تقرير يكشف عن تخطيط أمريكي لمغادرة سوريا ويرصد تأثيرها عراقياً
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
شفق نيوز/ كشفت مجلة "فورين بوليسي" الامريكية، عن تخطيط للرئيس جو بايدن بسحب القوات الامريكية المتمركزة في سوريا، مشيرة الى أن البيت الأبيض "لم يعد مهتماً" بمواصلة هذه المهمة ويعتبرها غير ضرورية.
واعتبر التقرير الأمريكي، الذي نشر باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، انه "منذ هجوم حركة حماس على اسرائيل، وتصاعد التوترات والأعمال العدائية في كافة انحاء الشرق الأوسط، وظهور هذه الازمة الاقليمية المعقدة فإنه لا يفترض ان يكون من المفاجئ ان تعيد إدارة بايدن النظر في اولوياتها العسكرية في المنطقة، بما في ذلك الانسحاب الكامل للقوة الامريكية من سوريا".
وتابع التقرير أنه "برغم التأثير الكارثي الذي قد يخلفه الانسحاب الأميركي من سوريا على نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في الأزمة السورية التي لم تتم تسويتها، إلا أن هذا الانسحاب سيكون بمثابة هدية لتنظيم داعش الذي رغم الضعف الذي اصابه بدرجة كبير، إلا أنه قادر على الظهور مجددا في سوريا، في حال أتيحت له المساحة للقيام بذلك".
وفي حين ذكر التقرير بأن تنظيم داعش اختفى تقريبا في العراق لدرجة أنه في العام 2023، بلغ متوسط عدد الهجمات التي شنها 9 هجمات شهريا، وذلك بانخفاض عن حوالي 850 هجوما شهريا في العام 2014، الا ان قال ان الوضع في سوريا المجاورة أكثر تعقيدا.
وتابع أنه في ظل وجود نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، فإن واشنطن تؤدي دورا فعالا في احتواء تمرد داعش المتواصل في شمال شرق سوريا، والعمل جنبا الى جنب مع شركائها المحليين، أي من خلال قوات سوريا الديمقراطية، الا ان التهديد الذي يمثله داعش لا يزال قائما.
وبعدما لفت التقرير الى استمرار وتصاعد نشاط داعش على الجانب الآخر من نهر الفرات حيث يفترض انها مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري، قال ان التنظيم يواصل انتعاشه وإن بشكل بطيء وممنهج مستغلا لامبالاة النظام وعجزه عن تحدي التمرد المتقلب القائم في الصحراء وخصوصا في مناطق شرق ووسط سوريا بما في ذلك حول مدينة تدمر.
وذكر التقرير ن داعش كان خلال السنوات القليلة الماضية يخفي عمدا مسؤوليته عن العمليات في سوريا، الا انه الان بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل ضد حماس في غزة، بدأ، للمرة الاولى، في الكشف عن مدى تعافيه في سوريا لكي يشاهد الجميع ذلك، حيث أن التنظيم يتغذى على الفوضى.
واضاف ان الحرب في غزة والازمة الاقليمية المتصاعدة تسكب الوقود على النار وتخلق فرصا للجماعة الارهابية لاستغلال الوضع لمصلحتها الخاصة.
ولفت التقرير إلى أنه بينما لا يوجد الكثير الذي يمكن للقوات الامريكية ان تقوم به لتغيير أنشطة داعش داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، الا ان القوات الامريكية هي بمثابة الصمغ الذي يجمع التحدي الوحيد المهم لداعش داخل ثلث الأراضي السورية وفي حال اختفاء هذا الصمغ، فسوف يكون من المؤكد ان داعش سيعود بقوة في سوريا، وينتشر بالتالي زعزعة الاستقرار الى العراق بشكل مؤكد.
وذكر التقرير ان العراق يشكل اهمية رئيسية حيث يقع المقر الرئيسي لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش على الأراضي العراقية، الا انه في ظل تزايد الأعمال العدائية التي لا سابق لها بين وكلاء إيران والقوات الامريكية في العراق، وفي ظل عودة الضربات الامريكية الانتقامية الى بغداد واستهداف الصواريخ الباليستية الايرانية الصنع القوات الامريكية على الاراضي العراقية، فان الضغوط تتزايد بسرعة داخل النظام السياسي العراقي بهدف إجبار القوات الامريكية على الانسحاب من العراق.
وتابع التقرير أنه مع الضغط الذي يمارسه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بشكل علني الان من اجل انسحاب الولايات المتحدة من العراق، فانه يظل هناك بعض الأمل في أن يؤدي الوجود العسكري الأميركي في اقليم كوردستان الى دعم العمليات ضد داعش، بما في ذلك في سوريا المجاورة.
ولفت إلى أن ذلك قد يقدم تفسيرا لسبب قيام وكلاء إيران باستهداف القوات الاميركية المتمركزة في مطار اربيل بشكل متكرر خلال الاسابيع الاخيرة.
إلا أن التقرير اعتبر أن نقل التنسيق ضد داعش، من بغداد الى اربيل من شانه ان يؤدي الى تعقيداته الخاصة، اذ ان التوترات الداخلية بين حكومة الكورد في الاقليم وبين قوات سوريا الديمقراطية المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني في شمال شرق سوريا، مما قد يتسبب على الأرجح بتدخل تركي.
واضاف ان ايران ووكلائها، ومن خلال تشجيعهم بمشاعر الانتصار في العراق، فانهم سوف يصعدون من هجماتهم على القوات الامريكية في سوريا، سعيا لإجبارها على الانسحاب ايضا.
وتابع التقرير ان الاحداث التي وقعت منذ تشرين الاول/اكتوبر، وضعت الانتشار العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، على خيط متهالك، ولهذا فإن واشنطن تشهد هذه الدراسة الداخلية الأخيرة حول الانسحاب من سوريا.
واشار التقرير الى ان البعض داخل الحكومة الامريكية يقترح حاليا تحديد ترتيب تعاوني بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري لمواجهة تنظيم داعش كمسار واضح نحو الانسحاب الأمريكي، مضيفا أن ذلك لن يكون بمثابة نعمة كبيرة لتنظيم داعش فقط، بل انه ايضا مستحيل.
واضاف انه قد يكون لجزء من قوات سوريا الديمقراطية اتصالات دورية مع نظام الاسد، الا انهم بعيدون عن ان يكونوا حلفاء طبيعيين.، مشيرا الى ان النظام لن يسمح ابدا لقوات سوريا الديمقراطية بالحفاظ على نفسها، وستبذل تركيا كل ما في وسعها للقضاء على ما تبقى.
وختم التقرير بالاشارة الى انه في المرة الاخيرة التي صعد فيها داعش في سوريا في العام 2014، تسبب بحدوث تحول سلبي كبير في الامن العالمي، والآن في حال أدى انسحاب الولايات المتحدة الى التعجيل بالعودة الى فوضى داعش، فإن واشنطن تصبح مجرد مراقبة ليست قادرة على العودة إلى المنطقة التي سنضعها بشكل مباشر تحت سيطرة نظام منبوذ و حلفائه الروس والإيرانيين.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي سوريا التواجد العسكري الامريكي قوات سوریا الدیمقراطیة القوات الامریکیة الولایات المتحدة فی سوریا الا ان
إقرأ أيضاً:
سوريا تطرق أبواب النظام الدولي.. تسوية ديون ورفع للعقوبات واعتراف أمريكي بالحكومة
في تحولات متسارعة تشير إلى اقتراب سوريا من استعادة موقعها على الساحة الإقليمية والدولية، أعلن البنك الدولي، اليوم الجمعة، عن تسوية الديون المستحقة على سوريا، والبالغة 15.5 مليون دولار، بعد تلقيه مدفوعات من المملكة العربية السعودية وقطر، ما يفتح الباب أمام دمشق للاستفادة من منح مالية مخصصة لإعادة الإعمار ودعم الميزانية، بموجب سياسات البنك التشغيلية.
وأفاد البنك الدولي في بيانه، أنه اعتباراً من 12 مايو الجاري، لم تعد هناك أي متأخرات مالية على سوريا لدى المؤسسة الدولية للتنمية، الذراع المعنية بدعم أشد الدول فقراً، وتأتي هذه الخطوة عقب إعلان الرياض والدوحة في أبريل التزامهما بتسديد المتأخرات السورية لدى مؤسسات التنمية متعددة الأطراف، تمهيداً لإعادة دمج سوريا في برامج التمويل الدولية.
وبالتوازي مع التطورات المالية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر والإمارات، أن قرار الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع كان “قراراً صائباً”، مشيراً إلى أن إدارته ستمضي في خطوات إضافية لإعادة العلاقات الطبيعية مع دمشق.
وخلال زيارته إلى السعودية، أعلن ترامب عزمه رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والتي امتدت لأكثر من أربعة عقود، مشدداً على أن القرار يمنح السوريين “فرصة جديدة” للنجاح، كما أعلن دعمه الكامل للإدارة الانتقالية الجديدة في دمشق.
وفي خطوة ذات رمزية سياسية، التقى ترامب بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في ضيافة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث ناقش الطرفان مستقبل العلاقات الإقليمية، وأعرب الشرع – بحسب ترامب – عن موافقته على الانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام” مع إسرائيل.
وعلى الرغم من تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن تحفظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا، أكد الرئيس الأمريكي أنه لم ينسّق مع إسرائيل بخصوص هذا القرار، ولم يُعلم نتنياهو مسبقاً بعزمه عقد لقاء مع الشرع.
وتشهد السياسة الأمريكية تجاه دمشق تحولاً جذرياً منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، إذ تدعو الحكومة السورية الجديدة إلى رفع العقوبات المفروضة منذ عام 2011، بهدف إنعاش الاقتصاد الوطني المنهك، وإعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي في النظامين العربي والدولي.
من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات صحفية، من أن سوريا تقف أمام خيارين لا ثالث لهما: إما المضي في “التحول الكبير” الذي تشهده المنطقة، أو الانزلاق مجدداً إلى “حرب أهلية وحشية”، في حال فشل المسار الانتقالي في تحقيق الاستقرار.
وتُظهر هذه التحركات المتزامنة بين الدعم الخليجي، والانفتاح الأمريكي، والتسويات المالية الدولية، مؤشرات على مرحلة جديدة في مسار الأزمة السورية، تتجه فيها البلاد نحو استعادة عضويتها في المؤسسات المالية والسياسية، والخروج من العزلة التي دامت أكثر من عقد.