لا صوت يعلو فوق صوت الاقتصاد حتى فى أعياد الشرطة، خلال الاحتفال بعيد الشرطة المصرية الواحدة والسبعين وجه الرئيس السيسى بإجراء حوار فيما يخص الاقتصاد، قائلاً: «محتاجين نعمل حواراً أعمق وأشمل فيما يخص الاقتصاد». قبل ذلك أعلنت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء طرح وثيقة «التوجهات الاستراتيجية للاقتصاد المصرى»، وهى الوثيقة التى خلصت إلى 873 توصية داعمة لأداء الاقتصاد المصرى، على الحوار الوطنى أيضاً.
هذا التوجه من الدولة تجاه مؤسسة الحوار الوطنى باعتبارها مظلة وطنية جامعة هو شهادة جودة ونجاح للمرحلة الأولى من الحوار الوطنى، وشهادة ثقة أيضاً يجتمع عليها حكومة ونخبة وشعب. وهو استمرار لنهج القيادة السياسية القائم على الشراكة بين الدولة ومراكز صنع القرار، وبين النخبة والشعب عبر آليات التلاقى والتواصل المختلفة وأهمها وأبرزها الحوار الوطنى.
هذه الثقة يتم ترجمتها بإحالة الملف الأبرز والقضية الأكثر إلحاحاً وأهمية الآن، وهى الاقتصاد المصرى، لا أحد ينكر واقع الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وهو ما أكد عليه الرئيس فى احتفال عيد الشرطة، فالاقتصاد هو أم القضايا الآن.
إشكالية الاقتصاد المصرى تمثل تحدياً جديداً وكبيراً للحوار الوطنى، وهو تحد مختلف عن مناقشات المرحلة الأولى من المحور الاقتصادى، فالظروف الآن أشد وطأة والضغوط على الاقتصاد المصرى باتت أكثر قسوة، لكن الكيفية التى تم بها إدارة الحوار منذ الدعوة لانعقاده، إلى إعلان مخرجات المرحلة الأولى تجعلنا مطمئنين لجودة الطرح وجدية المناقشات ومن ثم التوصيات.
العزيز الدكتور أيمن محسب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الوفد الإعلامية، ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطنى، قال إن الوثيقة تستهدف تحقيق معدل نمو اقتصادى يتراوح بين 6 و8% خلال العام المالى الجارى، لكنه ربط ذلك باستغلال مقومات الإصلاح البنيوى للاقتصاد المصرى على مدار الأعوام الماضية، وأنا أتفق معه فى ذلك فى ضرورة استغلال ما تم من إصلاح والبناء عليه، لكن أتصور الحاجة لمزيد من التحرر للاقتصاد المصرى على مستوى السياسات والأفكار، بل والوجوه أيضاً على مستوى الوزارات والمؤسسات والهيئات الاقتصادية مع كامل الاحترام والتقدير لكل من تحمل المسئولية الصعبة، والصعبة جداً منذ يونيو 2014.
فى الأيام الأولى من العام الجديد، طالعت مقالين اقتصاديين لاثنين من أبرز خبراء الاقتصاد فى مصر، ويمثلان توجهين مختلفين أيضاً، الأول هو الدكتور زياد بهاء الدين الذى جاء مقاله تحت عنوان: «مع بداية عام جديد.. هل من تغيير اقتصادى؟»، والثانى هو الدكتور أحمد جلال وزير المالية الأسبق، ومقرر المحور الاقتصادى بالحوار الوطنى الذى جاء مقاله بعنوان: «هل حان وقت تعديل المسار؟».
المقالان اتفقا على أن بيت الداء ومكامن الخلل فى أداء الاقتصاد المصرى باتت معروفة للجميع حكومة وخبراء، وحتى على مستوى المواطن العادى، كذلك طريق الإصلاح. كالعادة جاءت المبادرة والخطوة الأولى للمضى قدماً فى هذا الطريق من الرئيس السيسى، الكرة الآن فى ملعب الحوار الوطنى والمشاركين به من خبراء وأحزاب سياسية ومواطنين لاستغلال هذه الفرصة، وكذلك استغلال التعهد الحكومى بتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى، سواء توصيات المرحلة الأولى التى انتهت إلى تقديم 133 إجراء موزعة على ثلاثة محاور، فى مقدمتها المحور الاجتماعى بإجمالى 61 إجراء، يليه المحور السياسى بواقع 37 إجراء، ثم 35 إجراء للمحور الاقتصادى، أو ما سوف تنتهى إليه مخرجات المرحلة الثانية والتى بالطبع سوف تعكس اهتماماً متزايداً بالمحور الاقتصادى الذى يأتى على قمة الأولويات.
كل عام ورجال مصر الأوفياء، حماة الأمن والأمان شرطة مصر بخير، الأمن هو أساس لكل الاستقرار، والاستقرار ضمانة كل تتطور وتنمية وإصلاح، لذلك شكراً من القلب للشرطة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحوار الوطني تحد جديد أعياد الشرطة الشرطة المصرية الرئيس السيسي التوجه من الدولة الاقتصاد المصرى الحوار الوطنى
إقرأ أيضاً:
هيئة العناية بشؤون الحرمين تطلق المرحلة التجريبية الأولى للمركز الهندسي الذكي للقيادة والتحكم بالمسجد الحرام
المناطق_واس
أطلق الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس غازي بن ظافر الشهراني, اليوم، بحضور قائد القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة اللواء الدكتور فواز بن عبدالواحد المتيهي، المرحلة التجريبية الأولى “للمركز الهندسي الذكي للقيادة والتحكم”، في إطار سعي الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين إلى تعزيز كفاءة إدارة الأصول والمرافق والخدمات داخل الحرمين الشريفين, الذي يُطمح أن يكون إحدى الركائز التقنية المتقدمة لدعم اتخاذ القرارات التشغيلية، ورفع جودة وكفاءة الخدمات المقدَّمة لضيوف الرحمن من خلال العمل على مدار 24 ساعة يوميًا.
وصُمم المركز ليعمل مصدرًا موثوقًا وموحَّدًا لقيادة وتشغيل أنظمة البنية التحتية الذكية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يشمل الكهرباء والمياه والتكييف والمصاعد والإضاءة وإدارة النفايات وغيرها.
أخبار قد تهمك وزارة الداخلية تصدر دليلًا إرشاديًا لتسهيل أداء مناسك الحج لهذا العام 1446هـ 3 يونيو 2025 - 5:09 مساءً “الشؤون الدينية” تطلق مبادرة “إهداءات للحاج” لإثراء تجربة الحجاج 26 مايو 2025 - 4:03 مساءًويعتمد المركز على التكامل بين التقنيات الحديثة والبيانات اللحظية لتقديم خدمات تشغيلية متقدمة تُسهم في تحسين جودة تجربة ضيف الرحمن، بما يعزز الاستجابة السريعة، ويزيد مستوى الجاهزية والعمل بشكل استباقي، ووضع سيناريوهات وخرائط حرارية لتجويد الخدمات، وذلك سعيًا لتحقيق استمرارية الأعمال ورفع موثوقيتها خدماتٍ وأنظمة.
وتسعى الهيئة للوصول من خلال المركز الهندسي الذكي إلى تحليل لحظي ذكي للبيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لدعم اتخاذ قرارات آنية واستباقية، وتحقيق متابعة الخدمات التشغيلية والأنظمة، وتحسين مؤشرات الأداء والكشف الاستباقي على الأنظمة ومتابعة أدائها.
وتشمل أنظمة (SCADA) لمراقبة وتحكم البنى التحتية، ونظام إدارة المباني (BMS)، والخرائط الحرارية لرصد الخدمات التشغيلية وتوجيه الخدمات نحو المناطق ذات الأولوية، ومعرفة أعداد القاصدين بشكل لحظي.
ويعد التوأم الرقمي (Digital Twin) نماذج رقمية تحاكي مرافق الحرمين للتشغيل والتحكم والمحاكاة، مما يعزز الكفاءة التشغيلية، ويتيح التنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، وأنظمة (DSS) للتنبؤ واتخاذ القرار وتقديم توصيات تشغيلية تنبؤية ذكية فورية، تمكن من استباق التحديات وتعزيز المرونة الميدانية.
ويستخدم المركز نظام إنترنت الأشياء (IoT) لربط الحساسات بالمركز وتحليل بياناتها لحظيًا، ونظام الإنذار المبكر (AEWS) لتنبيه الجهات المختصة تلقائيًا عند وجود خلل أو خطر محتمل، مما يضمن استجابة دقيقة وسريعة، إضافة إلى استخدام شبكات اتصال عالية الكفاءة (5GLoRaWAN) لضمان سرعة وكفاءة نقل البيانات بموثوقية عالية ولوحات تحكم مركزية (Dashboards) لعرض البيانات من جميع الأنظمة في شاشة واحدة تفاعلية، مما يسهم في تحسين التنسيق بين الفرق التشغيلية, وتعتمد أنظمة التحكم بالدخول (Access Control) على البصمة أو البطاقات الذكية لتنظيم الوصول إلى المناطق الحساسة.
ويتيح المركز متابعة آنية لأعداد القاصدين وضيوف الرحمن داخل الحرمين الشريفين عبر أنظمة حرارية وتحليلية ذكية، مما يمكن فرق التشغيل والفرق الهندسية والفنية من تحسين توزيع الخدمات والتفاعل مع المتغيرات الميدانية بفعالية، ويُعد المركز عنصرًا محوريًا في تعزيز التحول الرقمي داخل الحرمين الشريفين لبناء نماذج تشغيلية مبتكرة تعتمد على تفعيل وتمكين التقنية من خلال تحويل البيانات الضخمة إلى قرارات دقيقة تسهم في تقديم تجربة آمنة وميسرة للقاصدين والمصلين لتجسيد أعلى معايير العناية لضيوف الرحمن.