صرح المستشار السابق في الحكومة السودانية د.ربيع عبد العاطي، بأن العقوبات الأمريكية التي أعلنت واشنطن عن تفعيلها ضد السودان، ليست أمرا جديدا بل فُرضت على البلاد منذ أكثر من 30 عاما.
وأضاف عبد العاطي في حديث لـ”سبوتنيك”: “كانت نتيجة العقوبات السابقة اعتمادنا على الذات ونهضة غير مسبوقة باستخراج النفط، الذي خرجت الشركات الأمريكية من حقوله وأغلقتها، علاوة على ما حدث من تطور في مجال التعليم وانتشار الجامعات وبناء الطرق وتطوير الاتصالات وإنتاج الكهرباء وإنشاء السدود”.


وتابع: “شهد السودانيون خلال تلك المرحلة من العقوبات رفاهية وهي التي كانت جرسًا للإنذار للولايات المتحدة بخطورة اعتماد السودان على بنيته وموارده وهذا هو سر العداء المتجدد ضد السودان”.
واستطرد: “لا ننسى رد فعل الولايات المتحدة عندما لم تؤتي العقوبات بنتيجة لها قامت بضرب مصنع الشفاء بحجج كاذبة وزعم بإنتاج الأسلحة الكيميائية، بينما فضح أمرها وكشف افتراؤها أمام الرأي العام الدولي، وها هي أمريكا لمرة أخرى تمارس البهتان وتجرب عقوبات جرّبتها من قبل وستكون نتيجتها كسابقاتها خيبة الأمل وأثرا موجبا على شعب يصرّ على استقلال قراره وعدم الخضوع للحيف والطغيان”.

وأشار المسؤول السوداني السابق إلى أن “الأزمة في السودان ليست في حاجة لوساطة أمريكية إذ لا تصلح لتكون حكماً وهي خصم، ويشهد بذلك السلوك العدائي وعقوبات الافتراء والقوات المسلحة السودانية قد حسمت الأمر وأعادت الأمور لنصابها انتصارا على التمرد ومليشياته وداعميه، وأصبحت متوجة بأنها جيش يتربع على الصدارة في حرب تدعمها دول وتكالب عليه فيها الطامعون الذين يسيل لعابهم للاستيلاء على موارد السودان وخاب فألهم وطاش سهمهم، بما حققته القوات المسلحة من انتصار ولم تبق إلا بؤر بعيدة للتمرد في الجانب الغربي يُنتظر القضاء عليها في الساعات والأيام القادمة”.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، بأنها فرضت في 22 مايو/أيار الماضي، عقوبات على السودان تمثلت في قيود على الصادرات الأمريكية إلى البلاد وعلى الوصول إلى خطوط الائتمان.
ودخلت العقوبات حيز التنفيذ رسميا ابتداء من يوم الخميس 26 يونيو/حزيران 2025، حيث أوضحت الخارجية الأمريكية أن “حكومة السودان استخدمت أسلحة كيميائية في انتهاك للقانون الدولي وضد مواطنيها”.
وبحسب قانون مكافحة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والقضاء على الحروب للعام 1991، فرضت واشنطن حزمة من العقوبات على السودان تضمنت إنهاء المساعدات الخارجية غير الإنسانية، ووقف مبيعات الأسلحة وتمويلها، فضلا عن حرمان السودان من أي قروض أو دعم مالي حكومي أمريكي، وكذلك حظر تصدير السلع والتكنولوجيا الحساسة للأمن القومي.
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن “هذه العقوبات ستظل سارية لمدة عام على الأقل، إلى حين إشعار آخر، وستتولى الجهات المختصة تنفيذها”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، قد أعلنت الشهر الماضي، أن “أمريكا خلُصت إلى أن السودان استخدم أسلحة كيميائية في عام 2024، وتعتزم فرض عقوبات عليه بعد إخطار الكونغرس بمدة 15 يوما”.
وقالت بروس، في بيان لها، إن “العقوبات تشمل قيودا على الصادرات الأمريكية إلى السودان، وعلى الوصول إلى خطوط القروض الحكومية الأمريكية”.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الخارجیة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

ردا على العقوبات ضد روسيا.. بكين تفرض عقوبات على مؤسستين أوروبيتين

الصين – قامت السلطات الصينية بفرض قيود على مؤسستين ماليتين تابعتين للاتحاد الأوروبي كإجراء مضاد للعقوبات الأوروبية المضادة لروسيا.

ووفقا للبيان الصادر عن وزارة التجارة الصينية، فإن الإجراءات الصينية تستهدف بنكين أوروبيين هما UAB Urbo Bankas و AB Mano Bankas.

وأوضح البيان أن هذه الإجراءات تم اتخاذها وفقا للقانون الصيني حول مواجهة العقوبات الأجنبية وبموافقة آلية التنسيق الحكومية الصينية المختصة. ونتيجة لذلك، يحظر على المؤسسات والأفراد الصينيين إجراء أي تعاملات أو تعزيز التعاون مع هاتين المؤسستين الماليتين التابعتين للاتحاد الأوروبي.

وأشار البيان إلى أن العقوبات الأوروبية المضادة لروسيا، والتي أثرت على مؤسسات صينية، تمثل “انتهاكا جسيما للقانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية، وتلحق ضررا كبيرا بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية”.

وفي منتصف يوليو، أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض الحزمة 18 من العقوبات المضادة لروسيا، والتي شملت عدة مؤسسات صينية، من بينها مؤسستان ماليتان صينيتان.

كما اتهم الجانب الأوروبي هذه المؤسسات بالضلوع في عمليات للالتفاف على القيود التي تفرضها بروكسل. وقد قدمت الصين احتجاجا شديد اللهجة للاتحاد الأوروبي ووعدت باتخاذ إجراءات مضادة حاسمة.

المصدر: تاس، وزارة التجارة الصينية

مقالات مشابهة

  • بعد تصرف البلوجر أم عدي .. عقوبات رادعة تنتظر المتورطين في خدش الحياء
  • يونيسف: 13 ألف طفل بغزة دخلوا في دائرة سوء التغذية الحاد خلال يوليو الماضي
  • البيت الأبيض: ترامب لا يريد فرض عقوبات جديدة ضد روسيا .. وأولويته الدبلوماسية
  • ردا على العقوبات ضد روسيا.. بكين تفرض عقوبات على مؤسستين أوروبيتين
  • مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق: احتلال غزة سيتوقف في المنتصف لأن الثمن كبير 
  • نائب إيراني يلوّح بالانسحاب من معاهدة حظر الأسلحة.. تصعيد متبادل بين طهران وأوروبا حول النووي
  • بريطانيا وفرنسا وألمانيا: مستعدون لإعادة فرض عقوبات على إيران
  • نائب إيراني يهدد بانسحاب طهران من معاهدة الأسلحة النووية
  • بعد حبس أصحاب فيديو خناقة العمرانية.. هذه عقوبتهم طبقا للقانون
  • طهران تدعو لتحرك دولي موحد ضد العقوبات الاقتصادية الأمريكية