محمود عز يكتب: خير التحالف الوطني للعمل الأهلي
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
التنمية هى عنصر أساسى للاستقرار والتطور الإنسانى والاجتماعى، وهى عملية تطور شامل أو جزئى مستمر وتتخذ أشكالاً مختلفة تهدف إلى الرقى بالوضع الإنسانى إلى الرفاه والاستقرار والتطور بما يتوافق مع احتياجاته وإمكانياته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وتعتبر وسيلة الإنسان وغايته. وقد تعددت الآراء حول تعريف التنمية، منها مثلاً أنها عملية معقدة شاملة تضم جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأيديولوجية.
ومن الممكن أن تكون: ظاهرة اجتماعية نشأت مع نشأة البشر المستقر فزاد الإنتاج وتطورت التجارة وظهرت الحضارات المختلفة على أرض المعمورة.
فى كل الأحوال فإن التنمية هى عملية تغيير ونقل للمجتمع نحو الأحسن مع الانتفاع من التغيير، وتهدف إلى تنمية الموارد والإمكانيات الداخلية للمجتمع. وقد اصطلحت هيئة الأمم المتحدة عام 1956 على تعريف التنمية بأنها «العمليات التى بمقتضاها توجه الجهود لكل من الأهالى والحكومة بتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى المجتمعات المحلية لمساعدتها على الاندماج فى حياة الأمم والإسهام فى تقدمها بأفضل ما يمكن».
التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى فكرة ممتازة كنا فى أمس الحاجة إليها، أحدث نقلة نوعية فى مفهوم العمل الأهلى والتنمية، بتوحيد جهود منظمات المجتمع المدنى تحت مظلة وطنية واحدة تضمن المشاركة الفعالة للجميع بما يحقق أهداف العمل الوطنى فى تنمية المجتمع المصرى جنباً إلى جنب مبنية على قاعدة معلومات موحدة تستطيع من خلالها الوصول إلى المستحقين الفعليين للدعم، فأصبح بمثابة نقطة انطلاق جديدة للعمل الأهلى فى مصر.
وبالفعل ساهم هذا التحالف فى الأخذ بيد آلاف من الأسر المصرية الفقيرة، ومراعاة ظروف العديد من الأهالى من خلال القوافل سواء الطبية أو العلاجية أو التوعوية، واستطاع رسم ملحمة خدمية متكاملة استهدفت النجوع والقرى التى كانت فى أمس الحاجة إلى الوقوف بجانب الأهالى فيها وتقديم كافة أشكال المساعدات الاجتماعية لكثير من فئات المجتمع بما فى ذلك الأيتام والأرامل والمقبلات على الزواج، فضلاً عن مشروعات التمكين الاقتصادى.
نعم.. إنه قطار الخير الجديد الذى ينطلق فى كل ربوع الوطن وأصبح ضلعاً من أهم أضلاع الجمهورية الجديدة المبنية على احترام حقوق الإنسان ويحقق الأهداف التنموية لرؤية مصر 2030، وعليه مسئولية ضخمة من أجل تقديم الدعم اللازم للمواطنين وتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية التى تواجه الدولة المصرية حالياً بسبب الظروف والأوضاع العالمية والتى تسعى الدولة المصرية وتعمل على مواجهة تداعياتها والحد من آثارها الاقتصادية والاجتماعية على المواطن والأسر المصرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التحالف الوطني العمل الأهلي القوافل الطبية
إقرأ أيضاً:
ثورة 23 يوليو والمرأة المصرية
في الثالث والعشرين من شهر يوليو من كل عام تتجدد ذكرى وطنية عزيزة على قلب كل مصري ومصرية، حيث شهد هذا اليوم العظيم تحولا في مسارات مستقبل الدولة المصرية وكافة قطاعات المجتمع وفي مقدمتها المرأة من خلال ثورة مصرية خالصة سعت لإعادة بناء الوطن واستعادته من استعمار بغيض دام عقودا طويلة وكذلك من نظام ملكي طويل لتجىء شموس الوطن والثورة والحرية.
ومع نسمات ثورة 23 يوليو سعت القيادة السياسية الوطنية إلى تدشين حزمة من برامج الإصلاح الاجتماعي التي هدفت لإعادة كرامة الإنسان المصري والمرأة المصرية، حيث تم إقرار برامج الإصلاح الزراعي وإعادة توزيع الأراضي الزراعية ليتحول الفلاح المصري والمرأة المصرية من أجير لدى الأعيان والإقطاعيين لصاحب وصاحبة الأرض ولتقوم الأسرة المصرية بزراعة أرضها وضخ الإنتاج في الاقتصاد المصري.
وانتقل الأمر من الزراعة إلى مجال الصناعة ليتم إقامة صناعات مصرية خالصة وليتم إنشاء عشرات المصانع على مدار سنوات ما بعد الثورة ولتتوافر صناعات مصرية خالصة ولتتحول الاسر المصرية الى كوادر منتجة وأيدي عاملة قادرة على التشييد والبناء للوطن.
وفي الإطار ذاته سعت الثورة المصرية الى خلق جيل متعلم من فئات المجتمع وبدأت المرأة المصرية تتشارك في السلم التعليمي جنبا الى جنب مع الرجال ولتكون المرأة المصرية عالمة وطبيبة ومعلمة وغير ذلك من المهن المختلفة، وقد برز خلال فترة ما بعد الثورة العديد من النساء المؤثرات في كافة قطاعات المجتمع المصري، وهو ما يدفع للقول أن ثورة 23 يوليو لم تكن ثورة في مجال محدد أو ثورة لتحقيق بعض الأهداف دون الأخرى، بل كانت ثورة لإعادة وطن وبناء أمة جديدة قادرة على العودة للحياه بعد عقود من الاستعمار البريطاني الذي استغل كافة ثروات الدولة وسعى لإنهاك فئات المجتمع وعدم تمكينه من القيام بالدور التنموي لبناء المستقبل.
واستمرت عجلة التنمية عقب الثورة على الرغم من كافة التحديات التي واجهت مجتمعنا المصري سواء التحديات الإقتصادية وكذلك التحديات المجتمعية إلى جانب وقوف العالم الخارجي ضد الرغبة المصرية في البناء والتنمية والاستقرار، وهو ما تمثل في العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 والتي ضربت المرأة المصرية خلاله أعظم الدروس في المقاومة والصمود والتحالف مع المجتمع في سبيل نصرة الوطن وإقامة الدولة وإعادة الحياة من جديد في ظل تحديات كبرى واجهت المستقبل المصري.
جملة القول، إن ثورة 23 يوليو 1952 لم تكن مجرد حراكا وطنيا بل كانت تحولا جذريا في مفاصل الدولة المصرية من خلال إرادة وطنية سعت لإقامة نظاما مجتمعيا يتشارك فيه الجميع من أجل الوطن ومن أجل رفعة شأن الدولة المصرية خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية العديدة التي واجهت الدولة واستطاعت أن تتجاوزها سعيا لبناء وطن مصري خالص تكون المرأة أحد مقوماته وركائز التنمية فيه.
اقرأ أيضاًبحضور نخبة من المفكرين.. «المنتدى المصري لتنمية القيم» يحتفل بذكرى ثورة 23 يوليو الليلة
كيف تغيرت أوضاع المصريين بعد ثورة 23 يوليو؟
الدكتور صفوت الديب يكشف لـ «حقائق وأسرار» كواليس حصرية عن ثورة 23 يوليو