معونة للعاقل وتذكير للغافل.. الأخ أبدا لا يُعوض بأي رفيق
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيك” يا لبلاغة التعبير، توحي بقوة المساندة. فالأخ يشد العضد، والأخ يحن وقت الضيق، أجل هي رابطة مقدسة، فيها من الواجبات والحقوق من يأتيها ينال مقاما بحول الله في الجنة. لأن فيها أيضا برا للوالدين، حقوقا لا يجب أن نغفل عنها. هي كثير وما أروعها، وفي هذا المقام نذكر منها:
1- الإحسان واللطف في المعاملة، ولنا في ذلك قدوة في رسولنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قصته مع أخته من الرضاعة الشيماء بنت الحارث رضي الله عنها، حينما قدمت إليه بعد انقطاع طويل فماذا فعل رسول الله؟ بسط لها رداءه وأجلسها عليه وخيرها فقال لها: إن أحببت الإقامة فعندي محببة مكرمة وإن أحببت أمتعك فترجعي إلى قومك؟ قالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، فأعطاها رسول الله ثلاثة أعبد وجارية ونعما وشاء.
2- الدعاء: “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ”، يقول في مقام آخر: “وَأَخِى هَارُونُ هُوَ أَفصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرسِلهُ مَعِىَ رِدًا يُصَدِّقُنِى إِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ” ويقول تعالى: “قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى”
ويقول بعض السلف: “ليس أحد أعظم منة على أخيه، من موسى على هارون عليهما السلام، فإنه شفع فيه حتى جعله الله نبيا ورسولا”، فهل جعلت نصيبا من دعائك لإخوانك وأخواتك..؟
3- التغافر والتسامح والتماس العذر عند وقوع الخطأ من الأخ على أخيه أو أخته. فالحياة تعتريها مصاعب ومنعطفات، غالبا ما تتباين فيها وجهات النظر، فلا يكن ذلك مدخلا للشيطان للتحريش والتفريق، وتضخيم القضية الخلافية، فمن المؤسف أن من الإخوة من تمر عليه الأيام والشهور بل والسنين وهو لم يسلم على أخيه أو أخته إما تهاونا وعدم مبالاة، أو لاختلاف على مال.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالأزهر يوضح كيفية استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة
أوضحت الدكتورة فاطمة جابر، أن العشر الأوائل من ذي الحجة تُعتبر من أحب الأيام إلى الله، حيث قال تعالى: " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِميناً"؛ فهي تمثل آخر موسم للرحمة والغفران في العام الهجري، فتتضاعف الحسنات في هذه الأيام، ويعظم فيها الذنب؛ لذا يجب علينا تعظيم ما عظمه الله واجتناب المعاصي.
وخلال حديثها باللقاء الأسبوعي الذي يعقده الجامع الأزهر من خلال البرامج الموجهة للمرأة، دعت أستاذة الفقه المساعد بجامعة الأزهر الجميع لاستقبال هذه الأيام بالفرح والاستعداد الإيماني، وتجديد التوبة والصدق في التوجه إلى الله، واستثمار الطاعات، مثل أداء فريضة الحج، وخصوصًا لمن لم يحج، وصيام يوم عرفة، والتكبير والتهليل ،والتقرُّب إلى الله بنَحْرِ الأضاحي ،والاستزادة من النوافل، والصدقة ، والاجتهاد في جميع الطاعات وأعمال البر وتلاوة القرآن الكريم ،وصلة الأرحام، وقضاء حوائج الناس ،والدعوة إلى الله، ونشر العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،والإصلاح بين الناس وإدخال السرور على قلوب الناس، وغير ذلك، فينبغي علينا أن نحسن الاستعداد والاستثمار لهذه الأيام المباركة.
أكدت الدكتور عزة محمد عبد الرحمن، أن العشر الأول من ذي الحجة تُعد من أعظم أيام العام بركة وخيرًا، داعيةً المسلمين إلى استثمار هذه الفترة في التجارة مع الله تعالى، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، وأوضحت أن ثمار التجارة مع الله في هذه الأيام أعظم من غيرها.
وأشارت أستاذة الفقه المساعد بجامعة الأزهر، إلى كيفية استثمار هذه الأيام المباركة من خلال التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي يجب على المسلمين الإكثار منها، مثل صيام التسع من ذي الحجة ،والتكبير ،والتحميد والتهليل ،والحوقلة ،والتصدق، وصلة الأرحام وقراءة القرآن.
كما أكدت على ضرورة التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والعزم على ترك المعاصي، مشددة على أهمية الإقلاع عن الظلم ،ورد المظالم والإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مؤكدة أن هذه الفضائل توجب على المسلمين التعرض لنفحات الله في هذه الأيام المباركة.
وفي ذات السياق أشارت الدكتورة حياة حسين العيسوي، إلى فضائل عشر ذي الحجة، مستندة إلى قوله تعالى: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾، قيل : المراد بالليالي العشر عشر ذي الحجة، وأوضحت أن لهذه الأيام فضائل عظيمة جعلت النبي محمد ﷺ وأصحابه يعظمونها، فلقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على العمل فيها، حيث قال "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام، وعندما سُئل: "ولا الجهاد في سبيل الله؟"، أجابﷺ"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
كما أبرزت الباحثة بالجامع الأزهر، أن يوم عرفة يعد اليوم المشهود، وهو الحج الأكبر، حيث يباهي الله ملائكته بالحجاج، ويغفر لهم فيرجعون بلا ذنوب كما ولدتهم أمهاتهم، حيث أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة، قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾، كما أشارت إلى أن عشر ذي الحجة تضم عيد الأضحى وصلاة العيد، ويوم التروية، ويوم النحر، حيث يضحي المسلمون ويتقربون إلى الله بأفضل عمل وهو النحر، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾.
أكدت د.حياة أن تعظيم الأيام العشر من مظاهر الوحدة في الرؤية والرسالة والقيم والأهداف الاستراتيجية، مشددة على أن الوحدة هي قوة يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ).