أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته الإثنين الماضي، بأن مسئولين أمريكيين يعيشون حالة من القلق الشديد إزاء تزايد الهجمات المستهدفة للقواعد الأمريكية في مناطق الشرق الأوسط.

ويشير التقرير إلى أن هناك تخوفًا بين المسئولين من إمكانية تصاعد هذه الهجمات إلى حد أن تتسبب في اندلاع "حرب إقليمية أوسع" تشمل عدة دول في المنطقة.

في الوقت الحالي، لم تسفر الهجمات الأخيرة التي استهدفت القوات الأمريكية في المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع عن سقوط قتلى، ولكن يظهر أن الرئيس جو بايدن ومستشاريه يشعرون بـ"القلق" إزاء احتمال حدوث خسائر في المستقبل القريب.

وتؤكد الصحيفة أنه مع تزايد عدد الهجمات التي تستهدف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، يتزايد أيضًا خطر سقوط قتلى، وهو ما يُعتبر "خطًا أحمر" يمكن أن يفضي إلى اندلاع حرب أوسع نطاقًا في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أنه كلما تم تلقي تقرير عن هجوم جديد في البيت الأبيض، يتساءل المسئولون عن ما إذا كان هذا الهجوم سيكون الحادث الذي سيستدعي اتخاذ قرارات رادعة بشكل أكبر، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.

وقال الجيش الأمريكي يوم الأحد الماضي إن فصائل مدعومة من إيران نفذت هجومًا بصواريخ بالستية على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق في وقت متأخر من يوم السبت، وهو ما أسفر عن إصابة عراقي واحد، بالإضافة إلى تسجيل إصابات في صفوف القوات الأمريكية.

وأكدت الولايات المتحدة أنها تأخذ الهجوم "بجدية بالغة"، وتعتبره تهديدًا حقيقيًا، كما وصف نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون فاينر، الهجوم في تصريحات له بأنه "خطير للغاية"، حيث تم استخدام صواريخ بالستية.

وفي إطار التصدي للتصاعد في التوتر، أشار فاينر خلال مشاركته في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه بي سي" الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة سترد بإقامة الردع في حالات مماثلة، وستقوم بمحاسبة الجماعات التي تواصل مهاجمتها، وأكد قائلًا: "يمكنكم التأكد من أننا نتعامل مع هذا الأمر بجدية بالغة".

ووفقًا للمصادر، فإن معظم الصواريخ التي أطلقت على القاعدة تم اعتراضها بواسطة نظام الدفاع الجوي.

وشهد الشرق الأوسط تصاعدًا في التوترات بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في ٧ أكتوبر، حيث سارع حلفاء إيران في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان ومجموعات موالية لطهران في سوريا والعراق، إلى تنفيذ هجمات على إسرائيل ومصالح أمريكية، فضلا عن استهداف الحوثيين في اليمن للسفن في البحر الأحمر وبالقرب من خليج عدن، وهو ما يثير المخاوف من توسع نطاق الصراع في المنطقة.

وفي إطار رد الفعل على هذا التصعيد، شنت القوات الأمريكية عمليات للرد على هذه الهجمات، ولكن بشكل محدود لتجنب إثارة صراع شامل.

ووفقًا لتقرير "نيويورك تايمز"، نفذت الولايات المتحدة عددًا من الضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، بهدف تقليص القدرات العسكرية للجماعة المدعومة من إيران.

ومع مرور أسبوع على هذه الضربات المكثفة، لا تزال تلك الجماعات تشكل تهديدًا، حيث تعهّدوا بمواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وكشفت مصادر من داخل إدارة الرئيس جو بايدن لصحيفة "نيويورك تايمز" أن مسؤولي الإدارة يناقشون بانتظام الاستراتيجية المناسبة للرد على التصاعد في الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، يسعى المسئولون للتوازن بين رغبتهم في عدم تجاوز هذه الهجمات دون رد، وبين تجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى اندلاع صراع شامل، خاصة عندما يتعلق الأمر بضرب إيران مباشرة.

وفي سياق سري، أشار مسئولون أمريكيون إلى أنه قد لا يكون أمامهم خيار آخر في حال تسببت هذه الهجمات في خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية.

ووفقًا للصحيفة، يُعتبر هذا "خطًا أحمر لم يتم تجاوزه"، ومع ذلك، تظل التهديدات الحالية قائمة وتشكل تحديًا للإدارة في تحديد استجابتها المستقبلية.

وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سلام ذو خبرة في المنطقة: "تواجه الإدارة مشكلة دون حل خالٍ من المخاطر"، مشيرًا إلى أنهم لا يرغبون في خوض حرب مباشرة مع إيران، وفي الوقت نفسه، لا يريدون السماح بمرور الهجمات دون رد.

وعلى الرغم من الاتهامات الموجهة من قبل معارضي الإدارة بـ"التساهل مع إيران"، يؤكد البيت الأبيض أنه يبذل جهودًا كبيرة لمحاسبة إيران على أنشطتها التي تهدد استقرار المنطقة.
ومع تصاعد التوترات، يظهر أن إدارة بايدن تحاول الوساطة بين الضرورة العسكرية للرد وبين تجنب التصعيد الكامل الذي قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة في المنطقة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشرق الأوسط القوات الأمريكية البيت الأبيض القوات الأمریکیة الأمریکیة فی الشرق الأوسط هذه الهجمات فی المنطقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الفاو: مصر دعمت جهودنا في منطقة الشرق الأوسط

أكد المدير العام لمنظمة الفاو، إن مصر دعمت جهودهم فى منطقة الشرق الأوسط، مضيفا أنهم يتم العمل على مواجهة التحديات التي تواجه المنظمة.

 

مدبولي يحضر المؤتمر السنوى لممثلى المكاتب الاقليمية والقطرية لمنظمة الفاومدبولي يشارك في المؤتمر السنوي لممثلي المكاتب الإقليمية والقطرية الفاو غدا


وأضاف خلال فعاليات المؤتمر السنوي لممثلي المكاتب الإقليمية والقطرية لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، بحضور رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس السيسي، أن هناك الملايين حول العالم يواجهون الجوع، موضحا أن الدعم الفني لا يزال مستجيبا بالإحتياجات المتطورة للدول الأعضاء.


وتابع أن شعوب العالم تعاني من عدم المساواة فى الحصول على الغذاء.

 

طباعة شارك منظمة الفاو الفاو الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • سيغريد كاغ المبعوثة الأممية الخاصة في الشرق الأوسط
  • الفاو: مصر دعمت جهودنا في منطقة الشرق الأوسط
  • هجمات إسرائيل تتمدد في الشرق الأوسط
  • الموقع الجغرافي يعرض المنطقة لمزيج معقد من الظروف المناخية.. ماذا يحدث فى الشرق الأوسط؟
  • هل ينجح تخفيف عبء الشرق الأوسط في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي؟
  • تركي الفيصل: إسرائيل الخطر الأكبر على استقرار الشرق الأوسط
  • صنعاء تبدأ محاكمة أوسع شبكة تجسس مرتبطة بالمخابرات الأمريكية
  • الخارجية الأمريكية:العراق تحت حكم خونته لصالح إيران وأذرعها في المنطقة
  • ترمب يعيد هندسة الشرق الأوسط ويُسقط ورقة العراق
  • اعتراف بخطأ قديم.. كيف تغير أميركا تعاملها مع الشرق الأوسط؟