يجمعنا مع بنجلاديش أنها عضوة مثلنا فى منظمة التعاون الإسلامى، التى تضم ٥٧ دولة إسلامية حول العالم.. وعندما انعقدت قمة عربية إسلامية مشتركة فى الرياض ١١ نوفمبر، كانت بنجلاديش حاضرة شأنها شأن بقية الدول التى تتمتع بعضوية المنظمة.
وإذا كانت الأنظار تتجه إلى رواندا فى أفريقيا لأنها تحقق معدلات نمو عالية، فالشيء نفسه تقريبًا تعرفه بنجلاديش ولكن من موقعها فى آسيا.
ولأنها شهدت انتخابات جرى إعلان نتيجتها أول هذا الشهر، فإن ذلك قد جعلها فى صدارة الأخبار حول العالم، لأن الحزب الذى فاز هو حزب «رابطة عوامى» ولأن رئيسته هى الشيخة حسينة واجد، التى ستشكل الحكومة للمرة الخامسة فى تاريخ البلاد.
والذين يتابعون الأحوال فى بنجلاديش يعرفون أن اسمها فى الأصل كان باكستان الشرقية، وأن باكستان الغربية كانت فى المقابل هى باكستان الحالية، وأنهما فى الأساس كانتا جزءًا من الهند، وأنهما استقلتا عنها منتصف القرن العشرين، وأنهما بقيتا دولة واحدة إلى عام ١٩٧١ عندما قامت بينهما حرب طاحنة انفصلت بعدها باكستان الشرقية وصار اسمها بنجلاديش، وكان استقلالهما عن الهند تعبيرًا عن رغبة فى أن تكون للمسلمين الهنود دولة مستقلة تضمهم وحدهم.
أما رئيس بنجلاديش بعد الاستقلال عن باكستان فكان الشيخ مجيب الرحمن، والد الشيخة حسينة، الذى راح ضحية مذبحة أتت على كل أفراد أسرته ولم تفلت منها إلا الشيخة حسينة، ومعها شقيقتها الشيخة ريحانة.
ومن بعد مقتله جاء إلى الحكم الشيخ ضياء الرحمن، زوج البيجوم خالدة ضياء، التى راحت من بعده تتبادل الحكم مع الشيخة حسينة.. ففى كل مرة تأتى إحداهما إلى السلطة تقود الأخرى المعارضة إلى أن تصير فى مكان الأولى، وهكذا على مدى عشرات السنين، وعندما فازت الشيخة حسينة مؤخرًا كان حزب البيجوم خالدة قد قاطع الانتخابات، لأن رئيسته تخضع للإقامة الجبرية منذ فترة، ولأن العلاقة بين المرأتين هى كالعلاقة بين القط والفأر طول الوقت.
ورغم هذا الصراع الذى لا يتوقف بينهما، إلا أنه لم يؤثر بالسلب على معدلات النمو فى البلد، الذى أصبحت صادراته تحقق رقمًا كبيرًا، والذى صار يشتهر بين دول العالم بقدرته على التميز فى مجال صناعة وتصدير المنسوجات بالذات.
ولأن الصراع السياسى يدور بين حزب رابطة عوامى الذى تترأسه حسينة، وبين الحزب الوطنى الذى تتزعمه خالدة، ولأنه لا يكاد يخرج عنهما، فالحزبان لا ينقصهما سوى تحقيق نوع من التراكم السياسى الإيجابى فى المنافسة، وعندها ستكون بنجلاديش على موعد مع تجربة سياسية ناضجة من نوعية تجربة المحافظين والعمال فى بريطانيا، أو تجربة الديمقراطيين والجمهوريين فى الولايات المتحدة، وليس ذلك ببعيد عن دولة تحقق هذه المعدلات العالية من النمو.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة ى بنجلاديش امرأتان الشیخة حسینة
إقرأ أيضاً:
الهيروين.. سم قاتل ينهش جسد الشباب والداخلية تتصدى له بلا هوادة
وسط عالم من الظلام والإدمان، يقف مخدر الهيروين على رأس قائمة السموم التى تفتك بالشباب وتدمر مستقبلهم، فلا يرحم عقلًا ولا جسدًا، ويقود متعاطيه إلى طريق الهلاك، سواء بالموت البطئ أو بالوقوع فى مستنقع الجريمة.
الهيروين، وهو أحد أخطر مشتقات الأفيون، يتم تداوله فى الأسواق السوداء بأشكال متعددة، ويمثل أحد أخطر التحديات التى تواجه أجهزة الدولة والمجتمع.
وزارة الداخلية، من خلال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، لا تدخر جهدًا فى مواجهة هذه الآفة، عبر حملات متواصلة تستهدف ضبط مروجى ومصنعى الهيروين، لا سيما فى المناطق التى تشهد نشاطًا مكثفًا لتجارة المواد المخدرة.
ونجحت الأجهزة الأمنية مؤخرًا فى توجيه ضربات قوية إلى عدد من العناصر الإجرامية الخطرة، بعد تتبعهم لعدة أسابيع، ما أسفر عن ضبط كميات ضخمة من الهيروين المعد للتوزيع، وأسلحة نارية كانت بحوزة المتهمين لحماية نشاطهم غير المشروع.
وتكمن خطورة الهيروين فى قدرته على تدمير الجهاز العصبى للمُتعاطى فى فترة قصيرة، فضلًا عن تأثيره المباشر على القلب والكبد، مما يجعله من أكثر المواد المخدرة تسببًا فى الوفاة.
كما تشير تقارير علاج الإدمان إلى أن نسبة التعافى من الهيروين تُعد من الأصعب، وأن كثيرًا من المتعاطين ينزلقون إلى الجريمة لتوفير جرعتهم اليومية.
القانون يتعامل بصرامة مع جرائم حيازة أو الاتجار فى الهيروين، إذ تصل العقوبة إلى السجن المؤبد أو الإعدام إذا اقترنت الجريمة بجلب أو تصنيع أو ترويج كميات كبيرة، أو إذا تسببت فى وفاة أحد الأشخاص، كما يُجرّم القانون حتى الحيازة بقصد التعاطى، بعقوبات رادعة.
وتؤكد وزارة الداخلية استمرار جهودها فى ملاحقة المتورطين فى هذه التجارة القاتلة، بالتعاون مع الجهات القضائية والصحية، فى سبيل حماية المجتمع من هذا السم الذى لا يفرق بين شاب وطفل، ولا يعرف طريقًا سوى التدمير الكامل.
مشاركة
تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google Newsاشترك في قناة اليوم السابع على واتساب