سباق النذالة! (قصة من وحي المعركة)
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
بعد المشاركة لمدة ثلاثة أسابع في حمام الدم في قطاع غزّة أو قل حرب الإبادة، التقى ثلاثة جنود (جنديان ومجنّدة) في مقهى على شاطئ يافا، مكان دافئ وهادئ علّه يخفّف قليلا من حمأة الأهوال التي نجوا منها وقد كُتبت لهم حياة جديدة، وها هم يتسامرون على أمل أن لا يعودوا إلى ذاك الجحيم البتّة. وكان كلّ منهم يحمل في جعبته كثيرا من القصص المثيرة، ثرثروا كثيرا وكلّ منهم ذكر كثيرا من بطولاته وكأنه الناجي من فم الأسد بعد أن فعل الأعاجيب في القتل والتدمير.
عدّل "بيني"، صاحب البشرة التي تقول لك أنه من أصول عربيّة، جلسته بميوعة، وتباهي لئيم هتف:
- أنا من ناحيتي كنت أسعى لإيقاع أسوأ ألم يمكن أن يتصوّره إنسان على وجه الأرض، إنّهم أحفاد العماليق، لا بدّ وأن نقطع نسلهم دون أية رحمة.
- وماذا فعلت لهذا يا قاهر العماليق؟
- كنت أبحث عن الأطفال الرضّع، دون السنتين، الذين لم يبلغوا سنّ الفطام، فأفطمهم بالرصاص.
- وأكبر من هذا السنّ؟
- قتلت من كلّ الأعمار، لكن متعتي المميّزة كانت تنتابني عندما تكون رصاصاتي حليفة الأطفال الرضّع.
ردّ "جدعون"، وهو أكثرهم بياضا لولا بعض النمش والبرص في جبينه وعلى وجنتيه؛ الأصول الغربية تخبرك من محيّاه، يداه تتحرّك أكثر من لسانه، يحاول ضبط انفعالاته الداخلية دون أن يفلح:
- أنا أكثر منك براعة حبيبي، كنت أبحث عن الحوامل فأقتلهن ليموت من في بطنها قبل أن ينزل أرضنا المقدّسة ويسرق قبسا من هوائها.
- أوه أوه سبقت بيني سيّد جدعون، يا لك من بطل بارع، تعرف من أين تؤكل الكتف وتعرف كيف تنتقم شرّ الانتقام، ولكنكم الاثنين لم تبلغا معشار ما فعلت.. هتفت المجندة "سارة" ووجهها المنكمش يحاول أن يخرج منه الوجه الأنثوي دون أن تفلح.
- هات ما عندكِ لننظر ونرى.
- أنا كنت أتلذّذ وأنا أعذّبهم بأحبابهم قبل أن أنهي أمرهم فيموتوا مرّتين.
- كأنّك تنسجمين مع تصريحات وزيرنا، وزير التراث العظيم "عميحاي إلياهو"، بأنه يجب البحث عن طرق أكثر إيلاما من الموت للفلسطينيين.
- وهل تراني أنتظر حتى يصرح عميحاي! محسوبتكم قارئة لكل المراجع التي يستند إليها هذا الوزير وبن غفير وسموتريتش وكلّ الشلّة المحافظة على العهد.
- وماذا فعلتِ في غزّة؟
- هذه فرصة ذهبية لتطبيق كل التعاليم النورانية في كتبنا المقدّسة.
- خلّصينا عاد.. ماذا فعلتِ أفظع مما فعلنا؟
- فقط أريد أن أضرب لكم مثالا: دخلنا بيتا مكتّظا بالنساء والأطفال والرجال، حشرناهم في حوش الدار، أحطنا بهم إحاطة السوار بالمعصم وفوّهات رشاشاتنا فوق رؤوسهم، رأيتهم يدفعون مسنّا على عربة تقرأ في وجهه خارطة العالم العربي الكئيبة، يهتمّون به كثيرا ويحيطونه بحفاوة بالغة، قلت في نفسي: قتل هذا وهم ينظرون سيكون الأكثر إيلاما، طلبت منهم أن يقدّموه موهمة إياهم بأنه لكبر سنّه ولأنه مقعد سيحظى باستثناء من التنكيل. توسّط الجمع فسألت من هذا؟
- قال أحدهم: هذا شيخنا، إنّه مريض ومقعد كما ترى.
- قلت للمجيب: من طلب منك الإجابة، ولماذا تشرح، فقط الإجابة على قدر السؤال وبعد أن آذن لك، ثم رشقته رصاصة في رأسه فخرّ على وجهه.. ولولت النساء فصرخت بهن: كلّ من أسمع صوتها ستلحق بهذا.
- ثم التفتُّ إلى المُقعد المسنّ وأنا أنظر في عيون الجمهور الكريم! أقرأ رجاءهم وتوسّلهم المخنوق الصامت أن أترك شيخهم المقعد، استمتعت كثيرا بهذه النظرات وانتشيت أكثر وأكثر عندما رشقته بعدة رصاصات، فقرأت عيونهم وهي تتحوّل من حالة الرجاء والتوسّل إلى حالة الحزن والهلع.. ما أعظم هذا المشهد.
- ثم ماذا فعلتِ؟
- قتلنا الباقي وانسحبنا من المكان لنبحث عن فريسة ثانية.
