تمكنوا من إدارتها.

مقالات مشابهة

  • الأورومتوسطي:” إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة”
  • أمير الجماعة الإسلامية في كشمير: كل أشكال مقاومة الاحتلال الهندي مشروعة
  • الأورومتوسطي: تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يؤكد جريمة التجويع بغزة
  • الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة كل ساعة في غزة
  • عربات غدعون.. مستوى دموي آخر من الإبادة الجماعية في غزة
  • المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال يقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في غزة
  • نتنياهو يكشف خطط تهجير أهالي غزة في جلسة مغلقة.. ندمر المنازل كي لا يعودوا
  • «حشد»: قصف الاحتلال مراكز إيواء النازحين بـ غزة والقتل والتجويع «إبادة جماعية»
  • الأورومتوسطي: “إسرائيل” تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
  • بينهن 7920 أمًا.. إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة