لجريدة عمان:
2025-06-08@23:48:12 GMT

حل الدولتين أو الطوفان !

تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT

بات من الوضوح بمكان، لكل مراقب، اليوم، أن مسار عملية طوفان الأقصى وتعقيداتها التي خلطت أوراقًا عديدة في الإقليم والعالم، وقلبت الطاولة على أوضاع سياسية لطالما حسبها الجميع ثابتةً في عالم السياسة في الشرق الأوسط -الذي يندر فيه تعريف جامع مانع للسياسة- فكانت هذه العملية وهويتها النوعية كالقشة التي قصمت ظهر البعير.

فجأة أصبح العالم مرتبكًا ويعاني من اهتزاز أثر الفراشة الذي يؤثر على الجميع مهما كان خفيفًا. وهذا بالضبط ما تنحو إليه متغيرات سياسية ستسفر عنها بالضرورة أوضاع جديدة في المنطقة.

احتمالان اثنان لا ثالث لهما ستفسر عنهما نتائج عملية طوفان الأقصى وتداعيات الحرب في غزة، واهتزازاتها التي تضرب العالم والإقليم، وهذان الاحتمالان أصبحا اليوم من أهم الحقائق التي سيكشف عنها المستقبل السياسي القريب لقضية الشرق الأوسط (القضية الفلسطينية).

وتكمن العبرة في أن أحد هذين الاحتمالين اللذين ستسفر عنهما نتائج حرب غزة هو احتمال ظل التعبير عن بلاغة نسقية يثرثر بها الدبلوماسيون الأوروبيون والأمريكيون وهم يدركون أنها فذلكة لفظية لا معنى لها، لكنه هذه المرة سيتجلى بوضوح كاحتمال ينبغي التعامل معه بكل ما تطلبه المسؤولية عن الأمن في الشرق الأوسط والعالم.

هكذا سنجد أن هذين الاحتمالين اللذين ستتكشف عنهما نتائج عملية طوفان الأقصى وحرب إسرائيل في غزة، هما؛ احتمال حرب إقليمية - دولية واسعة، أو الشروع في تنفيذ جاد ومسؤول لما يسمى بحل الدولتين.

الانطباق الحصري لنتائج طوفان الأقصى على هذين الاحتمالين هو المأزق الذي لن تنجو إسرائيل منه إلا بأحدهما، وللمفارقة فإن نجاة إسرائيل بتحقيق هذا الخيار (حل الدولتين) هو عين ما كانت تراه مستحيلاً وهي منتشية بفائض قوتها الذي ظلت تماطل به طوال عقود من السنوات والاتفاقات شهدتها محطات الحرب والسلام بين العرب وإسرائيل ودونتها قرارات الأمم المتحدة عن القضية الفلسطينية.

وفيما يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو لاهثًا وراء خلاصه الخاص حتى ولو أسقط المعبد على الجميع، فإن المجتمع الدولي، ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أكثر حرصًا على تجنب الاحتمال الأشد مرارةً (حرب إقليمية موسعة وربما عالمية) لكنه في سبيل تجنب هذا الاحتمال سيعالج الأمريكيون والأوربيون إسرائيل علاج آخر الدواء (الكي) وهو دواء ستتجرعه الأخيرة لا محالة - رغم مرارته -؛ لأن التناقضات التي أدت إليه بلغت حدًّا من مراكمة الأعباء بحيث لا يمكن أن يتحمله أحد إلا بدفع الثمن!

ربما لاحظ كثيرون تركيز الساسة الأمريكيين على حل الدولتين؛ لأنهم أدركوا اليوم إدراكًا واعيًا بأن حل الدولتين هو الحل الذي سيصبح واقعًا لا محالة، وسيحمي إسرائيل من أن تنتحر حين لا تنتبه للمتغيرات الخطيرة التي فتحت الباب واسعًا أمام خيار ظلت تتجنبه باستمرار (حل الدولتين).

الأمريكيون والأوربيون هم الذين سيتبنون خيار حل الدولتين، فهم الذين يمتلكون أدوات تنفيذه، لكنهم هذه المرة سيُكْرِهون إسرائيل على تقبل هذا الحل، لاسيما وأن عقدة طوفان الأقصى تفعل اليوم فعلها في المجتمع الإسرائيلي كما لم تفعله أي من حروب العرب الثلاث مع إسرائيل في القرن العشرين.

وإذا ما تم التوصل إلى توافق دولي لحل الدولتين عبر ضمان دولة قابلة للحياة للفلسطينيين وعاصمتها القدس الشريف فإن العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، جاهزون لما يساعد في التسريع بحل الدولتين؛ لأن المبادرة العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- في قمة بيروت 2002 لا تزال هي أيضًا قابلة للحياة وللتفعيل، وذلك هو شرط المملكة العربية السعودية الذي لن يتغير في الصلح مع إسرائيل.

وفقط بمشروع حل الدولتين، الذي سيساهم العرب في تحقيق جزء ضروري منه عبر المملكة العربية السعودية، يمكن أن تنتعش منطقة الشرق الأوسط بسلام طويل ودائم، لكن ذلك الحل لن يكون فقط خلاصًا للفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي البغيض في غزة والضفة والقطاع فحسب، بل كذلك إنقاذًا لإسرائيل من الانهيار.

الكرة اليوم في ملعب الثلاثي : واشنطن - بروكسل - تل أبيب، حيث بات واضحًا للعواصم الثلاث؛ ماذا يعني الطريق الإجباري الذي يمكن أن يمر باتجاهين لا ثالث لهما؛ إما باتجاه حرب إقليمية موسعة وربما عالمية، أو باتجاه جاد لحل الدولتين.

هكذا ستبدو نتائج عملية طوفان الأقصى حدثًا مفصليًا في المنطقة سيتمخض عنه ذانك الخيارين لامحالة!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى الشرق الأوسط حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

غزة والمسجد الأقصى في صدارة خطب العيد بعدة دول عربية

اشتملت خطب عيد الأضحى في عدة دول عربية، اليوم الجمعة، على دعوات صادقة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة وتحرير المسجد الأقصى، في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق سكان القطاع للشهر الـ20 على التوالي.

وجاء ذلك في خطب رصدتها وكالة الأناضول في كل من السعودية وقطر وسلطنة عُمان ومصر والجزائر والأردن.

فضيلة الشيخ يحيى بطي النعيمي : " عيد الأضحى المبارك له أهمية كبيرة للمسلمين، حيث جعله الله يومًا للذكر والفرح والسرور "#تلفزيون_قطر pic.twitter.com/fVW6dZrtla

— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) June 6, 2025

قطر

شهد مصلى لوسيل حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال صلاة عيد الأضحى، حيث دعا الخطيب يحيى النعيمي إلى نصرة غزة وتحرير المسجد الأقصى.

وقال النعيمي في خطبته: "هذا العيد المبارك جعله الله يوم ذكر وفرح وسرور؛ يوم تتحرر فيه النفوس من الشهوات والملذات، والقلوب من الكذب والنفاق، والصدور من الشحناء".

وأضاف أن "العيد الأكبر هو أن يتحرر المحاصرون في غزة مما يتعرضون له من ظلم وحصار ظالم وعداء متراكم، وأن تتحرر ساحات وأكناف المسجد الأقصى المبارك".

المعيقلي دعا لوحدة الصف بين المسلمين (مواقع التواصل الإجتماعي) السعودية

ودعا خطيب العيد في المسجد الحرام، الشيخ ماهر المعيقلي، لوحدة الصف بين المسلمين، وقال: "لقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على توحيد الصف، وجمع الكلمة، ونبذ الخلاف والفرقة، وفي الحج اجتماع ووحدة ومساواة وأخوّة، فربنا واحد، ونبينا واحد، وكتابنا واحد، وأصل خلقتنا واحد".

