حصار الاحتلال والدول المساندة له
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
يتعرض الاحتلال الصهيونى على يد العصابة الحاكمة مصاصى الدماء لأسوأ مرحلة فى تاريخه الاستيطانى الدموى، وتحول حصاره للمجاهدين داخل الإنفاق إلى حصار من نوع آخر على كل الأصعدة، فيتعرض لحصار اقتصادى على يد شعب اليمن العزيز، وحصار دولى عن طريق نبذ وطرد كل مسئول إسرائيلى فى كل بقعة على ظهر الأرض، وحصاره داخل الأرض التى احتلها داخل مخابئ لا يخرج منها إلا قليلًا، أضف إلى ذلك حصاره داخل المحكمة الجنائية الدولية التى طالما استهان بها وبسلطاتها وحقر من شأنها من قبل، ورغم هذا كله ما زال المتغطرس نتنياهو يهدد ويتوعد بعد أن أصبح كالفأر الذى دخل المصيدة برجليه، ولا يريد أن يكف عن القتل الدمار حتى آخر لحظة فى المحاكمة رغم أن الغطاء الأمريكى الذى كان محكمًا يومًا ما، الآن تسرب منه محاصرة بايدن نفسه وإدارته الدموية داخل الأبيض من موظفيه، وعلى رأسهم كبار المسئولين الفيدراليين، ناهيك عن المتظاهرين الذين يقدر عددهم بـ٤٠٠ ألف أمريكى، يحملونهم أسباب العداء العالمى للنهج الأمريكى وحمايته المطلقة لإسرائيل.
نفس الأمر يتعرض له رئيس وزراء الكيان الغاصب مع أفراد عصابته وزير دفاعه ورئيس أركانه عندما انضم وزير الدفاع السابق مع الآلاف من المتظاهرين مطالبًا بمحاكمته وعزله من منصبه، وهو نفس المصير الذى ينتظره فى حالة إدانة المحكمة الجنائية الدولية له، وحتى لو استخدمت أمريكا حق الفيتو بمجلس الأمن الملاكى الأمريكى، فتكفى الإدانة الدولية وتملص الدول الأوروبية دولة بعد أخرى بعد أن حاصرتها شعوبها الأبية، التى ترفض قتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ.
فى ظل هذه المكاسب الممزوجة بالهدم والدماء والخراب، ما زلنا نبحث عن بريق أمل تحت الشمس، فى غد يضمن للعرب بقاءهم آمنين فى منطقة الشرق الأوسط، دون قواعد عسكرية وحاملات طائرات وبوارج حربية وتكتلات أورو أوسطية، ولكن الواقع الذى نأمله ونتطلع إليه شىء وما يحاك من خرافات عقائدية للقضاء على المسلمين فى أروقة بيت المقدس شيء آخر يتطلب منا كمسلمين وعرب أن نكون على قدر الحدث، وليس من المعقول أن تتولى إيران الشيعية بأذرعتها اللبنانية واليمنية الدفاع عن الأقصى وعدم تصفية القضية الفلسطينية، والدول السنية العربية والأوروبية تلعب دور المتفرج، وكأنهم لا يستوعبون أنهم يصنعون إسرائيل أخرى بالمنطقة، تعادى جميع الدول العربية والإسلامية، ولكنها ستستمد هذا الدور وهذه المكانة بعد انتهاء الحرب على غزه وإعادة تصفية الحسابات والظهور فى دورالقوى العظمى فى المنطقة، وكأننا كمن يستغيث بالرمضاء من النار، ونخشى أن تتسبب هذه الرمضاء المقصود بها إيران وأذرعتها فى نشوب حرب أقليمية أو على الأقل تنصب نفسها كقوى عظمى تحمى المقدسات الإسلامية والأراضى العربية السنية، وهذا لو تعلمون عظيم، والليالى حبلى بأحداث جسام تستوجب اليقظة وتلافى سيناريوهات لا نتوقعها والله أعلم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هموم وطن طارق يوسف الاحتلال الصهيونى المحكمة الجنائية الدولية
إقرأ أيضاً:
أيمن الرقب: تعليق بريطانيا للتعاون التجارى مع اسرائيل يؤكد أن العالم بدأ كشف جرائم الاحتلال
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن البيان المشترك الفرنسى البريطانى الكندى وهو تطور مهم فى الموقف الأوروبى بالنسبة للقضية الفلسطينية، والفضل لمصر فى تغير الموقف الفرنسى بعد زيارة ماكرون للقاهرة والمنطقة .
وتابع الرقب خلال مداخلة فى برنامج "الساعة 6"، الذى تقدمه الإعلامية عزة مصطفى على قناة الحياة أن تصريح رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان الذى اتهم جيش الاحتلال بانه يتحمل مسؤولية أن إسرائيل تفقد ثقتها فى المجتمع الدولى، لذا رأينا الهجوم الشرس من المعارضة والحكومة على يائير جولان، لأنه لأول مرة شخص يقول الحقيقة داخل إسرائيل.
وأضاف الرقب أن تعليق بريطانيا للتعاون التجارى مع الاحتلال الإسرائيلى واستدعاء السفير الإسرائيلى من قبل الخارجية البريطانية يؤكد أن العالم بدأ يكتشف جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى.