"الأورومتوسطي": مصادقة "الكنيست" على حرمان معتقلي غزة من لقاء محامين غطاء قانوني لجريمة الإخفاء القسري
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
صفا
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن مصادقة الهيئة العامة لكنيست الاحتلال الإسرائيلي على تمديد سريان اللوائح التي تحرم معتقلي غزة من لقاء محاميهم أربعة أشهر إضافية تعني تشكيل غطاء قانوني لجريمة الإخفاء القسري بحق آلاف المعتقلين.
وحذر الأورومتوسطي في بيان له من أن الاستمرار في إخفاء المعتقلين قسرًا قد يدلل على حجم التعذيب والعنف الذي يتعرضون له منذ لحظة الاعتقال وخلال الاستجواب والاحتجاز.
وأشار الأورومتوسطي إلى أن توفير الغطاء القانوني لإخفاء المعتقلين يعكس اشتراك مختلف السلطات في "إسرائيل" في انتهاك مواثيق حقوق الإنسان ذات العلاقة، مشددًا على أن ذلك الغطاء يبقى دون قيمة في ظل تشكيل الإخفاء القسري جريمة ضد الإنسانية وفق ميثاق روما.
ويعني الإخفاء القسري إلقاء القبض على أي أشخاص أو احتجازهم أو اختطافهم من دولة أو منظمة سياسية، أو بإذن أو دعم منها لهذا الفعل أو بسكوتها عليه، ثم رفضها الإقرار بحرمان هؤلاء الأشخاص من حريتهم أو إعطاء معلومات عن مصيرهم أو عن أماكن وجودهم بهدف حرمانهم من حماية القانون لفترة زمنية طويلة، وهو ما تنفذه "إسرائيل" فعليًّا منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي بحق عدد كبير من الأشخاص الذين تعتقلهم قواتها خلال عملياتها البرية في قطاع غزة.
وقال الأورومتوسطي إنه يتلقى يوميًّا بلاغات من أقارب أو عائلات يبلغون عن فقدان التواصل مع أبنائهم، وبعضهم تأكد لديهم احتجازهم من الجيش الإسرائيلي، فيما قال آخرون إن التواصل انقطع معهم في مناطق شهدت توغلات للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الأورومتوسطي أنه تلقى شكاوى حول اعتقال عدد من الجرحى والمرضى من مستشفيي "المعمداني" و"الشفاء" في مدينة غزة، إضافة لـ 99 من الطواقم الطبية، و8 صحافيين لا يعرف مصيرهم حتى الآن.
وأشار إلى أن منظمات حقوقية، بما فيها إسرائيلية، حاولت الحصول على معلومات عن المعتقلين من غزة، إلاّ أن طلباتها جوبهت بالرفض من سلطات الاحتلال، وتبين أنه يجري احتجاز المعتقلين من غزة في مراكز احتجاز جديدة أقامها جيش الاحتلال في أماكن مختلفة في النقب والقدس، يتعرض فيها المعتقلون لأشكال قاسية من التعذيب والتنكيل والحرمان من الطعام والماء.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه تلقى وتابع شهادات إضافية من معتقلين مفرج عنهم إلى غزة، عن تعرضهم لأشكال قاسية ووحشية من التعذيب، تبدأ من لحظة الاعتقال بإجبارهم على التعري الكامل باستثناء اللباس الداخلي السفلي (بعضهم أجبروا على التجرد حتى من اللباس الداخلي)، مع التعرض للضرب الشديد في كافة أنحاء الجسد، والاحتجاز في العراء وسط البرد والمطر لساعات، مرورًا بالسب والشتم بألفاظ نابية وخادشة للحياء، مع التحرش الجنسي اللفظي والحسي، والصعق بالكهرباء، والشبح بأشكال مختلفة والحرمان من الطعام والماء لأيام طويلة.
وأكد الأورومتوسطي أن الشهادات التي تلقاها بعد الإفراج عن آخر دفعة معتقلين، وعددهم نحو 140 معتقلاً، منهم 8 نساء، تظهر أن عملية التعذيب تشمل أطفالًا ومسنين ونساء، وتهدف بشكل أساسي لانتزاع معلومات من المعتقلين عن أشخاص آخرين لا علاقة لمن يجري استجوابهم وتعذيبهم بهم.
وقال طفل (14 عامًا) لفريق الأورومتوسطي: "عند اعتقالي من غزة، أجبروني على خلع ملابسي كاملة، لم يعبأوا أنني طفل، وضعوا قيودًا بلاستيكية في يدي، وقيدوا قدماي. احتجزوني في مكان مخيف، وضربوني على كل أنحاء جسمي، لم يوفروا لنا إلا القليل من الطعام، ها هي آثار الضرب على وجهي وجسمي وآثار القيود تسببت بتورم يدي".
وبيّن الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال يحتجز المعتقلين لأيام طويلة دون سبب واضح، ويعرضهم للمعاملة القاسية والحاطة بالكرامة، ويمارس عليهم الإذلال المتعمد، إضافة إلى إجبارهم على الهتاف لـ"إسرائيل"، وسب وشتم فصائل وشخصيات فلسطينية.
وأكد أن بعض المعتقلين تعرضوا لمساومات وعمليات ابتزاز من أجل التعاون مع جيش الاحتلال والشاباك مقابل التخفيف من تعذيبهم أو الحصول على بعض ما أسميت الامتيازات والإفراج عنهم.
وأشار إلى أنه لا يوجد عدد دقيق لأعداد المعتقلين من غزة، في حين أعلن جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية أن عدد المعتقلين يبلغ 2.300 معتقل، بينما تشير تقديرات أن عدد المعتقلين من واقع شهادات المفرج عنهم أكبر من ذلك بكثير، وتحدث أحد المعتقلين أن الضباط أبلغوهم بوجود نحو 7 آلاف معتقل.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن معسكر "سديه تيمان"، الذي يديره جيش الاحتلال ويقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبًا ويُحتجز فيه غالبية المعتقلين من قطاع غزة، تحول إلى سجن "غوانتنامو" جديد تمتهن فيه كرامة المعتقلين وتمارس بحقهم أعتى أشكال التعذيب والتنكيل في ظل حرمانهم من الطعام والعلاج.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات سابقة عن وفاة اثنين من المعتقلين داخل معسكر "سديه تيمان"، أحدهما مبتور القدم، ولم تعلن "إسرائيل" رسميًّا -حتى وقت نشر البيان- عن وفاتهما.
وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "إسرائيل" بالكشف الفوري عن مصير المعتقلين المخفيين قسريًا، بما في ذلك الإفصاح عن أسمائهم وأماكن تواجدهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه سلامتهم والوقف الفوري لعميات التعذيب وسوء المعاملة.
كما طالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وظروف احتجازهم.
وحث الأورومتوسطي المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والفريق العامل في حالات الاحتجاز التعسفي بإجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة جميع المعتقلين الذين قضوا في السجون الإسرائيلية منذ بدء "إسرائيل" حربها على قطاع غزة، واتخاذ الخطوات المناسبة لمحاسبة المسؤولين وإنصاف الضحايا.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة اعتقال المرصد الأورومتوسطی الإخفاء القسری المعتقلین من جیش الاحتلال من الطعام إلى أن من غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب من داخل الكنيست: الحرب انتهت بعد أن حققت إسرائيل كل ما يمكن تحقيقه
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الحرب الإسرائيلية على غزة انتهت رسميا، واصفا اليوم بأنه "رائع ويحمل بداية جديدة"، وردا على سؤال الصحفيين لدى وصوله الكنيست الإسرائيلي حول إن كانت الحرب قد انتهت رسميا، أجاب ترامب: "نعم".
President Trump Delivers Remarks to The Knesset https://t.co/vUzy3AEFs5 — The White House (@WhiteHouse) October 13, 2025
وأضاف الرئيس الأمريكي: "هذا يومٌ رائع، بدايةٌ جديدة، أعتقد أنه لم يسبق لي أن شهدتُ حدثًا كهذا، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل"، وتابع: "نحن سعداء للغاية بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة، وأكد أن "الحرب انتهت، وستلتزم حماس باتفاق نزع السلاح".
وبحسب رويترز، قال ترامب أمام الكنيست إن ما تبذله الدول من جهود لإحلال السلام بموجب اتفاق غزة يمثل "انتصارا مذهلا لإسرائيل والعالم"، وأظهرت مقتطفات من الخطاب أن ترامب قال أيضا إن "إسرائيل حققت كل ما يمكن تحقيقه بقوة السلاح".
وهذا الرأي لا يُشاركه فيه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال، مساء الأحد، إن الحملة العسكرية في غزة لم تنتهِ بعد. ولا تزال العديد من قضايا خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة دون حل، ومع ذلك، من الواضح أن ترامب يعتقد، في ذهنه على الأقل، أنه لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من القتال، بحسب شبكة سي أن أن .
ودوّن الرئيس ترامب توقيعه في سجل الضيوف في الكنيست الإسرائيلي قبيل الكلمة ألقاها، وأضاف عبارة أشاد فيها بـ"هذا اليوم العظيم"، وكتب ترامب في السجل: "هذا شرف عظيم لي - يوم عظيم وجميل. بداية جديدة".
.@POTUS signs the guestbook at the Knesset in Jerusalem ???????????????? pic.twitter.com/hN4UMDctdr — Rapid Response 47 (@RapidResponse47) October 13, 2025
وفي السياق، قال برلمانيان إسرائيليان إنهما قررا مقاطعة خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكنيست، معتبرين أنّ خطة وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى كانت هزيمة وليست انتصاراً.
وقبل وصوله تل أبيب، قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في رد على سؤال عما إذا كان واثقا من انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، قالئلا: " الحرب انتهت. حسنا؟ هل فهمتم ذلك"، معربا عن ثقته بأن وقف إطلاق النار "سيصمد".
وردا على سؤال لصحفية حول قيام حماس بتأسيس نفسها كقوة شرطة، وإطلاق النار على منافسيها في غزة، بعد وقت قليل من وصوله ترامب دولة الاحتلال، أكد الرئيس الأمريكي قائلا: "أعطيناهم الموافقة، هم يقومون بذلك لأنهم يريدون إيقاف المشاكل، ونحن منحناهم الموافقة. طلبنا منهم المراقبة للتأكد من أنه لن تكون هناك جرائم كبيرة أو مشاكل في مثل هذه الظروف. نريد أن يكون الوضع آمنا في غزة التي تحتوي على 2 مليون إنسان".
المراسلة : حماس تقوم بتأسيس نفسها كقوة شرطة، وتطلق النار على منافسيها؟
ترامب : أعطيناهم الموافقة، هم يقومون بذلك لأنهم يريدون إيقاف المشاكل، ونحن منحناهم الموافقة. طلبنا منهم المراقبة للتأكد من أنه لن تكون هناك جرائم كبيرة أو مشاكل في مثل هذه الظروف. نريد أن يكون الوضع آمناً. pic.twitter.com/5UBobIRveE — ????????محمد|MFU (@mfu46) October 12, 2025
ويرأس الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قمة رفيعة المستوى اليوم الاثنين في شرم الشيخ، حيث سيجتمع زعماء العالم في محاولة لرسم مسار نحو تنفيذ بنود خطة وقف إطلاق النار في غزة، وتأتي القمة عقب تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب وتشمل وقفًا للقتال، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية، وتبادلًا للأسرى، وهي مرحلة تعد جزءًا من خارطة طريق أوسع نطاقًا من ثلاث مراحل، تتوخى تهدئة مستدامة، ودخول المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار القطاع الذي مزقته الحرب، مع ذلك، لا تزال القضايا الأكثر إثارةً للجدل، ومنها نزع السلاح والحكم.
وانتشرت لوحات إعلانية في شوارع دولة الاحتلال، تشكر ترامب على دوره في التوصل إلى اتفاق الإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، وحملت إحدى صورة لترامب إلى جانب العلمين الإسرائيلي والأمريكي وكتب عليها: "كورش الكبير على قيد الحياة"، في إشارة للشخصية المحورية في التاريخ اليهودي القديم، رغم أنه لم يكن يهوديا بل كان ملكا فارسيا والذي اكتسب مكانة في الفكر اليهودي، لأنه أصدر مرسوما بالسماح لليهود الذين نفوا إلى بابل بالعودة إلى القدس.