إعلان

وتوجّه بالدعاء لغزة والمسجد الأقصى قائلا: "اللهم فرّج هم إخواننا في فلسطين، وتقبّل شهداءهم، وداوِ جرحاهم، واشفِ مريضهم، وأطعم جائعهم. اللهم عليك بالصهاينة المحتلين المعتدين، شتّت شملهم وفرق جمعهم، واحفظ المسجد الأقصى شامخا عزيزا".

سلطنة عُمان

وفي جامع السلطان قابوس بمحافظة الداخلية، دعا وزير الأوقاف محمد المعمري: "اللهم كن للمظلومين في فلسطين نصرا يليق بجلال عدلك، وطهر أرضهم".

كما دعا مساعد مفتي السلطنة، كهلان الخروصي، لغزة في أحد مساجد مسقط، بحضور نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود.

مصر

وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي صلاة العيد بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة (مسجد مصر). وأكد خطيب صلاة عيد الأضحى بالمسجد أن فريضة الحج تهدف إلى ترسيخ القيم العليا في النفس البشرية، وعلى رأسها السعة والإنسانية، مشددا على أهمية أن يتحلى الإنسان بالسلوك القويم، وأن يكون صانعا للخير.

كما شهدت مساجد عديدة، منها مسجد عمرو بن العاص التاريخي في القاهرة، دعوات لغزة والمسجد الأقصى.

الجزائر

وفي الجزائر، أدى الرئيس عبد المجيد تبون صلاة العيد في جامع الجزائر. وفي خطبته، دعا عميد الجامع، الشيخ محمد الحسني، إلى الإكثار من فعل الخيرات والتقرب إلى الله في هذا اليوم المبارك.

كما شبه الحسني مقاومة الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي بكفاح الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكدا مشروعية نضالهم، "نستحضر ما يجري على أرض فلسطين من عدوان غاشم يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق شعب أعزل، ونتوقف عند المقاومة المشروعة التي يخوضها الفلسطينيون، أسوة بكفاح الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية المجيدة من أجل تحرير الوطن واستعادة عزته"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.

الأردن

وأدى الآلاف من المواطنين في الأردن، صباح الجمعة، صلاة عيد الأضحى في الساحات والمساجد التي حددتها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مختلف أنحاء المملكة، حسب وكالة الأنباء الرسمية.

إعلان

وألقى مفتي المملكة، أحمد الحسنات، خطبة العيد الرئيسية في مدينة الحسين للشباب، ودعا خلالها إلى نصرة الفلسطينيين في غزة، قائلا: "اللهم تقبل شهداءنا، وداوِ جرحانا، وانصر أهلنا في فلسطين وفي غزة الصامدة، واجعل النصر والفرج قريبا، واجمع كلمة الأمة على الخير والحق والعدل".

ويُعد عيد الأضحى الحالي هو الرابع الذي يحل على قطاع غزة في ظل أوضاع كارثية جراء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 20 شهرا.

وتواصل إسرائيل، بدعم أميركي، ارتكاب إبادة جماعية في غزة، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وأسفرت الحرب عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين وسط مجاعة متفاقمة.

مقالات مشابهة

  • عبد الله النفيسي: فلسطين هي المركز وطوفان الأقصى ضربة قوية للاحتلال
  • رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟
  • شهداء الأقصى: مستشفيات غزة تستقبل المصابين بظروف صعوبة
  • “شهداء الأقصى”: قصفنا تجمعاً لجنود العدو الصهيوني شرق خان يونس
  • الأمم المتحدة تحثّ قادة العالم على بذل الجهود لحل الدولتين
  • غزة والمسجد الأقصى في صدارة خطب العيد بعدة دول عربية
  • عشرات الآلاف يؤدون صلاة العيد في المسجد الأقصى
  • آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى
  • جوتيريش يشدّد على ضرورة الحفاظ على حلّ الدولتين
  • جوتيريش: لا بديل عن حل الدولتين وعلى قادة العالم السعي إليه