«محمد».. «ملك خط النص» من الفشل إلى أفضل لاعب في بطولة دولية
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
رحلة اللاعب محمد سعودى بدأت مبكراً، عندما قررت أسرته دعمه وهو فى السابعة من عمره، وإلحاقه بأحد مراكز الشباب كى يلعب كرة القدم ويحقق حلمه الذى ولد معه، وظل يكبر حتى عشق اللعبة وأحس بأنها سبيل النجاح الذى سيمكّنه من تخطى كل أزمة يقابلها فى حياته.
وبالفعل كان له ما أراد ودفعته أسرته للأمام، لكن ربما كان للقدر رأى آخر، فسعادة الطفل الصغير حينها لم تدم كثيراً، بعدما عجز عن مجاراة زملائه فى الملعب بسبب قصر قامته وضعف تكوينه البنيانى، ليقرر ترك الفريق، ويكتفى بمشاهدة المباريات فقط، على الرغم من أنه كان قاب قوسين من الانضمام لنادى سموحة العريق، ولكن قصر قامته منعه من تحقيق هذا الحلم.
من مركز الباجور بمحافظة المنوفية كانت بداية حلم الفتى فى احتراف كرة القدم، الحلم الذى تبخر سريعاً بسبب «جينات الطول» الذى لا علاقة له بها، فقد ظن الفتى أنه لن يتمكن من ممارسة كرة القدم مرة أخرى بعدما فشل فى أول اختبار حقيقى يواجهه، وأبعدته قامته عن استكمال اللعب.
وعن ذلك قال: «فى الفترة دى، كنت بتعرض للتنمر بشكل كبير، وده سبب ليّا مشكلات نفسية كتيرة لدرجة إنى مكنتش بحب أخرج من البيت، لكن دعم أهلى كان هو النور اللى كان بينور عتمتى، وهما اللى وقفوا جنبى لحد ما بقيت فى مكانى ده».
بالإرادة والإصرار ودعم الأهل، خرج «سعودى» من المحنة وعاد مرة أخرى إلى كرة القدم، من بوابة نادى الباجور، حتى جاءته الفرصة التى لم يكن يحلم بها الفتى، عندما أخبره أحد أصدقائه بأن هناك فرصة كبيرة أمامه للانضمام لمنتخب مصر لقصار القامة الذى كان يتشكل حينها.
وأضاف: «مصدقتش نفسى حرفياً، وقلت مش معقول يعنى همثل المنتخب المصرى؟! ده أنا حظى قليل من صغرى، لكن مكنش ينفع أفوت الفرصة رغم خوفى».
بقلق شديد ذهب «سعودى» وهو على على يقين أنه لن ينجح فى الاختبارات ليس لأنه عديم الموهبة ولكن بسبب ضعف تكوينه الجسدى، فقد ظن أن هذا الأمر سيعيقه مرة أخرى عن مواصلة رحلته مع كرة القدم.
وتابع: «رغم خوفى وقلقى، فإن ربنا كرمنى فى الاختبارات والكل أشاد بيا، وتم اختيارى للمنتخب وهو لسه فى مرحلة التأسيس وكانت دى أعظم فترة فى حياتى، لأنى كنت لأول مرة أدوق طعم السعادة، همثل بلدى فى منتخب جديد أول مرة يتعمل».
وبدأت الرحلة، وأحس «سعودى» الذى يبلغ الآن من العمر 28 عاماً ويلعب فى «خط النص» أن الفرصة سانحة لمواصلة التألق بقميص المنتخب المصرى، بعدما كان يلعب لنادى الإرادة والتحدى بالأقصر، وهو ما جعله يتدرب بشكل مكثف حتى يصبح لائقاً بدنياً للمباريات الصعبة، خاصة أن جميعها ستكون قوية مع منتخبات قصار القامة.
