مع توغل القوات الإسرائيلية نحو جنوب غزة، تقترب الغارات الجوية والاشتباكات من المناطق المزدحمة بأكثر من مليون شخص يبحثون عن ملجأ هربا من الدمار في بقية أنحاء القطاع.

ويقول مسؤولو الإغاثة، الذين يخشون أن يتم إغلاق أو إخلاء أكبر مستشفى متبقي في غزة، إن احتمال حدوث عمليات كبيرة في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية "مثير للقلق العميق".

وأفاد شهود عيان صحيفة "الغارديان" البريطانية، بسماع أصوات قتال بري وانفجارات، طوال يوم الجمعة، في غرب مدينة خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، حيث تقول إسرائيل إن العديد من أعضاء وزعماء حماس يختبئون.

وقال الطاقم الطبي إن القتال أصبح على بعد أمتار من مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى لا يزال يعمل جزئيا في غزة، خلال الأسبوع الماضي. ويستقبل هذا المرفق مئات الجرحى يوميا منذ تحول القتال إلى الجنوب الشهر الماضي. وتثار  مخاوف من احتمال إغلاقه بسبب القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء.

وتركز إسرائيل، عملياتها العسكرية في جنوب قطاع غزة، حيث أفادت حركة حماس بمقتل 90 شخصا ليلا على الأقل.

وذكر شهود لفرانس برس، أن القوات الإسرائيلية قصفت ليل الجمعة السبت جنوب قطاع غزة، خصوصا خان يونس (جنوب) التي باتت البؤرة الجديدة للقتال البري والغارات الجوية، بعدما تركزت المرحلة الأولى من الحرب في شمال القطاع. 

وأفاد شهود للغارديان بإطلاق نار من أسلحة آلية، وتشكل كرة نارية برتقالية فوق أسطح المنازل بعد الظهر، وتصاعد الدخان فوق معظم أنحاء المدينة.

وفي المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، إن الجنود في خان يونس "قضوا على عشرات الإرهابيين في قتال قريب وبمساعدة نيران الدبابات والدعم الجوي".

"أقصى نقطة"

وبحسب الصحيفة البريطانية، تقاتل القوات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة بأقصى نقطة جنوبية حتى الآن، في الهجوم الذي بدأ بعد هجوم لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، أودى بحياة 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.

وردا على هجوم حماس، شنت إسرائيل قصفا واسعا على القطاع، أعقبته بعمليات عسكرية برية، أسفر عن مقتل 24762 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، ويُعتقد أن آلافاً آخرين قد دُفنوا تحت أنقاض المباني المدمرة، كما أصيب عشرات الآلاف غيرهم.

وأدى الصراع حتى الآن إلى نزوح ما يقرب من 85 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة. 

وفر الكثيرون إلى خان يونس ورفح بعد أن أمرت إسرائيل المدنيين في الشمال بالإخلاء في بداية الحرب. ويكتظ معظمهم في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة، حيث يكون الغذاء والماء والوقود والرعاية الطبية محدودا. 

ويعيش آخرون في شقق خاصة مزدحمة، أو في مخيمات مؤقتة، تحت أغطية بلاستيكية مثبتة على أعمدة على الأرض أو حتى على الطرق.

ويقول مسؤولو الإغاثة الذين زاروا غزة إن الازدحام في الجنوب يكاد يكون غير مسبوق. وتواجه القوافل الإنسانية صعوبة في التنقل على طول الطرق التي أغلقتها الأسر النازحة بشكل جزئي، وأصبحت الرحلة التي كانت تستغرق في السابق 10 دقائق تستغرق الآن ساعة واحدة.

"الوضع صعب للغاية. أربعة أخماس سكان غزة موجودون هنا الآن. الخيام والازدحام في كل مكان"، يقول صبحي سوكيك، وهو طبيب أورام كبير يعيش في رفح.

ويضيف "بعض النازحين يعيشون داخل مستشفى صغير هنا..ولا يمكننا إجراء تدخلات طبية أو جراحية، بسبب نقص الأدوية والمستلزمات. مرضانا يموتون."

ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون، على أنهم يحاولون تجنب إحداث إصابات في صفوف المدنيين ويصدرون أوامر إخلاء تهدف إلى إخلاء المناطق من السكان قبل مهاجمتها، متهمين حماس باستخدام السكان كدروع بشرية. وهو ما تنفيه الحركة المصنفة على قوائم الإرهاب بعدد من الدول.

"هدف ضروري"

ووفقا للغارديان، يقول محللون في إسرائيل، إن تأمين السيطرة على خان يونس ورفح ضروري لتحقيق أهدافها الحربية المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية لحماس وتحرير أكثر من 132 رهينة اختطفتها الحركة في هجمات 7 أكتوبر. 

وجرى إطلاق سراح نحو نصف الرهائن الـ 240 الذين احتجزتهم حماس في نوفمبر خلال سريان اتفاق هدنة قصيرو، مقابل إطلاق سراح 240 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.

ويعتقد الكثيرين، بحسب الصحيفة البريطانية، أن العديد من الرهائن محتجزون في خان يونس، وربما في أنفاق أسفل المدينة. وقال المحللون إن السيطرة على رفح تعتبر ضرورية لقطع طرق إمداد حماس مع مصر.

ويثير احتمال وقوع هجوم إسرائيلي كبير في رفح أو بالقرب منها، وهي بلدة تقع على الحدود مع مصر والتي أصبحت ملجأ لحوالي مليون نازح، قلق مسؤولي الإغاثة الإنسانية.

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس في ساعة مبكرة السبت، بمقتل 90 شخصا على الأقل  في العمليات الإسرائيلية ليلا.

وقال إنريكو فالابيرتا، المتخصص في طب الحرب والذي عاد من مهمة استغرقت أسابيع عدة لصالح منظمة أطباء بلا حدود، "اليوم في غزة كل شيء تقريبا مدمر، وما لم يدمر بات مكتظا ... العمل جار بالحد الأدنى من الأدوية لضمان عدم نفادها".

وأسفت منظمة الصحة العالمية ل"ظروف الحياة غير الإنسانية" في القطاع الساحلي الصغير الذي يفتقر سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى كل شيء، بما في ذلك الاتصالات. 

وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" مساء الجمعة عودة الاتصالات تدريجا في مناطق مختلفة من القطاع، بعد انقطاعها ثمانية أيام متواصلة هي أطول مدة منذ بدء الحرب.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الجمعة أن نحو 20 ألف طفل ولدوا "في جحيم"  الحرب غزة منذ 7 أكتوبر في "ظروف لا يمكن تصورها، بينما عبرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها بشأن عدد "النساء والأطفال" ومحذرة من صدمة "على مدى أجيال".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة خان یونس

إقرأ أيضاً:

تحذيرات إسرائيلية من تغييرات متعمدة في المسجد الأقصى والضفة.. قد تؤدي لانفجار جديد

نشر موقع "يديعوت أحرونوت" العبري، مقالا، للكاتب الإسرائيلي، ناحوم برنياع، جاء فيه أنّ: "مَن يريد أن يعرف أين سنتعرض لـ"7 أكتوبر" جديد، ولأيّ سبب، عليه أن ينظر إلى جبهتين لا يتم الحديث عنهما كثيرا: المسجد الأقصى والضفة الغربية، حيث تحدث تغييرات تاريخية".

وأوضح برنياع، في مقاله، أنّ: "التغييرات، تجري الآن،  بصمت نسبي، وبشكل سرّي تقريبا؛ وكما كانت عليه الحال في غزة قبل الحرب، فإن الهدوء يعمل كالمخدر"، مردفا: "لكن، وبعكس سياسة الهدوء بأيّ ثمن، التي اتّبعتها حكومة نتنياهو في قطاع غزة، تسعى الحكومة في الجبهتين، وبشكل واعٍ، نحو الدفع بالانفجار".