- هتف الثلاثة: يحيا شعب إسرائيل.. يحيا شعب إسرائيل، الموت للعرب.. الموت للعرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل إسرائيل غزة الاحتلال جرائم مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ما هو Perplexity؟.. محرك بحث يقتحم ساحة الكبار ويشعل سباق الذكاء الاصطناعي
- ما هو Perplexity وما الذي يميزها؟- اهتمام متزايد بـ Perplexity رغم التحديات القانونية- لماذا قد ترغب آبل أو ميتا في الاستحواذ على Perplexity؟- مستقبل الذكاء الاصطناعي في قبضة الكبار
كشفت تقارير إعلامية أن Perplexity، هي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز عمرها 3 سنوات، باتت محط أنظار كل من ميتا وآبل، في خطوة تعكس اشتداد المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، أجرت شركة ميتا– المالكة لـ فيسبوك وإنستجرام– محادثات مع Perplexity في أبريل أو مايو الماضيين بشأن إمكانية الاستحواذ عليها، لكنها لم تفض إلى صفقة نهائية.
وفي المقابل، ذكرت وكالة “بلومبرج”، أن آبل ناقشت داخليا فكرة الاستحواذ، إلا أن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى ولم تتطور بعد إلى خطوات ملموسة.
وتأتي هذه التحركات في وقت ينظر فيه إلى كل من “آبل” و"ميتا" على أنهما متأخرتان في سباق تطوير خدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي، مقارنة بمنافسين مثل “جوجل” و"OpenAI".
ويؤكد الاهتمام المتزايد بـ Perplexity مدى احتدام الصراع على استقطاب المواهب وتطوير المنتجات في هذا القطاع الحيوي، الذي يتوقع أن يكون المرحلة التالية من تطور الإنترنت.
تعد Perplexity محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، يستخدم نماذج متقدمة لتحليل محتوى الإنترنت وتقديم إجابات مختصرة مدعومة بمصادر موثوقة، تأسست الشركة في أغسطس 2022، وطرحت أول نسخة من محركها البحثي في ديسمبر من نفس العام.
توفر المنصة وضعين للبحث الأول “بحث سريع” للعمليات البسيطة، والثاني “بحث احترافي” يقدم نتائج أكثر تفصيلا ومعالجة معمقة، وهو ما يقتصر في النسخة المجانية على 3 عمليات بحث فقط يوميا.
كما تتيح المنصة خدمات أخرى تشمل الإجابة على أسئلة تتعلق بملفات المستخدم، تخطيط الرحلات، إعداد قوائم تشغيل، وإنشاء الصور، إلى جانب صفحات محتوى منسقة حسب اهتمامات المستخدم، على غرار ما تقدمه ChatGPT.
وتتوافر معظم هذه الميزات ضمن اشتراك شهري بقيمة 20 دولارا، يمنح المستخدمين وصولا غير محدود إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وتحميل الملفات، وإنشاء الصور، وتعمل Perplexity أيضا على تطوير متصفح ويب جديد يحمل اسم Comet.
رغم النجاح النسبي الذي حققته المنصة، إلا أنها لا تزال تواجه منافسة شرسة، خاصة من تطبيق ChatGPT الذي استحوذ على 45% من تحميلات تطبيقات الدردشة الذكية في الربع الثالث من عام 2024، بحسب شركة “Sensor Tower”، فيما أدرجت Perplexity ضمن فئة أخرى.
كما واجهت الشركة اتهامات بانتهاك حقوق المحتوى، إذ هددت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، باتخاذ إجراءات قانونية ضدها بزعم استخدام محتواها دون إذن. وفي العام الماضي، رفعت “داو جونز” – الشركة المالكة لصحيفة “وول ستريت جورنال” – و"نيويورك بوست" دعاوى قضائية ضد المنصة لذات السبب.
لماذا قد ترغب آبل أو ميتا في الاستحواذ على Perplexity؟يعتقد أن استحواذا محتملا على Perplexity قد يخدم خطط كل من آبل وميتا في توسيع حضورهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
فبالنسبة لـ آبل، سيكون ذلك دعما إضافيا لدمج ميزات البحث الذكي ضمن متصفح “سفاري”، خاصة في ظل الشكوك القانونية التي تحيط باتفاقها مع جوجل لجعل الأخير محرك البحث الافتراضي، وهو اتفاق تُقدر قيمته بالمليارات.
وقد أعلنت آبل مؤخرا عن تحديثات لأدوات الذكاء الاصطناعي في أجهزتها، لكنها لا تزال متأخرة في إطلاق نسخة معززة من مساعدها سيري، رغم الإعلان عنها منذ أكثر من عام.
أما ميتا، فتسعى بشكل محموم إلى تعزيز قدراتها في هذا المجال، وعرضت حزم توظيف تصل إلى 100 مليون دولار لبعض الكفاءات، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
كما استثمرت مؤخرا في شركة “Scale AI” الناشئة، التي تساعد في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وعينت مؤسسها ألكسندر وانج ضمن صفوفها.
ورغم النجاحات التي حققتها ميتا في بعض المشاريع مثل نظارات Ray-Ban المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ونماذج Llama المستخدمة على نطاق واسع، إلا أنها تواجه تحديات أخرى، منها تأجيل إطلاق نموذجها المتقدم الجديد، إضافة إلى مخاوف الخصوصية في تطبيقها الجديد للدردشة الذكية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في قبضة الكباريرى مراقبون أن الذكاء الاصطناعي يمثل القفزة الكبرى التالية بعد الإنترنت والهواتف الذكية – وهما مجالان لعبت فيهما آبل وميتا دورا رياديا.
ومع التطورات المتسارعة، يبدو أن مستقبل الشركتين بات مرهونا بمدى قدرتهما على الابتكار والمنافسة في هذا المضمار الجديد، الذي سيعيد تشكيل طريقة عمل الناس وتواصلهم وبحثهم عن المعلومات.