وواصل: «رحلتى مع المنتخب بدأت فى المغرب، ودى كانت أول بطولة للمنتخب المصرى لقصار القامة يشارك فيها وبالفعل ربنا كرمنا وكسبنا البطولة وبعدها علطول كسبنا البطولة العربية، ومن وقتها والحياة بتضحكلى».
تمكن «سعودى» من الحصول على لقب أفضل لاعب فى بطولة المغرب التى فازت بها مصر، وعن هذه اللحظات قال: «كنت فى قمة سعادتى أولاً لأننى بمثل منتخب بلدى، وبنحقق حلمنا كقصار قامة فى تشكيل أول منتخب لكرة القدم فى الشرق الأوسط، وثانياً لأننى فى البطولة الأولى ليّا مع المنتخب حصلت على لقب أفضل لاعب فى البطولة، واللقب ده عزيز وغالى على أى لاعب مع ناديه، فما بالك بقى لما يكون اللقب ده فى بطولة دولية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: منتخب قصار القامة کرة القدم
إقرأ أيضاً:
اتحاد القدم يخطط أم يتفاعل؟
رينارد حقق لحظة تاريخية لا تُنسى؛ حين قاد الأخضر للفوز على بطل العالم المنتخب الأرجنتيني، في افتتاح مشواره بكأس العالم 2022، ولكن رغم هذا الأمر خرج المنتخب مبكرًا من دور المجموعات، وتوالت بعدها التحولات؛ حيث غادر الفرنسي غير محترم لارتباطه مع المنتخب السعودي؛ ليتسلم تدريب منتخب السيدات الفرنسي، ويُفتح الباب أمام مرحلة جديدة من دون رؤية واضحة لمن سيقود المرحلة التالية، ثم نسمح له بكل بساطة بالعودة، ولا نعلم هل عاد معتذرًا أم لا.
أنا لست هنا؛ لأناقش قدراته التدريبية من منظور فني بحت، لأنه ليس لديه أي قدرات فنية، فهو لا يمتلك سوى خدعة أو مهارة واحدة، أو ما يسمى “one-trick pony” وهي الخطب التحفيزية، ولكني أتحدث عن فلسفة اتخاذ القرار داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم، فلماذا غادر في المقام الأول؟ وهل تم التخطيط لبديل يحمل مشروعًا مستقبليًا؟ وهل العودة الآن تمثل حلاً إستراتيجيًا، أم مجرّد رجوع اضطراري تحت ضغط النتائج؟ واقع الأمر أن الاتحاد لم يُظهر أي مؤشرات على وجود خطة بعيدة المدى، ولا مشروع فني متكامل لتطوير المنتخب الأول، مكتفيًا بالتجارب والترقيع.
إن عودة رينارد تتجلى فيها معضلة الإدارة الرياضية في اتحاد القدم؛ حيث تُدار الملفات بردود الأفعال بدلًا من المبادرات المسبقة؛ فعودة رينارد، والمستوى الذي يظهر به المنتخب تُرسل رسالة واضحة: لم تكن هناك خطة “أ” أو “ب” أو حتى”ج”، وهذا النمط من القرارات يعكس أكثر من مجرد ضعف فني، بل يعكس تخبطًا في التخطيط، وارتباكًا في الرؤية، وانعدامًا للثقة في مشروع وطني طويل المدى، وهو بناء منتخب يمتلك هوية فنية مستقرة، رغم أن كل منتخبات العالم التي حققت إنجازات خلال السنوات الأخيرة، بنت نجاحها على أمرين؛ الاستقرار الفني، ووضوح المشروع. من ديشامب في فرنسا، إلى سكالوني في الأرجنتين، وحتى اليابان وكوريا الجنوبية في آسيا، أما نحن، فما زلنا نغيّر مدربينا كل بضعة أشهر.
نحن لا نخطط، بل نُجرّب، لا نستبق الأحداث، بل ننتظر لنقوم بردود الأفعال، ونُراكم حلولاً وقتية.