وتابع: "يمكن أن تكون العاصفة بعيدة، لكن بذرة الفوضى قد زُرعت، ولدى حكومتنا نظرية، تقول: لنبدأ من المسجد الأقصى"، موضّحا: "مؤخرا، نُشر في معهد القدس بحث موقّع من المؤرخ أمنون رامون، يرصد التغييرات في المسجد الأقصى خلال الحرب".

"أمّا أرنون سيغال، وهو الناشط المركزي في جماعة جبل الهيكل، فإنه قد أعلن مباشرة بعد السابع من أكتوبر، أنه: حان الوقت لتغيير القواعد؛ فيما طالب النائب السابق، موشيه فيغلين، بتغيير اسم الحرب، فبدلا من أن تسمى: السيوف الحديدية، اقترح تسميتها بـ:حرب الهيكل" وفقا للمقال نفسه.

ومضى بالقول إنّ ما وصفها بـ"الصحوة في أوساط اليمين" تزعم أنّ: "7 أكتوبر يبشّر بقدوم المخلّص الذي: سيقوم باستفزاز الأغيار من دون الخوف منهم؛ ولو لم يكن هناك مخلّص، فإن بن غفير يمكن أن يكون المخلّص أيضا". 

واسترسل: "بعد بدء الحرب بستة أشهر، أعلن بن غفير هجوما على الترتيبات التي كانت متّبعة في الحرم القدسي، وحاول تغيير الوضع القائم إلى جزء من خطة الأهداف السنوية في وزارة الأمن القومي، وسمح بدخول جماعات كبيرة؛ تم السماح بالصلاة؛ وسمح أيضاً برفع الأعلام.. كذلك تم القبض على اثنين بملابس كهنة كانوا قد اقتربوا من قبة الصخرة من أجل القيام بصلوات دينية، ومُنعا من ذلك".


"يدّعي نتنياهو أن الأمور مختلفة، ويكرر القول: إن الوضع لم يتغير؛ ويتجاهل الحقائق" أبرز المقال نفسه، مشيرا بالقول إنّ: "الواقع ورئيس حكومتنا هما خطان متوازيان مستقيمان لا يلتقيان قط. ولولا الحاخامين الحريديم، لكان من الممكن أن نرى دخان الشواء يتصاعد من قبة الصخرة".

وختم بالقول إنّ: "الحريديم يعارضون السيطرة اليهودية على المسجد الأقصى لسببين: الأول توراتي، والثاني انتخابي. ومَن يتجاهل أحكام الحاخامين في الحرم القدسي في الحياة اليومية، سيجد نفسه في الطريق إلى اليمين الكهاني، أو يترك الدين ويعود إلى العلمانية، بعد أن يغادر أسوار الغيتو".

مقالات مشابهة

  • رياح الحرب الإسرائيلية الإيرانية ترفع سعر الدولار عالميا الجمعة 13-6-2025
  • قفزة كبيرة.. سعر الذهب اليوم الجمعة بعد اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • استشهاد فلسطينيين في غارة للاحتلال على خيمة نازحين بخان يونس
  • قتيل و7 مختطفين في توغل إسرائيلي بريف دمشق
  • دمشق تتهم إسرائيل بخرق السيادة إثر عملية توغل في “بيت جن”
  • الداخلية السورية: قتيل و7 مختطفين في توغل إسرائيلي بريف دمشق
  • جيش الاحتلال يزعم اعتقال عناصر من حماس أثناء توغل القوات في سوريا
  • تحذيرات إسرائيلية من تغييرات متعمدة في المسجد الأقصى والضفة.. قد تؤدي لانفجار جديد
  • الاحتلال يشن غارات على مناطق في خان يونس
  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم