وول ستريت جورنال تكشف أن إسرائيل تعمل على قدم وساق على إنشاء منطقة عازلة في غزة رغم التحفظ الأمريكي
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال قيام إسرائيل بإنشاء منطقة عازلة في قطاع غزة على الرغم من المعارضة الأمريكية.
ووفق الصحيفة، دمّر الجيش الإسرائيلي معظم شمال قطاع غزة وسوّى آلاف المنازل بالأرض وحرث المزارع وطمر أنفاق حماس.
ويمثل المشروع مصدر إحباط متزايد للمسؤولين الأمريكيين الذين يقولون إنهم عبروا لأول مرة عن معارضتهم لمثل هذه الخطط بعد وقت قصير من بدء الحرب في غزة وراقبوا بفزع متزايد استمرار إسرائيل في المضي قدما على أي حال.
ولكن، في إشارة إلى الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة في الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف المشروع، أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن واشنطن قد تقبل منطقة مؤقتة، قائلا إن الأسئلة لا تزال قائمة حول "الترتيبات الانتقالية" عندما تتباطأ العمليات العسكرية الإسرائيلية.
بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين، تعتبر المنطقة العازلة إجراءً أمنيًا حاسمًا في خطتهم لتجريد غزة من السلاح وطمأنة الإسرائيليين بأنهم يستطيعون العودة بأمان إلى البلدات القريبة من الحدود التي تم إخلاؤها بعد هجوم 7 أكتوبر.
غريتا تونبرغ: لا يمكننا الصمت على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزةدون إدانة.. واشنطن تعبر عن "قلق بالغ" بشأن استهداف إسرائيل منشأة للأونروا في غزة تؤوي آلاف النازحينووفق مجلة نيويورك تايمز، حذر المسؤولون الأمريكيون من أن تحويل الحدود على طول قطاع غزة إلى منطقة محظورة من شأنه أن يعمق مخاوف الفلسطينيين من أن إسرائيل تعتزم احتلال القطاع، ويجعل من الصعب إقناع الحكومات العربية بالمساعدة في إعادة البناء بعد توقف القتال.
ويتفق المسؤولون الإسرائيليون على أن المنطقة العازلة قد تكون مؤقتة، لكنهم لم يقدموا جدولًا زمنيًا للمدة "التي قد تكون ضرورية"، كما أنهم لم يصفوا علنًا حجم الشريط المخطط له أو أي تفاصيل أخرى.
قد يبلغ عرض بعض المناطق العازلة كيلومترًا واحدًا، لكن ذلك قد يختلف اعتمادًا على التضاريس ومدى قرب المستوطنات من الحدود، وفقًا لما قاله مسؤول إسرائيلي سابق مطلع على الخطط للصحيفة عينها.
وقد تمنع المنطقة العازلة مقاتلو الفصائل في قطاع غزة من شن هجوم بري يشبه ما حدث في 7 أكتوبر، لكنه بحسب لن تمنع إطلاق الصواريخ أو هجمات الطائرات بدون طيار في المستقبل من داخل غزة.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية على خلفية تصريحات داعمة للفلسطينيين.. إسرائيل تدرس عدم تمديد اتفاق "الطاقة مقابل المياه" مع الأردن تغطية متواصلة| اشتباكات عنيفة في خانيونس وبريطانيا تحث على إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة شاهد: القصف الإسرائيلي يخلف الدمار في منطقة الرمال الضاحية الغربية لمدينة غزة طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل اليابان قطاع غزة غزة روسيا فلسطين احتجاجات ثلوج رفح معبر رفح حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل اليابان قطاع غزة غزة یعرض الآن Next قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: عملية خان يونس تكشف قدرات متطورة للمقاومة
اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن العملية التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أول أمس السبت في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس تحمل دلالات عسكرية وإستراتيجية مهمة تتجاوز نتائجها المباشرة.
وبثت شاشة الجزيرة مشاهد للعمل المركّب الذي نفذته الكتائب واستهدف ناقلتي جند للاحتلال الإسرائيلي أول أمس في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتكتسب هذه العملية أهمية خاصة كونها جرت في المنطقة نفسها التي شهدت مقتل ضابط إسرائيلي في فبراير/شباط الماضي، حيث أعلن الاحتلال حينها عن مقتل 3 من جنوده، من بينهم قائد سرية.
وأشار الفلاحي خلال فقرة التحليل العسكري إلى أن استهداف ناقلتي جند إسرائيليتين في منطقة تعتبر من أولى المناطق التي دخلها الجيش الإسرائيلي يُظهر قدرة المقاومة الاستثنائية على التسلل والظهور خلف خطوط العدو لتنفيذ عمليات معقدة.
وبحسب الخبير العسكري، فإن المخطط العسكري للعملية يمتلك معرفة تامة بالموقع الجغرافي والقطاعات التي يمكن التنقل من خلالها للوصول إلى الأهداف المحددة.
وتجلت هذه المعرفة العميقة في إشارة المنفذ إلى عملية سابقة نُفذت في المكان نفسه قبل عام واحد، حيث تم تدمير مدرعة إسرائيلية في المنطقة ذاتها، مما يدل على وجود قيادة ميدانية ثابتة تدير العمليات في هذه المنطقة منذ فترة طويلة وتمتلك خبرة تراكمية في طبيعة التضاريس وأنماط تحرك القوات الإسرائيلية.
وتأتي العملية -وفقا الفلاحي- نتيجة لإستراتيجية جيش الاحتلال المعروفة بـ"التخطي"، والتي تعتمد على التقدم إلى مناطق متقدمة دون السيطرة الكاملة على المناطق الخلفية، على افتراض أن المقاومة المتبقية ستنسحب أو لن تصمد.
ولفت إلى أن النتيجة العملية لهذا النهج هي وجود جيوب مقاومة نشطة في مناطق يعتبرها الجيش الإسرائيلي "آمنة"، مما يسمح بتنفيذ عمليات مفاجئة ومؤثرة خلف الخطوط الأمامية.
تطور آلية التنفيذ
وأوضح الخبير العسكري أن آلية تنفيذ العملية تكشف عن تطور كبير في قدرات المقاومة التكتيكية، حيث نفذت العملية من قبل مقاتل واحد يحمل عبوة عمل فدائي، مما يقلل احتمالية الكشف ويزيد مرونة الحركة.
إعلانولفت الفلاحي إلى الأسباب التكتيكية وراء نجاح العملية، مشيرا إلى أن القمرة المفتوحة في إحدى الناقلات سمحت بإلقاء العبوة مباشرة داخل الآلية، وهذا الإجراء -الذي قد يبدو بسيطا- له تأثير تدميري هائل، لأن انفجار العبوة داخل الناقلة يؤدي إلى تفجير العتاد والذخيرة الموجودة، مما يتسبب في تدمير كامل للآلية وصعوبة في إنقاذ الطاقم.
ويترك هذا النوع من العمليات المتكررة تأثيرا نفسيا ومعنويا مدمرا على الجندي الإسرائيلي، حيث إنه يبدأ في الخشية من الوجود داخل هذه المناطق نظرا لإمكانية وصول المقاومين إليه في أي لحظة.
ويمتد التأثير النفسي إلى مستوى اتخاذ القرارات، حيث يضع الجيش الإسرائيلي في حساباته وجود عبوات محتملة في كل منطقة يحاول التقدم إليها، سواء على الطرق أو في المباني.
وأكد الخبير العسكري على أن هذه العمليات تحقق استنزافا شاملا للقدرات الإسرائيلية على مستويات عدة، فمن الناحية البشرية تؤدي إلى خسائر في الأرواح والمصابين تتراكم مع الوقت، ومن الناحية المادية تدمر آليات باهظة الثمن ومعقدة التصنيع، ومن الناحية اللوجستية تفرض تكاليف إضافية للصيانة والاستبدال والإسناد الطبي.
ويمكن ملاحظة مؤشرات واضحة على الإنهاك الذي يعاني منه الجيش الإسرائيلي بحسب الخبير، والذي تجلى في عدم توفير حماية كافية للناقلتين، ففي الظروف الطبيعية كان يجب أن تكون هذه الآليات محاطة بوحدات من المشاة لتوفير الحماية أو على الأقل أن تكون ضمن منطقة آمنة تحت سيطرة قوات أخرى.